أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع شامخ - علم وطني أم راية للخلاف أم جودلية!!؟















المزيد.....

علم وطني أم راية للخلاف أم جودلية!!؟


وديع شامخ

الحوار المتمدن-العدد: 2174 - 2008 / 1 / 28 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العلم العراقي كغيره من الأعلام الوطنية ، رمز معنوي اقترن بتكوين الدول الوطنية وفق حدودها الجغرافية وهذا ما حدث لعلمنا منذ عام 1921.
وإذا ما صح اعتراض الشاعر العراقي معروف الرصافي علي العلم والدستور ومجلس الأمة بوصف هذه المسميات كانت مؤقتة وقلقة لا تلبي الحاجة الوطنية العراقية علي مستوي الرمز والواقع، فأنا أطمئن الشاعر والمفكر الرصافي بأن العراق قد تحرر من الاستعمار الانكليزي وصار
لنا دستورا متنازعا عليه في مجلس أمة اختلف على العلم ...

فما قصة هذا العلم؟

العلم العراقي الحالي يثير ريبة وقلق طوائف مهمة تمثل نسبة غير قليلة من الشعب العراقي لما يحمله هذا العلم المسكين من مكونات صارت " حمالة اوجه" في السباق البرلماني العراقي أثناء مناقشة التعديلات على الدستور العراقي الجديد، فبعض الناس يعتقد ان النجمات الثلاث هي الوحدة والحرية والاشتراكية، والبعض يعتقد انها تعبر عن الوحدة بين العراق وسوريا ومصر، واما الالوان فيقال فيها الكثير ، فمنهم من اقتنع ببيت شعر لصفي الدين الحلي ". بيض صنائعنا، سود وقائعنا، خضر مرابعنا، حمر مواضينا."، ومنهم من قال ان الملك فيصل الاول اختار ألوان العلم العربي كالتالي: الأبيض وهو علم الأمويين. الأسود هو علم العباسيين. والأخضر وهو علم الفاطميين. وبعد ذلك أضيف اللون الأحمر إلى علم فلسطين ..
ولكن الأمر آل اخيرا الى البرلمان العراقي الذي صوت بضرورة تغيير العلم!
- إذ أكدت المصادر الصحفية ان البرلمان الحالي صوت، بأغلبية الحضور على مقترح تعديل العلم العراقي برفع النجوم الثلاثة وإبقاء عبارة الله أكبر بلون اخضر وابالخط الكوفي ، وذكرت المصادر ان 110 أعضاء من بين 165 عضوا حضروا الجلسة وافقوا على تغيير العلم.
- واعترض العديد من النواب على التغيير عادين حصوله على 110 صوت من اصل 275 بضمنهم الاعضاء غير الحاضرين يعني ضمنا عدم حصوله على موافقة تامة. فهل من حق البرلمان ان يصوت على فقرة مثار نقاش للدستور الجديد ام لا؟
المؤكد دستوريا ، ان البرلمان يحق له هذا على الاقل، لانه يمثل الطيف العراقي بشكل اثني وطائفي وسياسي ، وهو خير تعبير عن الواقع العراقي الآن ، وعلينا ان لا نتهرب من هذا التصريح.
فلماذا يجوز للبرلمان ان يرفع قضية كركوك والفقرة 140 الى المحكمة العراقية للبت في شرعيتها، ويبارك هذا الاجراء ويصوت جمع غفير من النواب على هذه المسألة التي احترمها جميع فرقاء العملية السياسية، ومها اختلفت اجتهادهم وقناعاتهم.
فلماذا لا يباركون تغيير العلم الذي حصل بالتصويت ايضا وبغض النظر عن نسبة القبول والرفض.
السؤال هو ، لماذا نريد ان نوهم الناس والمجتمع العراقي والله معا ونصرخ بحناجر مريبة
قف هكذا في علوً ايها العلم
فاننا بك بعد الله نعتصم
نحن في مرحلة تغيير شاملة يفترض بداهة ان نكون مستعدين لتقبل ثقافة جديدة تتناسب مع المرحلة القادمة .. ثقافة حياة -ونحن في بلد انهار به كل شيء-
يقول الكرد ان لهم حصة ويساوم ساستهم على المساحة والنسبة حتى الرمق الاخير ومنها ان يكون لهم رمزا ممثلا في العلم ، ويقال ان السيد بارزاني الذي تحتضن اربيل اجتماعات البرلمان العربي !!! قد وافق على رفع العلم العراقي بضعة أيام داخل اروقة البرلمان ولغاية انتهاء العرب من سياحتهم في كردستان العراق!
ويقول الاخرون ان البرازاني وافق على رفع العلم بمجرد ان تكون كلمة الله اكبر باللون الاصفر او النجمات باللون الاصفر الدال على حلم الاكراد في امبراطوريتهم وهو أضعف الايمان حاليا!
اما التركمان فيتمنون ان يدخلوا في لعبة الالوان ويكون تمثيلهم في مساحة قماشة العلم باضافة اللون الازرق ، والحمد لله ان المسيحيين و الصابئة واليزيديين والشبك والسريان والكلدان والاشوريين ، والازارقة والاباضية والشيخية والاسماعلية والمهدوية ..
لم يكن لهم صوت مسموع في البرلمان العراقي، والا لصار العلم العراقي " جودلية" اي قطعة قماش مكونة من فضلات خرق الخياطين ولها استخدامات شتى يعرفها عراقيو الجوع والمحنة والحروب والحصارات ..
ويقول الشيعة ان هذا العلم قد ذبحهم من الوريد الى الوريد في نضالهم المرير ضد النظام السابق، فمن بقى اذن مع العلم العراقي ؟
انا اعتقد ان الذين يقفون الان ضد تغيير العلم لا بد ان يكونوا معنيين تماما وواقعيين في سلوكهم النيابي المهني والوطني معا ، ولا اقول منصاعين كعبيد ، لعملية التغييرات الكبرى في الحياة العراقية بعد سقوط النظام السابق .
وإلا فما قيمة خرقة قماش تأتزرها حسناوت العالم المتقدم على كافة مفاتنهن في اوربا واستراليا وانحاء كثيرة من العالم . ، تكون مبعث هذه العنتريات الوطنية ؟ ولماذا لم يلُم صدام حسين عندما اضاف عبارة الله اكبر على العلم وهي شعار اقترن بالجهاد الاسلامي في فترة سابقة ويقترن الأن في الحركات الارهابية من السفاح ابن لادن الى كل خلية نائمة في مواطن الناس الامنة في العالم ، ونحن كعراقيين غير معنيين بهذا إطلاقا.
حضرت مهرجانا لمناسبة يوم استراليا ، كانت طائرات مدنية تقوم بحركات استعراضية بسيطة وهي ليس كالطائرات الحربية العراقية في استعراضاتها المهيبة، طائرة مدنية بيضاء تحمل العلم الاسترالي وفي اسفله كتابة ترحب بالمحتفلين ...، اي انها اضافة على العلم اقتضتها هذه المناسبة، في حين كانت الحشود الملونة من الناس تفترش " الحدائق العامة وضفاف نهر سوان ، متمتعين بالالعاب النارية
التي زينت سماء المدينة بعذوبتها وجماليتها وبراءتها .. ، فسيفساء من الناس ، من الابورجينيين وهم سكان استراليا الاصليين وهم فرحون بيوم بلدهم مع خليط عجيب من الجنس الاشقر الى الاصفر الى الاسمر والأسود وهم يرتدون العلم الاسترالي كفانيلة وكلباس داخلي وكنعال ويحرقونه عند اول احتجاج على حكوماتهم .. لا شيء مقدس إلا الانسان.. اليس هذا درس مفيد.
فلماذا التشدق بعلم ولى زمانه ، ولماذا الدفاع عن عروبة العراق اكثر من عراقيته ، ولماذا المزايدة على قرار برلماني من قبل اعضاء يصوتون او يخضعون للديمقراطية معارضين او صامتين ، ولكنه في خارج القبة ينوحون كالثكالى على علم لم يتفق عليه العراقيون بعد مرحلة الصنم الاوحد؟
ثم لماذا لم يحضر بقية اعضاء البرلمان ويغيروا النتيجة بالتصويت للضد ويفشلوا المؤامرة على حد زعمهم ؟
واذا كان من حق البرلمان العراقي التصويت على تغيير العلم ، فأرى انه غير معنيّ بامور شكل العلم ورموزه التي هي مسؤولية خارج سلطة البرلمان ، وتوكليها الى لجنة تنفيذية تحيلها الى دعوة الفنانيين واصحاب الاختصاص لتقديم اقتراحاتهم ومن ثم دراستها وقبولها واعتمادها كشكل نهائي للعلم العراقي الجديد ، الذي سيكون كما نأمل رمزا وطنيا خالصا يتناسب مع تضحيات الشعب العراقي في مسيرته منذ تأسيس دولته الى الآن..
لا تجعلوا علم العراق مفقسة للرايات .. بعد ان كان سبورة يدون عليها الصنم تخاريفه !!



#وديع_شامخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثرثرة فوق جثة الموت _ سركون بولص يرحل الى مدينة أين
- الغواية تكتب سيرتها الجمعية
- ابواب الدخول الى غابة الشعر
- رأس السنة وثعالب التقاويم
- دموع الجنرال
- دموع اجنرال
- بغداد أمنا .. لا تهالك على بابكِ الغرماء
- بغداد أُمنا ..لا تهافت على بابك الغرماء
- عرقيون .. ولكن بعد هذا الفاصل
- نص في الأزمة
- الكونغرس الأمريكي .. هل وحّد ساسة العراق أم فَضَحهم
- علي السوداني ومحنة البحث عن الحياة الآمنة
- الشاعر العراقي وديع شامخ.....الشعر تجربة انسانية وجمالية.لا ...
- الرئيس بوش في ضيافة ابو ريشة
- جال في خاطري أن أغني قبل التدوين
- الدم الأمريكي .. خط أحمر
- الدم الامريكي.. خطّ أحمر!!
- 33شمعة تضيء تجربة الشاعر أديب كمال الدين
- المشهداني وراتب التقاعد الأريحاني
- اتذكرك كحمى طازجة واهذي


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع شامخ - علم وطني أم راية للخلاف أم جودلية!!؟