أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع شامخ - حصان الوطنية وعربة المأرب














المزيد.....

حصان الوطنية وعربة المأرب


وديع شامخ

الحوار المتمدن-العدد: 2179 - 2008 / 2 / 2 - 10:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حصان الوطنية وعربة المآرب
ومجال الجذب

تذهب الحكاية الشائعة عن أن السيد نيوتن اكتشف قانون الجاذبية من وحي سقوط تفاحة علي رأسه، فأفزعه أمر سقوط هذه التفاحة الحتمي دون خيارات أخري، مثل ارتفاعها أو طيرانها.
ولأنه عالم مختص بدراسة الظواهر الطبيعية الفيزيائية لم يتمثل لتاريخ سقوط التفاحة الغيبي ولا التفكير بتاريخ الخطيئة الأولي والعقاب السماوي لهبوط جدنا الأول آدم، أي أن سقوط التفاحة (ربما في لحظة اختمار لفكرة الجاذبية) قد أحال هذا العالم إلي ذروة دراسته لظاهرة قوة جذب الأرض فانصرف في حدود حقله العلمي إلي اكتشاف قانون الجاذبية وهو قانون أحدث تغيرات كبيرة في الفهم العلمي والشعبي لحركة الكائنات والجمادات في كوكبنا الأرضي. وفي الواقع الاجتماعي الإنساني برغم الفارق بين الظواهر الطبيعية والإنسان نجد أن العالم يفسر التغيرات في هبوط الإنسان وسموه أيضاً يخضع إلي قوانين ومقدمات منطقية تقود إلي نتائج محسوبة وفقاً لقانون المنطق المعروف، فلا شيء يأتي من فراغ لأن حركة الحياة ببعديها الطبيعي والروحي تخضع إلي علاقة جدلية قوامها الشعور بالحاجة المتبادلة لفهم قوانين التطور علي المستوي العام في الحياة في انهيارها ونشوئها.
أما في الحقل السياسي فالأمر أكثر تعقيداً من هذا التسامح وربما التبسيطي لدور السياسي في الحياة العامة ويزداد الأمر خطورة في حياة الشعوب التي لا تمتلك أبسط المقومات المؤاتية لفرز دور السياسي وأهميته سلباً أو إيجاباً.
فبعد سقوط صدام شخصياً انفجر بركان من الفهم الشعبي لمرحلة السقوط ــ بعد مرحلة الفرهود طبعاً ــ يؤسس للساسة العراقيين طريقاً لفهم السقوط بوصفه فرصة ذهبية لاشتغال الساسة في الفوز القادم والمنتظر، وهنا انتحر الظرف الموضوعي لمعالجة أو لمداولة في الشأن الخاص للسياسي العراقي (لا سيما وإن الهامش المسموح به في التمثيل العراقي السياسي لمناقشة الآخر قد أثبت هو الآخر عدم فاعليته بسبب حاضنات فكرية لأعضاء بعض مجلس النواب للاحتكام إلي شروط لعبة خارج الحقل السياسي العراقي وهم يؤيدون هذا الاتجاه. فالسياسي العراقي الآن لا يشتغل إلا وفق اشتراطات سياسية عراقية يحكمها قانون الجاذبية والفعل ورد الفعل لا يحكمها مشروع وطني يضع العربة خلف الحصان وكأن هذا السياسي الجديد لا يفهم أبسط قواعد اللعبة، لعبة السائس والحصان. وفي ضوء هذا التخبط اللاموضوعي لدور الساسة والذين يحلمون كلهم بمشاريع منفردة للإنسان العراقي متناسين أن الفيلسوف سبينوزا يقول (لا يمكن إرغام أحد بالقوة أو القانون علي امتلاك السعادة الأبدية). يوم بعد يوم يؤكد بعض الساسة العراقيين أن مفهوم السقوط هو متوالية للسقوط في نتائج حقل آخر كان له أن يقود هذا المفصل العراقي في لحظة حرجة من تاريخه لا أن يقف شاهداً أو ناطقاً فقط، والغريب في أمر الساسة في العراق قدرتهم العالية في (تعليق العضوية) أو الاستقالة والذهاب إلي عوائلهم في لندن طهران وغيرها من العواصم الحاضنة. وهذا قد تساهم في نمو التيارات التي راهنت علي هشاشة البرامج السياسية الوطنية لهؤلاء ويرمون بأوراقهم الأخيرة في ظرف التخبط هذا ليصطادوا بشكل واقعي صيدهم الوفير، طوابير من المتسيسين علي سعر الصرف. وإذا عاني السياسي العراقي في الوضع الجديد من الظلم فعليه أن يعي ثانية أن الحقل السياسي له اشتراطات لا تكفي مزاياه وعطاياه للدخول إليه بهذه البساطة للخروج منه بهذا الشكل الاعتباطي يجب علي الساسة أن يكونوا علي قدر من المعقولية في دورة التراجع والانتصار فقط، سيذهب بالسياسي العراقي إلي حالة فقدان التوازن وفق مبدأ ذراع القوة والمقاومة حسب المفهوم الميكانيكي لا سيما وأن السياسي يعي قبل غيره قيمة الاختلال في التوازن بين القوة وذراع المقاومة في الحقل السياسي تحديداً يعني إظهار قدر من المرونة اللازمة لتهيئة ظروف مناسبة لإنضاج طرح الحلول بقوة كافية لا تستطيع القوة إلا أن تعترف بها كذراع حقيقي للمقاومة الوطنية الواقعية والسلمية ..
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>



#وديع_شامخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس في الاختلاف
- غاستون باشلار والحلم على لهب شمعة
- علم وطني أم راية للخلاف أم جودلية!!؟
- ثرثرة فوق جثة الموت _ سركون بولص يرحل الى مدينة أين
- الغواية تكتب سيرتها الجمعية
- ابواب الدخول الى غابة الشعر
- رأس السنة وثعالب التقاويم
- دموع الجنرال
- دموع اجنرال
- بغداد أمنا .. لا تهالك على بابكِ الغرماء
- بغداد أُمنا ..لا تهافت على بابك الغرماء
- عرقيون .. ولكن بعد هذا الفاصل
- نص في الأزمة
- الكونغرس الأمريكي .. هل وحّد ساسة العراق أم فَضَحهم
- علي السوداني ومحنة البحث عن الحياة الآمنة
- الشاعر العراقي وديع شامخ.....الشعر تجربة انسانية وجمالية.لا ...
- الرئيس بوش في ضيافة ابو ريشة
- جال في خاطري أن أغني قبل التدوين
- الدم الأمريكي .. خط أحمر
- الدم الامريكي.. خطّ أحمر!!


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع شامخ - حصان الوطنية وعربة المأرب