أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الإكتئاب الثقافي:قصة سلطان مع وزير مثقف














المزيد.....

الإكتئاب الثقافي:قصة سلطان مع وزير مثقف


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2168 - 2008 / 1 / 22 - 12:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كان وفيا جدا للسلطان وغيورا جدا على مصالحه وقربه السلطان منه لأنه واثق من حبه له ومن ولاءه للدولة والوطن .
وكان كثير المواهب :شاعرا وناثرا ورساما , وكان أيضا مهرجا للسلطان وبطانته .
وقد أحبه السلطان حبا كبيرا وقربه منه أكثر وأكثر وزوجهمن إبنته الأميرة وتعتقد الناس حين تقرىء قصص الزواج من الأميرات أن كلهن جميلات وقد لا حظت ذلك في القصص المكتوبة ففي القصص دائما ماتكون الأميرة جميلة غير أن هذه الأميرة ليست جميلة , ولكن صاحبنا تزوجها وعاش معها مكتئبا حزينا كلما رأى إمرأة جميلة عظ على شفتيه غيظا وشهوة .
وجعله السلطان ولدا له أو عامله كما يعامل الآباء أبناءهم.
وأحبه ايضا الشعب وهتفوا بإسمه وكان السلطان يسمع هتافات التحية له مقرونا بإسمه , فحين كان يذهب السلطان للقاء الناس كانوا يحيونه ويهتفون بإسمه وإسم زوج الأميرة الذي أصبح كبير وزراءه بعد أن تزوج من إبنة السلطان .

ولكن هذه الهتافات لم تعجب السلطان فأحس من وزيره وزوج إبنته بالخطر على مدينته فأراد التخلص منه ولكنه لم يرد أن يتخلص منه بطريقة بشعة بل أراد أن يكون الخلاص بطريقة يموت بها وزيره ميتة مريحة لا أذى فيها ولا إرهاق.
فوضعه في سجن القلعة بتهمة خيانة الدولة والنظام التي كان يحكمها وأخذ يفكر بطريقة يموت فيها ميتة هادءة .
فأحضر معه في السجن شعراء من أتفه أنواع الشعراء في المدينة ..يكسرون في الوزن وأشعارهم غير مرموقة ولا تحفر في وجدان وضمير المستمع لهم .
ثم أحضر رسامين من أسقط الرسامين .
ومن ثم وضع معه في السجن عازفون من أتفه أنواع العازفين ...فعزفهم نشاز وأصواتهم نشاز ...وأداؤهم نشاز وحياتهم نشاز .
وبالمناسبة لم يكونوا هؤلاء النشاز من الشعراء والرسامين نزلاء سجون بل كانوا مدراءه وحراسه .
وهؤلاء النشاز لا يقتنعون أن عزفهم نشاز بل يتصورون أنهم هم الأكثر إبداعا وكذلك الفنانون والشعراء .
وقد إغتاظ الوزير زوج الأميرة من هذه المعزوفات النشاز التي يسمعها بأذنيه .
ومن كثرة ما يرى من لوحات فنية تافهة .
وقد اصابه الإكتئاب النفسي الداخلي المنشأ من كثرة ما جلبة له تلك الأشعار من حزن وسخط .
وبدأ يشعر بثقل كبير في {اسه وضغط عصبي في خلفية رأسنه وألم في أسفل قدميه وكان يتمنى كل يوم لو يموت وأحس من أنه في كل يوم يموت ألف مرة بل وفي كل لحظة .
وبدأ يشعر بخدر في أطرافه السفلى وكذلك بتسارع في دقات قلبه .
وكان السلطان يرسل له أطباء كلما سمع أنه مريض ولم يكن الطب في ذلك العصر متطورا .
وكانت تقارير الأطباء تقول : إنه ممثل بارع ولا يوجد به أي ألم .
وكان السلطان يصدق تلك التقارير .
غير ان الوزير المسكين كان يعاني من إكتئاب داخلي المنشأ وهذا مع قلق زائد مصاحب لتلك الحالة السيئة .

وبدأ يتذكر الأميرة القبيحة وكيف بدد شبابه معها .
وأخذ الإكتئاب يحفر في أحشاء الوزير المريض حتى أصبح يعاني من سوء في الهظم وإنتفاخ في القولون وإرتجاج وببرد شديد حتى في فصل الصيف.
وهكذا لم تستمر حياته طويلا ومات ميتة شنيعة ولو قتله السلطان بحد السيف لكان أهون على صاحبنا من تلك الفترة التي قضاها في سجنه .

##############################################################################
أليس من الملاحظ في الوطن العربي أن المبدعين الحقيقيين لا يعيشون طويلا؟.

وإن العيادات النفسية أكثر روادها من المثقفين؟
وأنهم يعانون من أمراض نفسية كبيرة وتقول عنهم الناس أنهم ممثلون علما أنهم مريضون حقا ؟
والناس أيضا لا تستمع لشكواهم ؟
وأن يعيش المثقف في الدول العربية عامل نظافة يحمل مكنسة أفضل له من حمل الأقلام والأوراق؟



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تفقد الطيور حاسة السمع حين تفقد أجنحتها ؟
- السلفية مرحلة إصلاحية
- هل تعلموا أن المسيح كان يحيي الموتى!؟
- صاحب دار نشر لا يقرىء ولا يكتب
- إبنك يا حجه بدخن ؟
- معجزات عربيه وآسيويه وشمال أفريقيه
- رجل تقي ضيع زوجته
- الدول العربية لا تستحق الدعم الأمريكي
- الجنس والدين والسياسة
- قالوا: تأدب. قلت : مؤدب
- نوح لم يعش 990 سنه
- الليبرالية العربية ليبرالية قديمة
- ثقافة شرقية أم إسلامية ؟
- صفات الملوك
- تذكرتك يا غالية
- القراءة بين السطور
- المرأة التي تكره الرجال والرجل الذي يكره النساء
- المجتمع المدني يصنع الحرية
- هكذا عشنا عام 2007م
- كثرة القراءة تدخل صاحبها الجنة وقلة القراءة تدخل صاحبها النا ...


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الإكتئاب الثقافي:قصة سلطان مع وزير مثقف