أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عزيز الحاج - عندما تكون المرأة العراقية ضحيتهم الأولى..














المزيد.....

عندما تكون المرأة العراقية ضحيتهم الأولى..


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 11:45
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


خبران هامان عن المرأة العراقية، أحدهما محزن ويقودنا لأيام ثورة 14 تموز وانفتاح الزعيم عبد الكريم قاسم؛ أما الثاني، لو صح، فهو محزن وفي الوقت نفسه يدعو للاستهجان والغضب.
الخبر المحزن هو رحيل الدكتورة المناضلة نزيهة الدليمي، أول وزيرة في العراق والمنطقة العربية. هذه الشخصية النسائية المناضلة كرست عمرها لهموم الشعب وقضاياه، ولاسيما لحقوق المرأة.
اسم المرحومة نزيهة مرتبط بنضال المرأة العراقية منذ الخمسينات المنصرمة في الدفاع عن حقوق العراقية وعن حق الشعب في الديمقراطية، والحرية، والتقدم.
لقد كانت المرأة العراقية بلا حقوق سياسية، وكانت المرأة الريفية خصوصا في وضع مهانة وإذلال؛ ثم اندلعت الثورة، وكان من حسن حظ العراق أن يكون قائد الثورة إنسان عالي الخلق، منفتح العقلية، يجسد التسامح الديني والقومي، ويذوب في حب العراق، وفقراء العراق.
في عهد الزعيم عبدالكريم قاسم تبوأت نزيهة الدليمي منصبا وزاريا وكان لها دور مهم في صياغة قانون الأحوال المدنية، الذي كان طفرة كبرى للأمام بين القوانين العربية.
رحلت الدكتورة نزيهة وهي تشاهد ذلك القانون العظيم يطمس ويطمر بدستور حكم الشريعة، وعمليا بفتاوى وممارسات المليشيات والأحزاب الإسلامية، وكل المتطرفين والمتزمتين دينيا. ليس وجود نائبات في البرلمان بكفي لوحده للتدليل على أن حقوق المرأة العراقية مصانة، فمعظم نائباتنا الفاضلات يؤمن بحكم الشريعة، ووصاية الرجل على المرأة، بل وحتى ضربها من قبل الرجل، وقدسية الحجاب، ذلك الحجاب الذي لا يشير له القرآن الكريم ولو إشارة واحدة!
في سياق الأوضاع المتهورة لحقوق المرأة العراقية، كتدهور كل أوضاع العراق، يأتينا خبر قيام وزير التربية العراقي بفرض الحجاب على التلميذات والطالبات من عمر ست سنوات وما فوق.
إننا ننتظر تفاصيل كافية عن هذا الموضوع للتأكد أولا من مدى دقة الخبر، ومن ثم تكريس مقال خاص له. لكن السؤال: هل مثل هذا الخبر غير متوقع؟ هل يفاجئنا خبر من هذا النوع؟ نعتقد أن لا، وألف لا، مادام حكم الشريعة قد صار هو الدستور، وأب القوانين وأمها معا! هل نفاجأ، وأمامنا مئات الوقائع، منذ سقوط نظام صدام، عن امتهان المرأة على أيدي الأحزاب الإسلامية، والمليشيات، والتكفيريين الوافدين في غزو "إسلامي" دموي؟؟ أية كرامة وحقوق تبقى للمرأة عندما يستوحي حكم الشريعة من الفتاوى بخطبة الرضيعة، وزواج القاصرات؟؟
لم تكن المرأة في العهد المباد بخير، فقد عانت معاناة بالغة وعاشت المآسي بسبب الحروب الكارثية، وسياسة القمع الدموي، والمقابر الجماعية، وليس ما وقع بعد زوال ذلك النظام هو ما يحقق آمال المرأة، ويلحم جراحها. إن إلغاء قانون الأحوال الشخصية الصادر عام 1959، قد حدث بعد سقوط صدام،، حيث فرض حكم الشريعة، الذي هو النقيض التام لحقوق المرأة، ولحقوق الإنسان كما هو منصوص عليها في الإعلان الدولي لحقوق الإنسان.
كلا، ليس مثل هذا الخبر عن وزارة التربية مفاجئا لنا، فقد قرأنا أيضا أن الكتب المدرسية صارت تطبع في طهران بحجة رخص التكاليف!!، ومن قبل ذلك تعليمات الوزارة بجعل البرامج المدرسية منسجمة مع "توجهات" المرجعية الشيعية. ليس من الصدف تشبث الأحزاب الإسلامية الحاكمة باحتكار وزارة التربية، بجنب وزارات الداخلية، والنفط، والكهرباء، ومستشارية الأمن القومي. إن من المعروف جيدا أن التربية المدرسية منذ الابتدائية، هي والتربية العائلية، تكونان عقلية ونفسية الجيل الجديد، وإن الأحزاب الإسلامية تعمل في كل مكان، وكل بلد، وحيثما استطاعت غسل دماغ المواطنة والمواطن منذ الطفولة.
تحية لذكرى الدكتورة نزيهة الدليمي، رمز جهود ونضال كل النساء الديمقراطيات العراقيات منذ العهد الملكي في سبيل خير العراق والمرأة. ترى، هل ستسترد المرأة العراقية حقوقها المستباحة؟ ذلك مرتبط طبعا بمجمل الوضع العراقي، ومساره المستقبلي؟



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الجدل المثير حول قرار الكونغرس
- سلمان شكر في ذمة الخلود
- أين أنتم من محنة سلمان شكر!؟
- مع التطورات العراقية الأخيرة
- هل نحو حكومة تكنوقراط عراقية؟؟
- نعم.. المواطنة هي الأساس..
- وأخيرا جاء دور الطائفة الأيزيدية!
- مثلث التطرف الإسلامي
- بين الفرحة الفريدة والأحزان المقيمة.
- الكابوس الليبي وتراجيديا الممرضات البلغاريات..
- الفوز الرياضي العراقي بين الابتهاج والموت!
- جيش المهدي ومفارقات السيد رئيس الوزراء..
- مفهوم الاعتدال السياسي لدى القيادات العراقية
- الأحزاب الدينية الحاكمة وتقويض العملية التربوية في العراق
- أين العرب من مأساة دارفور؟؟!!
- حرب تطهير العراق من المسيحيين
- بماذا يتباهون؟؟
- هل الانتخابات الحرة خطر على الديمقراطية؟
- إنهم يحرقون المنطقة..
- قمة الدول الصناعية بين توترين..


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عزيز الحاج - عندما تكون المرأة العراقية ضحيتهم الأولى..