أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عزيز الحاج - وأخيرا جاء دور الطائفة الأيزيدية!














المزيد.....

وأخيرا جاء دور الطائفة الأيزيدية!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2011 - 2007 / 8 / 18 - 10:52
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لا يمكن تصور درجة الذهول والغضب والألم لسماع نبأ الجريمة الإرهابية الوحشية التي ذهب ضحيتها المئات من أبناء الطائفة الأيزيدية. إنها صفحة سوداء جديدة في سجل الإرهاب الذي يزداد دموية واتساعا وهمجية في العراق المستباح.
على مدى أكثر من أربع سنوات ونصفا تعرض المسيحيون والصابئة المندائيون لحملات مطارة، وتهجير، ونهب، وعدوان. اغتيل القسس، وأحرقت الكنائس، واضطر عشرات الآلاف من المسيحيين للهجرة للدول العربية المجاورة أولكردستان، بعد نهب دورهم وممتلكاتهم. أربع سنوات ونصف السنة تضرب الأيدي المجرمة للإسلاميين الإرهابيين، من سنة ومن شيعة متطرفين أبناء دجلة والفرات الذين، يمتد تاريخهم في العراق إلى آلاف من السنين وقبل ظهور الإسلام.
على مدى هذه الفترة المظلمة طورد أيضا الصابئة في مدن الجنوب، وصاروا تحت كابوس الرعب اليومي.
لقد انفلتت الأحقاد الدينية، وجرت بجانب التطهير المذهبي، عمليات تطهير ديني لغير المسلمين أو لمسلمين ليسوا لا شيعة ولا سنة. جميع هؤلاء الضحايا وضعوا في خانة الكفار الذين يجب استئصالهم بلا هوادة.
إن من المؤسف أنه خلال تلك السنوات لم تتخذ الحكومات المتعاقبة أي إجراء ناجع لوقف زحف الإرهاب الديني الأعمى، ولا يزال اضطهاد المسيحيين جاريا في الموصل والبصرة وبغداد دون أن ترتفع أصوات إدانة من المسؤولين وكأن تهجير وقتل غير المسلمين تحولا لمجرد روتين لا يستحق الاهتمام والمعالجة!
اليوم فإن الأيدي المجرمة نفسها، لا سيما أيدي القاعديين التكفيريين، تغتال بالمفخفخات وتجرح عشرات المئات من أبناء الطائفة الدينية الأيزيدية، المسالمين، القابعين في منازلهم خارج المدن، والمعروفين بالمسالمة ورفض العنف.
إن الأيزيدية في العراق كانوا دوما موضع تصورات تشكيكية، وأوهام عن دينهم وطقوسهم وكأنهم أبناء الشيطان. أما أن يذهبوا ضحية عمليات إرهابية تقتل منهم المئات، فهذه ظاهرة جديدة من ظواهر العراق "الديمقراطي".
إن من دلائل هذه الجريمة السافلة واستمرار الإرهاب واتساعه كل يوم هو فشل الخطط الأمنية، وعجز الحكومة عن معالجة الوضع تدريجيا وعلى خطوات ناجعة التأثير. لقد ادعت الحكومة مرارا عن استعداد القوات العراقية لاستلام الملف الأمني كله وهذا مجرد وهم مع الأسف.
إن تصاعد الإرهاب بوحشية متناهية، ومعالجة الأزمة العراقية التي تكاد تدمر العراق، لا يتمان باجتماعات قيادية تنتهي دون اتخاذ خطوات جديدة لمعالجة الأمور بروح وطنية عراقية،، تؤمن بأن الانتماء هو أولا للعراق، وأن كل ما يقع من عنف ومظالم في أي جزء منه يمس البلاد كلها، من الفاو وإلى جبال كردستان.
إن الساسة العراقيين الذين بأيديهم السلطة مصابون بمفاهيم خاطئة عن الديمقراطية وكأنها تعني مجرد انتخابات، وهم في الوقت نفسه يحملون مفهوما مغلوطا عن "الاعتدال" وكأن الاعتدال يعني الطائفية والضيق القومي والتساهل مع المليشيات!
إن الوضع لا يمكن علاجه بتشكيل ما يدعى ب"جبهة المعتدلين"، المشكلة من الأحزاب الحاكمة نفسها، وإن ضرب الإرهاب وقوى العنف والجريمة لا يمكن أن تقوم به أية حكومة قائمة على التحاصص غير السياسي، وحيث كل يفكر أولا بمصالح الحزب أو الفئة.
إننا لا نزال نرى، أن الوضع يتطلب حكومة مستقلين من رئيس الوزراء وإلى كل وزير، حكومة مقلصة وكفئ لا ترتبط بأي حزب أو مرجع ديني وبأية مليشيا؛ وكما اقترح عدد من الكتاب مرارا ومنذ سنوات فإن المطلوب التركيز أولا على المسألة الأمنية، ووقف التدخل الإقليمي، وثانيا الخدمات، وهذا يفرض أيضا "تعطيل الديمقراطية" مؤقتا، وإعطاء إجازة طويلة للبرلمان العتيد.
إن هذه وصفة ووجهة نظر وهناك كما نعرف وجهات نظر أخرى عديدة يطرحها الساسة والعديد من الكتاب العراقيين.




#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثلث التطرف الإسلامي
- بين الفرحة الفريدة والأحزان المقيمة.
- الكابوس الليبي وتراجيديا الممرضات البلغاريات..
- الفوز الرياضي العراقي بين الابتهاج والموت!
- جيش المهدي ومفارقات السيد رئيس الوزراء..
- مفهوم الاعتدال السياسي لدى القيادات العراقية
- الأحزاب الدينية الحاكمة وتقويض العملية التربوية في العراق
- أين العرب من مأساة دارفور؟؟!!
- حرب تطهير العراق من المسيحيين
- بماذا يتباهون؟؟
- هل الانتخابات الحرة خطر على الديمقراطية؟
- إنهم يحرقون المنطقة..
- قمة الدول الصناعية بين توترين..
- هوس العداء للعولمة..
- مرة أخرى عن عصابات الإرهاب الصدرية!
- الحكومة الفرنسية المثيرة!
- القنبلة الإيرانية وفتوى مولانا البرادعي!
- هل تجب إبادة الكرد الفيلية؟!!
- نكتب أم لا نكتب؟ تلكم هي المعضلة!
- صرخات استغاثة وجريمة عدم المبالاة!


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عزيز الحاج - وأخيرا جاء دور الطائفة الأيزيدية!