أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - جبهة التوافق..المواقف المتأرجحة















المزيد.....

جبهة التوافق..المواقف المتأرجحة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 1997 - 2007 / 8 / 4 - 10:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم تمض الا ايام قلائل على عودة جبهة التوافق الى الحكومة والبرلمان حتى عادت واعلنت عن انسحابها من الحكومة والبرلمان من جديد، معلنة عن جملة من الشروط التي تطلب من الحكومة تنفيذها في سقف زمني محدد لا يتجاوز الاسبوع، ولا ندري لم عادت جبهة التوافق اساسا الى العملية السياسية لمدة قصيرة، في حين كان بإمكانها طرح تلك الشروط وهي في مرحلة المقاطعة السابقة؟!.
جبهة التوافق والقوى المنضوية فيها ادمنت اعتماد منهج المقاطعة وبالغت في استخدامه، وهو بالتأكيد حقها السياسي لكنها تعسفت في استعمال هذا الحق، فهي كقوة سياسية مهمة وتمثل شريحة كبيرة من الشعب العراقي عليها الالتزام بمصالح ومطالب قواعدها الجماهيرية والايفاء بالعهود والوعود التي قطعتها لتلك القواعد، مهما كانت طبيعة تلك العهود والوعود، واذا لم تجد اذنا صاغية او تجاوبا حاسما من شركائها في الحكومة فعليها فعلا اتخاذ موقف حازم لكن ليس مواصلة التهديد بالانسحاب.
لقد نفذت عدة قوى سياسية تهديدها بالانسحاب، فانسحب التيار الصدري من الحكومة رغم ان اصواته هي التي كانت حاسمة في تحديد رئيس الوزراء نفسه، كما انسحب حزب الفضيلة من كتلة الائتلاف عندما وجد تناقضا بين رؤية الحزب ورؤية الكتلة، وكل هذا في حسابات السياسة امر عادي، لكن من غير العادي ولا المألوف ولا النافع ان تبقى كتلة سياسية كبيرة ومهمة وعلى مدى سنوات غير قادرة على تحديد موقفها من العملية السياسية، فلا هي داخلها ولا هي خارجها، وربما كانت جبهة التوافق ستكون اكثر فعالية لو انها حسمت موقفها بالخروج من الحكومة واتخذت قرارها بالدخول في المعارضة من داخل العملية السياسية، كما ان الجبهة لو لم تطرح نفسها في الانتخابات لربما وجدت القواعد التي انتخبت هذه الكتلة بديلا يمثلها ويعبر عن مصالحها، فالاضرار الناجمة عن تعليق جبهة التوافق مشاركتها في العملية السياسية لن تطال بقية القوى بقدر ما ستطال القواعد الشعبية التي انتخبت جبهة التوافق، وقادة الجبهة على يقين ان حالة الاختلال التي يركزون عليها في بناء بعض اجهزة الدولة هو ناجم اساسا عن سياسة المقاطعة التي اعتمدتها القوى الممثلة للعرب السنة في الايام الاولى لبناء تلك الاجهزة.
المطالب التي تقدمت بها جبهة التوافق قد تبدو عادية للوهلة الاولى ولكن التدقيق فيها ومقارنتها بالمهلة الزمنية التي منحتها للحكومة لتنفيذها تمثل مفارقة كبرى، فمدة اسبوع تبدو شيئا هزليا مقارنة بعدد وحجم المطالب، كما ان جبهة التوافق لا تعلن عن اي مقابل لقاء تحقيق هذه المطالب، بل حتى لم تتعهد بالمشاركة في حل او تجنب المخلفات الجانبية لتنفيذ هذه المطالب، فهي في طلبها بالاطلاق الفوري لسراح جميع المعتقلين تنسى مثلا ان لضحايا هؤلاء اسرا وعشائر لن تتوانى عن محاولة الثأر، بل تنسى ان احد المفرج عنهم ممن اتهموا بالانتماء الى القاعدة حاول اغتيال السيد سلام الزوبعي نائب رئيس الوزراء وهو من آواه وإئتمنه على حياته، فكيف الحال اذا ما اطلق سراح المئات من اشباه هذا الشخص، وهل نسي قادة التوافق الكوارث التي واجهها ويواجهها الشعب العراقي جراء قيام صدام حسين بإطلاق سراح المجرمين قبل اسابيع من سقوطه ؟.
الكثير من البلدان العربية التي عانت من الارهاب او مرت بها موجاته، ما زالت تحتفظ بعشرات وربما مئات المعتقلين من الذين انتموا الى الجماعات المتطرفة رغم مرور ما يزيد على العقد منذ ان اعتقلوا بل راح بعضهم يدبج المؤلفات في البراءة من الفكر المتشدد وتخطئة اعمال الجماعات المتطرفة ومع ذلك لم تطرح فكرة العفو العام عن اولئك، اما في مجال محاربة المليشيات فقادة التوافق يعرفون جيدا ان الحكومة في حالة مواجهة حقيقية مع المليشيات وحجم العمليات العسكرية التي تقوم بها ضدهم لا تقل عن حجم العمليات الموجهة ضد الارهابيين وفلول الصداميين، واذا كانت لهذه الميليشيات من قوة فانما هي مستمدة من حاجة شعبية لمواجهة القتلة الطائفيين من الانتحاريين ومن يؤويهم ويساعدهم من الذباحين وأمراء الموت، ويتجاهل قادة التوافق ان بناء جماعات التطرف في العراق تطور بسرعة وحجم مذهلين حتى صارت الاراضي العراقية مكانا لتفريخ الارهاب وتصديره الى الجوار وان المواطنين العاديين لا يمكن ان يقفوا مكتوفي الايدي وهم يرون قتلتهم يسرحون ويمرحون ومن هنا انتج المجتمع تلك المليشيات التي تعتبر تكوينا مرضيا لكنه نتيجة من نتائج الارهاب اليومي.
لا شك في ان الحكومة العراقية، حكومة الوحدة الوطنية، تعاني من ضعف وتخبط في الاداء، لكن على جبهة التوافق ان لا تنسى انها جزء من هذه الحكومة وان تأرجحها ككتلة هو احد اسباب ضعف الحكومة، وهي عندما قدمت شروطها تعرف انه من المستحيل تنفيذها في ظرف اسبوع وانه بعد كثير من الجدل الاعلامي ستحصل على وعد بدراسة تلك المطالب وبعدها ستعود جبهة التوافق الى الحكومة والعملية السياسية وبالطبع فإن تلك المطالب ستبقى زمنا طويلا في حالة دراسة، طبعا هناك اهداف جانبية لخطوة جبهة التوافق لم تعلن عنها الجبهة او على الاقل هناك تأويلات مبسطة لبعض المطالب التي تقدمت بها، كأن يتحول مطلب الافراج عن المعتقلين الى طلب للإفراج عن معتقلين معينين، وهكذا بالنسبة للمطالب الاخرى، كما ان جبهة التوافق تحاول عبر منهج المقاطعة اعفاء نفسها من كل الالتزامات بإعتبارها طرفا في الحكومة.
لا شك ان جبهة التوافق عنصر مهم في العملية السياسية، وهذه العملية ستكون مشوهة وضعيفة بغياب هذا العنصر إلا إن هذه الجبهة نفسها ستخسر الكثير اذا ما استمرت في التلويح بالمقاطعة بل ان انشقاقات مؤذية ستحدث داخل الجبهة اذا ما اقدمت على تنفيذ تهديدها، وهذه الانشقاقات ستؤدي الى مزيد من التوترات في المناطق التي تمثلها جبهة التوافق، وستعود الى الواجهة مفاهيم التخوين والانتقام.
اذا ارادت جبهة التوافق الانسحاب من الحكومة فذلك من حقها ولكن عليها ان تسير في المشوار الى نهايته حتى تحتفظ باحترام جماهيرها، اما اذا قررت الرجوع الى المشاركة في الحكومة فعليها ان تتحمل دورها كطرف فاعل في الحكومة وليس المشاركة من باب الاحتفاظ بحصة من السلطة، وعندها سيكون الطريق اقصر لإستقرار العراق .
قد تكون جبهة التوافق مضطرة بين فترة واخرى لإقناع بعض الجهات الداخلية او الخارجية بفكرة محددة، هي انها في الحكومة وليست معها، اي انها في الحكومة لتحقيق بعض المصالح الفئوية وليست مع الحكومة في عملية البناء السياسي الجديد، وقد تكون تلك الجهات قادرة فعلا على افساح المجال لجبهة التوافق للإستمرار في الوجود او في ايقاف دورها من خلال الضغوط الامنية والمالية والسياسية، فمن المعروف ان للجبهة علاقة ما، قوية او ضعيفة ببعض كبار من تضرروا من جراء عملية التغيير في العراق، كما ان بعض قيادات الجبهة لم يخف علاقته او تأييده للجماعات المسلحة التي تقاتل الحكومة العراقية واجهزتها منذ سنوات، هذا بطبيعة الحال لا يبرر سلوك الجبهة، فهي مسؤولة عن مصالح الجماهير التي انتخبتها ولا يمكن ان ترهن ارادتها لقوى الماضي.





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريحات ليست عابرة
- قانون النفط..صفقات اللحظة الأخيرة
- نقد النص القديم - بنية التورية والسرد الحكائي
- السعودية هدف أيضا
- جدل امريكي
- سرديات الاختلاف/ بابل :صراع اللغات
- منهج المقاطعة
- الجماعة المقدسة
- الحلقات المنسية في العراق
- المالكي ليس هو المشكلة
- السلطة الأنثوية
- احتكار ثقافي
- فوضى السلاح
- قلق في الجوار
- الحلقة الاقتصادية المفرغة
- الساعة الامريكية
- تحولات النص المقدس
- (تدوين الفوضى (فعالية النص وانكتابية المجتمع
- حمى الرئاسة
- حالة ضعف


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 4 - 11 العراق الملكي 2 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - جبهة التوافق..المواقف المتأرجحة