أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - الهاربون من غزة














المزيد.....

الهاربون من غزة


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 1995 - 2007 / 8 / 2 - 11:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


يطالعني الرفيق طلعت الصفدي الساكن في مدينة غزة كل يوم بمقال أكثر جرأة من سابقه، ويتصل بي مساء كل يوم ليسألني عن رأيي بذلك المقال.. فأجيبه، أن مقاله يعبر بصدق عن مشاعر كل مناضل شريف.. وفي نفس الوقت أقول له-- أن جرأتك في نقد ممارسات حكومة حماس وقوتها التنفيذية، قد تعرضك للأذى لان أركان حماس حتما سيضيق ذرعهم بقلمك، ولن يسمحوا لك أن تواصل الهجوم عليهم.. لكن الذي أعجبني أكثر أن قلم هذا الرفيق لم يسكت أيضا عن فضح سكوت وإذعان وهروب من كانوا يختالون في غزة كالطواويس .. كما لم يسكت قلم هذا المناضل ألغزي عن توجيه النقد الصريح والواضح للسلطة الشرعية التي يمثلها الرئيس أبو مازن، لأنها لم تبذل ما يكفي لتعزيز صمود الشعب هناك، ودعم حركة النضال لإعادة الوجه المشرق لغزة الأبية.. وقد قلت للرفيق طلعت يا حبذا لو تحرك كل المناضلين ومن مختلف التيارات مثلك .. وخصوصا أولئك الفرسان الذين عرفناهم من على شاشات الفضائيات أكثر مما نعرف قادتنا المحليين.. وأولئك المسئولين الذين حكموا غزة لسنوات طوال واستحوذوا على كل مقدراتها وأهدروا كل ما كان يقدم لها..
عجيبة هذه الدنيا، والأعجب منها كيف يستطيع بعض القادة النظر في عيون أبناء شعبهم وهم يعرفون أن الناس ما عادوا يطيقون مجرد رؤيتهم، أو حتى على استعداد لإهدار ولو دقائق لسماع خطبهم وتصريحاتهم.. فبالأمس القريب كان فرسان الكلام في غزة يملئون الدنيا صراخا ويتفننون في التحليلات والتنظيرات-- وكأنهم أسياد الميادين.. وكنا هنا في الضفة الغربية ( الجناح الشمالي للوطن الواحد الجريح ) نظن أن أولئك هم بالفعل عظماء غزة ومالكي زمام أمورها، وأنهم يستطيعون وبإشارة منهم تحريك الجحافل بالشوارع والساحات لتهتف باسمهم وتموت من اجلهم-- ومن المؤكد أن فضائية فلسطين والفضائيات الأخرى، قد امتلأت رفوفها بأشرطة التسجيل لأولئك القادة والمنظرين ( المدنيين والعسكريين )..
لكن الزمن لم يمهل أولئك الزعماء، فتهاوت تلك الأسماء وكأنها أوراق توت في خريف غزة، وتوارت عن الفضائيات وعن وسائل الإعلام-- إلا القلة القليلة الأشد وقاحة.. لقد هرب أولئك القادة من غزة بليل مشبوه تلفه آلاف إشارات الاستفهام، وتركوا شعب القطاع وحيدا في مواجهة العاصفة الهوجاء التي اجتاحت غزة عند استيلاء حماس على مقاليد الحكم ورموز السيادة في القطاع.. هربوا من غزة ليستوطنوا فنادق رام الله وشققها المفروشة بمطاعمها وباراتها وملاهيها، وينفقوا بسخاء مما كانوا قد فازوا بنهبه من أموال الشعب..
أما رام الله المدينة الفلسطينية التي وبحكم جوارها لمدينة القدس المحتلة أصبحت العاصمة الغير متوجة للسلطة الفلسطينية.. رام الله بدأت تضج بأولئك القادة الفارين من ميادينهم، وبدأت تئن أيضا من فسادهم ومن رائحة عفنهم، الذي جلبوه معهم ليمتزج بمثيله الموجود أصلا عند أقرانهم في الضفة.. وقد يكون أصحاب الفنادق والمطاعم والبارات مرتاحون لوجود هؤلاء الذين ينفقون ببذخ.. لكن المواطن العادي في رام الله وفي كل مناطق الضفة-- الذي هاله ما حصل في قطاع غزة-- هذا المواطن الصادق بدا يتساءل لماذا يقيم هؤلاء القادة المعروفين والمشهورين هنا.. وليس في أكناف شعبهم في غزة..؟؟ والجواب واضح لدى ابسط الناس.. وهو لأنهم جبناء.. ولأنهم فاسدون ويخافون العودة-- ليس خوفا من حماس فقط.. بل خوفا من عيون أهلهم شعبنا الصابر في غزة .. أولئك الناس الذين عرفوا حجم الفساد الهائل الذي مارسه هؤلاء القادة .. وحجم الخزي والعار الذي جلبوه للنضال والمناضلين والذي وسيظل يلاحقهم أينما حلوا واستوطنوا..
لقد فر هؤلاء من الميدان، وانتقلوا ليمارسوا نفس أدوارهم الأولى كبطانة فاسدة وطفيليين، واختاروا البقاء في أماكن قريبة من الرئيس.. عل الرئيس ينفخ بصورهم ويعيد لهم هيبتهم المكسورة.. والمؤكد أن الرئيس أبو مازن سيكون أول واكبر الخاسرين إن قربهم منه، أو أعطاهم ما يريدون، لأنهم حتما سيكرروا نفس السلوك الذي مارسوه في غزة ويلحقوا مزيدا من الأذى بالرئيس وبمخططه لإخراج الشعب من أزمته.. والأجدر بالرئيس أن يواصل الإطاحة بهؤلاء الفارين الفاسدين، ويرسلهم إلى المحاكمات على جرائمهم كلها..
وإذا كان إعادة القطاع إلى جسد الوطن الواحد غير ممكن بانتفاضة مسلحة.. وغير ممكن بقوات دولية.. وغير مقبول بالدبابات الإسرائيلية.. عندها يصبح الطريق الوحيد الممكن هو تصعيد النضال الجماهيري في داخل قطاع غزة، دفاعا عن الحقوق والحريات، وتحريك الشارع للضغط على حماس رفضا واحتجاجا على استمرار خطفها للمشروع الوطني-- برفضها التراجع عما أقدمت عليه من انقلاب عسكري على الشرعية ولجوئها للحسم العسكري في خلاف كان يجب أن يحل بمزيد من الحوار أو حتى بالصراع السياسي البعيد كليا عن العنف.. ومادام هذا هو الطريق الوحيد، فان الأمر يتطلب تحرك القيادات السياسية الموجودة في القطاع-- وفي المقدمة منها القيادات الفتحاوية-- التي كانت والى وقت فريب قادرة على حشد عشرات الآلاف في فعاليات وأنشطة كفاحية.. لكن يبدو أن الأمور قد تغيرت، ولم يبقى في الميدان إلا أولئك القادة الشرفاء، الذين واصلوا الصمود بوجه العاصفة لأنهم مخلصون للوطن وللقضية.. ولان أياديهم أكثر بياضا من أولئك الفارين..




#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة رثاء للقائد الشعبي الفلسطيني يحيى ابو فرحة -- دمعة وفا ...
- كلمة تأبين الفقيد يحيى أبو فرحة التي القاها خالد منصور باسم ...
- قمع المتظاهرين سنّة المستبدين
- تصريح صحفي من خالد منصور – عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب - ...
- لا حياد ولا تبعية
- انت في القلب يا غزة
- حلمنا الذي تحول الى كابوس
- نداء من الشبكة الدولية للشباب الفلسطيني من أجل السلام والحيا ...
- واخيرا فعلها ابو مازن
- شعارات وهتافات لمظاهرة في ذكرى حرب حزيران
- هتافات لمظاهرة عمالية في رام الله أمام رئاسة الوزراء 29/5/20 ...
- الخمسة الكبار .. ذنوبهم اكبر
- العمال الزراعيين في فلسطين والاستغلال الفظيع
- في الحنين للديار الفلسطينية الاولى - ليلة من ليالي ام الزينا ...
- في ذكرى النكبة الكبرى للشعب الفلسطيني - مخاوف وثوابت اللاجئي ...
- في ذكرى النكبة الفلسطينية - من مفكرة لاجئ - يوم صمتت مدافع ا ...
- قصة كفاح ومعاناة عامل فلسطيني - من اجل لقمة عيش
- وزير يحترم نفسه
- حكومة للوحدة ام حكومة للفلتان
- في عيد الام - اه يا امي .. ما احوجني اليك


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - الهاربون من غزة