أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - الافتتان الطائفي ينخر عظام الوطنية العراقية !















المزيد.....



الافتتان الطائفي ينخر عظام الوطنية العراقية !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1983 - 2007 / 7 / 21 - 08:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تجري محاولات محمومة ومسعورة لتكريس النفس والحس الطائفي في الخطاب والفعل السياسي للقوى المتصدرة لما يسمى بالعملية السياسية الجارية في العراق ، ومن الواضح انهم يريدوها طائفية متدحرجة، مثل كرة الثلج ، كلما نزلت كلما كبرت ، لتصبح بعد حين بحجم العراق كله. دون واعز من مسؤولية او غيرة على هذا الوطن المستباح .

انهم وعلى اساس من العرض المتسلسل الخطوات ، يبغون تجيير الانتماء الطائفي سياسيا ، وجعله الهوية البديلة عن الهوية الوطنية الجامعة ، ومن خلال التسيد الطائفي والانفراد بساحته ، يقدموا انفسهم كممثلين عنه واوصياء لا بديل لهم ، وذلك بعد ان مكنتهم قوى الاحتلال من سدة الحكم ، ليأتي بعدها استخدامهم الطائفي الفاسد مؤسسات واموال وادوات الدولة كجسورومعابر، تمكنهم من اعادة صياغتها بالكامل وفقا لمشروعهم التقسيمي وبما يخدم تكريس سيادتهم .
ان تسخير الدولة واجهزتها وزجها قسرا في هذه العملية سيزيد حتما من متاعب الناس ، ومعاناتها ، ذلك لان كل المعايير الطبيعية في بناء هياكل ومرتكزات المؤسسات قد تغيرت لتحل مكانها معايير الولاء الطائفي بل انه يبلغ احيانا اضيق من الطائفة الى مرجع من مراجعها وما اكثر المراجع التي تتهافت على المقلدين وعلى ريعهم وبأضيق الصور وابشعها، ثم الولاء لاحد فصائل هذه الطائفة ، وبعدها الولاء لحزبه الذي هو غير الحزبية التي عرفها الناس وانما بتقليد شيخ او امام او زعيم هذا الذي يعونه حزبا ، لتختفي بعد ذلك تماما والى ماشاء الله ، معايير الوطنية والكفاءة والنزاهة والاخلاص في العمل، والالتزام بقوانينه ، فأي خراب اعظم من هذا الخراب !؟

وجهان لعملة واحدة :

السنة والشيعة في العراق وجهان لعملة الوطن الواحد والمصير الواحد والدين الواحد ، واذا اخذنا تاريخ العلاقة فأننا نجد انفتاحا وتقارب لاينفك ، بين مكونات الطائفتين ، بل انها تركيب متمازج في النسيج الاجتماعي العراقي ، عشائريا ومدنيا .
ولا نبالغ اذا قلنا مجازا ، انه توجد في العراق طائفة اسلامية واحدة هي طائفة "السنوشيعية".
ولنا ان ندلل على ذلك بأخذ بعض الامثلة الحية والمعاشة عراقيا :
عادة ما يختار الناس من الاسماء ما يحبون وعلى هذا النحو تجد اسماء شائعة في الوسط السني مثل ـ عمر علي ـ احمد حسن ـ حسين عثمان ـ عائشة مهدي ـ فاطمة خطاب ـ وغيرها الكثير وهي تشير الى تركيب واضح بين رموز اسلامية معروفة سنية كانت ام شيعية. وصحيح ايضا انهم لايحببون اسماء مثل ـ عبد علي ـ وعبد النبي ـ وعبد الحسين ـ وعبد الحسن ـ وعبد الزهرة ـ الخ وذلك للااعتقاد الاسلامي الشائع والمنطقي ايضا ان العبودية لله وحده ولاسماؤه الحسنى وليس لسواه!
ناهيك عن حميمية علاقة العراقيين بمراقد ال البيت ، شيعة او غيرهم ،
انها منتشرة في العراق وبشكل يكاد يكون متساوي في اغلب مناطقه دون تمييز .. !
في سامراء هناك مرقدان لكبار الائمة المعروفين ـ الحسن العسكري ومحمد الهادي .
وكانت سامراء هذه المدينة التي بنيت ايام حكم الخليفة العباسي المعتصم منارة من منارات
المعرفة والازدهار ، وقد اتخذتها بعض المراجع الشيعية العليا مقرا لها في اوقات مختلفة.
وقرب نواحي منطقة بلد يوجد ضريح احد ابناء الامام موسى الكاظم الذي تلقبه العامة بسبع الدجيل ، وفي منطقة حديثة يوجد ضريح الابن الاخر للامام موسى ابن جعفر ويعرف المرقد بمرقد ابو الحديد .

ان اغلب خدم وسدنة هذه المراقد هم من ابناء السنة ، اما البصرة التي هي واحدة من اعرق
واهم المدن الاسلامية ، حيث دورها المؤثر سياسيا واقتصاديا وفكريا في التاريخ الاسلامي،
انها مثال اخر للالتحام الطائفي ، فهي شيعية وزبيرية واشعرية ومعتزلية انها في نهاية المطاف البصرة ولن تكون بصرة دون هذا التنوع ، ففيها مراقد الصحابة الزبيروطلحة وفيها مقام للامام علي .
انهم يكنون للاماكن المقدسة كافة بما فيها المسيحية والصابئية كل تقدير واجلال ، اما بغداد ففي رصافتها الامام الاعظم وفي كرخها الكاظم وبينهما جسور لن يغيرها جائر ومهما طال هذا الزمن الاغبر ! فبغداد هذه حنفية الهوى وكاظمية الانتماء ، وفيها مرقد الامام عبد القادر الكيلاني ، ولم تكن فيها مراقد الائمة والاولياء ومشايخ الصوفية مزارات متنافسة ، بل هي تكمل بعضها البعض . فكل يجالس قريبه متنفسا للروح وتطهيرا .

ورغم السياسة التي اتبعها بنو عثمان والتي اعتمدت على الاستعانة بمن يجاريهم من مشايخ اهل السنة فقط لكونها تدين بمذهبهم ، في حكم ولايات العراق الثلاث البصرة وبغداد والموصل ، الا ان النخب الشيعية ذاتها قد ساهمت في هذا التمييز لانها استنكفت ممارسة العمل الحكومي بسبب تقليد مذهبي
يصورالعمل في اجهزة السلطة وخدمتها امر اشكالي قد يؤدي الى مخالفة الدين ، وانعكفت هذه النخب
على العمل الحر كالتجارة وغيرها .
اما العهد الملكي فقد شهد تجاوزا لهذه الظاهرة وقد ساهم الشيعة مع اخوتهم السنة في بناء العراق الملكي وبكافة المجالات ومنها التنظيمات السياسية حيث عمل السني والشيعي والكردي سوية في احزاب نوري السعيد وصالح جبر ، وجعفر ابو التمن ، وعملوا سوية في الاحزاب السرية الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال والحزب الشيوعي وحزب البعث وغيرها من الاحزاب ، وهكذا الحال في العهد الجمهوري حيث لعب الجميع لعبته بما تمليه عليه مصالحه الاجتماعية وانتماءاته الثقافية والايديولوجية .

ان الوحدة المركبة بين الطائفتين قد ترسخت عبر الزمن بالتجربة والحس اللماح فهي قد خبرت ان السياسة الظالمة ليست ناتجة عن تغلب طائفي وانما ناتجة عن تغلب سياسي مصلحي بمعزل عن هوية اصحابه وهؤلاء لايتورعوا عن استخدام أي يافطة يمكن ان تحقق لهم نوع من الفائدة في تجاذباتهم من اجل السلطة واللعب على التباينات المذهبية والقومية وغيرها .

ان الاوقاف السنية والشيعية ترتبط وباشكل متنوعة بالدولة واوقافها حتى صار تقليدا متوارثا ان تتولى وزارة الاوقاف رعاية الوقفين مع احتفاظ الوقف الشيعي بنوع من الاستقلالية لاعتماده على مصادر التمويل الذاتي المنبثق من ما تتحصل عليه مؤسساتها ومراجعها من زكوات وخموس وتبرعات ونذور المريدين والمقلدين ، ولم يحصل بالقطع اي نوع من النزوع نحو مصادرة وقف لحساب وقف بمغزى طائفي بالمطلق ، وقد تعرضت المشايخ السنية والمراجع الشيعية التي تستشعر منها السلطات المتعاقبة خطرا عليها لذات المضايقة والمراقبة والاضطهاد ، والامثلة كثيرة ، فلم يكن تنظيم الاخوان المسلمين في العراق مباحا كما لم يكن حزب الدعوة كذلك !


للمعالم الشيعية مكانة روحية عندالعراقيين جميعا :

لم تكن النجف وكربلاء مدن مقدسة للشيعة وحسب انما لاغلب ابناء العراق وهذا ليس ادعاء شعاراتي لمواجهة الخطاب التقسيمي في العراق ، انما حقيقة يتلمسها من يتمثل الروح العراقية ويقترب من مدلولاتها العامة والخاصة .
وأشير هنا الى واقعة ظريفة قد حصلت فعلا وتداولها الناس حينها، وكان حردان عبدالغفار التكريتي قد اشار لها في مذكراته ايضا ، حيث تبين انهم جميعا ، اي اعضاء مجلس قيادة الثورة قد ذهبوا الى حضرة الامام العباس في كربلاء ، ليحلفوا يمين الاخلاص والولاء لقيادة
البكر والاخلاص للحزب ! ان مثل هذا التقليد الجاري في العراق يشترك فيه الجميع ، وهو
يؤكد مكانة هؤلاء الائمة في نفوس السنة قبل الشيعة ، ولكن لماذا الامام العباس تحديدا ؟

لقد اعتقدت العامة في موروثها الملحمي ، ان للأمام العباس خصوصية تعتمد على استجابته
السريعة ودون حساب لنصرة المظلوم والوقوف بوجه الباطل ، وعليه يلقب شعبيا " العباس ابوراس الحار " وما موقفه العاطفي المشهود في موقعة كربلاء ، الا محركا لهذه الاعتقادات
حين شاهد النساء والاطفاء تصرخ من العطش ، فهب يقتحم معسكر الاعداء ليحضر الماء
للعطشى وقد استبسل اي استبسال ، حتى يحقق مراده لكن جند الظلم والظلام حالوا دون ذلك.
ان له "حوبة " أي استجابة ومنزلة خاصة في القلوب وصلت حتى الاعتقاد بأنه "يشُور" اي انه يعاقب من يكذب ويجرم في حضرته . !؟

وفي واقعة اخرى تؤكد مكانة المراجع عراقيا ووطنيا عند معظم العراقيين ، عندما كان الزعيم عبد الكريم قاسم يجسد بعلاقته الخاصة بالمرجع آية الله العظمى محسن الحكيم هذه المكانة المبنية على التقدير العالى ، للادوار الروحية والرمزية للمرجعية ، حيث كان الزعيم يتردد عليه وفي العديد من المناسبات ويبرز اهتمامه بوجهات نظره .
وعندما توفي سيد محسن الحكيم عام 1970 في احدى مستشفيات بغداد خرج مجلس قيادة الثورة حينها وعلى رأسهم احمد حسن البكر في مراسم تشييع رسمي حاشد ، نقلته كافة وسائل الاعلام حينها .
ولكي يكون التقييم موضوعيا لاداء المرجعيات المتعاقبة منذ قيام الدولة العراقية الحديثة وحتى الان ، اجد من الانسب منهجيا، وضع تقسيم يعتمد ابرازتبايناتها الصارخة عبرمواقف المرجعيات في الاحداث العراقية المؤثرة .
ان اداء المرجعيه الشيعية له طوران مختلفان وجوهريان الاول يبدأ مع الاحتلال الانكليزي للعراق وحتى الاحتلال الامريكي له ، مرورا بولاية الامام الخوئي التي انتهت بوفاته في نهاية التسعينيات والثاني منذ الاحتلال الامريكي للعراق مرورا بولاية السستاني حتى وقتنا الحاضر .

المرجعية في طورها العراقي الاول :

لقد لعبت المرجعيات الشيعية وعلى اختلاف مراتبها في النجف الاشرف وفي كربلاء ادوارا تاريخية مهمة وخاصة في الاحداث الكبرى التي حصلت في العراق سلبا وايجابا ! ؟
وذلك يعود الى دورها الروحي والمعنوي والخيري المتشعب ، حيث يكون هناك ممثلون للمراجع الكبارفي كافة الانحاء يقومون بالدعوة لارشادات المرجع ويجمعون الخمس والتبرعات والصدقات والنذور ، ليتم استثمارها في اعمال البر والخير ، كالتعليم الحوزوي وبناء الجوامع وغيرها ، ان النجف كان منارة من منارات المعرفة والدراسة الدينية والدنيوية ، وفعلها العلمي يشابه في دوره الازهر الشريف في مصر .
ان المدارس في الحوزة العلمية تخرج أئمة للجوامع ، وهي المسؤولة عن توزيعهم ، اضافة الى الدعاة ، وهذه المدارس النجفية تعتبر ملجأ للنبوغ الفقهي والادبي وكان ينتسب اليها المتفوقون من كل ارجاء العالم الاسلامي، ومنها تخرج الجواهري ومحمد باقر الصدر وحسين مروة وغيرهم من المبدعين.
لقد وقفت المرجعيات مع شعبها ضد الاحتلال الانكليزي للعراق وكان لسان حالهم يقول: لا حكم الا لشعب العراق .
اصطفت المرجعيات وقتها مع نبض الحقيقة والضمير الحي لشرائح واسعة من ابناء شعبنا ونضاله في سبيل الاستقلال والكرامة الوطنية ، بل كانت خير داعية له .
فقد دعمت المرجعيات اعمال المقاومة الرافضة لسياسة المحتل، التي كانت تعتمد على زرع
الفتن بين ابناء العراق " سياسة فرق تسد " وبرز هذا الدور جليا ابان احداث ثورة العشرين وقد كانت لمواقف المراجع الكبار الشيرازي والخالصي وغيرهم أثرها في ترشيد تحركات الثوار، وبعد قيام النظام الملكي عملت المرجعيات على تجنب الخوض في الحياة السياسية ما دامت الحكومات لاتتدخل بشؤون المرجعية .
وبعد ان استقرت الاوضاع وانتعشت المرجعية باستقلاليتها المريحة سارت على طريق المهادنة ، لكنه ومنذ نهاية الاربعينات بدأت بعض المراجع تتحسس من تسرب بل وانتشار الافكاراليسارية والاشتراكية والشيوعية تحديدا، واخذت تشعر بخطر يهددها. لان ازدهار التيارات الاشتراكية والشيوعية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية اخذ يعزل ويقزم الدور المهادن للمراجع الدينية عموما ، وفي حالتنا العراقية خشيت بعض المرجعيات من التغلغل الشيوعي الكبير في اوساط الشيعة تحديدا ، مما يضعف مكانتها ماديا ومعنويا. . وعليه حذر آية الله كاشف لغطاء عام 53 من المأزق بحيث اشار الى دخول هذه الافكار لعقر دار المرجعية ذاتها وطلاب حوزتها !

علما انها بدأت تحث بعض الشيعة المتنفذين في الدولة على مواجهة الافكار الهدامة ، الشيوعية والاشتراكية واليسارية !. حيث كان هناك العديد من ابناء النخب الشيعية المهادنة ايضا والذين تولوا الكثير من المراكز الحكوميةالكبيرة والمتوسطة والصغيرة ، حيث تولى كلا من محمد الصدر وفاضل الجمالي وعبد الوهاب مرجان وسعد صالح جبر منصب رئيس الوزراء واضعاف هذا العدد من الوزراء وغيرها من الدرجات الوضيفية ، وهكذا استمر الحال حتى قيام ثورة 14 تموز58 .

المرجعية والعهد الجمهوري :

بدأت تختل توازنات بعض اركان مؤسسة المرجعية نتيجة الاندفاع الشعبي والشيعي في المقدمة منه نحو تبني الطروحات الاشتراكية والشيوعية مما اثر وبشكل كبير على شعبية المرجعية وبالتالى عائدها المادي والمعنوي.
وقد تصرفت المرجعية وقتها ـ سيد محسن الحكيم ـ بروح بعيدة عن التسامح والمسؤولية فاخذت تحرض عبد الكريم قاسم على النيل من الاحزاب اليسارية .
وعندما لم يسلم الزعيم عبد الكريم قاسم بما تشير عليه المرجعية راحت تتأمر ضده بالتعاون مع خصومه!
وفي عهد مرجعية ابو القاسم الخوئي بدأت المرجعية تتعفف من الخوض في الحياة السياسية
حتى انها شددت على ضرورة ان يكون علماء الدين للدين فقط وليس لاهواء السياسة والسياسيين . وعلى الرغم من ان العراق قد شهد احداث عاصفة في عهده وبعضها كان شديدالقرب منه لكنه استطاع ان ينأى بنفسه وحافظ على توازنه وعلى حياته وحياة عائلته ، ومن ابرز الاحداث التي عايشها الخوئي :

ـ حركة خان النص . وهو موقع لزوار النجف وكربلاء حصلت فيه مواجهات عنيفة بين محتجين على السلطة والقوات الحكومية ادى لسقوط عدد كبير من الزوار ، وذلك في شباط من عام 77 .
ـ عودة النشاط لتنظيمات حزب الدعوة بعد سبات طويل .
ـ ابعاد الخميني من العراق عام 78 .
ـ نجاح ثورة الخميني في ايران 79 .
ـ اعدام محمد باقر الصدر واخته بنت الهدى عام 80 .
ـ الحرب العراقية الايرانية 80 .
ـ دخول القوات العراقية الكويت عام 90 .

المرجعية في طورها الثاني :

في هذا الطور تتعقد الرؤيا وتتشابك العوامل والاهداف ، وقد شهدت فترة مابعد الخوئي ضعف حقيقي في وضع المرجعيات عموما لهجرة اغلبيتهم الى ايران بعد قيام ونجاح ثورتها الخمينية ، لقد اعلنت العديد من المراجع العراقية من ايران انها تعمل بالتحالف مع ثورتها للاطاحة بالنظام العراقي مما زاد من عزلتها داخل العراق .
وبدأت هذه المراجع تحركاتها التي شملت الخطوط التالية :
1 ـ تشجيع من تبقى من رجال الدين وبمختلف المراتب على المغادرة الى ايران وجعل الحوزة في قم عاصمة للمراجع الشيعية .
2 ـ التنسيق الجبهوي مع مؤسسات الخوئي في الخارج والاستفادة من علاقات عبد المجيد الخوئي لتحقيق الاهداف المشتركة .
3 ـ السعي لايجاد ارضية توافق مشتركة مع القوى الاسلامية العراقية في سوريا .
4 ـ التعاون الجاد مع جماعة جلال الطالباني لايجاد موطئ قدم لقوات بدر في شمال العراق
انطلاقا من ايران .
5 ـ تعزيز العلاقات مع الكويت والترحيب بمساعداتها المالية .
6 ـ عدم التسرع في الانخراط التنفيذي بالخطط الامريكية ، لحين تلقي الردود الايرانية .
7 ـ التعاون مع تيار الجلبي واحتوائه ولو بشكل غير مباشرعسى ان يلتقي بذات الرؤيا الايرانية .
8 ـ العمل على تقليل شأن ودور الشهيد محمد صادق الصدرلتحجيم مقلديه ومريديه من خلال التشكيك باجتهاده ومواقفه!
9 ـ تضخيم دور مرجعية السستاني وامكانياتها والاعتراف بها داخليا وخارجيا لعدم تمكن
اي معرقل طارئ يكون له دور في الوسط الشيعي داخل العراق وخاصة من جماعة محمد صادق الصدر .
10 ـ العمل على ان تكون ايران خير ظهير في حالة قيام جيب آمن في الجنوب
شبيه بالجيب الكردي شمال العراق ، والمشكلة هنا الاستجابة الامريكية !؟
11 ـ في حالة التأكد من النوايا الامريكية في احتلال العراق تكون مشاركة القوى الاسلامية
غير ظاهرة للعيان وتطرح مشاركتهم لاحقا ، على انها وجدت نفسها امام امر الواقع .
12 ـ الاجتهاد في تقديم مايلزم لمساندت الجهود الامريكية في التأكيد على وجود اسلحة الدمار الشامل في العراق وايران مستعدة للمساعدة .

اما مرجعية السستاني فهي اداة طيعة بايدي من فرضوه ولاحول له ولا قوة ولا شعبية ايضا ، وذلك لعدم قدرته على صياغة موقف وطني يخدم المسلمين عامة . ثم شلل عمل المرجعية لانها لم تعد تملك تلك الاستثمارات التي يملكها الخوئي سابقا ثم اولاده لاحقا !؟
وقد تعطلت اغلب الانشطة الخاصة بالمرجعية ، وهكذا انكفأت واخذت تنتظر دورها القادم عبر البريد الايراني !؟ وهنا تحولت مرجعية السستاني الى مرجعية مسيرة تماما لامخيرة، وتحقق الغرض المطلوب لاحقا من وراء تضخيم دورها ، الذي لم يكن موجودااصلا ، ان يكون السيستاني واجهة للقوى الخفية المحركة ( المخابرات الايرانية ، عبر جماعات خاصة في المجلس الاعلى وفي مكتب السستاني نفسه ، الجلبي ووساطته المخابراتية لامريكا واسرائيل عبر التحالفات الشكلية القائمة والتي يلعب بها المقربين منه ادوار معروفة في التعبيربأسمه ، حسبما تمليه علاقاتهم ) . لان الرجل كبير ومريض ولا يسمع جيدا ولا يتكلم بوضوح فهو مجرد اسم يجري تداوله ليقولوا على لسانه ما يريدون !؟

وعليه فأن المرجعية الرسمية ان جاز لنا التعبير في هذا الطور قد سقطت ولم يعد لها البريق
السابق وموقفها من الاحداث منذ وفاة الخوئي وحتى الان هو موقف مراجع ايران قولا وقالبا ان كانوا
عراقيين اوايرانيين الامر سيان ، لان المهم هو الولاء ، واي متتبع يعرف ببساطة لمن ولائهم ؟ وبعد ان نجح الاحتلال الامريكي في ترجمة تفاهماته مع ايران ومع المراجع الرسمية في العراق ، انتعشت من جديد الدورة الدموية في جسم المرجعية العليا وزادت ميزانياتها اضعاف مضاعفة لتبدأ نشاطها في شراء الولاءات وتكريس الطائفية السياسية .
لكن هذه الدماء الدائرة في جسمها ملوثة وستقودها حتما الى الانحدار عاجلا ام اجلا !؟
وعليه برزت مرجعيات شعبية تحوز على ثقة الناس واحترامها ـ محمد صادق الصدر ـ
ثم مقتدى الصدر الذي اصبح نهجه المعادي للاحتلال تيارا وطنيا جارفا ليس بين الشيعة وحسب بل بين العديد من فئات الشعب المعدمة ، رغم ما تعرض له التيار من تأمر وتشويه ومحاولات احتواء ، سهلتها اخطاء التيار ذاته ومنها دخوله العملية السياسية التحاصصية ، وعدم تحالفه مع فصائل المقاومة الاخرى مما جعله يتمظهر بشكل طائفي .

لمحة لابد منها :


كان من بين ابرزمنظري الحوزة العلمية في النجف هو العلامة محمد باقر الصدر . الذي بدأ يدعو لضرورة التنظير لمصلحة فكر سياسي اسلامي حداثي .
وكان باكورة عطائه المتميز كتابيه ـ فلسفتنا واقتصادنا ـ والاول عبارة عن دراسة تحتوي
على النقد للفلسفات الاوربية والجدل معها اكثر منه اجلاء وعرض للمعتقدات الاسلامية .
اما كتابه الثاني اقتصادنا الذي يقع بحوالي 700 صفحة فقد تضمن مناقشات مسهبة للاقتصاد
الاوربي والافكار الاجتماعية الاوربية واحتوى ايضا على شروح موسعة من الفقه ، لنظام
اقتصادي اسلامي .
في عام 68 نال الصدر درجة المرجعية وبعدها بدا جهاده الثاني من اجل تشكيل حزب الدعوة مع مرجعيات اخرى وكان معظمهم من اعضاء جمعية العلماء وفعلا تشكل الحزب واخذ حاله بين مد وجزر حيث بدأ نخبويا وعندما توسع تنظيمه دبت فيه روح السرية ومعها سرية الخلافات فوضع الصدر مسافة بينه وبين التنظيم هنا وهناك ولم يجاري المهرولين الى قم بل بقي متمسكا بالبقاء الى جانب الاصل الحوزوي في النجف رغم ما كان يحيق به ونشاطه من مخاطر محدقة وحساسة حتى صفي فعلا .
بعد ان استقر المقام بحزب الدعوة وقيادته في ايران مع قيادات شيعية اخرى ، منها محمد باقر الحكيم واخرين ، بدات مرحلة ثانية مختلفة عن الاولى ، لأن الولادة كانت عراقية اما التربية الجديدة فهي ايرانية صرفة !
لقد استغلت ايران وجود الجالية المتزادة من المهجرين والهاربين ثم الاسرى ، لتحث المراجع العراقية على تشكيل تنظيمات عسكرية منهم لمقاتلة النظام العراقي وفعلا تم تشكيل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وتحت لوائه كل التيارات الشيعية العراقية في ايران ، وتشكل فيلق بدر ليكون الجناح العسكري للمجلس ، وقد ترأسه محمد باقر الحكيم ، وبعد نهاية الحرب العراقية الايرانية تسرب العديد من المراجع الى سوريا ولندن وغيرها ، وقد تسربت اعداد هائلة من المهجرين تاركة ايران الى المنافي الاوربية ، بعد معاناة مريرة فلم تحسن معاملتهم كما تدعي، كأخوة الاسلام والمذهب ، بل ارادت استخدامهم وقود لحربها مع العراق وطابور خامس عندما تحل ساعة الصفر !؟ ومن لايجاريها تضايقه تهجره واذا كان تنظيما فتشطره وكل هذا حصل للعراقيين وبعض المراجع في ايران ، اما التوابين هؤلاء الاسرى المساكين الذين جندوا هذه المرة من ايران لقتال اخوانهم في العراق فهم محط شفقة لانهم حيث يتجهون يكونون بوجه المدفع !.


شتان بين مراجع ومراجع :

شتان بين مرجع مسلوب الارادة او بأرادة مضادة لمصالح دينه ومصالح شيعته ، ومرجع يقف شامخا بصدقه وصدق ايمانه مدافعاعن الاوطان وكرامتها.
شتان بين مرجع هو بحر للجهل يخرج على الناس مبشرا بان يوم احتلالهم هواجمل واسعد
الايام ويوم دخول الاستكبارالعالمي عاصمة بلاده هو عيد وطني !؟
شتان بين مرجع مسلكي لايعرف من امره سوى روتين التكرار العقيم ، وموقف الشهيد محمد صادق الصدر الذي بقي يناطح من اجل كلمة الحق . . ؟
شتان بين مراجع تعتبر نفسها آيات في التفسير وآيات في الحل والربط وهي آيات في التضليل وآيات في الدجل .
واخرى لاتدعي آية او صورة لكنها لاتسكت عن الحق فالساكت عنه شيطان اخرس، انها تقول للمحتل اخرج ، بل تعمل لاخراجه ، انها لاتهادنه ولاتداهنه ولا تتزلف له بل تقاومه ، فشتان بين الموقفين .

مقتدى الصدر ليس مرجع ، لكنه رمز بوقفته ، رمز بأبيه الذي مات واقفا، لم يهرب كما فعلتها المراجع الصغيرة والكبيرة ، رمز لأنه يقاوم رمز لانه لايساوم لاعلى وطنه ولا علىعروبته.
وليس تياره هو الوحيد في ساحة الرفض التي تتسع يوما بعد اخرللمشروع الامريكي في العراق بل هناك قوى كبيرة من القوميين العرب ، ويساريين من كل الاطياف ، واسلاميين كرد وتركمان جميعا وكل بأسلوبه يقف بوجه التزييف الفاضح لارادة شعبنا ، وان هذه القوى حتما ستلتقي ميدانيا في دروب الخلاص من الاحتلال واقامة دولة العراق الحرة الديمقراطية.


الخلاصة :
التشيع نوعان نوع من ال البيت ومحبيهم الى العالم ، ونوع فارسى صفوي الى الشيعة العرب .
النوع الاول صافي من البدع ونقي بنقاء ال البيت ويدعو الى الوحدة لان الله واحد.
والثاني محمل ببقايا دياناتهم فيه صور لقائدهم رستم الفرس يقدموها لنا على انها الامام علي
او الحسين يريدوه دينا فارسيا ونريده دينا للعالمين بروحه ولغته العربية لغة القرأن .
العنصرية والطائفية رديفة للتخلف والتمزق وقد تشرب بها التشيع الصفوي حتى النخاع . تشيع الاصل يدعو الىالوحدة والى الحفاظ على العروة الوثقى .
ان التجربة التاريخية الملموسة اكدت على نجاح الاحزاب الوطنية التي تفتح ابوابها لكل المواطنين بمعزل عن قوميتهم او طائفتهم ، انما الذي يجمعها وحدة الاهداف الاجتماعية ولاقتصادية والسياسية والثقافية . فلا مستقبل للتقوقع القومي والطائفي .
لكن ذلك لايمنع قيام احزاب سياسية تسترشد بالدين دون تضييق طائفي ، وهكذا يمكن تشكيل احزاب قومية عامة دون تضييق عنصري . على ان تؤمن بالتداول السلمي للسلطة وتكافؤ الفرص وفصل السلطات والديمقراطية البرلمانية اسلوبا ونهجا في الحكم .
ان الاحتلال عمل غير مشروع والواجب الشرعي والوضعي يستدعي منعه ومقاومته ومن لم يفعل فهو خارج عن الملة ، فكيف بالذي يساعده ويبرر له جرمه!؟
ان مقاومة الاحتلال الامريكي للعراق ، وطرده ، ليترك العراقيين ، احرارا في حل مشاكلهم بانفسهم ، وتعويض العراق عن الخراب الذي حل فيه ، هو خير نية ينويها عراقي بمعزل عن دينه او قوميته .
وعندما يكون الوطن هو المرجع الاول والاخير وليس الارتهان لارادة جار اومحتل واعتماد طريقهما مرجعا . عندها فقط نحقق الرمزية التي استشهد من اجلها سادة الجهاد ، الامام علي والامام الحسين والعباس وابو ذر الغفاري ومالك الاشتر عليهم السلام .

من يقاوم لطائفته فهو يقدم خدمة مجانية او مدفوعة لمحتلي الوطن كل الوطن :

فالمقاومة هي رد فعل على فعل الاحتلال وان لم تساويه بالمقدار اي بمساحة احتلاله البشرية والجغرافية وتعاكسه الاتجاه فانها ستكون اي شيء اخر الا المقاومة الحقة للمحتلين واعوانهم ،
وعليه فالتخندق المذهبي والطائفي والعشائري والعرقي والمناطقي ورفع الويته كراية للتعامل مع المحتلين والتصدي لتجاوزاتهم على خنادقهم او لجعله كريما معها فهو عين مايسعى له المحتل ذاته ،
لم يكن الجيش العراقي الاصيل عراقيا والمقاومة اندلعت من صلبه ، اما الفصائل الاخرى فهي وطنية وقومية واسلامية ويسارية عراقية لاتقاتل من اجل خنادقها وانما تقاتل لتحرير الوطن كل الوطن واهله ومن نافل القول ان تنظيم القاعدة لا يدخل ضمنها فهو تنظيم وارد اي دخيل على العراق واهله ، وله اجندة مرحلة ، وعليه فان من يقدم نفسه كمقاوم شيعي او سني بصري او فلوجي او نجفي فهو يطيل من عمر الاحتلال بقصد او دونه ، لذلك فان اقدس خدمة يمكن ان تقدمها اقطاب المقاومة لشعبها ووطنها ولنفسها ايضا هي وحدتها البرنامجية والميدانية لمقارعة الاحتلال واجباره على الرحيل دون قيد او شرط وبناء وطن ينعم به الجميع على اساس الهوية الوطنية وما لها وعليها من حقوق وواجبات .



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد خراب البصرة اكتشفوا : لا سلاح للدمارالشامل في العراق!
- من يصارع امريكا في العراق ؟
- العراق ملجأ كبير للأيتام !
- حزب ش ي ع ي بدون هوية وطنية ولا طبقية !
- غزة تحك ظهرها !
- نفس العضّة
- مدارات متشابكة
- يا عمال العراق اتحدوا بوجه محتليكم !
- اهتمام اعلامي رسمي ملفت بذكرى هزيمة حزيران !
- ملاحظة حول عنوان الكتاب الشهري 4 للحوار المتمدن !
- قصائد ارهابية
- المرأة وطن
- الاول من ايارعيد للطبقة المقاومة
- مؤتمرات عراقية للتوطئة الواطئة !
- عدوان -فلسطيني- على غزة !
- الاحتلال يؤسس لنظام الاقطاع النفطي في العراق!
- لا تشيني ديك ولا العراق دجاجة تبيض ذهبا اسود !
- ليس على شرم الشيخ حرج
- حاخامات المنطقة الخضراء يسعون لجعل احياء بغدادغيتوات جديدة
- 9 نيسان يوم كسوف شمس العراق


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - الافتتان الطائفي ينخر عظام الوطنية العراقية !