أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - المثقف السياسي















المزيد.....

المثقف السياسي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1950 - 2007 / 6 / 18 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الذين يخدمون الحكام والرؤساء مهما بلغوا من وفائهم واخلاصهم وتضحيتهم فأنهم على الغالب لايخرجون برائحة طيبة في نهاية خدمتهم , والأمثلة على ذلك كثيرة, وكان ويلزي الذي خدم الملك هنري الثامن ووصل إلى رتبة كبير الكرادلة في بداية القرن السادس عشر الميلادي قد إكتشف عنه الملك هنري في نهاية خدمته له من أنه ينحدر من أصل وضيع ومن أنه قد تسبب بعداء بابوات الفاتيكان له بعد فشل الحملة الفرنسية على روما التي إقترح ولزي تمويلها.

وكان ويلزي عالما في اللاهوت والعهد القديم والجديد وكان رجلا سمحا وودودا ويحب الإصلاح الديني وفتح بيته للمظاليم وأنصف الفقراء وحماهم من سطوة الأقوياء وأغلق كثيرا من الأديرة في لندن والتي كانت مشبوهة أخلاقيا وكان يقوم بحملات تفتيش سرية على الأديرة ويراقب سلوك الرهبان وكان يقوم بتحويل الأديرة إلى كليات علمية بهدف نشر الوعي الثقافي في لندن وكان يستاء جدا من عدد الأديرة المناهظة للعلم فكان يستغل بذلك شذوذ الرهبان والراهبات ويقوم بتحويلها إلى كليات علمية .

ووصفه توماس مور الشهيد من أنه الرجل الثاني أو الملك الثاني بعد هنري الثامن وقد كان فعلا ولزي يمارس هذه السلطة الزمنية مع الملك وقد بلغت به الجرأة أثناء خدمته للملك من القول في بداية الأمر :سوف يفعل الملك كذا وكذا , ومن ثم صار يقول : سوف نفعل كذا وكذا , ومن ثم صار يقول :سوف أفعل كذا وكذا , ونسي من أنه كاردينال وحاجب الملك وأن هنري الثامن هو الملك والإمبراطور والوغد.

وكان إذا دعيى إلى إحتفال ديني يخدمه كبار الكهان وكان شماسته من البطارقة وكبار الرهبان, وكان يحب التلذذ بالحياة ويقال عنه من أنه أول من لبس الحرير في إنكلترا قبل الملوك.
ولم يكن ولم يخطر بباله من أن إصلاحاته الدينية قد ألّبت عليه عداء رجال الدين وكانوا يحفرون له قبره وهو لا يدري وقد ظهرت نتيجة إصلاحاته كأخطاء فادحة بعد دخول الملك هنري الثامن في خلاف مع البابا حول :
زواجه أولا من زوجة أخيه بخلاف إستخدامه للمحلل البابوي وهي : كاترين.
ثانيا : محاولة طلاقه منها حين فشلت في إنجاب ولي عهد له ولم تنجب إلا ماري وخطبت ولم تبلغ عامين إلى ولي عهد فرنسا.
ثالثا محاولة الإزدواج في زواجه من إثنتين حيث حاول أن يظم إلى كاترين معشوقته : ماري, وقد تحول عنها إلأى شقيقتها آن والتي كانت وصيفة زوجته كاترين .

وبهذا التناقظ في شخصية الملك هنري وغرامياته كان بحاجة إلى تغطية دينية من روما وقد عطل عليه ولزي هذا الأمر بسبب تحالفه مع فرنسا وأسرها للبابامما أوغر صدور وقلوب بابوات روما بحيث إشترطوا عليه طلاق الملكة أولا والإعتراف من أنه إستخدم محللا بابويا وأغظب الرب بزواجه من زوجة أخيه.

وفي خظم هذه الأزمة العاطفية للملك هنري كان قد أعطى السلطة كاملة ل ولزي في فرض الظارئب والمكوس على الشعب الإنكليزي وبرغم من أنه كان يفتح بيته للشكاوى ضد الإنتهازيين إلا أنه لم يبقى أحد في أنكلترا ألغ وشكا من سوء الأوضاع وأخذه لأبناء الشعب الإنكليزي للحرب بجانب فرنسا ضد بابوات روما وقد تكلف الشعب الإنكليزي كثيرا من ذلك وأزهقت الأرواح والأموال في حرب فاشلة لا طائل منها إلأا تطلع ولزي وطموحه الكبير في أن يصبح بعد إنتصار فرنسا بابا روما الوحيد .
وبمقابل ذلك كرهه الرهبان لأنهم كانوا يخشون مزيدا من حل الأديار وكرهه التجار بسبب فقدان تجارتهم الخارجية العائدة أصلا إلأى الحرب التي لا طائل منها والأشراف كرهوه بسبب ما إنتزعه منه غصبا وكرها وفي عام 1525م ٌقترح التجار أن يوضع ولزي في قارب مليء بالقماش ويلقى به في البحر .
وكان الملك هنري هو الذي يتبنى سياسة ولز وكان الملك هنري مثل لعبة الشطرنج لونه بخلاف المربع القائم عليه وحركته بطيئة جدا وحركة ولزي بلون مربعه القائم عليه وحركته كبيره وجريئة مما جعله صيدا ثمينا .

وكان لنمو ثروته يثير الحقد عليه كثيرا في الوقت الذي تبادر للجميع أنهم يفقدون ثروتهم وقد طلبه الملك هنري في محاكمة عاجلة وجرده من قصره الجميل وقد فرح توماس مور لهذا السقوط وورثه في حجابة الملك غير أن الملك فعل بمور أشنع مما فعله ب ولز وقطع رأس مور بعد ذلك ليظهر الملك هنري وحشيته وفظاظة وغلظة قلبه وا،ه الملك والوغد مع المثقفين.

وبعد أن إستجدى ولز الملك وذكره بخدمته له سمح عنه وترك له ما يعيش به غير أن الحقد الطبقي والديني إستمر بملاحقة ولز ونسب له من أنه يدبر مكيدة لحرمان الملك من الغفران الكنيسي وإثارة الحرب الأهلية وإستدعاء الجيش العلماني وقد قبض غليه مرة ثانية وأودع في السجن وأصيب بداء - الزنطاريا- وقد مات عن عمر يناهز 55 عاما في سجن البرج!.
وكانت لكلماته الأخيرة وقعا وصدى وتأثير إتراجيدي كانت قد إستخدمها شكسبير فيما بعد :لو أنني خدمت الله في ×خلاص كما خدمت الملك هنري لما أسلمني في شيخوختي !
وهكذا تضيع الثقافة وأعمالها بسبب الطموح السياسي وما زال أغلب المثقفين لا يقرؤون التاريخ جيدا ولا يأخذون منه العبر وتنتهي كل عام مأساة جديدة لتحل محلها مأساة جديدة ولم يتعلم المثقفون وهذا ما حدث مع ولز كان قد حدث مع البرامكة أيام الرشيد في القرن الرابع الهجري والأنثلة كثيرة وليست بالقليلة .

وحياة المطرب والراقص والمهرج مع الخلفاء والملوك والرؤساء أفظل من حال الطبيب والمثقف كما نقل ذلك مورخ عربي لا أذكر هنا إسمه حيث قال :
المثقف يموت أحيانا بسبب رأي سياسي ونصيحة أبداها إلى ملك أو خليفة والطبيب يموت بسبب بسبب وصفة علاجية لملك أو وزير رغم أنهم يبدون حسن النية والمعاشرة أما المهرج فيبقى مهرجا حتى في أعتى الأزمات السياسية وكذلك المطرب والخالع والخالعة والراقص والراقصة فأن يعيش المثقف راقصا على الخمرة وأنغام الموسيقى خير له من أن يعيش ناصحا للملوك والخلفاء.

وهكذا أضاع ولز حيويته الثقافية في خضم السياسة التي لا تحترم العيش والملح والعشرة الطيبة وهذا درس اليوم وغدا للمثفين الذين يبيعون قضاياهم في خدمة غير مظمونة وخير للمثقفين من أن يرقصوا على أنغام الوتر والعود من أن يرقصوا على براميل قلقة من البارود والديناميت



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبادة الله
- الشعب: صاحب الجلالة
- العصف الذهني2
- العصف الذهني1
- مجتمعات الملح
- الثقافة القديمة
- سوء التخطيط
- القمع الثقافي
- التنمية والحرية
- الأديبة الأردنية الراحلة :رجاء ابو غزالة2
- شبهات حول المجتمع ألعربي
- في ذكرى موت حبيبتي
- نمط ألحياة في مكة إبان القرن السادس ألميلادي
- التطبيع ألثقافي
- الأديبة ألأردنية رجاء أبو غزالة ونظرية دارون
- المرأة والمفاهيم ألخاطئة
- الخلفاء ألعرب يعشقون ألنساء وكتاب للجاحظ عن ألنساء
- الرئيس لنكولن والرئيس كندي
- يساري إجتماعي
- ضاجعتها في ألزاويه


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - المثقف السياسي