جبال الأطلس تاريخ من الملاحم - الحلقة الأولى

شكلت جبال الأطلس المغربية حجرة عثرة أمام الاستعمار الفرنسي، بعد دخوله إلى سهل الشاوية : الدار البيضاء في 1905، في الوقت الذي كان فيه حكم المغرب يتقلب بين عاصمتين : فاس ومركش، وبينهما تلوات/بلدة الكلاوي وجنوب الأطلس وامتداداته في سوس، درعة والصحراء.

شكل جبلي توبقال وسيروا تاريخيا لمراكش طريقا إلى الصحراء، مرورا بسوس بشقيها العليا أساسها سكتانة، والسفلى أساسها السهل، عبر الطرق التجارية من الشمال إلى الجنوب، خاصة في عهد الموحدين، وشكلت سكتانة في هذا التاريخ منطقة حيوية على جميع المستويات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، العلمية والصناعة المعدنية : منجم زكندر بسيروا.
بلغ الصراع بين جنوب الأطلس وشماله أوجه في بداية القرن 20، وتمركز هذا الصراع في الأطلس الصغير وسهل سوس وامتداداته بالصحراء، ولعب حنوب الأطلس دورا كبيرا في بناء وإسقاط الدول بشمال إفريقيا، وشكل الصراع بين المرابطين والموحدين أوج هذا التاريخ، الذي نتج عنه بناء حضارة عالمية، جذورها بجنوب الأطلس وفروعها بشماله، من مراكش إلى حدود مصر شرقا، إلى الأندلس شمالا، لازم هذا الصيت السياسي عمل ثقافي، طبع التقدم العلمي بالغرب الأوربي بطابعه الخاص.
بعد أوج إمبراطورية الموحدين حل سقوطها في نهاية القرن 15، ونشأت ثلاث دول بتونس، الجزائر ومراكش. حافظت هذه الأخيرة بطابع الجنوب : الاستقلال السياسي، تستمد أسس حضارتها من جذورها بجنوب الأطلس، فأعطت حضارة السعدين التي رممت بناء الدولة بمراكش، وامتداداتها بفاس والرباط، وبرزت هاته العواصم الثلاثة في الواجه، وبقي جنوب الأطلس قائما لذاته بينها.

وكانت قبائل سكتانة من بين المراكز البارزة في الصراع حول السيطرة على الدولة، بين السعديين والعلويين، نتجت عنه مناطق الحكم الذاتي، بقيادة أروستوقراطية القبائل، في الصراع بين تحالفي تاحكات وتاكوزولت، نشوء حزبين متصارعين حول السلطة، مركز الصراع بينهما حددته حركة الشيخ أحمد الهيبة بسوس في 1912، مما له تأثير كبير في مقاومة الاستعمار الفرنسي والإسباني.

في ظل هذه الصراعات نشأ مركز سلطة سكتانة : قصبة تالوين، أسسه الشيخ عبد الرحمان بنتبيا تحت قيادة حلف تاكوزولت، في مواجهة حلف تاحكات الذي قاده الشيخ محند ند بوبكر، عبر ما يلي :

1 ـ تمركز سلطة سكتانة بقصبة تالوين.
2 ـ اشتداد صراع الشيخين حول قيادة سكتانة.
3ـ خضوع باقي الشيوخ لهذين القائدين.