لماذا زلزال 2023 بالمغرب اصطناعي؟ ـ مقدمة


امال الحسين
الحوار المتمدن - العدد: 7734 - 2023 / 9 / 14 - 00:48
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

ما علاقة الفيضانات والمناجم بالزلازل؟

نحن عندما نقول أن الزلزال اصطناعي لا نزايد سياسيا أو نمارس السياسيوية، إنما تصورنا مبني علميا ماديا من النظرية إلى الممارسة، كيف ذلك؟

من خلال المعطيات في الميدان من طرف النقابة الوطنية للفلاحين ـ CGT مع الفلاحين بجبال الأطلس، بدءا بأول مكتب نقابي فلاحي في 2004 نتيجة اللقاء الذي نظمته جمعية إفغلن للمناضل أبرهام السرفاتي حول سد أولوز في أبريل 2000، استخلصنا من خلاله ضرورة تأسيس نقابة فلاحية تدافع عن حقوق الفلاحين: الحق في الأرض، الماء والثروات الطبيعية.

من 2004 إلى 2014 عشر سنوات راكمنا فيه عملا ميدانيا يوازيه عمل نظري ودراسات ميدانية، حول كل ما يتعلق بالمجال الفلاحي وما يوازيه في مجال الثروات الطبيعية المعدنية: الذهب والفضة والكوبالط.

بدأنا عملنا مع الفلاحين بضواحي سيروا الذي يحتوي على خزان مائي هائل وثروة نباتية مهمة وعلى رأسها نبتة الزعفران، لما تم فتح منجم الزكندر تضرر الفلاحون بضواحيه بالسموم التي تطرحها معامل تصفية الفضة، كما تضرر مناخ المنطقة بفعل الحرار التي تنبعث من أفران التصفية كل فرن ب400 درجة أربعة أفران مشتعلة 24/24 ساعة، وتضررت كذلك الفرشة المائية بفعل استغلالها المفرط وبالتالي تضرر كل الفلاحين بضواحي جبل سيروا: تبخر كميات الثلوج التي تراكمت منذ ملايين السنين وهبوط مستوى الفرشة المائية، وارتفاع الحرارة بالمنطقة بفعل الأبخرة التي تنبعث من المعامل.
لقد سمينا جبل سيروا "أبو كنوز" وهو طذلك قلب المعادن، حيث تكون نتيجة بركان ملايين السنين، ويتموقع بين سلسلة جبال الأطلس الكبير ذات التكوينات الحديثة، وجبال الأطلس الصغير ذات التكوينات القديمة، هذا المفهوم الذي أطلقناه على سيروا استنتجناه من الميدان منذ 1998، لما وصل مهندسو المسح الجيولوجي لجبال المغرب إلى تالوين، التقينا بهم بفندق ابن تومرت حيث ينزلون، بعد نهار طويل من العمل على مثن حوامة تحمل آلة على شكل صاروخ.

التقينا هؤلاء المهندسين ونحن في جمعية أفرا قد نظمنا في شهر يوليوز 1998 نشاطا بالفندق، وسألناهم عن عملهم وصرحوا لنا أنهم يعملون لصالح "شركة كندية" تكلفت بهذا المشروع: من الرشيدية إلى سيدي إفني مرورا بتالوين، والمعطيات التي يجمعونها تذهب مباشرة إلى مختبرات الشركة بكندا عبر الأنترنيت، وقالوا لنا هكذا بالحرف الواحد: "منطقتكم غنية بالمعادن الثمين لا مثيل لها في المناطق التي مررنا بها"، ذلك ما تأكد لنا لما تم فتح منجم زكندر في 2014 تستغله الشركة الكندية (Maya Gold) انظر الموقع أسفله:

https://ayagoldsilver.com/projects/zgounder/.

بعد فتح منجم الزكندر بدأت الفيضانات بالمنطقة وكان فيضان نونبر 2014 أعنفها حيث مر بمخازن المواد الكيماوية بمعمل الزكندر وجرفها إلى سد أولوز، الذي امتلأ عن آخره، مما اضطر السلطات لنفتح جميع أبوابه للتخلص من السموم التي حملها الفيضان، مما تسبب في جرف مجموعة من الدواوير بأولوز وعلى طول وادي سوس، ودخلت المياه إلى سوق إنزكان، هكذا بدأت الكارثة بجبل سيروا وبمجموعة من الجبال من بينها جبال أحد إيمولاس بتاملوكت قرب مدينة تارودانت.
فيضانات سد أولوز: انظر الموقع أسفله

https://www.youtube.com/watch?v=D_6SzFwPo1s

في الحلقات القادمة نتناول تأثير المناجم على الفرشة المائية وعلى الفيضانات وبالتالي على الزلازل.

أكادير في 13/09/2023