سمو تقديس الحب في عشتاريات الشاعر محمد بن زكري: وصفٌ وترجمة


حسين علوان حسين
الحوار المتمدن - العدد: 7687 - 2023 / 7 / 29 - 08:05
المحور: الادب والفن     

الوصف
يستهل الشاعر محمد بن زكري ديوانه "عشتاريات" بقصيدة حب عنوانها: "تَعالَيْ"، الذي يجمع بين الدعوة للقاء الحبيبة بحبيها مع تبوئها للعُلى بذاتها وللحبيب بفضلها. هذه القطعة الشعرية الطرية تقدس جمال الانثى التي تجعل حبيبها يتملكه الشعور بأنه كائن عظيم؛ وهل هناك أعظم من لقاء الجمال؟ المرأة أجمل مخلوق في الكون، والجمال مقدس؛ لذا يليق بالعاشق الانتماء للجمال المقدس للفوز بفضله بالخلود.
يشتغل الشاعر في عرضه لأوجه جمال الأنثى على تدبيج شريط سيمي يُخرِج لأجمل ما يمكن أن تسمعه الآذان وتراه العيون وتلمسه الأنامل والشفاه في فورة الحب العاصف: الأغاريد، الألحان، القمر، دوي بركان الجمال، النهد المرمري، المخمل، احتضان حقول الورد، التقبيل والعناق، الطراوة، العطور، السنابل الخضر، زهور القرنفل والياسمين، الشقائق، و الخمور. وفي تصويره للحب، فأن الشاعر يرسمه كإعادة اكتشاف، كتلاوة لكتاب مقدس، كرحلة سفر، كزيارة للمعبد، كملحمة أزلية تتوج بلقاء الحبيبة.
و يلاحظ في أغنية الحب هذه رفعة مشاعر الحبيب، وتقديره السامي لجمال المرأة، وانتماءه الحقيقي لكيانها، والتوق للإخلاص في الارتباط الأبدي بها في رحلة العمر. إنها أغنية راقية لحب راق.

نص القصيدة
تعاليْ

أعيدُ اكتشافكِ ..
بينَ البراعمِ أتلو النّدى في مداكِ البهيّْ
و إني أسميكِ تانيتَ .. إني أسميكِ عشتارَ
إني أسمّيكِ هيرا
فكم هيَ مزهرةٌ سقسقاتُ الأنوثةِ في لحنكِ القمريّْ
و كم للجمالِ دويّْ
و كم أشتهي أن أسافرَ في كونكِ المخمليّْ
وأن أحتويكِ حقولاً من الوردِ تنبضُ بين يديّْ
أقبّل ثغركِ ألفاً ، وألفاً أقبّل كنزَ الخلودِ الطريّْ
و إني أنا العاشقُ الوثنيّ
أناديكِ عَبرَ الزمانِ و عبرَ المكانِ و عَبر المدى السرمديّْ
تعاليْ إليّْ
أعيدُ قراءةَ سِفرِ النبوّةِ في نهدكِ المرمريّْ
و كُوني إلهةَ كَوْني ..أكونُ العليّْ
فإمّا التقينا تبوحُ العطورُ بسرّ الوجودِ الخفيّْ
و تصحو البذورُ سنابلَ خُضراً ..
و يهمسُ زهرُ القرنفلِ للياسمين الرّويّْ
و تهمي السحائبُ خمراً نبيذاً ..
و تتلو الشقائقُ ملحمةَ المنتهى القرمزيّْ
تعاليْ ..
تعاليْ .. تعاليْ إليّْ .

النص مترجما للإنجليزية
Come to me:
So that I rediscover you
Among the buds to recite the dew in your radiant horizon.
And I name you Tanet .. and I name you Ishtar,
And I name you Hera.
How rosy are the twitters of girlhood in your starry song,
How beauty has a bang,
And how I aspire voyaging in your velvet universe.
Containing you as rose farms pulsating in my hands,
I kiss your mouth a thousand times,
and a thousand times I kiss the tender treasure of eternity.
I am the pagan lover,
I call you across time, across space, and across the eternal orbit,
Come to me
To re-read the book of prophecy in your alabaster breast.
Be the goddess of my being.. I will be the most high
When we meet, perfumes reveal the secret of hidden existence
And the seeds wake up as green plants.
And the carnation whispers to the watery jasmine
And the clouds satiate wine with wine...
And the anemones recite the epic of the crimson finale
Come here ..
Come...come to me.