بايدن الفاشي لبيغن النازي: اقتلوا النساء والأطفال (1982) (3-3)


حسين علوان حسين
الحوار المتمدن - العدد: 7923 - 2024 / 3 / 21 - 00:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

"لا شيء يكشف عن مدى سيطرة السلطة الاسرائيلية وأداتها المتمثلة باللوبي الصهيوني الأمريكي على جو بايدن مثل ذلك المشهد المقزز والمنافق للجيش الأمريكي وهو يسقط بعض رزم المساعدات فوق غزة - التي يموت أهلها جوعاً - والتي لا تكفي حتى لسد رمق الأقل من القليل منهم للبقاء على قيد الحياة، وفي نفس هذا الوقت، يتولى بايدن تسيير الجسور الجوية المباشرة لإسرائيل لزقها زقاً بالآلاف المؤلفة من قنابل مدافع الهاويتزر من عيار 155 ملم ولمدافع الدبابات. كل هذا، والجيش الأمريكي ممنوع عليه تقديم المساعدات المباشرة لغزة؛ نعم، إنهم ممنوعون من ذلك، أنهم ممنوعون من نقل المساعدات لغزة على متن سفن البحرية الأمريكية. أكبر قوة في تاريخ العالم ممنوع عليها تقديم المساعدات لمكافحة الجوع!
أنظروا الى مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "سامانثا ﭘاور" – زعيمة منظمة منتدى البحوث المناهضة للصناعات المسؤولة عن الابادة الجماعية للبشر – وقد اصبحت الآن الرئيسة الديمقراطية للإبادة الجماعية بصفتها المديرة لوكالة المساعدات الأمريكية، حيث يثور عليها موظفوها علناً بسبب سعيها للتغطية على قتل اسرائيل لمتعهد أمريكي متعاقد مع الوكالة لتقديم المساعدات في غزة. [الوكالة الامريكية للتنمية الدولية هي أكبر وكالة تنمية ثنائية في العالم ويعمل بها أكثر من 11000 موظف في أكثر من 100 دولة.] سامانثا ﭘاور - التي هاجمت ووجهت الاهانات للمسؤولين في ادارة كلنتن، بضمنهم "سوزان رايس" [مستشارة الأمن القومي في الولايات المتحدة في الفترة من2013 -2017]، بسبب فشلهم في فضح وعمل أي شيء لمنع الابادة الجماعية في رواندا؛ ما الذي تفعله الآن فيما يموت الناس جوعا؛ وفيما 570000 ألفا من البشر يحيون على شفير المجاعة وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة؟ أين هي سامانثا ﭘاور؟ إنها تستعرض نفسها أمام عدسات المصورين لأخذ اللقطات للافتتاحيات الدعائية من الأردن ازاء مساعدات اعترفت بنفسها على حسابها في التويتر بأنها لن تصل أبدا لقطاع غزة! إنها لن تستقيل من وظيفتها، ولن تهاجم رئيسها بايدن علناً، ولن تجهر بفضح هذا الوضع، لأنها منافقة.
أن بإمكانهم وضع حد لهذه المجاعة الآن ؛ بإمكانهم انهاء هذا الجوع فوراً لو كانوا يريدون. كل ما على جو بابدن هو ان يهاتف نتنياهو – الذي بات يتصل به يومياً هذه الايام، ويسرِّب عن تلك المكالمات نتفا مصممة لإظهار احباطه المنافق منه (فيما هو يقول له: بالمناسبة، إني مرسل لك المزيد من الاسلحة!) – ليقول له: سأوقف تجهيزك بقطع غيار المقاتلات أف 16 التي تقصف العمارات السكنية على رؤوس العوائل الساكنة فيها حيث تم تدمير 85% من كل أماكن السكن في غزة، وأقطع تجهيزك بقنابل المدافع. لقد آن الأوان للتفاوض ووقف اطلاق النار. و بالمناسبة، ما أن يتم وقف اطلاق النار حتى يخرج كل الرهائن لإسرائيل. وعندها يكون كلهم في وضع عال العال، ويجري الاحتفال الكبير، وسيحصل توني بلينكن على الاحتضان الذي يريد لقاء الإفراج عن الرهائن. لماذا لا يقومون بهذا؟ إنهم عاجزون عن فعل هذا لأن بايدن يسعى إلى اعادة انتخابه للرئاسة من جديد! بايدن هو السيد آيباك! هذا هو جو بايدن الذي – بدلاً من أصغائه واستجابته لراي المائة ألفاً من المقترعين الذين رفضوا اعطاءه أصواتهم في ولاية مشيغن – فقد ذهب بدلاً من ذلك إلى بيت البليونير الصهيوني "هايم سفان" وهو أحد اقطاب هوليوود الذي يتفاخر بالقول: "أنا رجل القضية الواحدة، وقضيتي هي اسرائيل". وهناك تولى هايم سفان استضافة حفل تبرع بمبلغ ربع مليون دولار عن كل رأس، ليمكّن بايدن من جمع أكبر مبلغ قياسي للتبرعات في جلسة واحدة والبالغ 42 مليون دولار في شهر كانون الثاني فقط. وقد شارك في استضافة ذلك الحفل قطب هوليوود الصهيوني "كيسي واسرمن". لهذا السبب لا تصل المساعدات الغذائية لغزة. لهذا السبب لن يقف بايدن ضد نتنياهو وحكومته المشكلة من أشد المتعصبين الدينيين المعادين للفلسطينيين في تاريخ اسرائيل....
لقد كان هايم سفان – رجل القضية الواحدة: اسرائيل – هو أيضاً أكبر متبرع لحملات الانتخابات الرئاسية لكلنتنين ولأوباما، مثلما هو لبايدن.
من الذي يسيطر على السياسة الخارجية لبايدن؟ هل تشعرون بأن بايدن هو الشخص الذي يتولى اصدار القرارات فيها؟ لست أعلم! الذي أعلمه هو أن محاميه المستقل المرافع في القضية المقامة ضد ابنه هنتر بايدن قد صرح للمحكمة بأن بايدن ليس مسؤولا في واقع الحال بما يكفي ليعلم بصفقات ابنه هنتر مع شركة بوريسما [الشركة القابضة في كييف، أوكرانيا، لمجموعة من شركات استكشاف وإنتاج الطاقة. تم تسجيلها في ليماسول، قبرص، حتى تم حلها في عام 2023. وكانت واحدة من أكبر منتجي الغاز الطبيعي في القطاع الخاص في أوكرانيا، حوالي عام 2019 . وقد ضم مجلس ادارتها كلاً من ألكسندر كواشنيفسكي، الرئيس السابق لبولندا، وجوزيف كوفر بلاك، المدير السابق لمركز مكافحة الإرهاب التابع لوكالة المخابرات المركزية (1999-2002) في إدارة جورج دبليو بوش، وهنتر بايدن المحامي وابن نائب الرئيس الأمريكي آنذاك جو بايدن]. لذا فأنا اتساءل إن كان قادرا على أن يقف ضد شخصية ماكرة من طراز نتنياهو.
إن الرجل الذي يسيطر على السياسة الخارجية الامريكية إنما هو "توني بلينكن". إن توني بلينكن ليس هو مجرد وزير الخارجية الأمريكي ولا فقط ذلك الناشط المخضرم الفعال في صفوف الحزب الديمقراطي الأمريكي. أنه الشخص الذي تولى التضحية بكل التأثير الدبلوماسي للولايات المتحدة الأمريكية على اسرائيل في خضم هذا الصدام عندما أعلن في زيارته الأولى لإسرائيل: "إنني هنا بصفتي يهوديا". هل بإمكانكم تخيل دبلوماسياً أمريكياً مسلماً يذهب إلى بلد مثل الباكستان ليقول لهم: "إنني هنا بصفتي مسلما"؟ ما الذي كان سيحصل له؟ ستكون تلك هي طامتهم الكبرى! إن توني بلينكن يلجأ لاستخدام هذه اللغة كي يتبوأ الموقع التي يتبوأ اليوم. توني بلينكن ينحدر من لوبي اسرائيلي صاحب الامتياز للحقوق النشر. جده – نيثن – هو المؤلف في ثلاثينات القرن العشرين لدراسة بالغة التأثير عن "جدوى الاستعمار الصهيوني لفلسطين". تلك كانت المفردات التي استخدمها في دراسته تلك التي تولى تعضيدها. أما والده بالتبني الذي عاش في كنفه، فهو صموئيل بيسار: السمسار الصهيوني الذي كان يشتغل لحساب فرانسوا ميتيران، الرئيس الفرنسي. كما كان كاتم الأسرار والمستشار لروبرت ماكسويل: عميل الموساد الذي ربما يعرفه كلكم. لقد كانت آخر مكالمة اجراها روبرت ماكسويل - مباشرة قبل سقوطه الغريب من يخته في البحر الأبيض المتوسط - هي مع والد بلينكن بالتبني: صموئيل بيسار. ولقد تم تنظيم جنازة رسمية بحكم الواقع لروبرت ماكسويل في اسرائيل، فيما اشتهرت ابنته غيلين ماكسويل في فضيحة عملها سمسارة لـ"جيفري ابستين" الذي كانت تربطه ارتباطات غير حميدة مع المخابرات الاسرائيلية.
[جيفري أبستين (1953-2019 ) رجل مال أمريكي من أصل يهودي، وعميل مزدوج للموساد والسي آي أي. أدين بتنظيم حلقة من النخب السياسية والفنية ورجال الأعمال والعلماء، كما قام بشراء العديد من النساء والأطفال الذين اعتدى عليهم هو ورفاقه جنسيًا. وقد تولى الموساد قتله في السجن قبل بدء محاكته بغية التستر على فضائح شركائه المهمين جداً في جرائمه الجنسية. وكان من ضمن الأشخاص المدرجة أسماؤهم في الدعوة المرفوعة ضده والتي أمر قاضي المحكمة بنشرها بعد اغتياله في السجن كل من: الأمير أندرو، الابن الثاني للملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا؛ بيل كلينتون، الرئيس الأمريكي الأسبق؛ دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الأسبق؛ هيلاري كلينتون، السيدة الأولى السابقة لبيل كلينتون؛ محمد بن سلمان أبو المنشار آلسعود؛ ديفيد كوبرفيلد، ساحر مسرحي أمريكي؛ جون كونيلي، محقق شرطة نيويورك؛ ليوناردو دي كابريو، ممثل مشهور؛ آل جور، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق؛ ستيفن هوكينج، عالم فيزياء نظرية مشهور؛ ايهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق؛ مايكل جاكسون، "ملك البوب" ؛ كيفن سبيسي، ممثل أمريكي؛ جورج لوكاس، مخرج سينمائي أمريكي؛ جان لوك برونيل، رئيس وكالة عارضات الأزياء الفرنسية؛ كيت بلانشيت، ممثلة أسترالية؛ ناعومي كامبل، عارضة أزياء بريطانية؛ شارون تشرشر صحفية بريطانية؛ بروس ويليس، ممثل أمريكي متقاعد؛ بيل ريتشاردسون، الحاكم السابق لولاية نيو مكسيك؛ كاميرون دياز، ممثلة أمريكية؛ جلين دوبين، مستثمر أمريكي ؛ إيفا أندرسون دوبين، ملكة جمال السويد السابقة وزوجة جلين دوبين؛ كريس تاكر، ممثل كوميدي؛ بيل غيتس بليونير أمريكي، ريتشارد برونسن، بليونير بريطاني ..ألخ]
وفي اجتماع الآيباك لعام 2007، صرح توني بلينكن أمام هذا اللوبي بكونه: قد "ورث من عائلته التزامه التام بضمان قوة اسرائيل". هذه هي اللغة والسياسة التي استخدمها لتسلق سلالم السلطة.
ويوجد الآن معسكر للمحتجين المعتصمين خارج منزله. انهم وعددهم 247 محتجاً يواصلون الاعتصام هناك تحت مختلف الظروف المناخية.
(تصفيق)
لقد زرتهم قبل يومين، ورأيتهم على أرض موحلة، وكانت احدى المحتجات سيدة من لاجئي نكبة 1948. إنهم يحتجون كلما مر بهم موكب توني بلينكن دخولا وخروجاً لقصره؛ وكل الذي يطالبون به هو وقف اطلاق النار في غزة كي يغادروا ذلك المكان. وهو يسكن في قصر ابتاعته شركة ذات مسؤولية محدودة بمبلغ أربعين مليون دولارا. أقول هذا فقط كي اعطيكم فكرة عن الثروة التي يختزنها الحساب المصرفي لتوني بلينكن. من أين جاءت كل هذه الثروة؟ لقد جاءته من شركة تدعى "ويست إكزيك أدفايزرز" حيث اعتاد أن ينتجع فيها فريق أوباما للسياسة الخارجية خلال عهد ترامب. هذه الشركة تسوَق نفسها باعتبارها شركة للإتجار الاستشاري. فما هو نشاطها؟ انها ترعى عقد الصفقات لحساب الصناعات العسكرية و لحساب شركات تقنيات الأجهزة التجسسية. إنهم يستثمرون صلاتهم السياسية لجلب الاموال لمنفعة شركات تصنيع العسكرية وأجهزة التجسس؛ وهذه هي نفس الشركات التي تغرف الثروات من الهجوم الاسرائيلي على غزة ومن الحرب الأوكرانية بالنيابة اللتين يدعمهما بلينكن وفريقه... "