التجربة الثورية الفيتنامية : تأسيس جيش -الحركة تتعسكر- سرد الجنرال جياب - 2


امال الحسين
الحوار المتمدن - العدد: 6289 - 2019 / 7 / 13 - 19:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

كان الاتحاد الوطني أحد العلامات المتميزة في الحركة. منذ الأيام الأولى للنضال السري في كاو بانغ، نظمنا بنجاح العديد من اللقاءات الودية بين ممثلي مختلف أقليات تهو، مان، نونغ، نينه، الصينية، إلخ ... قام ممثلو مان بزيارات ودية للواحة. لقد استقبلوا بحفاوة من طرف سكان المنطقة. مع رجوعهم، عبروا بأمانة لذويهم عن شعورهم الحار خلال رحلتهم. نقوم دوريا في الواحة والمناطق العليا، بتنظيم معارض للصور والنقوش حول جرائم المستعمرين الفرنسيين والفاشيين اليابانيين. بهذه المناسبة، نكشف الأسلحة ورايات الثورة، نقوم بالتعريف بالاتحاد السوفييتي والثورة العالمية.

مع مرور الوقت، تم إعادة تنظيم اللجنة الإقليمية بكاو بانغ. في بداية نونبر 1942 تم انعقاد مؤتمر عصبة فيت مينه لكاو بانغ، الذي تم خلاله انتخاب اللجنة الإقليمية. لقد تم تركيز الآلة التنظيمية للعصبة، من سلم الجماعة إلى سلم الإقليم، مرورا بالكانتون والمنطقة. في الكانتونات والمناطق ب"100/100"، نظمنا انتخابات دمقراطية انطلاقا من سلم الجماعة. من خلالها تم تكوين اللجنة الإقليمية كاو ـ باك ـ لانغ، أقاليم : كاو بانغ، لان سون، باك كان.

نتمسك باهتمام كبير بالتربية السياسية من أجل إثبات الحركة.

ـ يجب قبل كل شيء الفوز برضى الشعب، يقول العم هو، قبل الوصول إلى التمرد.

من أجل مد ودمج المنظمات القاعدية، تم فتح العديد من دروس التكوين السياسي السريع بالمناطق. لكن المناضلين بالقواعد لا يرغبون في مغادرة دواويرهم وقراهم : يعرقل ذلك عملهم بمزارعهم، دون اعتبار خوفهم من "الاحتراق". من أجل تطويع هذه المصاعب، تم تنظيم "المكونين" في فرق متحركة. على كل مجموعة تهيئ مركز سري، بعيدا من القرية، على المناضلين أن ينتقلون كل حسب دوره ومعهم أطعمة لمتابعة الدروس خلال خمسة إلى سبعة أيام. في مدى وقت معين، كل مناضلي القرى تقريبا قد استفادوا من هذا التكوين.

قررت اللجنة الإقليمية تنظيم دروس جديدة في أعلى مستوى التي تحتضن الشبان والشابات الذين لا ينتمون إلى اللجن التنفيذية للتنظيمات القاعدية. العديد من العناصر الموثوقة، الذين ينتمون إلى جمعيات "من أجل الإنقاذ الوطني"، يطلبون مواصلة هذه الدروس. في آخر كل تكوين، بثبات، نقوم بتنظيم حفلة بسيطة ودية نستدعي إليها ممثلي جميع شرائح الساكنة، نغني، نرقص، نرسم قوى جديدة للمهام المقبلة.

يعلم العم هو مباشرة المناضلين وفي بعض الأحيان الفلاحين، من حول الحزب الشيوعي. كان المناضلون المحليون إلا عددا قليلا لا يعرفون اللغة الفيتنامية. النساء يجهلنها تماما. لهذا يأمرنا العم هو، على وجه السرعة، بتعليم لغة تهو. عند أقلية مان البيض، وجب علينا استعمال الرسوم من أجل إيصال أفكارنا. من أجل إفهامهم أن فرنسا واليابان تستغلان شعبنا، نمثل فرنسي وياباني يضربان الفيتنامي أو فلاحا منكسرا تحت ضغط الضرائب والأعمال المنزلية. نرسم كذلك أفراد كينه، مان وتهو يمشون يدا في يد، من أجل تأكيد ضرورة الوحدة الوطنية ضد الغزاة. بعد ذلك العمل، تمكنت أقليات مان من كتابتها الخاصة. مضمون دروسها كان بسيطا : بعد عرض فهرس الوضع الوطني والعالمي، نفسر لهم لماذا يجب النضال ضد الفرنسيين واليابانيين، نتحدث فيما بعد عن التهييء للتمرد العسكري، لتنظيمات الجمعيات "من أجل الإنقاذ الوطني"، فصائل الدفاع الذاتي، وفي الأخير درس خمسة نقاط العمل السري. نعلمهم أيضا طريقة ترؤس الاجتماعات، تقديم خطاب أمام الجمهور، إلخ...

ترجمة كتاب "سرد حول المقاومة الفيتنامية" 1925ـ 1945، (FM/petite collection maspero)
سرد فو نغوين جياب (الجنرال جياب) عن علاقته بالقائد هو شي منه.