نشيد المجرة


حسين علوان حسين
الحوار المتمدن - العدد: 5265 - 2016 / 8 / 25 - 01:09
المحور: الادب والفن     

أنت يا رب الآلهة المغدورة
قبل تفسير الاحلام
و التي غادرتنا صامتة
على عجل
محلقة بالسر
قبل الأجل
نحو لجج المجرة
لتغطس في جليد مر
أنت يا رب الصبايا الغر
المتخمة بالعشق
أيها المسلط لظلم القدر
الشافي الآفات بالخدر
القاتل للجوع بالراحة
أحسن طريقة
يا رب السارطين ممن لا يشبعون
و يعافون قول الحقيقة
أحلى طريقة
ألا ترى الناظرين في المرايا
يتسامون بالنزق و القلق
يحسدون أبا صابر
خدر و تعب بلا أحلام
و الألم و الندم هو الختام
بلا سلم و لا سلام
ذلكم هو حكم السليقة
و أن بات اغلبهم مكابر
لهم كل الحق في الفخار
يوضع موضع بالحقيقة
ترى واحدهم مضيعاً طريقه
يركب الصعاب و لا يتعلم
أجل بالتأكيد ، فبغير الموت لا شفاء من داء الشقيقة
يا رب الصلاة و الزكاة
قل لي : أنى لي أن اتذكر المسار
أنى لي
تعلم اختيار قراع الحياة
و أنا ألوب و أجوب
غياهب السماوات
فلا أجد المطار
يا رب المطر و الحجر
قد كنت أبلغتنا
أن لا نروم الخدر بعد الوطر
أنت يا من اعتدت البقاء في السماء
نائماً لا يفيق
انني اسألك عبر الظلام
متى الظلام هذا ينبلج
هل تعلم
أم أنك لا تعلم
أن بعد سيلك سيول
و بعد المغول كل رم رغول
و أن ما من شيء على ما يرام
فكيف ستفعل
هل ستنزل
فتقول كلمتك
أم أن الصير مفتاح الفرج
قل لي
إن طرقت القلوب المثقلة ابوابك
ماذا ستفعل ، ماذا تقول
ماهي العبارة
هل ستأوي أرواح التطهير
و تطعمها زهر النار و التوت
ام ستجفل
و تتركها تغرق
أتقول لها أنك مشغول
و أنها قد فاجأتك بالزيارة
وتعالوا بكرة
أو في وقت آخر
ماذا ستفعل ، ماذا تقول
ماهي الإمارة
أعلم علم اليقين يا رب الجحيم
في اليوم الذي نحتاجك فيه ستموت
يا غائباً يأبى الحضور
و النائم غير وسنان
منذ الزمن العتيق
الا تدري أن الكلمة الطيبة الواحدة تكفي
ان قيلت قبل فوات الاوان
لشفاء كل أوجاع القلوب
فتستمطر ألحان التطهير
لأحزان الجنوب
**
للسادة الكبار
في الحكومة بازار
أبطاله أقزام تنبص في كل عار
هذا يحب الإبراق
في ايقونات الدراق
و هو رمة بلا ذمة
و ذاك قراد
يلعب بالنرد صاهلاً
كالصبية و هو جمة
كلهم يمتهن على اهليه
مهنة القواد
لخدمة أرذل الجوار
و كلهم يحارب احتساء الجعة في البار
و لا يخشى سياط عذاب النار
أما أولي العلم و العزم
فقد اختفوا
بلا رجعة
غطسوا بحزن في الاعماق
و خلفوا لي وسادتي و عنواني
في تموز العراق
أجواد تساموا كأوراق الشجر المتطايرة في الحريق
وسط الحروب
في سهل الدخان الصواني
أبقوني أزدرد آلامي مثل كل الخاسرين
أهتز وحيداً
وسط لجج الأمواج
اتمرجل على السطح بلا معراج
أروم اطعام الحمم
كي يتدفق البركان
ها أنا ذا أسمع نداء الظلام
في كل ناحية
قبل الأجل الموعود
ليوم القيام
يجرجرني نحو الهاوية
أنى لي أن أستذكر الأحلام
و انا اعلم ان السخام موجود
سأقذف روحي في الحريق
عل الخلاص يزورني من ألم الجروح
فلتلتهب جذوتي بألق البريق
هو ذا الظلام ينادي بإسمي
تعال خذني يا ظلام الروح
قد تبارك رب الطلق
لحر ما سلق
الذي جعل من الشقاق السبق
و من الفلق الشلق
و من الردى العشق
لخير من خلق
و من لم يخلق