بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة الاعدام في العاشر من تشرين الاول


سمير نوري
الحوار المتمدن - العدد: 3866 - 2012 / 9 / 30 - 10:22
المحور: الغاء عقوبة الاعدام     

بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة الاعدام في العاشر من تشرين الاول
الى الأمام نحو الالغاء الكامل لعقوبة الأعدام في العراق والعالم

الأعدام هو قتل الأنسان بشكل متعمد، مع سبق الاصرار ، وبشكل مبرمج من قبل الدولة، باسم العدالة وضمان الأمن وارجاع الحق لاصحابه وحماية المجتمع من المجرمين وغيرها. تنفذ هذه الجريمة بدم بارد ويحدد الموعد وتاريخ ووقت جريمة القتل، وكيفية تنفيذها، وسيلتها سواء بالمشنقة او الحقنة السامة او بالرجم او بقطع العنق بالسيف وغيرها. ويدعى اهالي المحكومين بالأعدام لحضور مراسيم القتل. وفي الكثيرمن الاحيان تجرى مراسيم القتل على الملأ، حيث تعلق جثث المعدومين في الطرقات العامة لعدة ساعات او ايام عبرة للناس. ان تاريخ البشرية مليئة بهذه الأعدامات ولكن ادامة هذه البربرية في القرن الواحد والعشرين عار على جبين البشرية ويجب الغائه كليا وعلى صعيد عالمي.

بعد نضالات طويلة من قبل الحركة المناهضة لعقوبة الأعدام على الصعيد العالمي تم الغاء عقوبة الأعدام من قوانين عدد كبير من دول العالم او اوقف العمل بها. ولحد اليوم اوقفت 140 دولة العمل بقوانين الأعدام او تنفيذها. وحاليا تنفذ عمليات الأعدام في 20 دولة فقط، وفي 58 دولة هناك قوانين اعدام في دساتيرها بينما تعتبر امريكا الدولة الوحيدة التي تنفذ حكم الأعدام من بين البلدان الصناعية الثمانية.

ان الدول التي ينفذ فيها حكم الاعدام بشكل خطير هي الجمهورية الاسلامية الايرانية والعراق والصين والسودان والسعودية وامريكا واكثرية دول الشرق الأوسط او الدول المعرفة بالعربية والأسلامية. ان الرجم والقصاص وقطع الرؤوس هي من القوانين وألاجراءات الهمجية والبربرية للدول الأسلامية والقومية في المنطقة كالسعودية وايران والسودان والعراق ولبنان وسوريا ومصر وان ازدياد عدد الأعدامات خلال السنة الماضية الى الضعف مقارنة بالسنين السابقة يشير الى تدهور ألأوضاع وازدياد سلطة الأسلاميين في المنطقة وخوفهم من الجماهير الثورية.

وفي العراق اوقف العمل بحكم الأعدام بامر من بول بريمر الحاكم الأمريكي بعد احتلال العراق. ولكن بعد تنصيب مجلس الحكم اعادوا العمل بعقوبة الأعدام. ان نسبة الأعدامات في العراق تزداد سنة بعد اخرى حسب تقرير منظمة العمل الدولية المنشور على صفحتهم الالكترونية الرسمية، حيث اعدم في سنة 2011 ، 68 شخصا بينما اعدمت الحكومة العراقية 70 شخصا في النصف الأول لهذه السنة. وهذه الأعداد هي اعداد رسمية معلنة، ولكن العدد الواقعي غير واضح حيث هناك مئات المحكومين بالأعدام في السجون العراقية ينتظرون ساعة تنفيذ قتلهم. ان الأعدامات تنفذ تحت ذريعة اعدامات عناصر الحكومة البعثية التي لطخت اياديها بجرائم الأعدامات في تاريخها الدموي والقيام بتنفيذ جرائم بشعة بحق جماهير العراق او تنفيذ حكم الأعدام ضد بمن يسمونهم الارهابيين والأنتحاريين الذين يقومون بالتفجيرات. وتنفذ الأعدامت بذريعة ألحد من الأرهاب واستتباب الأمن. ولكن، ورغم كل عمليات ألأعدامات الجماعية وتصاعد الأعدامات، فان العنف المتزايد على العكس يزيد من انتاج العنف المضاد.

للعراق تأريخُ طويل وخطير وبشع في الاعدام. وهناك سلسة طويلة من الأعدامات التي نفذت مع وصول الحكومات الجديدة للسلطة في عقد الستينات من القرن الماضي واحدا تلو الأخر. ان اعدامات في فترة حكم عبد الكريم قاسم في 1959وبعده في زمن حكم عبدالسلام عارف ضد الشيوعيين و بفتوى من عبد المحسن الحكيم والاعدامات الجماعية من قبل سلطة البعث ضد المعارضين السياسيين بحجة خيانة الوطن. كل هذه الممارسات تبين علاقة تنفيذ الأعدامات بالسيطرة على السلطة بالدولة البرجوازية وفرضها الأستبداد والارهاب ضد الجماهير من اجل ادامة النظام الرأسمالي. ان تعليق المعدومين في الاماكن العامة وعلى مداخل المدن على مدى التأريخ هدف اساسا لتخويف الجماهير من الأعتراض و اخضاعهم للسلطة المنعزلة عنهم والمفروضة على رقابهم. ان الأعدام على هذا الاساس ماهو الا وسيلة بيد الحكومات ومنها الحكومة الدينية الطائفية والقومية الحالية التي ليس في جعبتها غير فرض نفسها بالتخويف. هذه الحكومة التي لم تستطيع ان تحقق اي خدمات اجتماعية حتى بادنى مستوياتها، فلا كهرباء ولا ماء شرب نظيف ولا بنية تحتية ولا خدمات اساسية بينما ساهمت في تفشي البطالة وتراجع مستويات التعليم واستشراء الامية والفقر والجهل والحرمان من الحريات. ان من المؤكد ان هكذا حكومة لن تستطيع ان تبقى دقيقة واحدة دون تخويف وقمع. لذا فان احد اهم المطالب الثورية ل"الربيع العربي" هي الغاء عقوبة الأعدام ونزع هذا الوسيلة الهمجية من يد السلطة وتخليص المجتمع من هذا الكابوس الجاثم على صدور الثوريين والجماهير المحرومة المعترضة.

بمناسبة اليوم العالمي لالغاء حكم الاعدام، ادعو كل المعارضين لعقوبة الأعدام الى التصدي والوقوف بوجه هذا الجريمة البشعة التي تنفذ باسم العدالة وحماية المجتمع زورا وبهتانا. نقف جنبا الى جنب ألوف من الانسانيين والمطالبين بعدم المس بجسد الانسان تحريم عقوبة الأعدام كليا وتنظيف تاريخ البشرية من هذه الممارسة البربرية . ندعوا كل المنظمات والاحزاب والقوى والشخصيات العراقية المعادية لعقوبة الاعدام الى الوقوف وقفة واحدة بوجه عقوبة ألاعدام ونزع هذا السلاح من يد الحكومة الأسلامية الطائفية في بغداد وتحويل مطلب الغاء عقوبة ألاعدام الى احد اهم مطالب الجماهير. نحن نصرح بانه اذا كان الأرهاب قتل أعمى وعنف وحشي ضد الجماهير، فان الأعدام هو ايضا قتل واعٍ ومتعمد، عنف مبرمج، ووسيلة سياسية، لتخويف الجماهير وارهابُ مضاد. هذه الوسيلة المرعبة لا ولن تولد سوى العنف والحقد والضغينة والرغبة بالانتقام وتحفر جروحا عميقة في قلوب وعقول ووجدان البشر.

لا لعقوبة ألاعدام !
لا للمس بجسد الانسان وحرمته !
نعم للحرية والمساواة والكرامة الانسانية !

سمير نوري
مسؤل حملة الغاء عقوبة الأعــــدام في العراق