الانتخابات البرلمانية تعمق ازمة السلطة في العراق


سمير نوري
الحوار المتمدن - العدد: 5869 - 2018 / 5 / 11 - 16:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

الهدف من الأنتخابات العراقية واضح لكل مواطن عراقي، انتخاب نفس القوى للسلطة لدورة جديدة اي اعطاء الشرعية لهم. و لا الانتخابات يوجد توهم من قبل الجماهير بان هذه الأنتخابات يزيد رغيفا على سفرة الكادحين و العمال و الجياع في العراق و لا يوفر فرص عمل و لا يحل مسألة الطائفية و الكهرباء و لا تعين و تثبيت العمال الأجرة و الموقتين على الملاك الدائم، كل الوعود كاذبة واضحة كوضوح الشمس.
و اجه الجماهير في افتتاح ملعب النجف احد الوزراء في الحكومة بشعار" شلع قلع كلهم حرامية" و بنفس الشعار و اجهو في البصرة حيدر العبادي و تحول رفع الشعارات الى المواجهات بين الناس و حمايات رئيس الوزراء. شعار" شلع قلع كلهم حرامية" يقول كلهم كما كان شعار" باسم الدين باكونا الحرامية" كان يشمل كل القوى الأسلامية و الطائفية في العراق " كلهم" يعني كل القوى الميليشياتية و الاحزاب الدينية و القوائم الأنتخابية.
هناك ظاهرتين في الأنتخابات العراقية الأول ان القوائم و الشخصيات المرشحة و رؤساء الكتل و الأعلام التابعة لهم لا يترددون في فضح الأطراف الأخرى بكل الأشكال و التشهير و التقبيح و اخراج كلما كانت تحت البساط و نشر الفضائح البعض و حتى الفضائح الجنسية و خرق كل الأتكيت الموجودة في الأنتخابات البرجوازية و عدم تجاوز الحدود و فضح الشخصيات و الأعتبارات، ان هذه الأسلوب هي اسلوب تطحين العظام االبعض و بدون هوادة كانهم امام حرب و ليس امام العمل على انتخاب سلطة تشريعية و يليها سلطة تنفيذية و كأن الأنتخابات هي نهاية سلتطهم.
الظاهرة الثانية هي تمزيق الصور الافتات الشخصيات بدون استثناء و في كل مناطق العراق. اذا غضينا البصر عن ماذا يفسره الأعلام البرجوازي الكاذب و اتهامات الاطراف لبعضهم بعضا و على اساس الذين يقومون بهذه الاعمال هم مأجورين من الكتل و الأحزاب كان القضية لا صلة لها بالجماهير و النقمة العارمة ضدهم و ضد انتخابتهم. و لكن هذه الأدعاء ادعاء باطلة و غير صحيحة و لا يعبر عن الصورة الحقيقية و شعار" شلع قلع كلهم حرامية" و" باسم الدين باكونا الحرامية" توضح بان الذين يقومون بتمزيق صور المرشحين و تمزييق الافتات الأنتخابية يقومون بهذه الأعمال بشكل اعتراض و عدم قبول بالأنتخابات و الكتل السياسية يحسون بعمق هذه الأعتراضات.
حسب هذه الظواهر و هذه الاوضاع ان نتائج الأنتخابات لا يبشر بخير بالنسبة للبرجوازية و ان الوضع الأعتراض للجماهير المليونة على اهب الأنفجار و حدوث ثورات جماهرية واسعة. القوى السياسية يتحدثون عن صعوبة تشكيل الحكومة القادمة و الدخول الى دوامة جديدة في الأوضاع المزرية.
ان القوى السياسية الموجودة في العراق حتى من صعب ان نعتبرهم بانهم يمثلون البرجوازية او يمثلون الطبقة الرأسمالية انهم شلة من اللصوص و الحرامية و كل كتلة يمثل مصالح دولة او طرف عالمي و اقليمي في المنطقة و الجماهير يرفع الشعارات الصحيحة و يسميهم" حرامية" بكل وضوح وبدون رتوش. انهم انكروا المواطنة و التمدن و حطموا المجتمع المدني و حولوا العراق الى خراب. انهم جزء من الفوضي الموجود على الصعيد العالمي و يعكسون الأزمة العالمية و ازمة البدائل و الحلول في المنطقة. الانتخابات يعمق ازمتهم و يفجر الصراعات بين كل الكتل و المصالح العالمية و الأقليمية في العراق.
ان الجماهير لا يستطيع ان ينتظر عقديين اخرين لكي يخرجون من ازماتهم و يدفعون المجتمع الى ويلات و كوارث اخرى و الأستمرار بهذه الدوامة، بل المواجهات المليونة بين الجماهير و هذه القوة هي تطمغ الحياة السياسية في الأيام القادمة و لا يوجد دواء لهذا الوضع الا ازاحة هذه القوى و التفاف حول راية الشيوعية العمالية و حزبها السياسي الحزب الشيوعي العمالي اليساري لخلاص المجتمع.