لنستقبل الأول من آيار بنضال طبقي و تضامني شامل مع عمال الكهرباء ضد الدولة من اجل التثبيت و الأجور !!


سمير نوري
الحوار المتمدن - العدد: 5842 - 2018 / 4 / 11 - 03:24
المحور: الحركة العمالية والنقابية     

لنستقبل الأول من آيار بنضال طبقي و تضامني شامل مع عمال الكهرباء ضد الدولة من اجل التثبيت و الأجور !!
خرج خلال الأسبوع الماضي الاف العمال في المحطات الكهربائية في كل المدن العراقية ( بغداد، الفرات الاوسط، الديوانية، السليمانية ، ميسان، البصرة، الناصرية، المسيب...وغيرها ) و من المقرر ان تنظم اعتصامات اوسع و اقوى في كل المدن العراقية في كل المحطات الكهربائيةالحرارية. ان المطاليب الأساسية للعمال هي التثبيت على الملاك الدائم و دفعهم اجورهم الغير مدفوع لمدة ثلاثة اشهر متتالية من قبل الحكومة.
و كما عبروا الناشطين في وسائل الأعلام انهم استمروا بالمطالب خلال ثمانية سنوات مضى لكن لا يوجد اذان صاغية لمطالبهم بل هناك تهميش متعمد من قبل الحكومة و الوزارة. و عبر العمال عن مآسيهم و فقرهم و وضعهم المأساوي و المعاشي و عدم الاهتمام بهم من كل الجهات المسؤولة. و ليس فقط ذلك ان العمال واجهوا الطرد من العمل في اكثرية المرات لم يلجؤون الى الاعتصام و الأضراب، و الآن طرد 90 عاملا خلال هذه الأيام بسبب الاعتصامات.
ان السياسة الذي يتبعها الحكومة العراقية هي سياسة البرجوازية البربرية العالمية و بتوجيهات من الصندوق النقد الدولي و هي سياسة التقشف و التجويع و فرض سياسة العمل الرخيص و العامل الساكت من اجل اجور زهيدة و ابقاء العمال تحت خط الفقر المدقع. انهم لا يثبتون العمال لاسباب عدة. اولا لتقسيمهم الى فئات عمالية منهم العمال الذين هم دائمين و حالتهم و راتبهم احسن من البقية ، و عمال العقود يستلمون راتب الحد الأدنى للاجرة و هي 350 الف دينار عراقي شهري، و الفئة الثالثة عمال الأجرة انهم يستلمون الاجور حسب اليوم اذا لم يعملوا يوما فلا يوجد اجرة و اجورهم لا تصل الى الحد الأدنى للأجرة. ان هذه التقسيم لا يشمل فقد عمال الكهرباء بل هذه السياسية متبنيه على الصعيد العام للبلد و في كل الأماكن الانتاجية و الخدمية. هذه هي سياسة التفرقة بين العمال حتى يقفون بوجه توحيدهم و وضعهم في حالة متى ارادوا يطردونهم بدون اي ضمانات و اي مساندة من كل العمال، ومتى ارادوا يطرونهم للانضمام للجيش الاحتياطي للعمال.
اما الجانب الأخر منها هي دفع اجور تحت خط الفقر في العراق و ابقاء العمال و عوائلهم في حالة بين الموت و الحياة. ان الحد الادنى للأجرة هي لا تكفي لشخص واحد لمدة اسبوعين و حتى لا تكفي لايجار بيت فيها غرفة و احدة في بغداد. و اجور العمال الموقتين لا يكفيهم لتسديد التدخين و خدمات انترنيتية بسيطة و في افضل الأحول لا تصل الى 8 الاف دينار عراقي في اليوم و لا تصل الى 180 الف شهريا. و بهذه الطريقة ان البرجوازية العراقية تفرض اقسى انواع الظلم و الأستغلال للعمال و لا يدفع لهم اجور بما يناسبهم ان يعيشوا حياة عامل.
و في الوقت الحالي لا توجد مطالب موحدة توحد كل العمال تحت شعار و مطلب واحد على صعيد البلد و هذا يرجع الى ضعف المنظمات العمالية وقادتهم، وفرض النقابات الحكومية" الصفراء" على العمال على اساس انهم يمثلون العمال و في الحقيقة انهم يمثلون البرجوازية و سلطتها ضد العمال. النقابات العمالية في احسن ألأحول انهم جالسون في مكاتبهم انهم في واد و العمال في واد. اغلبيةالإضرابات و الاعتصامات تبدأ و النقابة او المنظمة العمالية ليس لها ضلع فيها و لا دور قيادي فيها بل تتفرج او تصدر بيان او تنشر اخبار الاعتصام في حين ان من واجب المنظمة العمالية ان تمثل مصالح العمال و تعقد اجتماعات عامة مع العمال تمثلهم عمليا.
اذا ندقق المطاليب المرفوعة للمظاهرات و الاعتصامات كلها تدور حول الأجور، التثبيت تعني الأجور لان العامل الثابت اجوره اعلى و له ضمان التقاعد و في بعض الأماكن حقوق و مخصصات و مخصصات طبية و السكن و غيرها من الحقوق و كلها تقع ضمن اطار الأجور. ان رفع شعار زيادة الحد الأدنى للأجور بما يكفي لعائلة من خمسة اشخاص و تضمين حياة كريمة لهم من قبل الطبقة العاملة بشكل عام وشامل على صعيد العراق تستطيع ان يوحد صفوف العمال و حول مطلب واضح و تستطيع ان تضع الطبقة العاملة في ميدان عام و نضالها تخرج من نطاق فئوي و ضيق.
ان اعتصامات عمال الكهرباء هي اعتصامات فريدة من نوعها و و تستطيع ان توحد كل الطبقة العاملة حول زيادة الحد الأدنى الأجور و الغاء التقسيمات بين العمال على اساس الدائمة و العقد و الأجور و تقوي صفوف العمال بشكل اكثر وسعة و قوة.
ان البرجوازية تركض وراء الربح وتسعى للحصول الى ارباح خيالية تعرف ان ضمان هذا الربح الخيالي يتحقق بفرض عبودية قر وسطية على العمال و بأجور زهيدة و في بلدان تحت السلطة الإمبريالية العمل الرخيص هي الهدف للبرجوازية. ان العامل لا يستطيع فقط ان يناضل من اجل زيادة الأجور، طبعا النضال من اجل زيادة الأجور مسألة مهمة و ميدان نضال طبقي جدي لكن بدون الغاء العمل الماجور و النضال من اجل عالم بدون عمل المأجور و بدون وجود طبقات و استغلال الطبقي البشرية لا تستطيع الخلاص من بربرية النظام الرأسمالي. يجب ربط هذا النضال بأنهاء النظام الرأسمالي و تأسيس مجتمع اشتراكي الميني على "كل من حسب قدرته وكل من حسب ضرورياته".