أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - العراق بين صوت الله ..وصوت الآه














المزيد.....

العراق بين صوت الله ..وصوت الآه


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1748 - 2006 / 11 / 28 - 11:20
المحور: الادب والفن
    


لم يختر آدم ع الذي كُرم بعد السهو الأولى أن يبني لإحلام ذريته بيتاً خارج جنان الخلد ، وليصبح نتاج هذا الدرس الازلي حياة لتواريخ معلومة لنا منذ أن بدء آدم بخلفٍ يرثون فيه كلام الله ورؤى الندم التي أرادها ، سلالة تعرف نور الله ولاتعرف نكرانه .
لم يختر آدم أرض اليابان أو الفايكنغ أو جيبوتي أو سان باولو ، لقد أختار ظل سدرة في جنوب العراق لتكون مهبطا للبدء البشري ، هناك في القرنة العراقية لايزال المكان يسمى ( سدرة آدم ) التي قال لي عنها مرة الدكتورعبد اللطيف رشيد وزير الموارد المالية العراقية إنه بذل جهدا واموالا من وزارته ليديم قدسية المكان وليطور فيه الجانب السياحي والروحي ، وهذه خطوة جميلة أن ياتوا الناس من كل أصقاع النذر ، منهم من يحمل ( العِلك َ الاخضر وطاسة الحناء ) ومنهم من يحمل إيقونة عيسى ليتبرك بتراب الظل ويطلب مغفرة وسلاما وبركة او عصاة موسى ليطلب معجزة اخرى تعيد صفاء مكان ، وليس تراشق الدان ومآتم الجيران والخلان .
هذا المكان نحتاج الى روح الازل التي فيه ، فقط لنتذكر عنده ( المحنة الحالية ) ، فإذا تقاتل هابيل وقابيل كفردين في وقيعة الشجار والموت الاول وعلى هذه البسيطة ذاتها ،فالآن يتقاتل آلالاف ( القوابل والهوابل ) ، الفرق إن ولدي آدم تقاتلا من أجل أغنام عبرت الى زرع ، الآن القتال على أمر لايفهم سوى إنه صنيعة حال جديد لوطن( تكهربت ) فيه المشاعر والدويلات وأحلام الأنسان منذ الازل ، فكثُرَ القساة فيه ، وولاة قطع الرؤؤس ، ومختالي عشاق الثورات ، وصناع الاناشيد الطائفية وغير ذلك من عجائب العصور التأريخية ، وغير هذا كان العراقي مبدعا من طراز خاص ، ومكرما من السماء بعناية أفضل ليأتي بزوغ المؤمنين فيه تباعا ، نوح وأبراهيم وأيوب ويونس ( عليهم السلام جميعا )..وكثرت فيه صوامع القديسين وجوامع التصوف وحدائق العشق ، فكان إن ولدت حضارة الرافدين ، واحدة من شواهد رقي العقل ..
ولكن أين العقل الآن ...وصوت الله في العراق تحول الى صوت الآه ..؟
الآه التي تُقتلُ على الهوية ، وعلى الطائفية ومن فوق المدرعة ( الهمر ) ، الاه المصنوعة برغبة طلبان ( والشقلبان ) وصناع الموت والأحزان ...وهناك آه غير القتل ( آه الخدمات المفقودة ) وآه الأمنية ، وآه السحت وآه منع التجوال ، وآه ( الغياب المتكرر لنواب برلماننا الحلم ) ..
وبين نخيل العراق وعدد الاهات العراقية ضاع الحساب ، وكثرت طوابير الخيار الجديد على مكاتب جوازات السفر ، والحكومة تسعى ( ولكن ليس كلما تتمنى الحكومات تدركه ..تجري الرياح بما تشتهي المحافل الخفية ) ..
هذه معضلة أخرى ..أن يضيع حلم ووجود وطن بين صوت الله وصوت الاه ...
ضياع لم يعش العراق شبيها له إلا في أيام معدودات حين عزف إبن زياد بموسيقى الذبح برقاب الحسين الشهيد وبيته الأطهار ( عليهم السلام ) ، وحين دخل ( رأس عرفاء ) هولاكو بغداد ليبيد فيها حلم حضارتها التي صنعها المنصور والمأمون وتقوى أأئمة أهل البيت وفقه ابي حنيفة وأشراقات الحلاج .
وان تكرر الحال بعد ذلك في صورة وباء طاعون او احتلال عثماني او فارسي ، ولكنه كان محصورا بفهم الحال لواقع مظلم عاشه العراق بعد ان انتفخت بطن الدولة الاسلامية ووصلت الى الصين وماعادت قادرة على حماية هذه المساحة الشاسعة من الكون .فكثرت سكاكين الأسد حين يشيخ ، وتداعت أحلام خطبة الغدير لتصير عصورا مظلمة وامبرياليات .
ولكن كما الان لم يحدث هكذا مشهد ، ( بصيغة الآه التي فيه وطريقة صناعتها ) .
وتلك مشهدية جديدة لتأريخ لم ينبئ بشكله أحد ، ولم ار احدا من الذين يلبسون ربطة عنق مخططة او بدون ربطة يحلل مايجري بصورة مقنعة تجعلنا نستقر الى حال واحدة ( هل ضاع الوطن ام ثمة امل وبقية باقية من ماء تنسينا ظمأ أبا الفضل العباس ولوعة الصلب بجسد الحلاج وتجفف دمعة السياب وهو يرى ابناء فكتوريا ينظرون اليه ببرود من فوق الدبابات ؟) ..
وبين التحليل والزبيل ضاع المسواق ، وتألم العراق ... والحل .
لاشيء سوى صلاة جماعية . واللوذ بدمعة طفل ..
هاذان الهاجسان . كما اعتقده ويعتقده الظلُ الذي هو الان تحت سدرة آدم ع كفيلٌ بحل المعضلة .
إذن فليصلي العراق كله ..ولتسعى الحكومة لتوزيع دموع اطفاله ببطاقة التموين !



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاهوى إلا هوى العراق
- عطر مكة والتوهج الذي فيكِ
- رندة المغربي . موسيقى المكان . وحس الشعر . ودمعة باشالار الب ...
- ليلك ِ .. شراشف ضوء . السرير جفن - السيف
- وليد حسن جعاز - شهيد الحلم والوطن وطفولتنا معا ...
- البصريون مع سيابهم رغم كل شيء .
- سوية نشرب القبلات . سوية نشرب الكوكا كولا
- كيف يفسر العراقي مايحدث ؟
- عمتنا النخلة . هي التي تحمي العراق
- وداعا دونالد رامسفيلد . ليس لك سوى مافشلت به .أيها الوزير، ا ...
- سحاباتٌ بيضْ . أحمرُ شفاهْ . وإبن بطوطةَ والياً
- البلبل قمصيهُ الغيمةُ . عيناكِ خلخالها الفلفل الاحمر
- لاشيءَ أشهى مِن إمراةٍ خضراءْ
- . ..حلم مدينة أور ......الى السيد سفير العراق في اليونسكو
- نشيدٌ أمميٌ لحزنٍ سُومري( مَرثيةُ قيثارةْ . وإبتهاجُ ذاكرةْ. ...
- الشرق الذي ينحر نفسهُ بيديه . ( رثاء لنا جميعا . أبناء الملح
- أور ومرتفعات كلمنجارو ودمعة تشبة قبلة امراة
- أنا . انت . واولئك الذين سهت عواطفهم ...
- من أجل العراق . رؤيا لااتمناها ، واخرى اتمناها
- قيثار سومري لاغنية شركسية


المزيد.....




- ركلها وأسقطها أرضًا وجرها.. شاهد مغني الراب شون كومز يعتدي ج ...
- مهرجان كان: الكشف عن قائمة الـ101 الأكثر تأثيرا في صناعة الس ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 70 مترجمة باللغة العربية بجودة HD ...
- السحر والإغراء..أجمل الأزياء في مهرجان كان السينمائي
- موسكو تشهد العرض الأول للنسخة السينمائية من أوبرا -عايدة- لج ...
- المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان
- تحديات المسرح العربي في زمن الذكاء الصناعي
- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - العراق بين صوت الله ..وصوت الآه