|
سوية نشرب القبلات . سوية نشرب الكوكا كولا
نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 1741 - 2006 / 11 / 21 - 11:04
المحور:
الادب والفن
على طرف الرمش ، معلقة مثل حبة كرز الكرة الأرضية ..وعلى رصيف شفتيكِ ، معطف الحب يمشي ثملاً مثل غزال . وأنا صافنٌ مثل النعاس .أكتب إنشاءً لمعلمتي الحلوة وأفكر كيف أسرق من سكان الصين مليارنسمهْ . وكيف أصنعُ من غزل الوردة شَعراً مستعاراً لإمي التي مسكت التسعين ولم تزل حتى هذه اللحظة لاتعرف معنى الفالس . زيارة العباس هي سمفونيتها المفضلة .ومرات تفكر بإخراج شكسبير من قبره لتعلب معه الشطرنج . هي تغلبه بتثائبها ، وهو يبكي مع سونيتاته . وينشد : ( في الحب قمر عينيكِ يصير بندورة . ودمعتكِ كأساً نذرياً،وظفيرتكِ شلالات الضوء بخدِ موزارت ). أو لنقل أنه قيثار شركسي يمشي بنا من مراكش حد الشام ويقول سلاماً لكل من عينيها زرقاء مثل موجة بحر متوسط . أو مثل ندى صباح فستقي على خاصرة أرنب . أكلَ جزر روحي .وصار يكتب مثل كافافيس عن هوى الأغريق بصوت أم كلثوم . على طرف الرمش عاطفتي ذكريات إدوار سعيد . بها أصفف أرغفة الخبز ، وأُهدي الخيام غرام ، والجنرلات عبادات . وأهل الجنة أهديهم نار قلبي . أعرفُ من كل ثقافة تعلمتها في العوم بمحيط الصوفية داخل عينيك .أن أشربَ قبلةُ شفتيكِ ، فأرى الصحارى كُلها . أما المطر فهو ينتظر منك حركة الرمش ليهطل . أيها النجمُ المداري . المضيءُ على قارات قلبي نوافذاً ومباخراً أواراجيلاً أندلسيةْ . اقسمُ عليك بدمِِ الرضيع : أن تعطيني منها شيئاً دافئاً أضعهُ في جيبِ الإفلاسْ ، ليعرفَ أغنياء العالم إني كنز . وإني في لحظة حب أصير مثلَ أباطرةَ المغول .كل نظرةِ عشقٍ فيل بحجم فرقاطةٍ أمريكية . سوية نشرب القبلات .نتبادلها كأنخاب حفل إمبراطوري .نتراشق بها كثلج شتاء في مشيغان . نضعها معنا على الوسادة ونبرق للديلي تلغراف : لانريد ثالثا لنا سوى القبلة . أُمي ستصفق . وألف ممثلة انكليزية تشتهي النوم معنا . لكننا غيرَ سريرٍ بليلِ الأهوارِ لانُريد . هوذا الحب في زمن الأنترنيت . الحب الذي لاتصنعه أسلاك التلفون وثرثرة : ( لماذا تكرهني خالتك ؟) حبٌ نديٌ كسُلحفاتٍ إستوائية ، تمشي الهوينة كأميرة في سوقِ الغزل . بغداد تصفقُ لها . الحمامُ يصفقُ لها . وكلابٌ بيضٌ تهز أذيال الحزن من دخان الدبابات! فيما انتِ أشهى مشية في الشارع الإيطالي .وأجمل من تبتسم في مساء الأعظمية .وأحلى من تنطق أحبكْ . أنتِ غيتار بيد لوركا . ولوركا مات شهيداً في اليوم الأول من عاشوراء . أما حين أشرب قُبلاتك . فالقصرُ الجمهوري كلهُ سيصيرَ متحفاً سومرياً لايشبهُ هذا الذي سرقوه في عزف الدبابات.. بل يشبه نهداكِ وهم يصنعان الكرز لسكان الألب. أيتها الخضراء مثل المشمش . معاً نشرب الخواطر . ومعا نسقي بالتفاح عطاشى كربلاء , ومعا نؤرشف للطيور أحلامها ونصنع من حنينها للفساتين ربيعاً وأغنية لها ظفيرة شجرة عنب. الحب . أيُ عاطفة يستبيحُ بها شوام عينيك ، ويريقُ شايَ المجانين على عقل سقراط فتضحك سيدة لها ألف معنى.. أمنا الأرض أو جدة رسول حمزاتوف أو خالة عبد الكريم قاسم لايهم من هن ؟ حفيدات المرايا . صانعات العظماء .يصنعن الدهشة كصاغة العشار بمثاقيل القبلات لنخل أطول من شهوة عارضة الأزياء على ستن روحي . أنا الذي أحبكِ كما يحبُ جيفارا قبعتهْ . وكما العندليب بصوت الموسيقى يصنع أصابعاً من نهديك ويرسم خرائط المريخ وجيبوتي وحارة سيدتنا زينب . حب . يشدو . يعلو .يصير مظلات مطر .وقواميس لغات خضر. يصبح أي شيء .وفي النهاية أنتِ هو . كما الشتاء هو الشتاء . وليس السماء عندما تدمع شهداءً ولقالقاً مرتجفة .
2
انا شارب خمرَ عينيكِ . حين تصلُ الحوالة . أعلقُ الأعلام القزحية . شارة للجمهوريتك القمرية . وعلى أهداب الشمس . ظلكِ أجمل صورة فوتغرافية على الارضِ .
3
انا شارب حلم وسادتك . الليلُ وحدهُ الذي يعطش . وأنا ثملٌ من نعاسِ النجومِ وانفاسكِ الروحية . تحت جفنيكِ قارةً من العاصفيرِ وبين شفاهي . باخرةً من عصير البرتقالْ .
4
رؤاك والهوى العذري من فصيلة دمٍ واحدة . أنا جريح حروبكِ . ونابليون غار مني ولبس عمامة الخيام ترنح لك ورقص . أضحك أنا . لو ألف امبراطور لن يسرقكِ مني .
5
سوية نشرب القبلات سوية نشرب الكوكا كولا . سُكارى على سطح القمر ، كما ثعابين تتزاوج . وحين يأتي رواد الفضاء بخوذ الهواء الفارغ . نلسعهم بسمِ القصيدة فيعودوا مذعورين الى الأرض القمر ياسومريتي للعشاق وليس لأمريكا والروس .
19 نوفمبر 2006
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف يفسر العراقي مايحدث ؟
-
عمتنا النخلة . هي التي تحمي العراق
-
وداعا دونالد رامسفيلد . ليس لك سوى مافشلت به .أيها الوزير، ا
...
-
سحاباتٌ بيضْ . أحمرُ شفاهْ . وإبن بطوطةَ والياً
-
البلبل قمصيهُ الغيمةُ . عيناكِ خلخالها الفلفل الاحمر
-
لاشيءَ أشهى مِن إمراةٍ خضراءْ
-
. ..حلم مدينة أور ......الى السيد سفير العراق في اليونسكو
-
نشيدٌ أمميٌ لحزنٍ سُومري( مَرثيةُ قيثارةْ . وإبتهاجُ ذاكرةْ.
...
-
الشرق الذي ينحر نفسهُ بيديه . ( رثاء لنا جميعا . أبناء الملح
-
أور ومرتفعات كلمنجارو ودمعة تشبة قبلة امراة
-
أنا . انت . واولئك الذين سهت عواطفهم ...
-
من أجل العراق . رؤيا لااتمناها ، واخرى اتمناها
-
قيثار سومري لاغنية شركسية
-
البصرة وفؤاد سالم ذاكرتان في وردة واحدة
-
زعلان الاسمر مايكلي مرحبة
-
هلْ نسيَّ العراقيونَ الوردْ ؟
-
مرة اخرى جائزة نوبل ليست لاودنيس
-
صلاة من اجل العراق لا صلاة من اجل العراك
-
الارهاب يقتل شيخا مندائيا
-
العالم بين الابيض والاسود
المزيد.....
-
صلاح الدين 25 .. متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 25 م
...
-
غزة تحت النار.. الشعراء الشهداء إذ ينثرون إبداعاتهم
-
المخرجان المصريان ندى رياض وأيمن الأمير: -الجوائز مهمة لكن ا
...
-
معرض الرباط للنشر والكتاب يسدل الستار على دورته ال29
-
-نظرات متقاطعة-حول كتابات الراحل إدمون عمران المالح بمعرض ال
...
-
المغرب.. باحثون يتخوفون من تأثير الذكاء الصناعي على الأدب وا
...
-
هل يغير الفيديو التوليدي باستخدام الذكاء الاصطناعي صناعة الأ
...
-
ترقب لعرض فيلم عن سيرة دونالد ترامب في مهرجان كان السينمائي
...
-
فرنسا.. جائزة القراء الشباب الأدبية للكاتب البوسني فيليبور ت
...
-
“شو سارلك يا لولو”.. استقبل تحديث تردد قناة وناسة أطفال 2024
...
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|