أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسن علاج - على ساحات المعركة














المزيد.....

على ساحات المعركة


الحسن علاج

الحوار المتمدن-العدد: 7432 - 2022 / 11 / 14 - 21:55
المحور: الادب والفن
    


على ساحات المعركة
الوضع الإنساني
فابريس ججينول
ترجمة : الحسن علاج

رافضا البطولة وطرائق فهم البسالة النموذجية ، يرى سيلين (Céline) في الحرب عبثية الوجود البشري الذي يتم الدفع به إلى ذروته.

تعتبر رواية حرب ـ لاتكلف في عنوانها ـ رواية مباشرة مثل رصاصة ، تقول كل شيء ، أو على وجه التقريب ، عن واحدة من وساوس لوي فردناند سيلين الكبرى ، حتى أن هذا الأخير صرح قائلا : " لقد أمسكت بالحرب في رأسي ، إنها محبوسة في رأسي . " وكي لا تغادر الرأس ، سيتم السعي إلى إضافة ما . من رواية سفر في الهزيع الأخير من الليل إلى رواية وضع محفوف بالمخاطر Casse-Pipe) ( أو رواية من قلعة إلى أخرى ، حرب دائمة ، تحت صيغ مختلفة ، تتخذ القرارات .
لنأخذ تحديدا رواية حرب : ما الذي يلاحظه المرء في البداية ؟ ما الذي يتم الإحساس به في روائحها الكريهة جدا ؟ احتشاد حشرات بلون الفوة الحمراء ، ميتة أو متعفنة تماما في الطين ، أجساد مبقورة ، مرتجفة ، أعضاء مخلوعة وجذوع نازفة . تحول سيلين إلى جيروم بوش المقابر الجماعية البشعة المخرومة بوابل من الشظايا .

بدون حدود وبلا حشمة
" إن قطع الرعب تلك " التي نعثر عليها في العديد من كتبه تقول القليل عن حالة ساحة المعركة ، الاستنكار الصارم للموت عديم الجدوى بأعداد غفيرة التي عمل على نقلها لنا بمهارة باربوس Barbusse) ( ، جنيفوا Genevoix) (
، رومارك Remarque) ( وآخرون ، مثل التواطؤ الجلي مع الحياة السلمية . وبعبارة أخرى ، فإن الحرب لدى سيلين هي استمرار لعبثية الوجود بأساليب أخرى . وانطلاقا من وجهة النظر هذه ، من الممكن تأويل هذا التفريغ الكبير للبذاءات الدامية ، مشاهد تلك الخنادق التي يقسم المرء أنها رسمت بابتهاج ، من قبل قصاب كبير ، هارب من فيلم مجزرة بالمنشار ، مثل موضوع مرغوب فيه ( " لقد شكل ذلك تعاسة إضافية مما كان بمقدور المرء تسميته ، لقد كان ذلك مضحكا " ) . إن الحرب التي هي بلا حدود وبلا حشمة في سجل الفظاعة تعتبر دليل إثبات مطلوب من لدن كل أمنياتها ، من أعماق أعماقها ، لأنها المهارة الوحيدة لإسناد حدوسها ، التي ستتحول قريبا إلى قناعات : الجحيم ، ليس هم الآخرون ، مثلما أكد ذلك [كتاب]" المعتوه " ( هكذا كان يلقب سارتر ) ، إلا أن كل واحد منا ، وهذه الأرض نفسها ، التي لا تطاق في زمن السلم أو الصراعات ، لا يهم في واقع الأمر . فما هي إلا تصوير مروع لما يخص كل واحد منا ، صراع مستمر شرير ، وحشي ، حيال الذات والآخرين .
إظهار ابتذال الوجود
يتغذى الإنسان السيليني على الكراهية مثل بلازما مخلصة من أجل التقدم ، وبشكل مفارق ، من أجل السمو . " إن رغبة الإنسان العميقة ، يشدد سيلين على ذلك في حوار أجراه في شهر يونيو 1959 ، تكمن في وضع حد مؤلم للحياة ، إنه التشريح أمام ناظريه ، هذا ما يرغب في رؤيته . " وهل من العبث بل ومن الخطإ اعتبار كتاباته عن الحرب كشجب مرهق من طراز مسالم . إن الأمر يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير ، وفي واقع الحال فإن العكس هو الصحيح تماما : يرغب الكاتب في الرعب كي يبرز تفاهة الإنسان ، الجدوى النسبية للحياة ، هذه المزحة الكبيرة ، هذا الموقف من الضحك هو في آخر المطاف كل ما نعتقد بارتقائنا إليه مع المخاطرة بحياتنا .
لا يملك سيلين من الشعر شيئا يجعله مقتنعا بمهمته الإلهية ، مجبرا الهاوية أمام العناصر الجامحة بهدف ترويضها وضبطها . لدى هذا الساخر السوداوي ، بل هو العكس تماما : تحول الكاتب إلى طبيب شرعي مستمتعا بالتشريح المشيد على المنهج الأدبي والأسلوبي ، كما لو أن الأمر كان يتعلق بحرب أو لا ، بالدكتور دوستوش Destouches) ( بسلخ المزحة اللامحدودة للوجود . تقرير تشريح الجثة في تدفق رشاشات نقط الحذف ، مثل العديد من الرصاصات التي تحقق هدفها لدى أجيال القراء . الحرب ؟ لقد انطلق ذلك على هذا النحو ولم يكن من سبب معقول كي يتوقف . هنا ، في أرض السلام ، وهناك ، في أرض أوكرانيا أو في أي مكان آخر . الأمس ، اليوم وغدا .
ـــ
مصدر النص : مجلة اقرأ الأدبية الفرنسية (Lire magazine littéraire ) في عدد ( 512 أكتوبر 2022 )جديد خصص ملفا لسيلين



#الحسن_علاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشر الكوني
- العقدة الأخوية العتيقة
- حوار مع جان بول سارتر حياة من أجل الفلسفة
- أفلوطين : نوم النفس واستيقاظها من تلقاء ذاتها
- يمتدح نيتشه ديونيزوس ، إله المعاناة واللذة
- الوباء في الأدب ، من خلال 6 روايات عظيمة
- نحن كلنا إلى حد ما ، جزء من شخصيات ألبير كامو
- وار معجورج أرثور غولدشميث .. قلق الصفحة الممتلئة
- الجسد ، طريق موصل إلى الآخر
- المغارة
- العود الأبدي ، تكوين وتأويل
- الأريكة والريشة ، سيوف غير مؤذية
- مستكشف الأضواء الخافتة
- العود الأبدي ديانة مشركة وميتافيزيقا مادية ؟بعض التساؤلات حو ...
- للخطإ أسبابه
- حوار مع مارسيل غوشيه
- رسالة غلى شاب نيتشوي
- شمس الحقيقة
- آدم
- من يكون آدم وحواء ؟ - حوار مع طوماس رومر


المزيد.....




- فيودور دوستويفسكي.. من مهندس عسكري إلى أشهر الأدباء الروس
- مصمم أزياء سعودي يهاجم فنانة مصرية شهيرة ويكشف ما فعلت (صور) ...
- بالمزاح وضحكات الجمهور.. ترامب ينقذ نفسه من موقف محرج على ال ...
- الإعلان الأول ضرب نار.. مسلسل المتوحش الحلقة 35 مترجم باللغة ...
- مهرجان كان: -وداعا جوليا- السوداني يتوج بجائزة أفضل فيلم عرب ...
- على وقع صوت الضحك.. شاهد كيف سخر ممثل كوميدي من ترامب ومحاكم ...
- من جيمس بوند إلى بوليوود: الطبيعة السويسرية في السينما العال ...
- تحرير القدس قادم.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25.. مواع ...
- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسن علاج - على ساحات المعركة