أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نظرة الى الامام مذكرات ج14














المزيد.....

نظرة الى الامام مذكرات ج14


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7375 - 2022 / 9 / 18 - 01:28
المحور: الادب والفن
    


ماركيز
انقضت اربعون عاما ونحن نتحاور ونتابع الكاتب ماركيز مذ ترجمت له بالعربية 0مائة عام من العزلة , مطلع الثمانينيات من القرن الماضي ..ربما يكون رأي صديق خفيف الثقافة هو الاعمق .. قال لي يوما 0 ماركيز وانت تقرأ له كانك تعيش اجواء حي الحسين -حي شعبي في البصرة - ومع اناسها .منذ السطور الاولى لمائة عام وبلا اضاءة ناقد او فلسفة عمياء يسحك ماركيز , يمغنطسك بقوة سحرية مجهولة ...باعتباري قارئا متمرسا وذواقا التقطت تفرد الشعرية في سطوره والوانه ومقدرته على انعاش الخيال وجرأته بتوصيف الاشتباك الجسدي .الذين قرؤوا ماركيز ووصفوه ( لغة).. كانوا بعيون مطفأة وروح مصغرة ...مطلع الثمانينات نشط النقد الفرنسي ربما هو قبل ذلك لكن الترجمة متاخرة ... "الكتابة في درجة الصفر" - بارت ,إحدى المفاهيم المعيارية التي فرضت حضورها في المصطلحات النقدية. دريدا يتزعم حوارات المقاهي ...وتوجه الادباء للفلسفة متجاهلين بان الفلسفة ثمرة لعقل مفكر وليست رغبة يثبتها لاصق .كأن بعضهم لاول مرة يكتشف شيئا اسمه الفلسفة ..واندلع حريق البنيوية ليشمل الغالبية العظمى من المثقفين ..وحين تسأل احدهم 00( ما البنيوية ).. يحدق فيك مستغربا ويرفع يده حاسما ويصرخ بك هامسا (دريدا ).وكنت حينها اتارجح بين الهزء والشفقة ..لهذا طرحت السؤال على المئات (كيف ترى ماركيز ) وياتي جواب جاهز متسارع (هو لغة ).. وكنت اعلم ما وراء ذلك هو الفهم المضبب للنقد الفرنسي ..(0النقد فن لغوي )..وفي يوم انفردت بصديق ناقد وكانت جلسات (منتدى الجمعة الادبي ) باتحاد البصرة في قوة نشاطها .. سالته عن هذه الاطروحة : وقلت له فلنتفق بهدوء على كل مفردة او نحددها ..-حين تقول فن ما هو الفن وما هو العلم ؟ واجبته فالنقد علم وفن .. قال فاستوقفته (نحن لم نحدد الحقيقة ) وساطرح لك مفاهيم حولها فاختر ما تراه يناسبك ... فهل يلائمك تعريف (( الحقيقة هي مطابقة الفكر للواقع ؟))... قال <منطقيا >فبادرته 0نحن لم نتفق ايضا على تعريف المنطق ... ان قلت -هو الة قانونية تعصم الفكر من الخطأ-المنطق الصوري ... فما موقفك من منطق رسل ونظرية الاحتمال ؟).
هكذا مرا العقدان الثمانينيات والتسعينيات وقد اتخمنا باطروحات مضببة حول البنيوية بعدما خفت موجة سارتر ووجوديته ...لكني تابعت ماركيز متخطيا رياح الثرثرة .. فقرات له (ليس لدى الكولونيل من يكاتبه ) و (0خريف البطريق ) :0 -انقضت العقبان على شرفات القصر الرئاسي خلال نهاية الاسبوع,فحطمت شباك النوافذ المعدنية بضربات مناقيرها وحركت الزمن الراكد في الداخل برفيف اجنحتها . ان الهواء كان اكثر خفة في مستنقعات انقاض هذا العرين الرحب للسلطة وكان الصمت بها اكثر قدما ورؤية الاشياء صعبة في الضوء الذاوي على امتداد الباحة الاولى التي تزحزح بلاطها بضغط الاعشاب الطفيلة تحت الارض . -...هذه الرواية التي تدفعك للحيرة بين ان تشمت على نهاية الدكتاتور او تشفق عليه .يتغلغل الكاتب عميقا في روحه , في كهف وجدانه المتخفي بالف قناع وتراه على حقيقته : وحيدا متازما يتقيا من الاذلال ..في اخر سنواته طلب البريكان مني ان اقتني له 0(مائة عام من العزلة ) قال : اريدها انيقة .. شاهدته يقرا فيها ويضحك ويقول -مطر لا يتوقف - او -انه اول كاتب يضحكني -او -خلاص دخل ماركيز التاريخ بقوة -او (انه اعظم شاعر في القرن العشرين ) .. سالته <تاخرت عن قراءتها >اجاب (عمل مثل هذا علي ان اكون مستعدا لقراءته ). لكني زهقت من تكرار الاسماء وتشابهها بمئة عام .. والاستطراد اقلقني ...فلما اقتنيت (ذ لف ان ذ كولرز تايم -الحب في زمن الكوليرا - علمت بانه نضج اكثر وتعلم حذف الزيادات -واستقر لي رأي بان روايته الحب في زمن الكوليرا هي افضل رواياته .
(ايرينديرا البريئة )..لم اقرا له هذه الرواية ولم اسمع بها .. ذات يوم كنت في منزل الاديب صديقي عبد الرؤوف الشريفي فذكرها لي ووصفها بجملة هامسا 0( عليها ان تقضي ما تبقى من عمرها تبيع الهوى لسداد دين جدتها )...من قراها كمراهقة مستسلمة دفعتها جدتها لامتهان الدعارة ثمنا لحرق منزلها فانه لم يقراها ... انها القسوة مجسدة .. التحجر الانساني ..انسلاخ الضمير تماما ..
ذات يوم قرات في مجلة ما نصا لماركيز ..(فتاة الطائرة الحسناء ).. وانتظرت سنينا حتى ترجمت مجموعته (12 قصة مهاجرة ).. فرحت فرحا يصعب تصويره .. فيها ايضا ( فتاة الساعة السادسة ) القصة التي اعيد قراءتها مرارا .... يقول ماركيز : <ظلت -12 قصة مهاجرة -شريدة طوال عشرين عاماً بين سيناريوهات وأفلام شريدة بين أوروبا و أمريكا اللاتينية وبين الأدراج وسلة المهملات.!!> .
لكن لمذكراته قصة اخرى ..قرأتها بالنت لاني تعبت من البحث عنها ولم تتوفر في مكتبات البصرة الا مؤخرا .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباص الخشبي قصيدة
- ثلاث قصائد الصيف
- الخفاجية قصة
- الجمعيات بعد السقوط قصة
- سنلتحم قصيدة
- الحي العشوائي قصة
- مقهى
- قصيدتان : طحن الارواح
- البريكان : مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج7
- نظرة الى الامام مذكرات ج13
- في انتظار الطبيب
- قدح شاي
- ( خيمة الحركة ) قصيدة
- نهاية فاجعة لشاشة سينما محمود البريكان
- من شظايا الزجاج
- 3 قصائدوجوم
- فناجين قهوة من الورق المقوى
- مأتم وسوق
- الصيد( بيك اخطيتك )
- قصيدتان:التلال المستطرقة والقديس


المزيد.....




- أحزان أكبر مدينة عربية.. سردية تحولات -القاهرة المتنازع عليه ...
- سلطنة عمان تستضيف الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي
- “لولو بتعيط الحرامي سرقها” .. تردد قناة وناسة الجديد لمشاهدة ...
- معرض -بث حي-.. لوحات فنية تجسد -كل أنواع الموت- في حرب إسرائ ...
- فرقة بريطانية تجعل المسرح منبرا للاجئين يتيح لهم التعبير عن ...
- أول حكم على ترامب في قضية -الممثلة الإباحية-
- الموت يفجع بطل الفنون القتالية المختلطة فرانسيس نغانو
- وينك يا لولو! تردد قناة وناسة أطفال الجديد 2024 لمشاهدة لولو ...
- فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن ...
- مغن كندي يتبرع بـ18 مليون رغيف لسكان غزة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نظرة الى الامام مذكرات ج14