أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ بسيطةٌ غير ملزمة لأحد .(12)














المزيد.....

أفكارٌ بسيطةٌ غير ملزمة لأحد .(12)


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 7299 - 2022 / 7 / 4 - 23:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أذكر من خلال تجربتي المُتواضعة في حقل التعليم لمادة الفلسفة، كيف أنني كنتُ اتلقى دائماً - في نهاية المنهاج لكل عام دراسي- ، عشرات بل مئات الاطراءات والثناءات من طلابي وطالباتي وأهليهم،
و رغم غبطتي بهم، وبتقديرهم لي ، وثناء تعبيراتهم السخية، إلا أنني مازلت أذكر - حينذاك - كيف كانت اكثر التعبيرات تأثيرا علي، تلك التي تقول لي بشكرِ شديد وحار :
"لك جزيل الشكر حقاً يا أستاذ ، لقد أحييتَ الفلسفة فينا، وصحّحت فهمنا عنها جذرياً.
ولكن رغم انني كنت أُسعد جداً بتلك العبارات الوجدانية والعفوية الصادقة، الا انني كنتُ في المُقابل، أشعر في غياهب أعماقي ، بالحزن الدفين والقلق المكين ..
أولاً : لإعتقادي العميق، في أن الإعجاب الشديد يقضم بيادر الشك في الفهم ، ويُمَكنُ سطوة العواطف المضللة في مفاعيل النفس، و يُغلق يإحكام بوابات السؤال، حول ما يعتقده الذهن يقيناً مبرماً.
وثانياً : خوفاً وتوجساً من ان يُغلق هذا الإعجاب الجارف والتقدير الوارف ، حدودَ الفهم ويقتل ذاك التقدير العارم، مخيال الدهشة والتصور لدى القائل ..
فتصبح أفهامهم - فيما بعد - مسلوبة بالزهو ، أو مُقادة لأحوال الشكر واللهو ، أي تابعة ومقلدة، لا مُبتكرة أو مُتشككة ، وبالتالي تحول دون إمتلاكهم الذهنية الناقدة، وبالتالي حرمان عاقليتهم من الفوز بنصيبهم من الروح المتمردة الواقدة، و الباحثة المُفنّدة أو الداحضة..
ولهذا كنتُ أرد عليهم مسرعاً و معبراً بالتعليق :
بل قولوا لي فقط :
لقد احييت ذواتنا الموؤدة منذ قرون، من خلال إيقاظ فهمنا نحو حقيقة وجوهر حياة الفلسفة، التي كنا غائبين عنها، رهبةً وقهراً وجهلاً وقسراً ..
بالطبع كنت أقول لهم هذا ،
لأن الفلسفة - في زعمي - هي سبيل وعي، و ترياق شافٍ للقلق، وماء طهور، يُحي كلَّ ذي فهم ميتٍ، غارق في محيطات الأجوبة الناجزة والمقدسة.
ثم لأني أوقن تماماً، بأن القيمة الكبرى في المعرفة ، يجب أن يُوليها المرءُ لنزاهةِ العقل أولاً ، وليس لهيابة الأفكار التي يعقلها، أو التي يكتسبها وحسب ..
أنا أقول هذا ، ربما لأنني بتُّ أعتقد بشدة ، أن الأفكار في آخر المطاف ستتغيّر وتموت، مهما كانت عظيمة و كسبت من أتباع أو بدتْ مُقدّسة،
بل وأظنها ستنطفئ حيناً ما ، بمجرّد أن يَطالها قانون الصيرورة في هذا الوجود اللانهائي، أو عندما تلامسها عتبات الأفكار الوليدة ، والتي سيأتي بها حال الواقع الجديد حتماً ، بإستمرار فياض لا ينقضي ولا ينقطع ..
ومن يدري لعل هذا الأمر بالتحديد ، ما يجعلني أرى في الواقع الموضوعي عبارة عن قبرٍ بارد أصم لانهائي وغامض ، لم و لن يُسمح لنا مطلقاً بأن نكون شواهده الدائمين ..
بل لربما أقصى ما يُمكِننُا القيامِ به ونحن نمخر عباب محيطاته الغامضة،
هو ادراك وجوده الحي فينا من خلال.. الفن والموسيقى.. وإحساس الجلال.. والفلسفة ..
.
- للحديث بقية ..



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آراءٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحدْ (11) ..
- حول كتاب - تهويد المعرفة -
- - جودي بلول - ( إبداعٌ ينوسُ بينَ جرأة التجريبْ وتزاحمِ الأف ...
- حرق الكتب .. بين مجرم بالقوة وجاهل بالفعل
- ما هو الإبداع .؟!
- آراءٌ بسيطةٌ غير ملزمة لأحد ..(10)
- آراءٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد ..(9)
- مداخلة حول - المثقف والسلطة-
- آراءٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحَدْ ( 8 ) ..
- أفكارٌ أوّليةٌ حولَ نشوء الشّعور الدّيني
- أراءٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحدْ..(7)
- أفكار أولية حولَ مفهوم -الرّوح الكليّة- عند -هيغل-
- -قد ترامَتْ إِلى الفسادِ البرايا-
- آراءٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأَحدْ (6) ..
- أفكارٌ بسيطةٌ حول الأخلاق والسياسة..
- آراءٌ بَسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد..(5)
- أفكارٌ مُتراميةٌ على أطرافِ - الحُزْن -
- آراءٌ بَسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد..(4)
- آراءٌ بَسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد..(3)
- أراءٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحدْ..(2)


المزيد.....




- منهم آل الشيخ والفوزان.. بيان موقّع حول حكم أداء الحج لمن لم ...
- عربيا.. من أي الدول تقدّم أكثر طالبي الهجرة إلى أمريكا بـ202 ...
- كيف قلبت الحراكات الطلابية موازين سياسات الدول عبر التاريخ؟ ...
- رفح ... لماذا ينزعج الجميع من تقارير اجتياح المدينة الحدودية ...
- تضرر ناقلة نفط إثر هجوم شنّه الحوثيون عليها في البحر الأحمر ...
- -حزب الله- اللبناني يعلن مقتل أحد عناصره
- معمر أمريكي يبوح بأسرار العمر الطويل
- مقتل مدني بقصف إسرائيلي على بلدة جنوبي لبنان (فيديو+صور)
- صحيفة ألمانية تكشف سبب فشل مفاوضات السلام بين روسيا وأوكراني ...
- ما عجز عنه البشر فعله الذكاء الاصطناعي.. العثور على قبر أفلا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ بسيطةٌ غير ملزمة لأحد .(12)