أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - حميد طولست - الرمزية النضالية لفاتح ماي لدى الطبقة العاملة














المزيد.....

الرمزية النضالية لفاتح ماي لدى الطبقة العاملة


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 7235 - 2022 / 5 / 1 - 21:40
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


الإسلام دين يحث على العمل ويجعله بمنزلة العبادة، وأحد أبواب الأجر والجزاء بدليل قوله تعالى : "و قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " وقوله سبحانه : "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" ، سورة الزلزلة ، صدق الله العظيم الذي استحق العامل منه سبحانه وتعالى التقدير والاحترام والجزاء وإعلاء قدر يده البناءة وتفضيلها على اليد السفلى التي تأخذ دون أن تعطي ، ومكافأة العمل الصالح ومجَازاته على بناء الأوطان والارتقا بها ، الذي لا يتم إلا بالتكريم والتقدير والاحترام ، الغاية النبيلة التي جعلت المجتمع الدولي يتنبه إلى مفعول تشجيع العمل وقدرته على منح العالمل الثقة بنفسه وبعمله ، وشحد همته وتقوية عزمه ، ودفعه إلى المزيد من البذل المثمر ، ولأجل هذه الغاية النبيلة تم التفاق بين أغلب دول العالم على تحديد يوم عالمي لتكريم كل الذين يكدّون ويتعبون طيلة العام من أجل كسب الرزق ، في مختلف قطاعات الإنتاج ، والاعتراف بجميلهم ، وذلك في عيد سنوي أختير له الأول من شهر مايو من كل عام ، واطلق عليه "عيد العمال العالمي" والذي تعود جذوره إلى الولايات المتحدة الأمريكية، القطب الرأسمالي في هذا العالم، وليس إلى الاتحاد السوفيتي السابق، الذي كان يُعتبر مهد الاشتراكية والشيوعية في العالم ، والذي كانت بداية هذا العيد العمالي في أستراليا عام 1856 ، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث طالب العمال في ولاية شيكاغو عام 1886 وتكرر الطلب في ولاية كاليفورنيا ، بتخفيض ساعات العمل اليومي إلى ثماني ساعات ورفع مستوى المعيشة وتحسين ظروف العمل وتنظيم الأجور والتمتع بالإمتيازات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تتناسب وكمية الإنتاج الهائلة التي توفرها الشغيلة .
إلى هنا فالمعلومات المذكورة هي معلومات عادية ، وربما لا تضيف للموضوع أي جديد ، لأنها معروفة لدى الجميع وحتى لدى تلاميذ المدارس الإبتدائية، لكن الجديد الذي أردت إثارته هنا ، هو آراء الكثير من شيوخ الظلام وفتاواهم المتخلفة التي لم تستثن حمأتها -المنتشرة على القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية - الاحتفال بعيد العمال من التحريم ، على اعتبار أنه من البدع المحدثة التي ليست من العبادات التي يُتقرب بها إلى الله تعالى ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري ومسلم ، ولما فيها من تشبه بالكفار الذي لا يجوز اقترافه - رغم خلوها من المنكرات ، ولا يقصد بها غير مصلحة الوطن - الأمر الذي وضع المسلمين في موقف حرج ومتناقض بين دعوة الإسلام لتكريم كل من يكدّ ويتعب من أجل كسب رزقه بالحلال البعيد عن كل رذائل الغش والمكر والحلف الكاذب، والذي هو واجب ديني يوجب علينا تقدّير جهد العامل والاحتفال به والتشجع على بذل المزيد من المجهودات بمختلف أنواعها، الفكرية و البدنية التى تقضى بها الحوائج ويُتغلب بها على الظروف الصعبة ، مع تطور الحياة وكثرة الاحتياجات في الوقت الحاضر ، وذلك مصداقا للكثير من الأدلة الواردة في كتاب الله واحاديث نبيه الشريفة ، والتي من بينها على سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى: "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" النحل 97 ، وقوله صلى الله عليه وسلم : "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه" و قَوالَه عَلَيْهِ السَلامَ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ، أَوْ إِنْسَانٌ، أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَة"، وبين فتاوى التحريم التي أصبحت ظاهرة لافتة ومقلقة –كما اسلفت - لا تقل ضراوة من الممانعة والتعنت الذي توجهه فكرة الاحتفال بالعمال من طرف التوجهات الرأسمالية الإحتكاري، التي لا تريد لآلة الإنتاج أن تتوقف ، ولو ليوم واحد ، والتي لم يرقها ما حققته قضية العمال من إنجارات ، شكل لهم إزعاجا ليس مادياً فقط ، بل ونفسياً أيضاً ، فسعوا للحيلولة دون إستمرارية زخمه، وضرب ما حضي به من تضامن عالمي ، وتشتيت مفهومه وإبعاده كيوم تتوقف فيه عجلات الإنتاج عن الحركة ، وكرمز إستطاعت نضالات الطبقة العمالية العالمية أن تجعل منه يوماً عالميا للعمال ، الأمر الذي لم تستسلم له الطبقة العاملة بفضل الوعي الذي شكل القوة الأساسية التي عملت النقابات العمالية والقوى المؤيدة لها تأجيجه لردع الرأسمال عن المضي في تشويه الاحتفال بهذا العيد وما يحمل من رمزية نضالية لدى الطبقة العاملة.

[email protected] حميد طولست
رئيس تحرير جريدة " الأحداث العربية".
مؤسس مدير جريدة " منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
مدير جريدة " منتدى سايس"
مدير ورئيس تحرير جريدة منتدى سايس اللإلكترونية .
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظواهر رمضانية مستفزة!!!
- أي نفع نجنيه من التطاول على شيخة يعلم الله وحده ظروفها؟:!
- الصيام ، الرياضة الروحية!
- ويسألونني عن تهنئة اليهود المغاربة بال-پيتسَح- !
- تمثال المهدية السيئ الذكر !
- -فتح الأندلس ، التزوير السافر للتاريخ المغربي !
- التراويح بين الفرض والسنو والبدعة !
- رمضان ليس للتجويع ولكن لإعادة رمجة النفوس وإعدادها !
- هل نحن فعلا في حاجة الى إعادة التربية؟
- عقاب المجرمين رادع لهم وحافظ للأمم من الضياع !
- مؤسسات تعليمية لكوكب أشد تخلفا من عالمنا !
- كم هو مشجٍ أن تُغبن الأمازيغيات في يوم المرأة !
- رفع اعلام الغير جريمة أخلاقية بحق المجتمع.
- صراعات انتفاعية ينخفض الرأس انكساراً لسماعها !
- العمر أقصر وأثمن من أن يغامر به في الإنتظار!
- حتى تتحقيق الأهداف الحقيقية لليوم الأممي للمرأة.
- الأزمة الأوكرانية والتبعيّة الغذائية للبلدان العربية والمغار ...
- تهنئة للمرأة في يومها العالمي.
- حرب روسيا أوكرانيا وانتهاك حقوق الإنسان !
- وماذا بعد عودة اليوم العالمي للمرأة؟ !!


المزيد.....




- كيف أسجل في منحة البطالة بالجزائر والشروط المطلوبة للقبول
- وزارة المالية العراقية رواتب الموظفين تعلن زيادة كبيرة تصل ل ...
- عمال بشركة للخدمات الفندقية يجددون إضرابهم لعدم صرف رواتبهم ...
- رابط تسجيل منحة البطالة بالجزائر 2024 وأهم الشروط
- “990 ألف دينار فوري من مصرف الرافدين“ وزارة المالية العراقية ...
- “منحة 15000 دينار جزائري هُنـــا” التسجيل في منحة البطالة با ...
- برقية الاتحاد العام لنقابات العاملين في العراق الى المؤتمر ا ...
- برقية اتحاد نضال العمال الفلسطيني الى المؤتمر السابع للحزب
- إضراب شامل في جنين بعد مقتل فلسطيني
- “بالزيارة الجديدة 100,000 دينار” ما هو سلم رواتب المتقاعدين ...


المزيد.....

- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - حميد طولست - الرمزية النضالية لفاتح ماي لدى الطبقة العاملة