أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - عودة باجس أبو عطوان














المزيد.....

عودة باجس أبو عطوان


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7154 - 2022 / 2 / 6 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عودة باجس أبو عطوان
حين تقذف نشرات الأخبار أو مواقع التواصل الاجتماعي خبراً له علاقة بالماضي، أشعر أننا كبشر عبارة عن حلقات متصلة، ولا يوجد حلقة هاربة أو قد أصبحت داخل رماد الموتى الذين أحرقهم التاريخ، فلا بد أن تتغلب لعبة الظهور وتهمس للحاضر وتلعق مرارة الذكرى .
أكثر ما يحرك عندي أبجدية الشوق لمعرفة خبايا الماضي، أبجدية رجال المبادئ وفن معايشة القَسَم والإصرار والوقوف في وجه الأعاصير والمنافي ، حين نعرف أن هناك أناساً يعيشون حتى الاحتراق ، يملكون شجاعة القرار والانعتاق والحرية .
أكثر ما يحرك عندي أبجدية الشوق لمعرفة الماضي كلما رأيت الجبناء يغزون المنصات وشوارع القرار والمفاوضات ويقومون بتسويق التاريخ كأنه معركة في ساحة أحد المجمعات التجارية ، الرابح فيها من يملك أكثر مفاتيحاً للدكاكين، والأسوأ حين يقومون بإهداء التاريخ ابتسامات النصر المزيفة .
ماذا يعني ان نجد بندقية قديمة ؟! ماذا يعني أن نجد بقايا جثة جندي؟! ماذا يعني أن نكتشف بعض الأوراق التي تقلب رؤيتنا التاريخية رأساً على عقب ؟! بالنسبة للتاريخ تعني الكثير، وبالنسبة للواقع يعني أن نضع أصبع الاعتزاز في عيون من يحاولون طمس الحقائق وترويج المعارك الحربية والسياسية، كأنها أخطاءً وعلينا توقيع وثائق الطلاق مع الماضي وتلميع أحذية المديح للحاضر، وعفى الله ما مضى .
الشهيد " باجس أبو عطوان " هذا الاسم كان يعانق ذاكرتي يوماً، فقد لقب " أبو شنار " نسبة لطائر الحجل أو كما يدعى " الشنار " - هذا الطائر الذي اشتهر بالذكاء والتمويه حيث عند الخطر يصبح لونه بلون التراب - .
أقول غاب " باجس أبو عطوان " في صقيع الذاكرة، هذا الرجل، المقاوم الذي كنا نتابع أخباره ونحن في المدرسة الثانوية، حتى أصبح مثالاً للتحدي، وقد انقسمنا في الصف التاسع إلى قسمين أطلقنا على جماعتي " جماعة باجس أبو عطوان " .
يا للذاكرة المليئة بالثقوب حتى سقط منها الكثير من الوجوه، لكن لماذا الآن يقف باجس ويتصدر مواقع التواصل الاجتماعي.
بعد 48 سنة على استشهاده - استشهد في 18 حزيران عام 1974 –يعثر أحد المزارعين في كهف من كهوف دورا الخليل على أغراض " باجس " راديو ترانزستور كان من خلالها يسمع أخبار الوطن، مفتاح وسيخ من حديد لتنظيف البندقية، وبطاريات ترانزستور وأسلاك توصيل الشرارة إلى العبوة الناسفة .
بقايا أغراض مدفونة في التراب، لكن لو نطقت هذه الأغراض لقالت الكثير، إنها ليست بقايا – خردة- بل هي بخروجها من تحت الأرض شيدت بنايات الاعتزاز وما أن لمست كتف الذاكرة حتى تناثرت نجوم الفخر.
ولد باجس عام 1948 عمل مع والده في أحد مقاهي دورا الخليل ، وفي عام 1968 انضم إلى مجموعة مسلحة بقيادة علي أبو مليحة الملقب ملك الجبل ليستلم باجس بعد استشهاده في منطقة " أبو خروبة " قيادة المجموعة .
قام " باجس أبو عطوان " بعشرات العمليات المسلحة ضد الاحتلال، وكان يفلت ويختفي عن الأنظار، حتى يقال أنه إحدى المرات دخل في جوف صخرة وغطى نفسه بحجر، ولم يره الجنود مع أنه كان قريباً منهم .
عام 1971 بعد أن حاصره الجنود بيته، أوقع " باجس" عشرات القتلى وهرب ، فقاموا بنسف البيت الذي يأوي عائلته .
وبقي المطلوب الأول للاحتلال ، وكلما نصبوا كمينا أفلت منه فقد كان يحفظ جبال الخليل وتلالها وحجارتها وكهوفها ، وفي عام 1974 خانه صديق مقرب وأعطاه صندوق ذخيرة فيه لغم ، وما أن فتح الصندوق حتى انفجر بوجهه وقتل ، وخطفت اسرائيل جثته، لكن أعادتها أما الضغط الشعبي ، وكانت جنازته في دورا الخليل كبيرة ومهيبة .
كتب الشاعر الفلسطيني معين بسيسو عام 1974 رواية " باجس عطوان مات البطل عاش البطل" ، وكان يكرر باجس أمام أصدقائه (لا نريد من الثورة أكثر من بندقية ، بندقية ليست مجانية بل سأدفع ثمنها من عملي الشاق في المقهى ) .
بقايا أغراض " باجس أبو عطوان " تجعلنا نسأل لماذا لا تقوم مؤسسة السينما أو التلفزيون الفلسطيني انتاج مسلسلات أو أفلام تُعطي هؤلاء الأشخاص قيمتهم الحقيقية!! يجب أن نحترم منطق الجسور، هؤلاء الذين جعلوا من أجسادهم وأفكارهم وافعالهم جسوراً لكي يعبر الفلسطيني ويعود إلى الوطن .
شوقية عروق منصور – فلسطين





.



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاديبة والانتحار من فرجينيا الامريكية إلى عنايات المصرية
- البومة فوق السطح وأنابيب الغاز لم تستطع حماية البيت
- عربي 2020
- بابا نويل الفلسطيني
- أنا عالقة في المرآة
- القرد في أعماقنا يلعب في نشارة خشب
- ماذا يعني أن يموت زوج الكاتبة
- بين شلهفيت اليهودية وعائشة الفلسطينية
- حكايتي مع الدموع السياسية
- نصري حجاج الفلسطيني الذي لم يعرف مقبرته
- مرور ست سنوات على موت سواق الأتوبيس
- حين تم طرد النساء اليهوديات
- وداع بالحبر السري
- ويعود حزيران
- المذاق الذي أصبح رخيصاً
- اغتصاب الرحم ومخالب المستوطنين
- العشماوي وجارتنا أم اسحاق
- امرأة شهر آذار
- ابن الحارة الذي اصبح مخرجا سينمائيا في هوليود
- في شهر المرأة .. شهر آذار أنحني تقديساً لأم أحمد جرار


المزيد.....




- عملة تذكارية تكريما لقوات الحلفاء والمحاربين القدامى
- الحرب في غزة في يومها الـ228| معارك محتدمة في غزة وعمليات عس ...
- أوستن ينفي تورط واشنطن بمقتل رئيسي
- فرنسا تعرب عن دعمها -للجنائية الدولية-
- مركز روسي يعلن عن -مكافأة مالية ضخمة- للجنود الروس مقابل الا ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /21.05.2024/ ...
- شاهد.. لحظة العثور على مروحية الرئيس الإيراني المنكوبة
- ?? مباشر - بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-
- واقعة جديدة في مصر.. سائق سيارة نقل خاص يتحرش بفتاة والداخلي ...
- فرنسا تدعم سعي الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق قادة ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - عودة باجس أبو عطوان