أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - نادية خلوف - لا فرق بين إدمان التّدخين، و إدمان الكحول















المزيد.....

لا فرق بين إدمان التّدخين، و إدمان الكحول


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6705 - 2020 / 10 / 16 - 14:28
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


الشخصية المدمنة لها صفات متشابهة وفق علم النفس، لا فرق بين مدمن كحول ، أو سجائر، أو مدمن جنس .أنت مدّخن؟ لا فرق بينك وبين مدمن الكحول ، لن تستطيع العيش دون مجموعة مدخنّة كي يعطي الإدمان مفعوله. مجموعة تقف في الشّارع على سبيل المثال، تتحدّث بعظمة، تنسى مهامها في الحياة. أنت مدمن على السجائر ، لا فرق بينك وبين أي مدمن. ليس أنا من يقول هذا، لكنه العلم.
حتى يكون الإنسان صافي الذهن غير مشوش عليه أن لا يكون مدمناً حتى على شرب الماء، وهو مثال ليس إلا. لا يمكنك تقييم ذاتك عندما تكون مدمناً ، قد تتحدث مع الآخر على أنّك الصّواب في موقع الدّفاع عن النّفس ، وكلّ متاعبك العائلية سببها واحد: إدمان السجائر، و إدمان حلقة التدخين مع مجموعة من نفس نوعيتك.
مشكلتي أنني لم أكن أفهم معنى الإدمان، فليس في ثقافتي سوى المعلومات الدينية التي تحرّم الكحول مثلاً، وقد تعلمتها في المدرسة ، وفي داخل المجتمع ، لكن كان هناك خوف في داخلي من " سهرات المشروب" كوني أنتمي لبيئة لا تحرّمه ، وكان أسوأ اللحظات تلك السهرات التي تنتهي بالحوار السياسي ، وفي كثير من الأحيان تنتهي بالإيذاء النفسي و الجسدي لشخص ما من الموجودين. أصبحت أتجنب تلك الجلسات ، وهي جميعها عائلية. في إحدى المرات كنت أشاهد برنامج لأوبرا ، كانت تتحدث فيه عن إدمان الكحول ، وجلبت أوبرا " الدكتور فيل" لم يكن لديه برنامج خاص ، -هو ليس طبيباً بل انتشر عن طريق تلفزيون الواقع، و أوبرا نفسها متهمة اليوم بأشياء كثيرة- أتحدّث عن البرنامج، وليس عن مقدميه. من خلال مراقبتي لما تحدثوا به فهمت بعض السلوكيات التي كنت أتأذى منها، وهي سلوكيات تتعلق بالإدمان. وقفت حائرة ماذا أفعل: هل أتعاطف مع مدمن ينال منّي ، أم أهرب؟ لم أتوصل لحلّ لسبب بسيط وهو أن المدمن لا يسمع إلا نفسه مع أنه لو اعترف لاستطاع التّخلص من الإدمان ، إما بالمساعدة، أو ربما بالإرادة.
لست عالمة نفس ، ولا محللة ، لكن تجارب الحياة تعلّمك دروساً كثيرة . مرّت الأيّام، و كنت أرى الشّباب" الذكور " يدخنون منتشين حيث لم تكن العادة أن تدّخن الإناث في الشّارع . أنظر إلى شعورهم المزيتة ، و إلى عيونهم المحاطة بالسواد و لا أعرف شيئاً ، وقد كنت أعيش في سورية حيث لا قانون يمنع التدخين حتى في سرير طفلك . لاحظت أن المدخن " يجعل نفسه ملِكاً عليك " لا يسمح لك حتى بتنفس الهواء، لم أستطع تفسير الظاهرة، ومع أنني بلغت من العمر عتيّاً لكنني أصبحت تجنب الحوار مع مدخن.
أردت أن أبحث عن أمر التدخين ، وعرفت أنّه:
" يدخل النيكوتين ، وهو المكوِّن المسبب للإدمان في التبغ ، إلى الدماغ بعد 10 ثوانٍ فقط من الاستنشاق ، مما يتسبب في تغيرات سريعة في كيمياء الدماغ التي تنشط مراكز المكافأة أو المتعة في الدماغ. يتسبب التدخين طويل الأمد في حدوث تغييرات دائمة في توصيلات الدماغ ، مما يجعل الإقلاع عن التدخين أكثر صعوبة.

لحسن الحظ ، من الممكن الإقلاع عن التدخين ، كما يشهد ملايين الأشخاص الذين أصبحوا الآن خاليين من النيكوتين. من الممكن الإقلاع عن التدخين وإنهاء إدمان التدخين بمفردك أو بمساعدة الأدوية ومجموعات الدعم.
لا تزال هناك العديد من النظريات التي تشير إلى وجود صلة بين التدخين وإدمان الكحول. على سبيل المثال ، تشير الدراسات الحديثة إلى أن التدخين قد يسهل بالفعل الشرب من خلال العمل كإشارة عصبية. يفترض الباحثون أن الإيثانول قد يعزز التأثيرات الممتعة والمعززة المرتبطة بالنيكوتين. يقترح آخرون أن أولئك الذين يتعاطون مادة واحدة هم ببساطة أكثر ميلًا إلى تعاطي مواد أخرى (مثل متعاطي المواد المتعددة). تشير بعض الدراسات إلى أن نفس مجموعة الجينات التي تهيئ الفرد لإدمان الكحول قد تجعله أيضًا عرضة للتدخين."
التدخين ليس مجرد عادة سيئة ، ولكنه أيضًا إدمان معقد. يعتقد الخبراء أن النيكوتين
يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الرئة وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى. يصاب الجسم بردود فعل مروعة على الهجوم اليومي للتدخين. فهو يضر بالأوعية الدموية في الساقين والذراعين على سبيل المثال مما يؤدي إلى تقييد الدورة الدموية وحتى بتر الأطراف. أيضًا ، سيبدأ المدخن في النهاية في الحصول على تهيج في العين (مما يؤدي إلى العمى) ، ورائحة كريهة في الشعر ، وتساقط الشعر ، وحتى يبدأ في فقدان حاسة الشم. كل هذه التفاعلات ناتجة عن المواد الكيميائية الخطرة التي تحتويها السجائر. أحد الأمثلة على هذه المادة الكيميائية هو سيانيد الهيدروجين ، والذي يمكن أن يؤدي إلى الصداع والغثيان والدوخة والقيء.
في حين أن كسر الإدمان الجسدي على النيكوتين أمر صعب ، إلا أن الإقلاع عن هذه العادة - الإدمان النفسي - أصعب بكثير بالنسبة للعديد من المدخنين. ويرجع ذلك أساسًا إلى أن التدخين من المرجح أن يصبح متأصلاً بعمق على مدى سنوات عديدة ، وبالتالي يصبح جزءاً لا يتجزأ من العديد من المناسبات العاطفية. من المرجح أن السجائر لعبت دوراً في جميع هذه المواقف . بعض الناس يدخنون بسبب طريقة الإعلان عن السجائر ومكان عرضها.
توصل العلم اليوم إلى أن التّدخين هو إدمان لا فرق بينه وبين إدمان الكحول، أو المخدرات إلا بالزمن الذي يحدث الضرر فيه ، لكن كيف يمكن للمدخن أن يصدّق هذا، وهو كمدمن الكحول مغيّب عن التفكير إلا في السجائر، و عندما يتحدث معك بود يزيد من إحباطك لأنه يسيطر على ذهنك كي تتعاطف معه.
ما الحل؟
نحن أمام إدمان جماعي للسجائر في العالم كله بين الجنسين، و إدمان سوري مميّز، حيث يمكنك رؤية رف من الشباب المدخن من السوريين يسير في الشارع، يتحدث بصوت عال، بعظمة ، أو مجموعة تقف أمام مقهى تدعس على أعقاب سيجارة لتأخذ أخرى وتشعلها، وهنا يختلط الحابل بالنابل ، حيث ينزل من اعتلى بمستواه إلى الأدنى ، وينزل الجميع معاً، ويصبحون متعلقين ببعضهم حيث يربطهم الإدمان ، مع أنهم قد لا يحترمون بعضهم البعض، المشكلة تكمن في أن المدمن على السجائر بشكل عام، والسوري بشكل خاص يقدم نفسه من خلال السيجارة، و أحياناً يرفقها بكأس المشروب، وهنا قد تلاحظ البث الحيّ على الفيسبوك لبعض السوريين حيث يضعون في بدئه أغنية لأم كلثوم، ثم يشعلون سيجارة بطريقة تشعرك أنهم موجوعون من الوضع السوري، ثم يبرزون لك كأس المشروب دلالة على رقيّهم، ويبقون يزمون شفاههم أمام الشّاشة، و تنتهي الحلقة ببطء شديد، بعكس البث الحي لبعض الغربيين حيث إيقاعه سريع يضع الرسالة أمامك في ثوان دون أن يفصح عن عظمته.
هل من يسمع أو يقرأ ؟



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذر مخالفة القانون في السويد ، فالسلطة الرابعة تخطو خلفك
- العنف داخل الأسرة
- أيها العجوز: اجعل مسكنك المقبرة
- صندوق الأسرار-الجنس-
- قصّة الشّرف في سطور
- هل مارست الجنس مع الفقر؟
- جائزة نوبل للأدب 2020-الشّاعرة الأمريكية لويز غلوك-
- غريزتنا البدائية -الرّغبة-
- أسرار جائزة نوبل -سولجينتسين
- لا لثقافة الارتزاق
- الصّراع من أجل البقاء
- امرأة ملتزمة في لحظة ضعفها
- الخوف من المجهول- الموت-
- القوى العظمى، و أعظم القوى
- أفكار حول دستور سورية المقبل
- أسباب التخلف في العالم الثالث ، وفي سوريّة
- صديق الجميع لن يكون صديق أحد
- يتّهمن أنفسهن بالحبّ !
- فيلم -المعضلة الاجتماعية-
- الطلاق العاطفي و القانوني


المزيد.....




- إسماعيل هنية يعلن موقف حماس من التوصل لاتفاق شامل مع إسرائيل ...
- Asia Times: فرنسا ترسل أول جنودها إلى أوكرانيا
- كويتيات -في حالة غير طبيعية- على متن طائرة.. والنيابة تتدخل ...
- هل يستسلم المحافظون لمصيرهم في الانتخابات البريطانية بالاستم ...
- تقرير: العالم يشهد أسوأ موجة تفش لمعاداة السامية منذ الحرب ا ...
- الدفاع الروسية: تحرير بلدة استراتيجية في دونيتسك بشكل كامل
- Repubblica: الناتو يحدد -خطين أحمرين- يفترض تجاوزهما تدخل ال ...
- هنية يصدر بيانا حول متابعة جولة المفاوضات في القاهرة
- الإعلام العبري يتساءل: من هو إبراهيم العرجاني الذي عين رئيسا ...
- مقتل 4 مدنيين لبنانيين بغارات إسرائيلية على بلدة ميس الجبل و ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - نادية خلوف - لا فرق بين إدمان التّدخين، و إدمان الكحول