أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - شرح الوضع الليبي















المزيد.....

شرح الوضع الليبي


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 6460 - 2020 / 1 / 9 - 21:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالنسبة للأوضاع في ليبيا وهل فيه حرب والا لأ؟

سبق وحللت الوضع الليبي بالتفصيل في مقالات سابقة وتوقفت عنه منذ فترة بعد اشتعال الموقف في الخليج، فبرأيي أن مخاطر الحرب الإقليمية القادمة من الشام والعراق والخليج على مصر هي الأهم لعدة أسباب:

1- داعش والقاعدة نشأوا في الخليج والشام، ولم ينتقلوا لتهديد مصر في سيناء وليبيا سوى في مراحل لاحقة، وهذا يعني أن التوتر في هذه المنطقة يؤثر علينا آليا..وفي سنة 2012 ضمنت في كتابي "الأزمة السورية محاولة للفهم" أن تأثير حرب سوريا سيعود على مصر سلبيا..وقد حدث بإنشاء ولاية سيناء وتنظيم القاعدة في أرض الكنانة، هذه ظواهر جهادية آتية من الشمال والشرق...ليس من الغرب فتأمل.

2- يوجد تحالف بين مصر والسعودية والإمارات، الأخيرين في عز المعمعة وتحالفنا معهم ولو شكليا سيؤثر علينا في حال تورطوا في حرب مباشرة مع إيران، لذلك نظرت بالارتياح لموقف الإمارات الأخير بالتهدئة والتواصل مع إيران وضبط تصريحات مسئوليها لعلمي أن مردود ذلك إيجابيا على مصر، وأنتظر نفس الخطوة من السعودية التي لا زالت تصر على مواقفها بالتصعيد واستمرار حربها في اليمن.

3- أمريكا تهدف لبيع أكبر كمية سلاح في تاريخها في عصر ترامب ليُحسب ذلك على إدارة الجمهوريين اقتصاديا، لذلك كلما هدأ الوضع يخرج ترامب يشعله بحماقة..هو ليس بأمره شيئا فالرجل ليس له الوزن الأكبر في البيت الأبيض والسلطة العليا لتجار السلاح الرأسماليين المتحكمين في النظام الأوليغارشي الأمريكي، وقتل سليماني مقصود به رفع التوتر والقلق لبيع أكبر كميات سلاح لأنظمة المنطقة بدواعي الأمن.

4- من النقطة السابقة فمسألة اشتعال حرب مباشرة إقليمية في ليبيا مستبعدة لأنها خارج حسابات أمريكا، وتخص في المقام الأول دول الطوق الليبي مع دول الساحل المتوسطي إضافة لتركيا بعد قرار برلمانها الأخير، كل هؤلاء ليسوا دعاة حرب إقليمية (حسب موقفهم المعلن) والاشتباك في ليبيا هو صراع نفوذ بالوكالة .

الوضع الليبي في عشرة نقاط موجزة..

أولا: ليبيا منذ رحيل القذافي قبل 9 سنوات وهي مقسومة لدولتين (شرق وغرب) بنظام الأقاليم بين برقة وطرابلس، والصراع بينهم ظل حدوديا فترة وجود داعش في درنة،بعد ذلك حسم الأمر بترسيم حدود غير رسمي ومعارك كر وفر عسكرية لتغيير تلك الحدود في منطقة (فزان) ومكاسب مصطنعة وأرباح وخرائط وهمية لكل فريق..بينما في الحقيقة أن نقاط سيطرة كل دولة تكاد تكون بالتساوي على أكبر المدن..عدا طرابلس التي يبلغ عدد سكانها (ثلثيّ) العدد الكلي تقريبا.

ثانيا: منطقة فزان هي محور الخلاف الأكبر بين الدولتين خصوصا بعد سيطرة قبائل مصراتة على سبها العاصمة، ومن يومها والحرب تدور في تلك المنطقة منذ سنوات بهدف حصار سبها ونقلها لسلطات إقليم برقة / دولة الشرق، وسلطات برقة نجحت في التواصل مع بعض قبائل التبو والطوارق للتعاون حول ضبط الحدود مصر بطلب مصري خليجي..وقد حدث، لكن القبائل نفسها منقسمة وبعضهم يؤيد قبائل مصراتة في سبها لعوامل دينية منها أن حكام سبها نجحوا في إقناع بعد التبويين بأنهم يحاربون دفاعا عن الإسلام برغم أن بينهم وبين قبيلة "سليمان" في سبها صراع قبلي انتهى بتوقيع اتفاق سلام في إيطاليا منذ عامين.

ثالثا: تونس غير منحازة لأي من الدولتين، هي فقط تنحاز لمن يسيطر على معبريّ (رأس جدير، ووازن ذهيبة) يعني لو قوات حفتر سيطرت على المعبرين ستتعاون تونس معهم، حكومة تونس ليست مؤدلجة..هذه علمانية وطالما قوات السراج هي المسيطرة على المعبرين حتى الآن فهي تتعامل معها بصفتها الممثل للشعب الليبي، ومنذ فترة حذرت بأن هناك حملة إعلامية غبية تهدف لقطع الصلة بين مصر وتونس عن طريق تصويرها بمعقل الإخوان وحليف أردوجان..هذا غباء ونتيجته خسارة مصر لتونس في هذا الملف.

رابعا: سلطة الإقليم الشرقي في برقة ليست قبلية وتريد أن تنحي العامل القبلي لصالح عامل الأيدلوجيا القومية، وحفتر نجح في هذا الملف بتنحية قادة قبائل البراعصة والمغاربة والعواقير والعبيدات عن حكم الإقليم لصالح توجه يهدف لإقصاء حكم الإخوان المسلمين من ليبيا..يقصد طرابلس، وعندما أقول نجح حفتر فليس حفتر بشخصه ولكن سلطته عن طريق حلفائه في مصر والخليج، وبرأيي أن قبائل مطروح وسيوة كانت حاضرة في هذا الملف لروابط عائلية بينهم بهدف تأمين الحدود بين الدولتين (مصر وليبيا)

خامسا: سلطة الإقليم الغربي كذلك ليست قبلية وتريد تنحية العامل القبلي لصالح أيدلوجيا الإسلاميين، وهذا كان سبب في المواجهات القصيرة بين تلك القبائل مؤخرا قبل اتحادهم ونسيان خلافاتهم بعد هجوم حفتر الأخير قبل أشهر، وهذه القبائل تمثل غالبية سكان ليبيا (ورفلة وترهونة والزنتان وورشفانة والقذاذفة) أغلبهم مؤيدين لسلطة السراج -كعناصر- وبنشاط الإسلاميين والعلمانيين في الغرب نجحوا في توحيدهم ضد هجوم حفتر، مع العلم أن هذه القبائل كحال الشرق ليسوا مجمعين على اتجاه سياسي واحد، بمعنى أن انحياز القبائل السياسي الرسمي مختلف عن توجهات بعض عناصرهم.

مع العلم أن قبيلة ورفلة أعلنت حيادها السياسي أكثر من مرة، وفسر هذا الحياد على أنه انحياز من أثر التعصب، وكل ما حصلت عليه من معلومات تكسر حيادهم أنهم رفضوا الاتفاق بين أردوجان والسراج لكنهم يتعاملون مع حكومة الوفاق بشكل طبيعي، وبينهم وبين المقارحة ود قبائلي علما بأن المقارحة منقسمين أيضا بين السلطتين..وموقف ورفلة ينطلق من تقريب الأشقاء ونسيان خلافاتهم السياسية وانحياز القبائل يجعل من الأخ يقتل أخيه.

خامسا: مما سبق يتبين أن حدود مصر وليبيا مؤمنة بشكل كامل وفيها طوق قبلي مؤيد لمصر، كذلك طرابلس مؤمنة بشكل كامل وفيها طوق قبائلي مؤيد للسراج..ومنذ انطلاق هجوم حفتر على العاصمة وأنا أردد تلك الحقيقة أنه لا فرصة لسقوط طرابلس في يد حفتر إلا بتخلي قبائل الغرب عنه، وأن الهجوم ساعد تلك القبائل على نسيان خلافاتهم.

سادسا: تركيا سبق لها التدخل في سوريا لأحلام أدروجان العثمانية..هذه الأحلام هي التي دفعته للتدخل في ليبيا، وبدوري أفهم هذا النشاط في ليبيا بالذات على أنه ورقة منه على سلطات مصر تخص طلب إسلاميين تركيا بإجراء مصالحة مصرية وإشراك الإخوان المسلمين في الحكم، إذن أردوجان يريد من مصر التفاوض مثلما ذهب لعمر البشير وأراد التعاون معه اقتصاديا في ميناء سواكن، ومثلما ذهب بجيشه إلى قطر لعلمه أن بقاء قطر كقوة إعلامية وسياسية مهم في هذا الملف التفاوضي.

سابعا: لكن التدخل التركي من الناحية السياسية يظل خطيرا على أمن مصر من ناحية تكوين جبهة غربية لإضعاف سلطات وقبائل برقة وحلفها العشائري مع بعض قبائل فزان، وهذا لو حدث سيتم اختراق الحدود المصرية الليبية لتكون ورقة ضغط أخرى تركية، والحكومة المصرية تواجه هذا الاحتمال الآن بضغط إعلامي وتصريحات سياسية منها ومن الحلفاء لقطع الطريق على أردوجان، في تقديري أن مصر للأسف فقدت أوراق ضغط على أردوجان لثنيه عن التدخل..لو تتذكروا قلت أن الصداقة السعودية التركية في صالح مصر وأن فقدان هذه الصداقة سينسف أي اتصال بين مصر وتركيا دبلوماسيا، والصراع بينهم سيكون شديدا في الإعلام، لذلك كان تدخل السعودية في أزمة قطر معنا دليلا عندي على سوء إدارة الأزمة ويومها قلت أنه لا نتيجة إيجابية للحصار..بالعكس فقدنا أوراق قوة كثيرة.

ثامنا: إعلم جيدا أن اليونان وقبرص وإسرائيل ليسوا حلفاء عسكريين لمصر أي لا يمكن لهؤلاء التورط في الملف الليبي، ستدفع مصر الضريبة كاملة لوحدها إذا تصاعد الموقف ونشبت حرب إقليمة أستبعد حدوثها بالمطلق، هذه دول لها مصالح اقتصادية فقط مع مصر واختيارهم في بناء تكتل ضد تركيا بهذا الشكل الإعلامي كان ينقصه توحيد الرؤى السياسية إن أمكن، ولعلكم رأيتم اتفاق الدول الثلاث مؤخرا ضد مصر بتصدير الغاز الإسرائيلي لأوروبا وإهمال دور مصر في الحلف الرباعي، والإخوان كعادتهم استغلوا هذا الاتفاق للتشنيع ضد الحكومة المصرية ..!!

تاسعا: ترامب لا يهتم بالملف الليبي على الإطلاق، وبالتالي مهما حدث في ليبيا من قتل وتدخل خارجي سيكون خارج أولويات البيت الأبيض في تلك المرحلة، كذلك روسيا على المستوى الرسمي..لكن تدخل بوتين في ليبيا له وجه آخر عسكري غير معلن بنظام الأوراق ضد رعاة الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، أقصد تركيا وأمريكا وقطر مقابل ملف إدلب، وهذا يعني أنه وفور إنهاء معركة إدلب سيتساوى الموقفين الروسي والأمريكي في ليبيا من حيث الطبيعة.

عاشرا: بالنسبة لاحتمالات الحرب بين مصر وتركيا في ليبيا هذا غير ممكن..وبعيد عن أي خطط للدولتين، ليبيا تدار بنظام الحرب الباردة وربح الجولات بالنقاط وامتلاط بعض الأوراق لزوم التفاوض..وهذا يعني أن ليبيا ستظل مقسومة لدولتين لحين اتفاق روسيا وأمريكا على الحل والضغط في اتجاه ذلك داخل مجلس الأمن، واليوم عقدت روسيا اجتماعا مغلقا في المجلس لمناقشة الملف الليبي سبقته عدة اتصالات روسية مع تركيا وقطر للمقايضة في إدلب، ولو تم الاتفاق أسوة بما حدث في حلب ستخرج روسيا من ليبيا وتتفق مع أمريكا لإنهاء الأزمة..

هذه كل الحكاية، ومن يستغرب مواقف 10 دول عربية عارضت مصر والإمارات بتوصف التدخل التركي في ليبيا بالعدوان لا يستغرب لأن الملف الليبي يدار بهذه الطريقة، ولن يكون محل إجماع عربي وإسلامي أبدا لوجود طرفين متحاربين لهما رعاة إقليميين..والسلطة فيه للقوي..عدا ذلك فيجب دعم جهود السلام بين القبائل، ليبيا يموت منها العشرات يوميا في هذا الصراع العبثي، ولو استمر على هذا الشكل ستكون مصر مهددة لقلة الحلفاء وضعفهم في ملفات أخرى..ومن ينظر بعين واحدة لهذا الملف فهو مخطئ، ليبيا جزء من الصراع الكلي في الشرق الأوسط ومرتبطة به..وتتأثر بكل ما يحدث في الشرق ونحن نهمله بطريقة غريب.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالملك بن مروان..قصة خليفة
- تداعيات مقتل سليماني وخريطة الأزمة
- أوروبا بين التحدي والاستجابة
- التدين ومعادلة ستيفن هوكينج
- ماذا يحدث لشعب الإيجور المسلم في الصين؟
- السادية العراقية والوطنية المزيفة
- خراب الإصلاح في عَمَار الأصولية
- التفاضل العددي في صناعة الآلهة
- معضلة التمييز في نظرية التطور
- الباريدوليا وفلسفة الصورة
- الروح القدس في القرآن
- ترامب وخامنئي..صناعة المستحيل
- حرب اليمن بين الفقه وأدب الحرافيش
- في نظريات الخلق عند المسلمين
- التكفير في أصول التفسير..أزمة الشعراوي
- نسبية المبادئ وإشكاليات الأيدلوجيا
- مظاهرات العراق وأزمة الهوية
- معادلة حزب الله في لبنان
- عشوائية دعاوى الوحدة بين المثقفين
- من صور التلبيس على العوام


المزيد.....




- فرنسا: لجنة مكافحة الاحتيال ترصد وعودا مضللة في الخدمات الفن ...
- الرئة بـ-3 ملايين جنيه-.. اعترافات صادمة للمتهم بقتل -طفل شب ...
- سرقة 71 مليون دولار من بنك فلسطين في غزة
- حرب غزة: ترقب لرد حماس على مقترح الهدنة وتحذير أممي من -حمام ...
- للمرة الأولى.. إمبراطورية الغاز الروسي في مرمى سهام الاتحاد ...
- وسط جحيم خيام النايلون.. نازحو غزة محاصرون بين موجات الحر وت ...
- هل إعادة تشكيل وظيفتك حل للشعور بالرضا والتقدم في العمل؟
- مالمو تستعد لاحتضان -يوروفيجن- في أجواء تطغى عليها حرب غزة
- -لوموند-: مجموعات مسلحة نهبت نحو 66 مليون يورو من بنك فلسطين ...
- الوفد الروسي يحمل النار المقدسة إلى موسكو


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - شرح الوضع الليبي