أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - عبدالملك بن مروان..قصة خليفة















المزيد.....

عبدالملك بن مروان..قصة خليفة


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 6456 - 2020 / 1 / 5 - 19:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ شهر تقريبا اتصل بي موقع رصيف 22 ليجري معي حوارا عن عبدالملك بن مروان، وبعد المماطلة في نشره وتأكد رغبة صحفيي الموقع في عدم التعاون أنشره هنا حصريا لأول مرة، ولنبدأ بالأسئلة مباشرة..

سيد سامح ، كانت حياة عبد الملك بن مروان كلها ورع وتقوى وزهد حسبما ذكر من كتب عنه، وأنه من أفقه أربع أشخاص في المدينة، كيف تقيم تجربة شاب لم يكن منخرطا بالسياسة والإدارة بشكل كامل أصبح من أهم الحكام في تاريخ الخلافة الإسلامي؟

من المعتاد أنه وبعد كل تغيير سياسي تقع الدولة في مرحلة عدم استقرار حكم وانهيار مؤسسات، ثم يأتي بعد ذلك حاكما قويا يستفيد من كراهية الناس للفوضى فيتعزز سلطانه بوجود خصومه وقوتهم وتهديدهم للدولة، عبدالملك بن مروان كان من هؤلاء حيث انتقلت السلطة له من أبيه مروان بعد مرحلة فوضى وعدم استقرار بدأت منذ تولي يزيد بن معاوية الحُكم..وكراهية الناس ليزيد بالخصوص لسمعته ثم التفاق البعض منهم حول خصومه من أتباع الإمام الحسين أو لتمرد "عبدالله بن الزبير " بعد ذلك..

عبدالملك حكم 21 عاما وهي فترة طويلة في الحكم بدأها رجلا ناضجا في التاسعة والثلاثين، أي انتقل إليه العرش وهو في قمة النُضج العقلي والاستفادة من خبرة وتجارب الحياه، مستفيدا من وجوده كمركز قوة في العائلة الأموية الحاكمة قليلة الفرص في الحُكم، لأن المفترض حسب التسلسل الطبيعي أن يرث الحكم من يزيد أبناء الفرع السفياني لا المرواني رغم صلة القرابة، وبالتالي عندما نقارن عبدالملك مثلا بيزيد نرى أن يزيداً ربح السلطة على طبق من ذهب دون نضال مثلما ضحى مروان وولده عبدالملك بسمعتهم واحتمال تعرضهم للقتل.

استفاد عبدالملك من قوة خصومه سياسيا ودينيا، فمن ناحية دينية قدم نفسه كمصلحا ضد الخوارج الذين حاربوا الصحابة، ومن ناحية سياسية قدم نفسه كبطل ضد الفوضى التي أحدثها كلٍ من "عبدالرحمن بن الأشعث ومصعب بن الزبير في العراق" و "عبدالله بن الزبير في المدينة" و "ثورة الأمازيغ في المغرب"ثم خلط هذه القيم ببعضها ليظهر بطلا في الدين والسياسة ضد الهاشميين أو الطالبيين من آل البيت الذين طاردهم حتى خراسان، والملاحظ أنه طوال فترة حكم عبدالملك لم تسكن الحروب..وفي زمن الحرب خاصة يجبن الناس عن قول الحقيقة فلو أجرم عبدالملك وقادته كالحجاج بن يوسف لن يتمردوا ولن يعلنوا معارضتهم دون قائد، وعبدالملك كان حريصا على قتل وتصفية القادة المعارضين دوما لعلمه بخطر هؤلاء على كرسيه.

- هل ساعده تولى دمشق ومساعدته والده في الإدارة على فهم طبيعة الصراعات على الحكم؟

الثابت أن عبدالملك كان قائدا أمويا في جيش معاوية إلى أفريقيا وفي الهجمات على البيزنطيين، وبالطبع أكسبه ذلك خبرة إدارية كبيرة خصوصا جانب الصراعات منها، وإذا كانت هذه ميزة لكن العيب الأكبر طوال فترة عبدالملك كانت ثقته في "الحجاج بن يوسف" سئ السمعة والشهير بالقسوة والجريمة المنظمة وغير المنظمة، فضلا عن شيوع المذهب الجبري العقائدي في عهده ليصبح علامة على فترة عبدالملك، وكذلك الشعوبية العربية أو ما نسميها اليوم ب "التعصب القومي العربي" الذي عانى منه عبدالملك وكان سببا في ردة فعل الموالي العجم بعد ذلك وتحالفهم مع خصوم الأمويين من الهاشميين.

عيوب الحجاج التي ميزت فترة عبدالملك كانت سببا في تقوية خصومه في خراسان لتسقط الدولة الأموية في الثورة العباسية الكبرى ليعلن عن قدوم عصر شعوبي كان فيه الموالي من الترك والفرس هم الأبرز..فكتبوا التاريخ والفقه واللغة ليسقط الأمويين لثاني مرة، فالأموية سقطت مرتين في الحقيقة..الأولى: سياسيا على أيدي السفاح والمنصور ، والثانية: فكريا على أيدي أهل الرأي والمعتزلة والأحناف ليملتئ تراث المسلمين بكل آثام الحقبة الأموية التي كما قلت كانت فترة عبدالملك فيها برغم إنجازاتها العسكرية والمعرفية في جوانب عديدة لكنها ذات سمعة سيئة أثرت حتى على كل رموز العائلة بمن فيهم معاوية وولده.

- يوجد رواية تتحدث عن أن عبدالملك أنكر على يزيد بن معاوية دخوله مكة، إلا أنه فعل الأمر ذاته، ودخل مكة بقيادة الحجاج، كيف ترى ذلك، وهل تعتقد أن ذلك تناقضا؟

عبدالملك كان ذكيا في إدارة صراعاته ومعاركه، ولا أظن أن تلك الرواية لو صدقت تتعارض مع براجماتيته وعقليته الشهيرة في التراث، فالرجل كان يتعامل بالقطعة ولا ينظر للسياسة بشمولية بل يمكن اعتباره نسخة ثانية من "معاوية بن أبي سفيان" أي يمكن تبرير إنكاره على يزيد وفي نفس الوقت إيجاد تبريرا آخر ويكون معقولا لما فعله في مكة مع ابن الزبير، وباختصار شديد: من يترك خصمه بجيش المختار الثقفي ليحارب أبناء الزبير وكلاهما خصمُ له ثم يدعم أحد الطرفين ضد الآخر لا يكون إلا من باب الثقة والقوة كأمريكا اليوم التي تحرض العرب على كراهية وحرب إيران مثلا..بينما هي تعادي الإثنين في الحقيقية، ومثلما جاء فيه الوقت ليتخلص عبدالملك من أبناء الزبير بعدما قضوا على ثورة المختار سيجئ الوقت الذي تتخلص فيه أمريكا من بعض حكام العرب بعد قضائهم على ثورة إيران..مع فارق التشبيه.

- حينما أخبر بتوليه الخلافة أطبق القرآن وقال (هذا فراق بيني وبينك وانزله من حجره وقال هذا اخر العهد منك)، فهل تحول عبدالملك من رجل دين وفقيه إلى سياسي علماني بفصله الدين عن إدارة الحكم؟

هذه الرواية ذكرت أولا في حق حفيد عبدالملك "الوليد بن يزيد" في كتاب "الإنباء في تاريخ الخلفاء" لابن العمراني صـ 51 لكنها اشتهرت لعبدالملك من كلام ابن الجوزي في المنتظم وابن كثير في البداية والنهاية، وأظنها كلمة مدسوسة على خلفاء بني أمية، فبرغم بشاعة بعض خلفاء الأمويين إلا أنهم كانوا يفعلون جرائمهم بحيث يكون له قبول مجتمعي وسياسي وديني..لا بهذه الطريقة الغبية التي كانت ستثير أول شئ رجال البلاط والفقهاء من حوله.

أما أن عبدالملك علماني..هذا غير صحيح، فالرجل وأسلافه وأحفاده لم يكونوا بالحكام الراشدين من ذوي نزعات الفصل بين أهوائهم السلطوية وبين الدين، فخلطوا بين الإثنين في شريعة الجبر ولقيامهم بطرد وقتل عائلة النبي ..حتى أوقف ذلك "عمر بن عبدالعزيز" عامين ومعها كف أيدي الرواه والفقهاء عن وضع الحديث بحق الخصوم ليعيد الاعتبار للعقل مرة أخرى ولو بنسبة ضئيلة، وخلافا للمشاع فلا يمكن اعتبار عصر الأمويين علماني بل كان دينيا بامتياز سلكوا فيه معظم مسالك دول الكهنوت بتقديس الحكام ورفعهم لمصاف المعصومين وتبرير جرائمهم بالفقه والتوسع في الغزوات وقتل الشعوب الأخرى طمعا في كنوزهم وعدم التحدث بشأنهم حتى ورث المسلمون ذلك في عصر الإحياء الأول لعلم الحديث في حقبة المتوكل بالله العباسي..وإلى اليوم.

- ظهرت تلك بوادر فصله حينما منع أن ينصحه أحد بتقوى الله حينما قال في إحدى خطبه (والله لا يأمرني احد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه)، فهل عطل بذلك واجب الأمرعن المعروف، وهل ترى أن بذلك اهمل الدين من أجل التوسعات السياسية؟

زمن عبدالملك لم يكن فيه توسعا سياسيا بل حروب أهلية داخلية كثيرة لم تخمد حتى مات الرجل بعد انتصاره وقضائه على كل الثورات التي هددت عرش الأمويين بعد اختلاله في فترة يزيد، وضع كهذا لا يساعده في تكوين جيش لغزوات الخارج، لذا فقد رأينا أن عصر الغزوات عاد في عصر أولاده ( سليمان والوليد ويزيد وهشام) وبالنسبة لهذه الرواية لم أتحقق منها لكني أظنها إما مبتورة عن سياق يرفض نصيحة خصومه مثلا كقول أحدهم "والله لو قلت لي لماذا لا تصلي لضربتك في وجهك" المقصد أنه لا يقبل التدخل في خصوصياته لا الكفر بمبدأ الصلاه نفسه أو إنكارا لشريعتها، وإما هذه الرواية مكذوبة بالكامل على غرار القصة الأخرة في إنزال المصحف وقوله "هذا فراق بيني وبينك" وقد ذكرها السيوطي في تاريخ الخلفاء عن الكديمي مصحوبا بالطعن في سند الكديمي، أي ذكرها السيوطي وهو يشك في صحتها.

وأظن أن تلك الرواية من مراسيل "ابن الأثير الجزري" في كتابه الكامل، فقد رواها غير مسندة، وبين عبدالملك وابن الأثير 500 عام انقطعت فيه تلك الرواية مما يعزز القول بمكذوبيتها ..

ولتعلم جيدا أن ما كان يفعله الخليفة قديما لم يكن مرئيا للناس والشعب إلا بطريق الجواسيس والجنود أو فقهاء البلاط، وفي حال قول الخليفة كلمة كفرية أو معارضة للشرع تنزع أول ما فيه شرعيته الدينية فينفض جمع الفقهاء من حوله ويضعف سلطانه ومقدار الولاء له من الحاشية، بينما رأينا أنه وطوال فترة عبدالملك كان قويا وحضوره السياسي والاجتماعي والديني والعسكري قوي لم يضعف أبدا، مما يعني أن خروج مثل هذه الألفاظ منه أو تلك المعتقدات غير معقول، والأقرب أن يكون هذا الحديث مدسوس عليه لاحقا من الوضّاعين خصوصا في العصر العباسي الذين كانوا منقلبين دينيا وسياسيا وقوميا على الفترة الأموية بشكل شبه كامل.

- يوجد رواية ذكرها الكاتب يوسف زيدان بخصوص بناء عبدالملك مسجد قبة الصخرة حتى يجعل الناس يحجون إليه، فهل هذه الرواية صحيحة؟ ولماذا تعتقد أنه يفعل ذلك؟

نعم ..هذا صحيح..وقد بلغ ذلك مبلغ التواتر التاريخي ولي دراسات مختلفة عن التي عقدها يوسف زيدان لكنها وصلت لنفس النتيحة وهي أن المسجدين "قبة الصخرة والأقصى" من أعمال عبدالملك بغرض نقل مشاعر الحج إلى القدس مؤقتا لحين تخليص مكة من سيطرة ابن الزبير إبان الحروب الأهلية التي ميزت فترة عبدالملك، ويلاحظ ذلك من شكل القبة الخارجي – دائريا - بخلاف عادة الأمويين وقتها في بناء المساجد والتي لم تختلف عن ثقافة العرب في البينان البسيط، ولعل هذه الهندسة كانت مقتبسة من أشكال بعض الكنائس القديمة في أوروبا فقد وجدت شبها بينها وبين شكل القبة من الخارج مما يعزز القول بأن هناك اتصالا قد حدث بين عبدالملك والإمبراطور البيزنطي جستنيان الثاني أو من مهندسين آخرين مسلمين أو مسيحيين آخرين عرفوا تلك الهندسة البيزنطية في البناء.

- خلال حكم عبدالملك قامت ثورات عدة، لعل أبرزها (التوابين- ثورة عبدالرحمن بن الأشعث- عمرو بن سعيد الأشد)، كيف ترى طرق إخمادها وسيطرته على الدولة بعد ذلك؟

الثورات في تلك العصور يختلف مدلولها عن ثورات العصر الذي نعيشه، ثورة في الزمن الأموي يعني (تمرد مسلح) لأن فكرة الدولة والقانون والدستور بمعناها الحالي لم تكن معروفة، وبالتالي لم تكن هناك جهة تفهم أن تلك الثورة مجرد اعتراض سلمي مثلا أو توجيه وإرشاد للسلطة، بالتالي مواجهة عبدالملك لتلك الثورات بالحرب مفهومة..وبما أن أساليب الحرب تحدث فيها مجازر دائما وخروج عن المألوف في الغالب بشكل انتقامي فردود أفعال عبدالملك ضد هذه الثورات طبيعية بحكم زمنه..

أما سيطرته على الدولة فهو في الحقيقة لم يسيطر في حياته، لو كنت تقصد سيطرة بمعنى الاستقرار فهو لم يسيطر لأن الاستقرار لم يتحقق، لكن لو تقصد بالسيطرة القوة والنفوذ فعبدالملك بدأ ومات كحاكم قوي بل هو الأقوى على الإطلاق في العصر الأموي، ويمكنني القول أن الظروف لعبت لصالحه بشكل كبير واستفاد من طرد الهاشميين وآل البيت طيلة عصر معاوية ويزيد حتى يمكن القول أن قيادات الشيعة في ذلك الوقت كانوا ضعفاء ومفككين بعد مقتل " سليمان بن صرد الخزاعي" قائد ثورة التوّابين وأشهر من كان يعيش من شيعة علي في صفّين، وكذلك مقتل المختار الثقفي على يد غريمه بعد ذلك مصعب بن الزبير، وكذلك مقتل أنصار يزيد ممن وقعوا في دماء الحسين في كربلاء على يد المختار الثقفي، كل هؤلاء ممن نافسوه كرسي الحكم قضوا بأيدي غيره فظهر على الجميع بقوته وهم ضعفاء..

- كيف تقييم علاقة الدين بالسلطة في الإسلام؟ لعل عبدالملك نموذج لذلك، كيف ترى تلك التجربة المليئة بالتفاصيل؟

تجربة عبدالملك جمعت بين الشعوبية القومية وبين خلط الدين بالدولة، وهذه عادة المستبدين في استغلال كل نقاط القوة المتاحة وفرض أسلحتهم الخاصة على المعارضين، لذا يمكن القول أن عبدالملك رفع السلاح القومي العربي تارة وعززه بانقلاب ثقافي لتطوير اللغة العربية ونشرها عبر ما عرف بعد ذلك بتعريب الدواوين وتنقيط وتشكيل القرآن وفقا لأسلوب جديد لم يعرفه العرب وقتها، وكان من ثمرة ذلك نجاحه في قمع التمرد الأمازيغي المغاربي ضد الأمويين في ثورة الملك "كسيلة" ومن بعده الملكة "ديهيا" وتحريضه فقهائه الدائم على العَجَم وشيطنتهم خصوصا الفرس والبربر باعتبارهم مصدر تهديد للعرش الأموي.

فالفرس والموالي ممن عاشوا في آسيا الوسطى وخراسان ظلوا مصدر تهديد بصفتهم حاضنة شعبية لآل البيت المطرودين والمتحفزين للانتقام، خصوصا بعد الهجرات التي أعقبت موت المختار الثقفي وسليمان الخزاعي، لكنه لم يتجرأ على مهاجمتهم في حياته بإدراك ذكي جدا يتطلب منه كف العدو القريب أولا في حروبه الأهلية المتعددة، لكنه ترك الباب مفتوحا لانتقام من أولاده فهاجموا خراسان والسند بعد مماته عن طريق قتيبة بن مسلم والقاسم الثقفي، وهؤلاء استفادوا من تحريض كهنة عبدالملك وفقهائه ضد العجم بحشد كبير للجند له صبغة عقائدية وقومية مختلطة، وكما قلت منذ قليل هذه كانت النواه الأولى للشعوبية التي ارتدت بعد ذلك في عصر الموالي – العباسي الأول – بشعوبية فارسية مضادة للعرب.

أما علاقة السلطة بالإسلام فهي منذ جذورها الأولى عبارة عن تحدٍ واجهه الرسول في المدينة لا يمثل طبيعة الدين الذي نزلت ثوابته وأركانه كاملة في المرحلة المكية، ومشكلة من يقول بقدم اللفظ القرآني أنه سيضطر لتأويل نصوص القرآن المدني بشكل يتعارض مع القرآن المكي وهو ما يستحيل قبوله أن يجمع القرآن بين المتناقضين، وهؤلاء الذين اخترعوا فكرة "الناسخ والمنسوخ" بعد ذلك لعلاج تلك المشكلة، ولو آمنوا أن كل نص نزل ببيان الزمان والمكان والعين هو نص مقيد غير مطلق ما اضطروا لذلك، ولآمنوا أن السلطة في الأخير شأن دنيوي لاديني، وفي لقاءات سابقة ضربت مثل لذلك أن فكرة علمانية الدولة كانت لها جذور في سلطة أبي بكر الصديق، وأن أولى مظاهر دينية الدولة بدأت في عهد عمر بإلغائه كثير من التشريعات بقوة السلطان واعتبار ذلك قيمة دينية وليست سلطوية.

إنما الذي حدث طوال تاريخ المسلمين أن علاقة الدين بالسلطة لم تتفكك أبدا سوى بضع سنوات قليلة يمكن اختصارها بداية فترة أبي بكر ثم وقف علي بن أبي طالب للغزوات والفتوحات الخارجية ثم وقف عمر بن عبدالعزيز لاضطهاد آل البيت..وكل هذا لم يدم سوى بضع سنوات قليلة لا تمثل شئ بالنسبة لتاريخ المسلمين عبر 1400 سنة، وبالتالي حين نقول بضرورة إعادة النظر في علاقة الدين بالسلطة والدولة فعن جذور ومآسي حدثت في التاريخ وبإدراك لما وصلت إليه البشرية المعاصرة من وعي وتقدم ومتغيرات جذرية تعد انقلابا على جوهر تاريخ المسلمين وممارساتهم الدينية في الغالب، ومسألة تقبل المسلمين لهذا المتغير العالمي والإدراك البشري الحادث لن تكون سهلة بل تبلغ من صعوبتها تقديم تضحيات أحيانا مع إرادة واضحة للتجديد وعدم النظر للماضي على أنه دين..بل مجرد تاريخ.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات مقتل سليماني وخريطة الأزمة
- أوروبا بين التحدي والاستجابة
- التدين ومعادلة ستيفن هوكينج
- ماذا يحدث لشعب الإيجور المسلم في الصين؟
- السادية العراقية والوطنية المزيفة
- خراب الإصلاح في عَمَار الأصولية
- التفاضل العددي في صناعة الآلهة
- معضلة التمييز في نظرية التطور
- الباريدوليا وفلسفة الصورة
- الروح القدس في القرآن
- ترامب وخامنئي..صناعة المستحيل
- حرب اليمن بين الفقه وأدب الحرافيش
- في نظريات الخلق عند المسلمين
- التكفير في أصول التفسير..أزمة الشعراوي
- نسبية المبادئ وإشكاليات الأيدلوجيا
- مظاهرات العراق وأزمة الهوية
- معادلة حزب الله في لبنان
- عشوائية دعاوى الوحدة بين المثقفين
- من صور التلبيس على العوام
- بين عرب الأمس واليوم


المزيد.....




- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - عبدالملك بن مروان..قصة خليفة