أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قاسم حسن محاجنة - تركتها تموت ..














المزيد.....

تركتها تموت ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5273 - 2016 / 9 / 2 - 13:54
المحور: سيرة ذاتية
    


تركتها تموت ..
لا أعرف كيف، ولكنها تمكنت من الدخول إلى خزانة ملابسي لتضع حملها...
في الساحة الخلفية من بيتنا هناك مخزن كبير ، نضع فيه خزانة الملابس، الفراش الزائد عن حاجتنا اليوميومية وخزانة الأحذية والمؤن .. ويرتبط هذا المخزن بسطح البيت ، وفيه درجٌ حديدي نصعد منه الى السطح أحيانا، وله بابٌ علوي عند نهاية الدرج العلوية ، قد نسهو فنتركه مفتوحا أحياناً. والمخزن بدوره يلاصقُ حديقة جارنا.. ومن هذه الثغرة تمكنت من الدخول ، فقد قفزت من حديقة جارنا الى سطح بيتنا ومن ثم الى المخزن فالخزانة .. وهذا هو التفسير الوحيد لدخولها المخزن واختيار خزانة الملابس لتضع فيها اربعة قطط صغيرة ..
ماذا كان عليّ أن أفعل ؟ أتنازل عن خزانة الملابس مثلاً ..!!
أحضرتُ صندوقاً من الكرتون ،وضعت فيه قطعة قماش "وثيرة" ونقلتُ القطط الصغيرة اليه ... ووضعتها في الحديقة ..مؤملاً أن تقود الأم غريزتها الحيوانية وتجد صغارها بسهولة لتعتني بها كأي "لبؤة" تعتني بأطفالها وتحميهم ..
مرت ساعات ، وبين الفينة والأُخرى أخرجُ لتفقد القطط الصغيرة .. وبحلول المساء كانت في الصندوق إثنتان فقط ..تنفست الصعداء وإنزاح عن صدري ثقلٌ كبير . فقد وجدت صغارها وبدأت بنقلهم الى مكان آمن .. وفي الصباح كانت هناك صغيرة واحدة فقط .. فقلت في نفسي لعلها سويعات وتأتي لنقلها .. وخلال النهار لا تمر ساعة إلّا وأذهب لتفقده ، وكل مرة أُصاب بخيبة أمل مصحوبة بغضب ، فالصغيرة ما تزال متكورة على نفسها في الصندوق تموء ..!!
قررتُ البحث عن مخبأ العائلة الجديد ،لكن دون جدوى ... وضعتُ لها قليلا من الحليب ، لكنها لا تُجيدُ تناوله من الصحن .. ويزداد غضبي وتأنيب الضمير ..
لماذا تخلت عنها فقط ؟! هل تُضحي بها ،لكي تضمن لإخوتها الحياة .. (هلاك الثلث في صلاح الثلثين ) .. هل هذه هي نظرية الإنتقاء الطبيعي في أسمى تجلياتها ؟ هل تركته لأنه ضعيف والبقاء للأقوى ؟!
لا أعلم إذا كانت ستأتي ، فعندما تفقدتُ الصغيرة في المرة الأخيرة كانت لا تزال على قيد الحياة ..
يختلف الانسان عن الحيوان ، بأنه يساعد الضعيف ولا يتخلى عن المريض ، ويحترم الحياة بل ويقدسها ، لكن ليس هذا هو حال كل البشرية ..
فالعرب الحاليون ، أنظمة و"شعوبا "، تنتهج في التعامل مع الآخر ، بالغريزة الحيوانية في البقاء، تتخلى عن اخوتها وأبنائها ، لكي تضمن بقاءها وحياتها .. فكل اولئك الذين يقتلون ، يدمرون ويهدمون البيوت على رؤوس ساكنيها ، يريدون "البقاء" على الكرسي، أو بالمقابل "الحصول" على الكرسي .. وهذا ما يضمن بقائهم "في الحياة" ، ولو كان الثمن ، موت وتشريد الملايين ..!!
لا يختلفون كثيراً عن "القطة الأم " التي تركت صغيرتها تواجه الموت وحيدة وجائعة .. بل ما زلتُ متفائلاً بعودة القطة لإنقاذ ابنتها ، بينما فقدتُ الأمل بأن يحصل هذا لدى الزعماء والثائرين عليهم ..!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النحو والبيدوفيلية ..!!
- العزيز جان برجاء الإطمئنان..
- مُرتزقة الرياضة ..
- مشهد صادم ..
- هدية عيد الميلاد ..
- مقال مكرر..
- الدين هو الإنسان الذي يعتنقه ..
- بِحُكم العادة ..
- الملاذ الأخير لفتاة مضايا
- سَمُّور وحَمُّور ..
- كلمات في العيد ..دعوة للفرح
- الصدمة ..
- الامارات الفلسطينية المتحدة .
- التَزَمُّت ..
- الديخوتوميون-dichotomy
- السجدات الضائعة ..
- صُنعَ في السعودية
- الشيخ والسّكير..
- حزيران، رمضان والاستاذ افنان..!!
- توقف الذاكرة ..


المزيد.....




- تدفقت -حمم باردة-.. عمود من الرماد يتصاعد من بركان إندونيسي ...
- ستولتنبرغ: لا جدوى من إعادة إعمار أوكرانيا من دون تحقيقها ال ...
- زاخاروفا: أوكرانيا أداة في يد الناتو والحلف غير مهتم بمستقبل ...
- بعد القبض على طالبين آخرين.. ارتفاع عدد داعمي فلسطين المقبوض ...
- لماذا قرر بوتين إعفاء وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو من منصب ...
- -مسلم انتراكتيف-.. تثير الجدل بألمانيا بعد رفع شعار -الخلافة ...
- الكرملين: شويغو سيشرف على هيئة التعاون العسكري التقني لكنه ل ...
- محامي ترامب السابق يعترف بأنه ارتكب الكذب لصالحه
- زيلينسكي يشن حملة تغييرات في جهاز الاستخبارات الخارجية الأوك ...
- تحذير للأهالي.. عواقب مشاهدة الأطفال للتلفاز أثناء تناول الط ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قاسم حسن محاجنة - تركتها تموت ..