أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - ثقوب سوداء بين عالمين : دعوة ليست للتشاؤم














المزيد.....

ثقوب سوداء بين عالمين : دعوة ليست للتشاؤم


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 1362 - 2005 / 10 / 29 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مأزق بين عالمين
انني أخشى ان يستفحل الارهاب ليشعل العالم كله وتذهب قيمنا ومعانينا السامية ضحية نزق وتعّصب اناس متوحشين لا يدركون مكارم الاخلاق ولا المنطق ولا الحكمة في معالجة سياسات الدول وطبائع الشعوب .. ونبقى نحن العرب نحلم احلاما وردية وننثر الكلمات ونكتب الاشعار ونتفاءل بالخير ولا نجده ونهذي في الاحداث والظواهر غير مدركين عواقب الامور . ان الصراع بين حضارتين ( أو : قل بين عالمي الشمال والجنوب ) بات يتبلور عن اسلوبين مختلفين جدا في التفكير والممارسات والرؤى .. فلقد بدأت الكليات، مادية أو روحية أو مبادىء معيارية تنعدم شيئا فشيئا ، وظهرت تتسارع قوى الاختلاف اكثر بكثير من ان تتسارع قوى الفهم من اجل ان يغدو العالم كّله تأكله الاحداث الارهابية . والارهاب : ظاهرة تاريخية مضادة لابد ان نعترف بها نحن العرب والمسلمين بدل ان نقارع ونجادل ونقنع انفسنا بما هو بعيد جدا عن الواقع ! وبتأثيرها غدت علاقات العالم بين الشمال والجنوب في مأزق حقيقي . وبدت فرص الحوار وكأنها ليست أداة للتفهم والتفاوض بل مستودعا للاحقاد والكراهية وغدت محاولات البعض من اجل حوار عالمي مسألة صعبة جدا ، وهي إنما أداة نضحك فيها على انفسنا ولا شيء خارج اطار الاختلاف! ان عالمي الشمال والجنوب لم يكونا في يوم من الايام على حالة اتفاق ابدا .. ان كلا من العالمين كانا وما يزالان يفترقان سياسيا وايديولوجيا .. ربما يتلاقيان حضاريا وثقافيا ، ولكن الامر اليوم غدا فاقدا لمعنى التآلف والتعايش والتفاهم .. علما بأن الاحكام الجاهزة والمطلقات البليدة هي التي تتحطم ويحل محلها التكيف البراغماتي وتظهر التسوية بين الكائنات في هذين العالمين المتقابلين
.
تلاشي حوار الحضارات
ان عالم العرب والمسلمين مشحون بالكراهية والاحقاد على عالم الشمال في كل من اوروبا الغربية وامريكا الشمالية نظرا لاسباب تاريخية معقّدة ساهم عالم الشمال نفسه في صنعها وتبلورها على مدى قرن كامل واكثر .. ان ظاهرتين اثنتين ساهمتا في تشكيل منظومة فكرية من الانفصال والقطيعة .. انني اجد بأن المنظومة الأخلاقية لكل من الجانبين قد اخذت تخفي المعيارية والقيم لتحل محلها الوظيفة والمصالح ويتحول المستقبل إلى جملة من المخاطر بفعل كل من الارهاب في عالم الجنوب ازاء العولمة في عالم الشمال !! ثمة مقاربة حقيقية من نظرية " صراع الحضارات " التي اطلقها صموئيل هانتيغتون قبل سنوات ورفضها المثقفون العرب رفضا قاطعا مدّعين بأن " حوار الحضارات " هو البديل الحقيقي لتفاهم الشمال والجنوب ، من دون اي دراية بحالة اختلاف الزمن بين الذي كان عليه العالم (= الشرق والغرب ) في الماضي وما آلت اليه العولمة اليوم بين الشمال والجنوب .
واذا اعتبرت اطروحات مابعد الحداثة الفلسفية الاميركية ، وخصوصا صراع الحضارات لهانتنغتون دعوة إمبريالية يشيعها النظام العالمي الجديد الذي يمّثل عالم الشمال ، فانها لم تبشّر بأحداث 11 سبتمبر 2001 ، ولكنها رجّحت حدوث صدام للحضارات ، وبالرغم من نجاح توقعاته ، الا انه يساهم في إلغاء الانسان. اننا بقدر ما يستوجب منا التأمل في المضامين الاساسية لصدام الحضارات والتي تبلورت عن فهم وادراك لما يجري في العالم وخصوصا في عالمي الشمال والجنوب ، اي في عالمين مختلفين اثنين : منتجات الحضارة المعاصرة وموروثات الحضارة الاسلامية .. فلابد ان يدرك المفكرون العرب حجم التناقضات الهائلة التي تتسع يوما بعد آخر بين كل من الاثنين والتي لم تستطع تلك التناقضات من البقاء في عالم الجنوب ، بل بدأت تنتج ردود فعل عنيفة وتثمر بلاياها على العالم كله باسم العمليات الارهابية ! ولكن هل تسلم الحضارة المعاصرة نفسها من المثالب؟

ما العمل ؟
وعليه ، لابد من التأكيد على تمنهج ثقافتنا وقطيعة معرفتها وتطور اعلامياتها واصلاح تربوياتنا وصقل اخلاقيات تصرفاتنا باعتبارها ينبوعا متدفقا من قيم الصلاح والتعايش والمروءة والتفاهم بعيدا عن معاني التوحش وأساليب الغدر والقتل والتمجيد النرجسي للذات ، وان تغدو سدا منيعا للطقوس المقصية للآخر ! ان الذهنية المركبة لابد من أقلمتها مع إحداثيات العصر ودمجها بالمعرفة المعاصرة ، فالحضور في العالم يمثل كنه الحداثة باستكمال الدورة الجدلية للتفاعل الحضاري ومجموعة العمليات التراكمية التي تطور المجتمع اقتصادا وإبداعا وتعبيرا، بجدلية العودة والتجاوز . هنا ، لابد من الاقرار مع كل من يقول بوجوب إحلال الديمقراطية محل الاستبدادية مع ملاحظة أنّ الحل الأميركي ليس الأوحد والافضل ، فثمة ما يخالفه في بيئاتنا ومجتمعاتنا وحتى بيئات ومجتمعات العالم كله .. ولقد انتقد الكتاب العرب المفكّر هانتنغتون ، ليس لأنهم تعمقوا في ما جاء به ، بل لكونه واضح العنصرية في تقسيمه للثقافات إلى سبع حضارات، وقالوا : ما الجامع بين عالم آسيوي وعالم إسلامي مثلا، فنظريته في " صراع الحضارات" لا تلبي مطلب التآنس الإنساني ، اذ لابد من طرح التصدي للاخر ، وفجأة يغدو الارهاب في مقدمة ذلك التصدي الذي اعتقد بأنه سيأكل الاخضر واليابس في قابل .. ان العالم سيشتعل كله ان لم يساهم عالم الجنوب كله في ايقاف الارهاب عند حدّه ! وانني اعتقد بأن ليس من مصلحة العرب والمسلمين ابدا السكوت على مشروع صناعة الارهاب العالمي
.
وأخيرا : ماذا نقول ؟
واخيرا أقول بأن عالم الجنوب لابد ان يدرك بأن الشمال سوف لن يقف مكتوف الايدي ازاء ما يقترفه الارهابيون بحق العالم كله باسم الدين ، اذ لا يمكن لعالم الشمال ان يتنازل ابدا عن قيمه السياسية والفكرية ويرضخ لمطالب عالم الجنوب ، وسيجد وسائل مؤذية لعقاب عالم الجنوب بديلا عن أساليب الردع والحرب .. اذ نقرأ بين حين وآخر عن مقترحات وافكار خطيرة جدا في اتباع أساليب مؤذية في الجوانب الاقتصادية والتكنولوجية والاتصالات .



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزهة عند ضفاف التايمس بصحبة نيازي وسميرة
- متى يتعلم العرب الأشياء الثمينة ؟
- كيف نبني فكرا سياسيا جديدا ؟؟
- صدام حسين في قفص محكمة الجنايات
- فاجعة العراق بين الرصافة والجسر
- كنا ننتظر دستوراً
- العرب في سجن مؤّبد !! متى يهندسون تفكيرهم وزمنهم ومصيرهم ؟؟
- العرب يقتلون العرب .. لماذا ؟؟
- الليبرالية القديمة والليبرالية الجديدة : المعاني والمبادئ وا ...
- أسئلة ما بعد الانتخابات العراقية
- نعم لقد انتخبنا أخيراً ! الدرس العراقي الرائع للعرب
- لمناسبة اربعينية الراحل التونسي محمود المسعدي :الموحيات الخل ...
- الاعلام العربي :دعوة تحّولات من بشاعة المؤامرات الى خصب الشف ...
- معايدة سياسية وفكرية لغسان تويني لمناسبة العام الجديد 2005
- أدونيس : الشاعر السوري الغامض : مشاركات في المرافضات والتحول ...
- دعوة صريحة من اجل غلاسنوست عراقي
- رسالة جديدة الى العراقيين : التفكير بالبعد الثالث بعيدا عن خ ...
- عاتكة الخزرجي : قيثارة العراق : شاعرة وقت الشفق .. حالمة عند ...
- عبد القادر القط :استاذ الادب العربي والنقد المقارن :مفهوم تأ ...
- نزار قباني : شاعر الرسم بالكلمات الرائعة : نسف البنى الاجتما ...


المزيد.....




- زعيم كوريا الشمالية يبعث برسالة لإيران بشأن وفاة إبراهيم رئي ...
- هل أحكمت الشركات الصينية قبضتها على قطاع الطاقة؟
- لقطات تظهر المشتبه بهم في انقلاب الكونغو الفاشل
- الجيش الإسرائيلي: اعترضنا جسما جويا مشبوها من الأراضي السوري ...
- بايدن: هجوم إسرائيل في غزة ليس إبادة جماعية
- سيناتور أمريكي يدق ناقوس الخطر حول احتمالية التخلي العالمي ع ...
- يا شباب العالم اتحدوا
- -شرارة لحرب عالمية ثالثة-.. -بوليتيكو-: قلق أمريكي من اتهام ...
- دقيقة صمت في مجلس الأمن الدولي حدادا على مصرع الرئيس الإيران ...
- إسرائيل تعلن انتشال جثامين 4 رهائن من أنفاق في غزة


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - ثقوب سوداء بين عالمين : دعوة ليست للتشاؤم