أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - كيف نبني فكرا سياسيا جديدا ؟؟














المزيد.....

كيف نبني فكرا سياسيا جديدا ؟؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 1358 - 2005 / 10 / 25 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل فكرنا يوما كيف نستعيد تفكيرنا ونبني فكرنا السياسي نحن العرب ؟ هل فكرنا يوما وقد دخلنا تاريخا جديدا كيف نخضع تجاربنا الفاشلة للنقد والمكاشفة والمسائلة ؟ هل باستطاعتنا ان نقرأ كيف صنعت الامم المعاصرة فكرها السياسي ؟ هل استطاع الاف من مثقفينا ان يتخلصوا من قوقعة الماضي واغلاله ومؤدلجاته الطوباوية في القرن العشرين ؟ هل سننجح فعلا في بناء اجيال لها القدرة على التعامل براغماتيا في ما بينها ، والتعامل بحكمة مع العالم من دون شعارات عاطفية ؟ هل استطاع العرب ان يدركوا أن الوعي السياسي يأتي قبل الايمان العاطفي بالاشياء والشخوص والافكار والنصوص ؟ متى يتحرر الخطاب السياسي العربي من اغطيته السميكة ليغدو معّبرا عن اصدق المفاهيم وينحو نحو واقعية الاشياء بعيدا عن يوتوبيا التعابير المزيفة والانشائيات الفضفاضة ؟ متى يحترم الفكر السياسي العربي الرأي الاخر بعيدا عن كل التهميش والاقصاء والقطيعة بل ويتوقف عن كل التهجم والسباب والشتائم ، بل ووصلت درجة الاختلاف السياسي فكرا وممارسة الى قتل وتصفيات وجرائم وانتحارات .. وهذا ليس بشيئ غريب علينا ، اذ نجد له امتداداته في تاريخنا السياسي العربي ، بل وذهب العديد من المفكرين السياسيين العرب الاحرار منذ مئات السنين ضحايا تفكيرهم السياسي واختلاف ارائهم مع الاخرين ، فهل بالامكان ان يتعامل العرب على اسس جديدة في بناء فكر سياسي عربي جديد ؟ هل باستطاعتهم ان يتخلصوا من كل بقايا ومواريث الايديولوجيات الساخنة التي ماتت في كل العالم وما زالوا هم يقتاتون عليها ويقتلون زمنهم وفكرهم بل وحتى حياتهم من اجلها ؟

ابداع حضاري وعقم سياسي
طالما اردد دوما بأن للعرب خطّين في التاريخ : خط حضاري رائع بكل منجزاته العظمى وخط سياسي بشع بكل مآسيه وقساوته ، وكثيرا ما يقع الاول تحت بطش الثاني فيقهره وينفيه او يقتله وينهيه .. وهذا يحتاج الى تأمل تاريخي طويل كي نستفيد من تجاربنا التاريخية في كيفية تغيير الذهنية السياسية السائدة التي لابد وان تتمتع بالحكمة بدل الجنون ، وتمارس الحلم بدل السفاهة ، وتعيش الواقع بدل الخيال وتبني المستقبل بديلا عن اغلال الماضي . ان اي خطوة لبناء فكر سياسي عربي ناضج بحاجة الى مساحة غير محدّدة من الحريات وان خطوات اخرى هي بأمس الحاجة الى الشجاعة والمصداقية ، ولعل اهم ما ينقص العرب منذ ازمان انهم يحجبون عن الاعتراف بالخطأ علما بأن " الاعتراف بالخطأ فضيلة " كما قال اباؤنا الاوائل . ان مشروع التغيير من اجل بناء منهج فكر سياسي جديد بحاجة ماسة الى سلسلة هائلة من الاعترافات بحجم الاخطاء السياسية التي ارتكبت في حياتنا السياسية العربية بعيدا عن التسفيه او التشويه او خنق الحقائق .. وان " الاعتراف سيد الادلة " كما يقول رجال القضاء .
لا يمكننا البقاء دهرا طويلا ونحن نجتر الماضي بحيث نمّجد ونفخر ونمتدح ونتأسّى ونندب ونزيّف ونشتم وننتحل الاعذار ونرّبي اولادنا على تزييف الحقائق وخلق امجاد وهمية من اجل مسوّغات واهية ، وعلينا ايضا ان نفكّر طويلا بموجات " المفاهيم " التي تجتاح ثقافتنا السياسية العربية بين جيل وآخر ، وبكل ما تحمله من تعابير ومصطلحات وآراء تعيش بين ظهرانينا زمنا ثم تذهب ادراج الرياح غير مأسوف عليها ، ويتجاوزها الاخرون ، والعرب لم يتجاوزوها قط . لقد تغّير العالم كله واصبح يتعامل بفكر سياسي واقتصادي براغماتي من نوع جديد ولم يزل العرب يلوكون شعاراتهم ! انها في الحقيقة " مشكلة مفاهيم" فالامر ليس مقصورا على الفاظ كالاشتراكية والامبريالية وصراع الطبقات ويعيش ويسقط .. وغيرها بل يمتد الى توليد افكار لا وجود لها على ارض الواقع ، خصوصا بعد ان دخلت الفتاوى الدينية في قلب المنظومة السياسية
.
مستلزمات التغيير
ان الحاجة تقضي ايضا أن نعيد التفكير في كيفية بناء ذهنية سياسية لها شخصيتها وخصوصياتها بعيدا عن استيراد مفاهيم من زمان او مكان معينين لا يمكن تطبيقها واقعيا ابدا ، ولقد بدا لنا جميعا ما الذي لاكته الالسن ونشرته المطابع واذاعته الاذاعات من شعارات وسياسات اخذتنا الى حيث الجحيم ، بعد ان اعتمد قادتنا وصناع قراراتنا على فكر سياسي عربي هش يكتبه وينشره ويذيعه سياسيون وكتبة غير واقعيين ابدا . ان الفكر السياسي العربي لابد ان يبنى على معرفة ما وصل اليه عالم اليوم بعيدا عن التزمّت وان نفصل بين الفكر السياسي وبين الممارسة السياسية ، كما ونجد العاطفة السياسية تغلب على التفكير السياسي واذا ما انتقل هذا الامر الى الممارسة السياسية فسيجلب كوارث لا محالة ، لأن اصحابنا سيتخيلوا الاوهام حقائق ويقيسون عليها قياسات سياسية وهمية فتزدحم حياتنا بالمآسي كما حدث .. ! ان حمى هستيريا تصيب العرب عندما تستقطبهم بعض الاحداث المصيرية الكبرى فيتوهمون الاكاذيب حقائق وان النصر قريب وفجأة تحل الهزيمة فيحل بهم الحزن والاسى بعد ايام من الذهول من دون ان يعيدوا حساباتهم ولو لمرة واحدة كونهم يعتقدون ان صنّاع الكوارث ابطال حقيقيون ! وبرغم كل الجنايات والاهوال فلم يزل العرب يدافعون عن اخطاء وخطايا وجنايات من دون ان يخضعوا ما مضى للنقد والمكاشفة والمحاسبة التاريخية لكل من اساء في سياساته وقراراته وخروقاته المفجعة لهذه الامة المسكينة التي ابتليت بمثقفين وساسة عاطفيين لم يميزوا بين الاشياء والالوان والوقائع والتوجهات ولم يفرقّوا بين الحلم والممكن والطموح ولم ينزلوا الى ارض الواقع من سماء الخيال .. ان ما يسود اليوم في البيئة العربية من اراء هشة ممتزجة بالعاطفة والاسطورة والاوهام والانشاء وترديد النصوص .. الخ لا يعد فكرا سياسيا بأي حال من الاحوال . فهل سينجح الجيل الجديد والقادم بمحاولات جريئة من اجل بناء خطوات تأسيسية لفكر سياسي عربي جديد ؟ هذا ما يمكن التأمل فيه والعمل من اجله .. وعند ذاك سيقول الاحفاد : صفقوا يا اخوان ، فلقد انتهت المهزلة !



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدام حسين في قفص محكمة الجنايات
- فاجعة العراق بين الرصافة والجسر
- كنا ننتظر دستوراً
- العرب في سجن مؤّبد !! متى يهندسون تفكيرهم وزمنهم ومصيرهم ؟؟
- العرب يقتلون العرب .. لماذا ؟؟
- الليبرالية القديمة والليبرالية الجديدة : المعاني والمبادئ وا ...
- أسئلة ما بعد الانتخابات العراقية
- نعم لقد انتخبنا أخيراً ! الدرس العراقي الرائع للعرب
- لمناسبة اربعينية الراحل التونسي محمود المسعدي :الموحيات الخل ...
- الاعلام العربي :دعوة تحّولات من بشاعة المؤامرات الى خصب الشف ...
- معايدة سياسية وفكرية لغسان تويني لمناسبة العام الجديد 2005
- أدونيس : الشاعر السوري الغامض : مشاركات في المرافضات والتحول ...
- دعوة صريحة من اجل غلاسنوست عراقي
- رسالة جديدة الى العراقيين : التفكير بالبعد الثالث بعيدا عن خ ...
- عاتكة الخزرجي : قيثارة العراق : شاعرة وقت الشفق .. حالمة عند ...
- عبد القادر القط :استاذ الادب العربي والنقد المقارن :مفهوم تأ ...
- نزار قباني : شاعر الرسم بالكلمات الرائعة : نسف البنى الاجتما ...
- المسيحيون العراقيون : وقفة تاريخية عند ادوارهم الوطنية والحض ...
- محمد شكري : الروائي المغربي المعروف صاحب الخبز الحافي :اعترا ...
- البنية الفوقية والبنية التحتية : المفاهيم المستترة والمعاني ...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - كيف نبني فكرا سياسيا جديدا ؟؟