أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سيار الجميل - الاعلام العربي :دعوة تحّولات من بشاعة المؤامرات الى خصب الشفافية ؟














المزيد.....

الاعلام العربي :دعوة تحّولات من بشاعة المؤامرات الى خصب الشفافية ؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 1088 - 2005 / 1 / 24 - 07:41
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الاعلام في غرفة القيادة العربية
في افتتاح مؤتمر " الاعلام العربي في عصر المعلومات " الذي انعقد بدبي قبل ايام ، سمعنا كلاما رائعا من لدن كل من يسعى اليوم الى التقدم باساليب الاعلام العربي الحديثة واجراء التحولات الخصبة فيه الى حيث التطور بكل مؤسساته العربية، سواء في النهج او في الخطط ، او في المصداقية ، او في احترام شرف الكلمة ومن اجل ترسيخ قيم جديدة تحمي كل المفكرين والكتاب العرب الاحرار من التعسف او الاقصاء او النفي او التغييب او من ممارسات القهر .. فاهمية الاعلام باتت اليوم كبيرة جدا في بدايات القرن الواحد والعشرين ، وبات المرئي والمقروء والمسموع من حقائق عصرنا الكبرى بدخوله نسيج حياتنا كاملة ، وبات لا يتحرك بمعزل عن القوى الفاعلة . واذا شبه المجتمع بسفينة ، فالاعلام لابد ان نجده في غرفة القيادة يشارك في تحديد الاتجاهات والسرعة من اجل الوصول سواء كان البحر هائجا ام هادئا على حد توصيف راعي المؤتمر .
كان الاعلام العربي قد تعّرض لانكسارات شديدة وماراثونات بشعة خطط لها برعونة وذكاء ، خصوصا عندما ابتلي عالمنا العربي ، وبالاخص في الدول العربية التي كان لها قصب السبق اعلاميا في المنطقة ، وهي الدول التي قادها الفكر الشمولي وحكمتها الديكتاتوريات بالسيطرة على وسائل الاعلام والصرف على الاكاذيب والشعارات والمفبركات .. انها سياسات ماكرة ادارت الاعلام العربي وساهمت في خنقه او تكبيله او شرائه او تزويره وتحريفه .. مما أثر تأثيرا بالغا على الناس وعقولهم واذهانهم ، ولم تزل الذهنية العربية مصابة بالتأثيرات البشعة تلك ، وخصوصا تشكيلات الرأي العام المضاد لكل نوازع العقل والواقع ، والنظر بكل سذاجة وبلاهة ازاء قضايانا ، فضلا عن اتخاذ مواقف لا اساس لها من الصحة ازاء العالم كله !
دور الاعلام في فساد الذهنية العربية
لقد كان الاعلام العربي ولم يزل مصدرا لتيارات سياسية وثقافية خطيرة يكتنفها الغلو والتعصب والتمرد والاحادية والانغلاق والاحتباس والتفكير التآمري والذهنية المركبة ، ولما حصدنا الهزائم المريرة تلو الاخرى . نعم ، عندما القى الاعلام العربي بالمسؤولية على غير اولئك الذين افسدوه في الداخل من اصحاب الشعارات والطوباويات والمخيالات والتآمريات .. ، واستشرت نظرية المؤامرة ، وازدادت التبريرات والانشاءات والمسوغات .. وغدا كل المسؤولين عن الكوارث والبشاعات ، ضحايا مساكين ، صدر العفو عنهم من التبعات ونالوا العطف الجماهيري . واذا كانت تلك الحقبة قد انتهت مع اصحابها ورموزها ومهندسيها والقائمين عليها والمذيعين فيها ، فانها لم تزل مستشرية من خلال فئات سياسية ، وجماعات اعلامية ، وفضائيات موبوءة باجندة خطيرة تفشي روح الانغلاق والتخلف باسم الحريات بل ووصل الامر ببعض الفضائيات بتصدر واعادة تصدير الانتصار للارهاب الديني والتعصب الشوفيني في ملايين الاوساط العربية !
ولمّا تزل الاجيال القديمة المؤدلجة التي عاشت على اكاذيب الشعارات والخطب الرنانة وهياج ( يعيش ويسقط ) تؤثر بعواطفها اساليب الخطابات المعسولة والطوباويات والاكاذيب والمفبركات والتلفيقات والشتائم والسباب والاساءات .. وكلها حصيلة مدرسة تافهة وقميئة في الاعلام العربي بدأتها اذاعة صوت العرب من القاهرة قبل قرابة خمسين سنة ، ولم تزل تقاليدها سارية المفعول ، ولكن باشكال جديدة تطل علينا في قنوات فضائية يستأسد فيها الصاخبون والمغرورن والموتورون والمتعصبون والمتخلفون .. الذين لم يعرفوا بعد قيمة الديمقراطية ، ولا طعم الحريات ، ولا اسلوب الاختلاف ، ولا اداء الشفافية ، ولا استيعاب الاخر ، ولا معنى الحداثة ، ولا تكنولوجيا الاعلام ، ولا كيفية توظيف الوسائل الاعلامية الحديثة .. وهم لا يفكرون ابدا بالكيفيات العملية والبراغماتية لانقاذ الواقع مما هو عليه .
اخيرا ، هل من اساليب للتحول من القباحة والبشاعة الى الخصب والشفافية ؟
نعم ، عند بدايات قرن جديد ومرحلة تاريخية جديدة ، دعونا نستبشر خيرا بالتحولات الجديدة في التقاليد الاعلامية العربية وبعصر المعلومات في شبكة دولية ، وعالم جديد سيسود مناخه عربيا عاجلا ام آجلا ، ان جيلا جديدا لابد ان يدرك جملة هائلة من القيم الجديدة ، ويدرك بشكل عملي ومعرفي ما الخطايا الحقيقية التي اودت بالعرب الى هذا المآل ، وان تتغير الذهنية العربية لدى الاجيال الجديدة من مركبة وهائمة الى واقعية وعملية ، وان تتلون مخصبات ومرجعيات الاعلاميين العرب ، بحيث لا يسيطر ابناء بلد معين على مصادر الاعلام العربي .. فان سيطر ابناء الجيل العربي الجديد ومن كل قسمات البلاد العربية على تقنيات الاعلام واساليبه وحسنت قيمهم ، واخصبت تقاليدهم ، وتبدلت ذهنيتهم ، فسوف يتسع فضاء الاعلام ليس من اجل تجسير الفجوة بين السلطات والمجتمعات ، بل ليعرض الحقائق بامانة ، والمعلومات الاعلامية بعيدا عن كل الموبقات . واعتقد ان المصداقية المفتقدة عند العرب ستولد وتعود بعد خمسين سنة من غيابها . صحيح ان الفراغ ما زال موجودا حتى اليوم ، كما ان الاعلاميات الجديدة واشهرها الفضائيات وشبكة المعلومات الدولية لم تدخل العرب بعد في مسافات العصر الجديد . ولكن دعونا ننتظر مرور هذه المرحلة الصعبة العصيّة التي اعتبرها مسافة نقاهة زمنية تجري فيها تحولات خطيرة ستخصب ولادات جديدة لمرحلة تاريخية من نوع آخر .. وعند ذاك سيصفق المجددون بانتهاء المهزلة !



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معايدة سياسية وفكرية لغسان تويني لمناسبة العام الجديد 2005
- أدونيس : الشاعر السوري الغامض : مشاركات في المرافضات والتحول ...
- دعوة صريحة من اجل غلاسنوست عراقي
- رسالة جديدة الى العراقيين : التفكير بالبعد الثالث بعيدا عن خ ...
- عاتكة الخزرجي : قيثارة العراق : شاعرة وقت الشفق .. حالمة عند ...
- عبد القادر القط :استاذ الادب العربي والنقد المقارن :مفهوم تأ ...
- نزار قباني : شاعر الرسم بالكلمات الرائعة : نسف البنى الاجتما ...
- المسيحيون العراقيون : وقفة تاريخية عند ادوارهم الوطنية والحض ...
- محمد شكري : الروائي المغربي المعروف صاحب الخبز الحافي :اعترا ...
- البنية الفوقية والبنية التحتية : المفاهيم المستترة والمعاني ...
- الى متى تبقى بلقيس في قفص الاتهام ؟ وهل من ركائز عراقية جديد ...
- حنا بطاطو : مؤرخ العراق المعاصر مؤرخ غريب الاطوار لن يكتب أح ...
- الدكتور سّيار الجميل لم يوّقع على اي بيان او رسالة اصدرهما ا ...
- الحريات الشخصية قبل غيرها: هل يفهم العرب معنى الصداقة والعلا ...
- نازك الملائكة : رائدة الشعر العربي الحر- هل تنبأت عاشقة ليل ...
- لمناسبة رحيله : الفيلسوف جاك دريدا : رائد الفلسفة التفكيكية ...
- نقولا زيادة المؤرخ المثقف : زهرة التفكير وخضرة الروح
- هل نقرع الاجراس من اجل الدفاع عن المسيحيين العراقيين ومصيرهم ...
- الخالدون من العراقيين .. من هنا يمرّون : كفاكم تخلطون الاورا ...
- الليبرالية العربية الجديدة! مفاهيم عصر راهن لا تلغيها الثيرا ...


المزيد.....




- ما علاقته بمرض الجذام؟ الكشف عن سر داخل منتزه وطني في هاواي ...
- الدفاع المدني في غزة: مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات بقصف إ ...
- بلينكن يبحث في السعودية اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق ...
- مراسل بي بي سي في غزة يوثق أصعب لحظات تغطيته للحرب
- الجهود تتكثف من أجل هدنة في غزة وترقب لرد حماس على مقترح مصر ...
- باريس تعلن عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الصيني إلى فرنسا ...
- قبل تصويت حجب الثقة.. رئيس وزراء اسكتلندا يبحث استقالته
- اتساع رقعة الاحتجاجات المناصرة لغزة في الجامعات الأمريكية.. ...
- ماسك: مباحثات زيلينسكي وبايدن حول استمرار دعم كييف -ضرب من ا ...
- -شهداء الأقصى- تنشر مشاهد لقصف قاعدة -زيكيم- العسكرية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سيار الجميل - الاعلام العربي :دعوة تحّولات من بشاعة المؤامرات الى خصب الشفافية ؟