|
لعنة كراسي المسؤولية السياسية والإدارية..
حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 4941 - 2015 / 9 / 30 - 02:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لعنة كراسي المسؤولية السياسية والإدارية.. هذه المقاربة ستبدو متباعدة إلى حد التعارض بين دول غربية عريقة في الديمقراطية والحضاري ، توفر لمواطنها فرص الشهرة والحياة الهانئة ، ليتمتع بها ويمرح في مروجها الغناء ، خارج كراسي المسؤولية السياسية والإدارية ، التي لا يمنحها أي اعتبارا استثنائيا ، رغم إصراره على المشاركة في الانتخابات التي يعتبرها أساس الديمقراطية وواجبا وطنيا مقدسا ،الذي يجعله بالثابت والمستقر يصل إلى مستوى معيشي مرتفع ورفاهية ملحوظة.. وبين دول عربية -ومن بينها مغربنا الحبيب - تتناسل فيها الأحزاب كالفطر داخل خرائط محدودة الإشعاع والتأثير، يشتد فيها التسابق المحموم ، والتكالب المسعور ، وتفرد الكثير من سياسييها في انتهازيتهم ونفعيتهم وتملقهم من أجل الوصول إلى كراسي السلطة ، التي ضاعت معها كل معاني الوطن والوطنية ، والمبادئ والقيم الدينية والإنسانية ، وأصبحت غاية وهدفا ، يُطلب بالمكر والحيلة والخداع ، ويستغرق جل ، إن لم يكن كل تفكير من نهشت إنسانيتهم أطماع الحكم والتسلط ، الذين يبذلون جميع الجهد والاهتمام للحصول على كراسيها ، التي ينافح الحكام دونها بكل ما يملكون من قوه ، ويضحون من أجلها بمصالح البلاد والعباد .. وحتى أولئك الذين يحصلون عليها ديمقراطيا ، و عن طريق صناديق الاقتراع ، فإنهم لا يستطيعون تقبل الهزيمة بذات الصناديق ، ويرفضون تخلي الناخبين عنهم ، ويخرجون على الناس بتبريرات غير منطقية أو معقولة - وكأنهم يخاطبون شعبا بلا عقل أو فكر- مدعين أن الناخبين (ديالهم) ، وهم جند سخرهم الله لنصرتهم ، ويعتبرون كل تخل عنهم ، جريمة وخروج عن الشريع والدين ، وإتباع لسبيل الشيطان ، يوجب العقاب والمتابعة ، لأنهم -كما يدعون وغيرهم كثير- هم الصالحون الذين يقاتل من أجل نُصرة المستضعفين والدفاع عن المحرومين ، وليس من أجل السلطة وتشبثا بصولجان المجد!! بينما هم وأمثالهم ، في حقيقة أمرهم ، إنما يمارسون تملقهم الذي لا ينافسهم منافس ، في موهبة أظهار الذل الولاء والتابعية والخنوع والمزايدة على الآخرين ، لزيادة حظوة نفعيتهم ، التي تزيد من أزمات هذا الوطن ، الذي كثُر قتلته ، باسم الوطنية التي أصبحت ستارا يختبئ وراءه المنافقون والفاسدون ، الذين يحللون ويحرمون باسم تلك الوطنية ، ويسرقون وينهبون وينهكون الوطن باسمها ، إلى أن وصل هذا الوطن إلى هذه الحال المزرية والوضع اللا إنساني بفضل وطنيتهم المزيفة ، التي تقف حجر عثرة بين المواطن وبين الحياة السعيدة التي يستحقها وتستحقه . فهل فعلا يستحق المواطن المغربي هذه النوعية من مسيري شأنه العام ، بكل ما هم عليه من مساوئ ؟.. فبالرغم من أني لا أكن لأي أحد منهم حتى الحد الأدنى من التعاطف أو الكراهية ، رغم مقتي لجل تصرفاتهم العبثية واللامسؤولة تجاه المواطنين ، فأني أجد أن مواطن هذا البلد -بطريقةٍ ما- لا يستحق إلا هذا النوع من المنتخبين .. ربما يقول قائل ولماذا كل هذا التحامل على المواطن ؟ وتكون إجابتي ، بأني كنت أتمنى أن أجد القدرة على الادعاء أنه يستحق غيرهم من الشرفاء الصالحين الذين يمكنهم أن يوفروا له حياة أفضل ، كتلك التي يوفرها منتخبو الغرب لناخبيهم ، لكن القرائن تجعلني أقر بأنه لا يستحق إلا كل انتهازي مستهتر بمصالحه ، لأنه ( المواطن) يشمئز ، مع كل أسف الدنيا، في قرارة نفسه من أي واقعٍ أفضل ، ويميل بفطرته إلى الواقع الأكثر تخلفا ليتلاءم مع ما ألف من قبيح الممارسات الانتخابات المتخلفة ، وما كونه عنها من أفكار خاطئة وتفاسير مغلوطة ، وعلى رأسها فكرة "ما تبدل صاحبك غير بما عر" والتي يتخذها غالبية الناخبين مشجبا يعلقون عليه ما يسمونه بسوء الحظ ، بل ويبررون به صبرهم الطويل على تلك الأحوال المتدنية طمعاً في ، أو انتظاراً للتعويض ذلك عند الله في الآخرة ، ولن يستحقوا من يضمن لهم الحياة السعيدة لينهل منها، راضيت، هانئين بمردوديتهم المرضية ، إلا إذا فطِنوا لهذه الأخطاء ، وصدقوها تصديق المُجرِب العارف، الواثق في قدرته، وليس تصديق المعتقد في التوزيع العشوائي، السرمدي، لما يسمى "الحظوظ" ، وطهرو نفسوهم من وبائها الأبله الذي تغلغل في جسد الشعب وجعله مباح لكل الجراثيم.. حميد طولست [email protected]
#حميد_طولست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اكتساح حزب العدالة والتنمية لرئاسة مقاطعات فاس .
-
درس لا ينسى !!
-
وطأة الاستسلام ، ومرارة الانكسار ، وفجاعة الاندحار !!
-
رسالة عاجلة إلى السيد عمدة فاس الجديد
-
تشظي امبراطورية حميد شباط .
-
على نفسها جنت مركل !!
-
مراسلة عاجلة : تجربة انتخابية مثالية ..
-
مفارقات انتخابوية !!
-
هل أفشل - PJD -انتفاضة فاس ، بتمكين من لا يرغبون فيه من جهته
...
-
حزب المصباح يبيع جهة فاس مكناس..
-
مركل درس في الإنسانية والرجولة !!
-
من وحي الانتخابات : للمظاهر فهي خداعة
-
إلى من طغى وتفرعن من المترشحين!!
-
رجال الدين والسياسة ..
-
من وحي الانتخابات . متسلقو المجالس !!
-
لماذا نبخل بالكلمة الطيبة الساحرة؟؟
-
-الإتيكيت- او أخلاقيات وذوقيات التعامل
-
آه يا خوفي من آخر المشوار
-
استراحة في الحي اللاتيني ، أقدم أحياء باريس
-
من المستحيل أن أنتخب كذاباً غشاشاَ خداعاً ؟
المزيد.....
-
كييف تشكل وحدات هجومية من السجناء المفرج عنهم
-
مركز الفلك الدولي يصدر بيانا حول موعد عيد الأضحى وهلال شهر ذ
...
-
مصر.. القبض على أحمد الطنطاوي لتنفيذ حبسه سنة بقضية -التوكيل
...
-
من ألمانيا: ماكرون يدعو إلى أوروبا قوية وموحدة
-
دول أوروبية تدرس تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية
-
السلطة الفلسطينية: نطالب بتدخل دولي
-
بوريل يدعو دول الاتحاد الأوروبي لعدم عرقلة إصدار الوثائق بشأ
...
-
بوريل: قرار العدل الدولية ملزم لإسرائيل
-
رئيس الوزراء الهولندي يدعو إسرائيل إلى وقف عمليتها في رفح ام
...
-
سيمور هيرش: بايدن يسعى إلى إشعال حرب مع روسيا لرفع شعبيته قب
...
المزيد.....
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|