أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ثورة الصعاليك 15















المزيد.....

ثورة الصعاليك 15


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 4930 - 2015 / 9 / 19 - 11:00
المحور: الادب والفن
    


خاف الغرباء من نبوءات الشمالى ولزموا الصمت كان عليها منذ الصباح الباكر ان يتحضروا للذهاب للطرف الرابع من ارض الحصون حيث الضفة والمجمع ,وكان عليهم احضار الطيور والماشية المناسبة لذا استعملوا القوارب التى تمر فى مجرى المياه الذى انشأه البشير خصيصا بطلب من الشمالى ذلك المجرى الطويل الذى يفصل الارض يمينا ويسار ويبدء من حيث البشير وينتهى حيث المجمع ..وصنع له القوارب الخاصة واستقدم الغرباء من ارض السواحل لاستخدامة بين ارض الحصون .كان النبوءه وصلت لاخلاص بعد ان علمت بان الشمالى قتل السمراء لم تحزن على شقيقتها من ابيها التى رحلت لم يكن عليها ان تحزن ..صمت الشمالى انتهى واصبحت النبوءه معلومة فقط كان عليها انتظار النهار ..فى احدى تلك القوارب الليلية ارتدى زى النساء الحصنيات الذى لطالما كرهته ومقتت من من يرتدوه واحبت ملابس نساء الغرباء وعاشت وتمثلت بهم واحبت المورد لكنه الان اصبح مطرود ..كانت تتطلع من خلفها حيث لاتزال تلمح بيت الحجاره الذى احبته والقارب يبتعد بها بعيدا حيث المجرى الطويل للمجمع ومن حولها راقبت النسوة الغريبات ،ليس من عادة الغريبات البكاء هكذا عرفوهن ولكن تلك الليلية بكين .فى تلك الليلة كان بيت النافورة لايزال مستيقظ يتابع الافواج التى ترحل عبر المجرى، من خلف النوافذ كانت عين البشير المضطربة ومن خلفه النبلاء والمورد كان اجتماع بدء منذ الصباح المبكر لكنه استمرخاف من خاف من الخروج امام الاهالى حتى ولو كانوا غرباء مثلهم ..كان معلوما لدى الجميع ان الشمالى طلبهم ومن سيقدر سياخذ جثته معه عبر المجرى ويقدمها تقدمه للزهرة .كان المورد غاضبا يدارى الخوف بعد ان تركته اخلاص كيف حطمت عهدهما ورحلت بعد ان جلبها من السوق واصبحت صاحبة بيت الحجاره لقد صنعه من اجلها ونسى العهد .كانت اخلاص تتطلع على النوافذ المضيئة التى تختفى من امامها فى بطء وصوت المياه يزيد من خوفها لم تعتد ان تكون وسط المياه وهى من تحركها لقد اعتادت الارض الثابتة واى حركة من تحت قدمها تثير مخاوفها ،لم تنسى له المنذورة التى قربها من دونها لم تغفر ان يختار منذورة اخرى من دونها لتكون بجوارها صاحبة بيت الحجاره ..بيت غريب هى ليست منه ارتدى ملابسهم لكنها لم تحب بيتهم كان عليها مواصلة الرقص كان عليها ان تقضى لياليها مع النبلاء مع من ياتون من ارض السواحل والجبال من بيوت اصحاب تلك الارض وان تبقى معهم حتى تنجب من يحمل صفات النبلاء واصحاب بيوت الارض ليمكث فى بيت الحجاره ليكون عونا له وخادمه وليبقى بيت الحجاره على ارض الحصون الى الابد ولكن هاقى اتى الشمالى ليعيد المجمع كان عليها الذهاب الى المجمع منذ زمن مبكر كان عليها ان تكون صاحب ذلك المجمع وليس الحجاره ..المجمع لن يتحرك من تحتها لن يقبل ان تلطخ دمائها الحصنية بدماء غريب ..كان عليها التطهير والمكزث تحت يد الشمالى هذا كل ما تعرفه اما المورد فعليها ان تنساه ..فهو ابن ارض غريبة .
وقف مورد يستند على نافذة ضخمة فى نهاية الغرفة حيث النبلاء والبشير يراقبون ويهمسون عما حل فى ارض الحصون ترى هل يطلبون العون من اهلهم فى الجبال الان .
اخلاص كيف غادرتى وخنتى العهد ألا تعليمن بما ضحيت لاجلك ..انظر الان لك ايتها الزهرة انا اراك من بعيد انت فقط تعليمن عن ذلك الرجل الاشيب الذى خطى تلك الارض البعيده منذ زمن واحترمه اهلها وسار على راسهم وتزوج من بناتهم اثنين وانجبنى اصغرهم ورحل منهم من رحل ولكنه قبل ان يرحل اخبرنى عن ارضة وماله واننى الوريث رغم بعد الارض عليه الذهاب ..يعلم كم تغربتواشتغلت لاصل لتلك الارض التى لابى وبكم بعتها ..لا لم ابعها انها لى ولكن اخلاص كانت اقرب لى منها .اخلاص كانت خطئى الوحيد،والان على ان اعود للعهد ..قال لى العجوز قبل ان يرحل متى طلبته سيساعدنى .استدار المورد كان يسمعهم يتحدثون عن الجبال كان يعلم ان الحرب قادمة وكان عليه انقاذ تلك الارض.
فى ذلك اليوم منعت اصوات الدفوف والطبول ..توقفت الصبايا عن الرقص وارتدين ملابس الحزن والتزمن ببقاءهن داخل غرفهن المعده داخل المجمع ،منع الناس من الحديث طيله نهار ذلك اليوم ،احيط المجمع بثياب الحزن وعم السكون ارض الحصون واخفى الغرباء تبرمهم بعد ان صمتوا خوفا من غضب الاطراف وخروج اصحاب المجمع عليهم ،وضع النبيل داخل الصندوق داخل غرفته المخصصة ،فى فجر اليوم التالى ،فتحت بوابات المجمع على مصراعيها امام ناظرى الاهالى المتجمعين من كل صوب امامها ،رفع الصندوق على اكتاف الفتيان وتقدمت لتشق طريقها بين الصفوف كان الشمالى يسير من خلفهم واعين الناس تراقبه انتهت همساتهم حول موت النبيل فقد وقف الشمالى فى وسط ساحة المجمع وبصوته الجهورى "صاحب الصندوق عاد له ..حينما طلبه ليعود الى مكانته لم يستطع المخالفه لكنه يقول لقد احببتكم ..لقد ترك لكم باقى منه ..يخبركم كم احب الاطراف واهلها وهو ابن الغرباء لكنه منذ اليوم ابنا اصيلا لتلك الارض "
كانت ارض الحصون المتشحة بالسواد تسير خلف الموكب الموضوع بعناية على اكتاف غلمانه يجوب ارض الحصون ..يطوف بالبيوت والطرقات يمضى حتى وسط الحقول والاطراف ..وصل حتى الضفة التى بدء منها كل شىء ،وقع الغلمان حاملين صندوقهم من خلف الشمالى الذى وقف على حافة الضفة واخرج من ثيابه وبدء بنثر التراب على سطح الضفة ،كان الاهالى يراقبونه من بعيد وهميشعرون بالرهبه ،كان ممسكا بعصاته وبالاخرى ينثر الريح والتراب وكانما تلقفته المياه فخرجت تحتضنه بين ذراعيها لتعود تغوص به وسط المياه ..او هكذا خيل لهم لكنهم ظلوا مشدوهين لما رأوه ،وقف الشمالى يتمت بكلماته ذات اللهجة الغريبة ..يقولون انها الاصلية لتلك الارض وهو فقط من توارثها عبر جدوده الاقدمين ،بعد لحظات طالت على الواقفين ،خرج الشمالى عن ثباته وكانما عاودته الروح من جديد ،وخطى للخلف حتى تقدم الصندوق وسار ومن خلفه الغلمان والاهالى .
منع الغرباء من حضور ذلك الغرباء ولم يمنع الغرباء من قبل منذ ان وطئت اقدامهم ارض الحصون ،توجسوا من خلف ابوابهم للمنتظر .فى تلك الليلة وعند مغيب الشمس خرج المورد من وسط ارض الغرباء وسار حتى وصل لاطراف ارض الحصون لم يراها من قبل ولكنه شعر بانها تحتضنه تعجب من ذلك الشعور الذى مسه ،فزاد من سرعة خطاه وكأنه يعلم الطريق ..طريق الاكواخ المهجور لم يجد سوى بقايا حطام لكنه اكمل ..اكمل حتى وجد على الطرف المهجور ذلك الكوخ وبعض القش الباقى يحيط به من كل جانب ،اقترب منه ،دخله بحذر ..لم يجد سوى التراب ..فى وسط الكوخ جلس على الارض ..ربت بيديه وسط الرمال ..ابتسم ..ازاح الرمال على عجل بيديه ..ظل لحظات يلهث وهو يلقى بالاتربه المتراكمه من حوله ..اصطدمت يده بالصندوق ..الصندوق الذى اتى معه من بعيد وشاركه طوال الطريق كان يعلم ان موعده اتى بلا ريب ولكن ساعته لم تحن سوى فى تلك اللحظة فتحه حيث بقايا اوراق مبتورة تراكمت عليها لاتربه والسنوات فكادت ان تقضى على بعض اشكالها لكن ازاح عنها الاتربه لم يكن يعبىء وان اختفت احرفها فما يهمه هو الختم الباقى والذى لم يندثر .
اسقطت اخلاص ثوب الحداد ..تراجعت من حولها النسوه فيما ركضت هى باتجاه الساحة ،وقف الغلمان فى ساحة المجمع ينتظرون اوامر الشمالى الذى وقف صامتا يراقبها ،تحلقت من حول الصندوق الذى وضع فى الساحة ،فتحت ذراعيها للهواء واخذت تدور وتدور من حوله كانت كالحورية التى تستجلب مع هبوبها رياح عاتيه ترافقها فى رقصتها المشهورة تزيد من لهب حركات جسدها التى اخذت تميل بلا توقف فيما وقفت النسوه يراقبنها وينتظرون اوامر الشمالى بالانقاض عليها أليست الخائنة التى ذهبت ترقص من قبل لصاحب بيت الحجاره هاهى اتت اليوم وتجرؤ على الوقوف امام الصندوق داخل ساحتة المقدسة أنسيت غضب الزهرة عليها ..ولكن مهلا انها تدور مثل الزهرة الزهرة الحزينة ..ذكرتهم بزهرتهم المفقودة التى فقدوها منذ زمن قبل الطرد من ارضهم وبعد عودتهم كانت هى رحلت ولكنهم يرونها الان بمثل رقصتها وقوتها لالا يمكن اليست تلك اخلاص من رقصت ببيت الحجاره من قبل كيف يقبل منها الشمالى رقصتها ويصمتت ..كيف لا يأمر رجاله بجلبها وتقديم دمائها للصندوق حتى تنتقم يده مما فعلته ..كلا لقد وقف صامتا يشاهدها ولم تتحرك ملامح اجادها ثابتة حتى خمدت ..خمدت وسقطت من فوق الصندوق بلا حراك...مرت اللحظات قبل ان يامر غلمانه برفع الصندوق بمن عليه ووضع بغرفته المخصصة



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنون الغجر
- ثورة الصعاليك 14
- تعلمى القتال
- ثورة الصعاليك 13
- نعم اشاطرك البحر هربا ركضا
- نساء ملهمات فى حياتى ميريل ستريب
- ثورة الصعاليك 12
- ثورة الصعاليك 11
- جنون غير مشروط
- ثورة الصعاليك 10
- عرفت الجنون ..مارجريت
- ثورة الصعاليك 9
- صادقت غجرية
- اؤمن بالحب
- ثورة الصعاليك 8
- ثورة الصعاليك 7
- احرقت سفنى
- ثورة الصعاليك 6
- انت تحبين العالم
- ثورة الصعاليك 5


المزيد.....




- طريقة تنزيل تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 نايل سات لمتابعة ...
- نتنياهو عن إصدار مذكرة اعتقال ضده من الجنائية الدولية: مسرحي ...
- كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال ...
- ما الأدب؟ حديث في الماهية والغاية
- رشيد مشهراوي: مشروع أفلام -من المسافة صفر- ينقل حقيقة ما يعي ...
- شاهد الآن ح 34… مسلسل المتوحش الحلقة 34 مترجمة.. تردد جميع ا ...
- مصر.. تأييد الحكم بالسجن 3 سنوات للمتسبب في مصرع الفنان أشرف ...
- بعد مسرحية عن -روسيات ودواعش-.. مخرجة وكاتبة تواجهان السجن ف ...
- بقضية الممثلة الإباحية.. -تفاصيل فنية- قد تنهي محاكمة ترامب ...
- مصر.. القبض على فنان شهير بالشيخ زايد بتهمة دهس سيدتين


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ثورة الصعاليك 15