أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ثورة الصعاليك 13















المزيد.....

ثورة الصعاليك 13


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 4928 - 2015 / 9 / 17 - 08:24
المحور: الادب والفن
    


كان فتيه الحصون غاضبون من اختفاء"ونس"،فكان المساء حاملا معه ضياء مشاعل تلقى فى مطاحن النبيل وغرف خزين الحبوب والغله وتختفى ايدى من يشعلها حتى عم الاضطراب الاطراف الاربع بعد تكرر حوادثها كل ليلة واجتمع النبلاء لدى البشير فاطلق لهم اليد ليفعلوا ما يروه صوابا مع المخربيين ،كان الفتيه الغاضبين يجتمعون كل ليلة فى بيت احد الفلاحين ولا يتكرر ذلك الاجتماع فى نفس البيت قط ،طافوا الاطراف الاربع حتى يوحدوا صفوف الفلاحين من اهالى ارض الحصون ،كان غرباء ارض الجبال ينظرون ويصمتون فلم ينسوا انهم ايضا احبوا الزهرة مثلهم وارتبطوا بارض الحصون وتلونوا بالوانها التى احبوها ،لقد صمت الغرباء بعد ان تجاهل النبلاء مطالبهم ايضا .....
من وسط الفتيه كان اصغرهم كان اسمه الشمالى لان امه انجبته فى تلك البقعة الشمالية خارج ارض الحصون ولدته ورحلت بعد ايام على اثر حمى امسكتها ليالى ورحلت دون ان تضمه او تقبله دون كلمة وداع رحلت .
كبر الشمالى وسط سيدات الحصون كان اخا غير شقيق لابناءهم .كان اصغرهم ولكنه كان اكبرهم هو من جمع اخوته وسط ارض الحصون واسس اجتماعتهم كان يترأسها من بيت لاخر اراد اخفاءهم عن العيون واراد قلوب الفلاحين ،منذ عام كان الشمالى مجرد فتى يرقد وسط الحقول ينفخ فى مزمار حزين فقالوا ذكرنا بذلك القزم الملعون لكن هذا منا ونحن منه ،عادوا فتركوه ،كان ينام وسط الحقول اصبح فتيا فى الخامسة عشر عندما تصبب عرقا وهو يرقد ناحية رفيقه الوحيد "منصور"دثره بالغطاء كان ينظر الى الفضاء ويتمتم "لقد عاد المرزوق رايته ..لقد كلفنى ان اكمل طريقه"كان منصور يستمع ويرتعد خوفا على صديقه منذ طفولته وهو يشرد ويحكى الحكايات لكنه لم يمرض منها من قبل ،لم تختفى الحمى عنه شهور كان يتمتم بكلمات المرزوق "قالت النسوه "جن الصبى " لكنه استمر :لقد كلفنى المرزوق استمعوا لى والا سنخسر ارض الحصون .
كان يخرج ليدور وسط البيوت بجانب الحقول ،يمر على الاسواق كان يحكى لهم ما شاهده من عذاب كان يهمس لهم انه رأى البشير الكبير يتعذب وشاهد رجاله بجواره ،اخبرهم عن رداء المرزوق الذى شاهده والتطريز البديع الذى حيك به ثوبه ،اخبرهم انه راى بخلفه غلامان وقالا له انهم غلمانه ،وانه اختير ليكون غلامه ايضا ،لم يتوقف عن الحكى لهم عن العوالم التى اختاره المرزوق ليراها ،كان يحدثهم فيغلقون ابوابهم فى وجه ،كان اهالى الحصن يعيشون فى اطرافهم الضيقة تحت وطأة النبلاء ومنذ ان خرج "ونيس"عليهم واغوى بعض الفلاحين معه ولم يسلم احدا من اهالى الحصن،اخذ الفتيه من بين بيوتهم وحقولهم ...قدمهم المورد ورقصت جوار دمائهم اخلاص فى بيت الحجاره وسمعت اصوات امهاتهم ملتاعة عبر الجدران .كان صوت الشمالى يأتيهم متحدثا عن وجوه ابنائهم التى رائها فى العالم الاخر اثناء مناماته ،ففتحت له النوافذ من جديد ،سعدت النساء برسائل اولادهم على لسان "الشمالى" فخرجن من بيوتهن وتابعنه حتى الحقول وهو يردد رسائله لهن ،وسار من خلفهم بقية الصبيه للحصون ،تعالت همسات الغرباء التى وصلت لمسامع النبيل فخرج رجاله يطاردونه عبر الحقول ،فخبئته النساء فى بيوتهن ،ليعود للخروج لكنه اصبح ينتقل من طرف لاخر ثم من بيت لاخر فالتف من حوله الصبيه ،خرجوا من خلفه فى الحقول لم يكن لهم موضعا لان رجال النبلاء من خلفهم وكان كثر ولكن البيوت ظلت تحميهم ،كانت النسوة يخرجن لهم الطعام من البيوت ويرسلن لهم المال ...مال الغرباء لم تكن سرقة بيوت نسوة الغرباء سرقة فليس لنسوة الغرباء بارض الحصون الا لصوص ،لم يكن العداء هكذا بينهن من قبل ولكنه بدء حينما علمن ان احداهن تبعت الشمالى وفتيانه وارشدت رجال النبلاء وان صدفة قال عنها الشمالى انها من قبل المرزوق جعلته يرحل عن المكان قبل ان ياتى اليه رجال النبلاء فهرب مصدافا.
عند اكتمال القمر كان يقف وسط فتيانه الذين كانوا من حوله حلقة ،ارتدوا الاسود زى لهم ،بينما هو ارتدى الازرق ،زى القمر كان بقامتة المتوسطة الممتلئة يقف وضوء القمر يغمر جسده ،بينما يهمس بكلمات غير مفهومة فى حين تحلق الفتيه يرقصون ممسكين باذرع بعضهم فى حالة نشوة غمرتهم وهم يرددون انشودته التى علمهم اياها ،كانت تسير فى بطء وبكلمات واضحة والقمر يغمر الشمالى والكلمات تخرج مع نفحات الهواء من فمه ،راقبتة النسوة بخوف،بينما اشتد الفتيه فى الرقص والحروف تخرج من فم الشمالى متسارعة استمر على حالته فترة من الزمن حتى غاب القمر فسقط الشمالى فى وسطهم يعانى من اغماءته التى اصابته مده من الزمن ،كان حال اهالى الحصون فيها اما مطاردون او محاصرون من قبل رجال النبلاء والغرباء يطاردونهم من مكان لاخر بعد ان نام الشمالى فى سباته العميق كانه لم يستيقظ من قبل للاياما طويلة رقد على فراشا خشبى باحد الغرفة المظلمة تحت احدى البيوت الخربة كانت مخبأه للاهالى الحصون من قبل ،يدثرونه بالفراش ويرددون انشودتهم من حوله كل ليلة فى انتظار ان يستيقظ ويعود لهم ،قالت النسوة :المرزوق سيعيده لهم...نعم لن ياخذه يعلم ان اهله بحاجة الية الان .
استيقظ وفتح فاه ،كانت كلماته غير واضحة كمن يتحدث لاشباحا يراها ،تجمع اهالى الحصن من حوله يرتعدن فى شغف فى انتظار ان يتحدث اليهم لكن رجال النبيل كانت اسرع منهم ،لم تصمد النسوة والفتيان امام رجال النبيل ومع هذا قاوموا ولكنهم اخذوه ونواح الفتيات يتطاير من حوله ،كان يسير معهم فى هدوء .وقف امام النبيل سأله فاجاب "انها روح اجدادى من دفعتنى وليس على خيار منى ولا ارادة بل هى ارادة المرزوق التى دعتنى لاسير فى نفس الدرب ،كنت مريضا مدة من الزمن لا اعلمها ،ولكنى اعلم اننى كنت انشد ،كنت معلقا على تلك الشجرة العالية على غضنا صغيرا اجلس ولكن اسلافى على تلك الارض انهضونى وامسكونى حتى بدت اصعد ...صعدت حتى اصبحت على مقربة من الغصن الاعلى فرأيته مد لى يده "المرزوق"بابتسامته مدها لى فجلست على الغصن الذى يليه ...
تجمع اهالى الحصن من حول بوابات النبيل بينما خرج بقيه الاهالى الحصنيون من اطراف الارض بعد ان اتاهم الخبر ليتجمعوا من حول بيت النبيل ،كان السور يحجب الاهالى على الدخول والحرس من خلفه يراقبون ذلك الضوء الذى ياتى ويختفى من الداخل ..كانوا يعلمون عقوبة من يخالف اوامر النبيل فاثروا البقاء فلامكان داخل ارض الحصون لن ينكشف امام نبيل من النبلاء ولن يستطيع حتى البشير الصغير نفسه حمايتهم من بطش النبيل وغضبه .ولكن النبيل لم يغضب وترك الشمالى يطوف وسط الحقول ومن حوله الفتيانينشدون ومن خلفه الصبايا يتراقصن حتى وصل الى الضفة حيث كان الكوخ القديم وجلس، وجلس من معه ينشدون اناشيدهم القديمة من جديد ،بعد ايام علا صوت السخط من جديد فى نفوس الغرباء وهم يقومون بكل الاموال المنوطة بالحصون منذ ان بدءوا فى بناء ذلك المجمع الكبير ،كان رجال النبيل يعاونون اهالى الحصن وهم يعملون بكل جهد يضعون الصخرة على الاخرى يتعاون الفتى الصغير مع الكبير وهو ينشد لم يتوقف النشيد طيله اليوم ،حتى النساء عملن معهم ،كان النبيل قد امر بتخصيص الارض على الضفة لمجمعهم ..تذمر الغرباء لم يحدث ذلك مع بيت الحجاره ..لكن البناء استمر والمجمع ارتفع عن الارض يبنى المعبد وبجواره بيوت السكن ،قال لهم الشمالى ان بداخل ذلك المعبد يرقد المرزوق الان بعد سنوات طويلة هامت فيها روحه على وجه الارض ..الان فقط بات له مسكن وعاد اهله اليه من جديد ليعكفوا على السكن بجوارة والزيارة الية كل يوم ...استمر العمل فى المجمع شهورا طويلة بلا توقف او كلل ..كان النبيل يقف معهم على الارض ويأمر حراسه بمعاونتهم لكن الشمالى رفض قال المجمع لاهل الحصون هم من يبنونه ..المرزوق لن يرضى بيد غريب تدخل الى مخدعه ..لم يعترض النبيل ..واغتمت القلوب منه ..نفر الغرباء من نبيلهم واضمروا له العداء لكنه لم يكن يستمع ... فلم يهتم بالنبلاء الاخريين فكان اقواهم ولم يستطع البشير الصغير محادثته لانه امتلك الارض .فكان هو المالك وترك للبشير الكرسى وهكذا ارتضى الجميع .



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم اشاطرك البحر هربا ركضا
- نساء ملهمات فى حياتى ميريل ستريب
- ثورة الصعاليك 12
- ثورة الصعاليك 11
- جنون غير مشروط
- ثورة الصعاليك 10
- عرفت الجنون ..مارجريت
- ثورة الصعاليك 9
- صادقت غجرية
- اؤمن بالحب
- ثورة الصعاليك 8
- ثورة الصعاليك 7
- احرقت سفنى
- ثورة الصعاليك 6
- انت تحبين العالم
- ثورة الصعاليك 5
- امراة تريد الاختيار هل من مجيب ؟ا
- ثورة الصعاليك4
- كلنا تلك المراة
- ثورة الصعاليك 3


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ثورة الصعاليك 13