أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ثورة الصعاليك 14















المزيد.....

ثورة الصعاليك 14


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 4929 - 2015 / 9 / 18 - 08:30
المحور: الادب والفن
    


الفصل الثامن
الغروب
صوت الدفوف اصمت اذنهم ،امتد الرجال بزيهم الاسود فى صفين فى انتظار قدوم الموكب ،ارتفع عزف الصبايا وكانت المنذورات بالانتظار ،اتى الشمالى جالس على راس موكبه ومن خلفه الرجال يحملون الصندوق،هبط الشمالى من موكبه امام المجمع بعد ان طاف ارض الحصون من اطرافها الاربع ،كان العزف مستمرا من خلفه وهو يتراس غلمانه فى وضع فى غرفتة المخصصة وكانت الزهرة قابعة على راس تلك الغرفة .قبع الغرباء فى بيوتهم فى سخط يراقبون النبلاء يتزعمون موكب الشمالى ..من خلفه ويدخلون معه الى غرفة الصندوق .اراد النبلاء ابناء المنذورات فكان البيت الجنوبى مخصص لهم .
انقسمت احتفالات اهالى الحصون مابين الشرق والغرب فكان على الاهالى ان يذهبوا باولادهم الى المجمع حيث يجلس النبيل بجانب الشمالى على ذلك الكرسى المرصوص باحكام فى الغرفة المخصصة لهما بداخل المجمع ،لقد ترك النبيل بيته واصبح يقيم فى ذلك المجمع ،كان على الشمالى ان يهبط من كرسيه ليقود فتيانه فى موكب يطوف من حول اهالى الحصون بالقرب من الضفة فى ذلك اليوم من كل اوئل فصل الحصاد ،حتى يضمن الاهالى عودة الاخضر للارض الجدب ،فيتجمع الرجال على اليمين وتصطف النساء على الشمال،ويحدث حين يمر الموكب ان يختار الشمالى احدى الصبيات على شماله لتجلس فى غرفة النبيل تلك الليلة ،واذا كان لها من صاحب المجمع صبى ...تذبح وتراق على الصندوق حتى تمتزج بدماء صاحب الصندوق والمجمع وترتفع معطية الحياه للصبى القادم ،النسوة يعلمن لم يكن امام الصبايا خيار ،من تصبح والدة الصبى المنذور تنتقل اسرتها من الاطراف لتعيش وسط الارض حيث المنازل المعدة خصيصا لهم .كانت الصبية تقف هناك خائفة ومن خلفها اختها الكبرى ،لم يستطع والدهما تحصيل ما عليه للمجمع لان الجدب حل فانتظرا ان ياتى الحل على يد الشمالى المبروك فالكل يعلم مدى صلته بالمرزوق الكبير ،نعم ..كانت الاشارة مد يده وهو يعبر بالمركب وتحسس شعر الابنة الصغرى ومر كانت الاشارة معلومة وعليها الان ان تبتعد عن الزحام لتذهب الى الباب المخصوص لها لتسلم نفسها لمن بيده الامر هناك ...لكن الصبية الصغيرة كانت تبكى لم تودع امها لكنها جذبت يد اختها معها ..فسارت الى جانبها حتى وصلت الى البوابة المخصصة ..زاد بكاءها لم ترد ان تفلت يدها ..لم ترد ..بكت الكبرى معها واحتضنتها ..حاولت ابعادها عنها لتتراجع ..تتراجع الصغرى امام يد اختها الكبرى التى دفعتها الى الخلف لتعبر عوضا عنها .
كان يقف الشمالى فى منتصف ساحة المجمع ومن حوله اهالى الحصون من كل جانب ..كان ينشد لهم اناشيده وهم يرددونها من خلفه .وقفت زاهدة ترتعد وسط الظلام الذى حل بها ،كانت تعلم انها اخطئت ولكن ماذا اذا لم يعفى الشمالى عنها ،لم يكن مسموح بالنور فى غرفة المنذورات كانت واقفة فى منتصف الغرفة ..ارتعدت اوصالها عندما سمعت خطوات قادمة نحوها لم تنتظر او تتبينها وهى لم تستطع التحدث .
وقف مورد وسط نصف الارض حيث الغرباء يقدمون لبيت الحجاره تقديماتهم ،كان يصرخ وهو يعلم ان الغرباء يذهبون للمجمع خوفا من بطش النبيل ،والبشير الصغير يهاب النبيل ،وقف المورد ساخطا فى منتصف بيت الحجاره ينادى على الاهالى يخبرهم بسخط صاحب البيت عليهم لكنهم سمعوه بصمت ووضعوا خبزهم وبعض الارز مااستطاعوا وضعه ورحلوا ..كانت رحلتهم لطرف الارض حيث المجمع، بالامس بدأت الاحتفالات واليوم يوم الغرباء المخصص لهم من قبل الشمالى .
كانت تسير والعيون تتبعها فى ذلك الممر الطويل الذى تبعت فيه سيدها النبيل الذى انتهى بغرفته المخصصة فى المجمع ،وقفت لثوان لكنه أمرها بان تاتى خلفه وعليها الطاعة ..فكرت هل علم ؟..نعم لابد انه علم وسيأمر بانزال العقاب ولكن ماذا كانت عوضا عن شقيقتها كانت صغيرةولم تقدر وصاحب المجمع الا يرحم..نعم سيرحم هكذا قيل لها عنه وهكذا علمتها امها بعد ان رحل عنها ابوها منذ زمنا طويل ..سألتها عن سمرتها مقاربنة ببقية الفتيات فقالت ابوك من ارض عبيدة اتى مع الرجال الغرباء اسمر اللون وانت مثله ..اجابت لكننى حصنية ..ابتسمت لها الام وصمتت ..هاهى الان فى حضره المجمع ..ترى هل كان عليها الذهاب لبيت الحجاره والبقاء لدى اخلاص ..كانت المقربة والام العليا لصاحب بيت الحجاره وهى ترحم الفتيات ..هكذا قيل لها ..العيون تحاوطها وهى تنظر للارض بقامتها القصيرة وبشرتها السوداء الناعمة وشعرها الاسود المنسدل على ظهرها ..لم تتوقع رؤية ذلك الكرسى الضخم الذى يجلس عليه النبيل والشمالى ..من تلك الغرفة تحكم ارض الحصون الواسعة..بالامس كانت تجمع حبات العنب وتاخذ بعض الحبوب لامها والان امام الشمالى بعينه الواسعة ينظر لها فى غضب .
كانت المره الاولى التى يحضر فيها النبيل احدى المنذورات لتدخل تلك الغرفة المخصصة للحديث لصاحب بيت الحجاره ،لكنه اشار لها بيده لتتقدم .لاتعلم ما يحدث .تطلع بها الشمالى لبعض الوقت شعرت بها ضهرا ...اليوم ستجلسين بجانب النبيل على كرسيه ..لقد ....اختارك انت لتكونى صاحبة المجمع الشرعية له .
كانت اخلاص تؤدى رقصتها المعتاده وحينما انتهت ومعها الطقوس انصرف اخر القادمين الى بيت الحجاره لم يعانى البيت من ذلك الخلاء من قبل كانت تعلم ان المورد غاضب وان البشير بلا حيلة بعد ان اصبحت الاعين هناك حيث النبيل وذلك الصعلوك.انصرفت من حجرة الحريم واتجهت لبيت المورد .
كان يجلس ومن امامه صندوقه الصغير اقتربت منه ببطء وضعت يدها اليمنى من حول كتفه واسندت راسها لم يتحرك او يتراجع بقى يتامل صندوقه همس ..كان هذا الصندوق حق لى ..اتيت باموال اخوتى لاستعيد ارضى ..واشار بيده للصندوق وهو يذم شفتيه :انظرى امامك هاهوخالى ..لم افى بوعدى لامى ولهم لم اخذ حقنامن ذلك الرجل..نظرت له طويلا لم تراه يتحدث بغضبا هكذامن قبل حاولت مقاطعتة اشار لها بيده ..وعدتها يا اخلاص ..استدار وعاد يلمس حواف صندوقه متجاهلا اياها من خلفه ...لم افى لها تلك الارض ملعونة..ملعونةمن احق بها غيرى انظرى عادت لذلك الصعلوك وذلك الغريب ..انا ...انا نسل المرزوق اعيش فى وسط الارض الملعون وهناك حيث البيت ....انا مطرودا منه .

كانت الطقوس هناك فى ساحة المجمع جاهزة لاستقبال عرس النبيل ،وقفت اعين الاهالى تراقب من فتحات البوابات التى احاطت بسور الساحة ،سرت الهمهمات عندما تاخر الشمالى عن الظهور ،كان هناك خلف الغرفة المخصصة هناك وقف الشمالى امام كرسى النبيل ،قطب النبيل جبينه وهو يستمع لنبؤه تلاها الشمالى من امام كان عليه الخيار اما ان يتراجع بامر صاحب المجمع الذى وضعه ونصبه على كرسيه الاكبر وسط ارض الحصون وهو من الغرباء فاعطاه الارض واهلها وخيرها من بين يديه ،ولكن العهد يظل لابن تلك الارض من الحصون ،كانت السمراء من دم الغرباء ..امها ليست حصنية خالصة وهكذا انذر صاحب المجمع ..لكن السمراء سلبت النبيل لبه،كيف يمكن ان يضيع المجمع والارض والناس ..لا حتى البشير له الكرسى فقط أليس هومن الحصون ..ولكن الرد جاء اليه بانه كان منذور ..منذور منذ ان اتى ابويه مع الغرباء وتلطخا امام الزهرة وعاهداها..والان يخالف العهد الذى قطع ويريد العوده الى عرقه القديم ..لكن النبيل خرج ..خرج الى الغرفة المخصصة فى الساحة واستقبل الفتيان من المجمع وخرجت من يمينه..لم يخالف... الشمالى وقف فى موضعه،استقبل السمراء ..وقفت فى مكانها جوار النبيل وتمت المراسم .وقف فتيان الشمالى من خلفه ..سمع همساتهم الضجره .كانت السمراء ترتجف ..تتقدم من الغرفة المقدسة المعده لها والنبيل .كان النبيل ابن صاحب المجمع وصارت هى زوجتة وابنة لصاحب المجمع الذى يخشى منه الاهالى ..شعرت بالذنب تذكرت اختها ..لكنها عادت ونسيتها بعض بضع دقائق .فى اليوم التالى استيقظت على صوت الشمالى كان صوته الجهورى الذى عرفته لاول مرة فى اليوم الاول التى سمح لها فيه الدخول الى المجمع كان عليها ان تبقى بداخله فى البيت المخصص للتعليم لكن اختها الصغرى منعتها كانت امهما ضعيفة ولابد من ان يجمع المحصول لتحصل على الطعام اجرتهم واختها لاتزال صغيرة ..اختبئت من اعين فتيان المجمع حتى لا يكتشفون امرها .كانت القوانين ولا يمكن مخالفتها ..تلك القوانين التى وضعها صاحب المجمع بذاته وتولى الشمالى تنفيذها وسط الاهالى .فرض على فتيان الشمالى الطاعة وعدم الخروج من باب المجمع الا لاجل امر يخص صاحب المجمع فقط ولم يسمح لهم برؤية من لهم من اهالى الحصون فكيف يسمح الان للنبيل بتلك السمراء التى لم يتعدى وجودها من قبل الا منذورة لولد سوف يصبح حصنيا خالص يخرج الحصون من كبوتها ويعيدها لمجد المرزوق القديم من بعد ان خلط دمائها مع اصل بشيرا مجهول الام بلا هوية .
كان ملثم جالسا خلف احدى الشجيرات التى وضعت من حول سور المجمع وبواباتة الحصينة ،انتظر حتى اسدل النهار ،كان يعلم بخط سيره ،بجانب احدى البوابات الصغرى اعطى اشارته من فتحتها ..فتح له ببطء ..كان يعلم الطريق الذى سيسلكه بالداخل من دون دليل ..فى ذلك الممر الطويل الذى ينتهى باضاءته الخافته كانت الغرفة المخصصة من دون حراسها المعتادين انصرفوا تلك الليلة ،كانت معده للولوج ،لم يسمع من بداخلها صوت خافته تتقدم نحو فراشه الذى شغل بالسمراء ونبيلها ،لكن صرختها نبهته فى لحظة كان يقف وفى يده سيفه ،كان صوت السيوف يتلاحم والسمراء تنادى على الحراس لكن ابى الجميع ان يسمع صوت القتال فى تلك الليلة ،حتى خمد.اخذ الملثم روحيهما ورحل من نفس الطريق الذى سلكه.اخفى اهالى الحصون فرحهم بمقتل النبيل.وبعضهن بكت السمراء ..لم يسمح باقامة طقوس ليلة موتهما ..قال الشمالى على لسان فتيانه من خالف صاحب المجمع رحل ورحلت معه مرسله صاحب الحجاره اللعين لتمزق بيته ..امتلئت الاطراف الاربع ببقاية السمراء مثل مانادى الفتيان كان عليها ان تطوف لتطهر ..وكان من عليه ان يتطهر القدوم للمجمع ويد الشمالى ممدوده فقد سمح لهم ولكن فقط لمن يريد حقا ..فصاحب المجمع لن يقبل من يعطى نصف قلبه بل كله كاملا والا سيحرق بالنار امام الجميع ..سيحرق لياخذ عقابه حتى لو كان البشير نفسه اخبروه ان الشمالى يقول له اذا لم يعد الى بيت صاحب المجمع فعليه ان يستعد للرحيل تلك الارض وهبت لاصحاب المجمع اما الحجاره فليست منه ولا منها وعليه الخروج بالمطرود ..اخبروه انه مطرود لانه مع صاحب الحجاره نسى عهده واصله وتبرىء منه دم الاصيل وصوت سخط وصل لاسماعنا وما عدنا نقدر على الصمت اما عن حيته فمصيرها العقاب دعيت على اسم صاحبة المرزوق لكنها حصلت على غضبه ..اخبروها انها فى مثل هذا اليوم تحرق بالنار ويكون رمادها دواء يطفىء قلب كل حزين وان رمادها هو مسكن الالام الحصون .



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعلمى القتال
- ثورة الصعاليك 13
- نعم اشاطرك البحر هربا ركضا
- نساء ملهمات فى حياتى ميريل ستريب
- ثورة الصعاليك 12
- ثورة الصعاليك 11
- جنون غير مشروط
- ثورة الصعاليك 10
- عرفت الجنون ..مارجريت
- ثورة الصعاليك 9
- صادقت غجرية
- اؤمن بالحب
- ثورة الصعاليك 8
- ثورة الصعاليك 7
- احرقت سفنى
- ثورة الصعاليك 6
- انت تحبين العالم
- ثورة الصعاليك 5
- امراة تريد الاختيار هل من مجيب ؟ا
- ثورة الصعاليك4


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ثورة الصعاليك 14