أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - الكُرد وحلم الدولة















المزيد.....

الكُرد وحلم الدولة


محمد رياض حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 4902 - 2015 / 8 / 20 - 11:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ تأسيس الدولة العراقية (1921) والكُرد العراقيون يناضلون من أجل حقوقهم القومية ، إذ شهد العراق فصولا دامية من الإقتتال على مدى قرن من الزمن بسبب رفض الحكومات المتعاقبة في بغداد مجرد النظر في مطالب الكرد المشروعة في حكم ذاتي أولا الذي تطور اليوم لواقع الانفصال وتأسيس كيان كردي مستقل عن الدولة العراقية . والعربي الذي ينكر حق الكرد في تطلعاتهم القومية عليه أن يتذكر إن إنتمائه القومي في إطار"العالم العربي" أو " الأمة العربية" أو " عضوية بلده في جامعة الدول العربية" .. كلها حقائق تؤكد هويته القومية . إذن فتطلعات الكرد القومية تطلعات مشروعة كمشروعية تطلعاته القومية..
بعد أن تخلى صدام صاغرا عن المحافظات أربيل والسليمانية ودهوك في إطار حماية أمريكية عام 1991 ... تطورت علاقة المحافظات الثلاث بالدولة لتأخذ وضع الإقليم في إطار دستور العراق الفدرالي ، الذي وضع أو " سلق " بعد 2003 ليأخذ " إقليم كردستان العراق " صيغة الحكم الذاتي الذي يصفه مراسلو الصحافة العالمية بالإقليم " شبه المستقل". بل " المستقل " . إذ أن الفضائيات الكردية والإعلام الكردي يؤكد إستقلال الإقليم . أما القادة الكرد كلهم يؤكدون " أن الإقليم ماضٍ إلى إعلان الدولة الكردية إلاّ أن الظروف الإقليمية والسياسية غير مواتية " .
السيد مسعود البرزاني المولود عام 1946 رئيس الإقليم منذ 1991 أدرك الآن أنه في البقية من عمره لن يتمكن من إعلان الإنفصال عن العراق ليس فقط لأن الظروف السياسية والإقليمية غير مواتية وإنما بسبب تطورات الأحداث التي استجدت وأوجدت حقائق بعد إحتلال العراق 2003 تؤكد إستحالة إنفصال الإقليم عن العراق على المدى القريب وهي:
•العامل الاقتصادي : يرزح أكثر 75% من سكان الإقليم عند مستوى الفقر أو تحته ، وحتى بعد أن تعاقدت حكومة الإقليم مع عدد من شركات النفط بعقود شراكة وليست عقود خدمة ، حصة الشركات فيها 80% ، و20% للإقليم فلم تكن عوائد النفط خلال السنوات الخمس الماضية بكافية لرفد موازنة الإقليم بالمال الذي يتيح تحسين المستوى المعيشي للمواطنين في الإقليم . وهناك من يشكك بمآل عوائد نفط الإقليم . كما أن إنتاج النفط من حقول الإقليم تراجعت مؤخرا وأن تكاليف التنقيب والإنتاج والتصدير الذي تتحمله الشركات لم تعد تتكافأ بين الأسعار المنهارة والعائد المالي للشركات والإقليم . كما أن الحكومة الاتحادية رفضت وترفض سداد مستحقات شركات النفط العاملة في الإقليم على اعتبار أن عقود نفط الإقليم لم توقع في علمها أو موافقتها.لذا فإن حكومة الإقليم تعوّل أكثر على حصتها من الموازنات المالية الإتحادية البالغة 17% وقد تصل إلى أكثر مكن 20 مليار دولار سنويا. وهناك خلافات معقدة بين الحومة المركزية وحكومة الإقليم و تتفاقم لأسباب دستورية وسياسية واقتصادية تجعل من حصول حكومة الإقليم على " حصتها " من الموازنات أمر لا يعول عليه . ثم أن هناك من يقول إن الفساد في الإقليم يتماثل مع فساد حكومة بغداد أو أكثر منها فسادا . كما أن حرب الإقليم ضد "داعش" أرهقت مالية الإقليم. فقد تعرض أنبوب نقل نفط الإقليم إلى ميناء جيهان التركي إلى التخريب كلّف تصليحه مؤخرا أكثر من 500 مليون دولار.
•العامل السياسي : ربما ستكون التناقضات السياسية المعقدة والتي تزداد تعقيدا يوما بعد يوم سببا في تأجيل " حلم الدولة " إلى ما شاء الله. ذلك أن علاقات الإقليم بالحكومة الاتحادية ، رغم تصريحات النوايا الحسنة، إلا أنها هشة ومرشحة للتصدع أكثر فأكثر بسبب نهج الإقليم الذي يمارس نهج الدولة المستقلة وبإزدراء الحكومة في بغداد مع إصرار الإقليم على المطالبة بنسبة 17% من أموال الموازنة ، والمطالبة بدفع رواتب القوات المسلحة الكردية "بيشمركه" وتفسير بنود في الدستور تبيح حق الإقليم بالتفرد باستغلال حقول النفط بإستقلالية عن الحكومة الاتحادية. كما أن تطورات الأحداث بحرب الإقليم ضد "داعش " وضعف وجود القوات المسلحة الإتحادية في عدد من مناطق الحرب أتاح للإقليم ضم المناطق التي كانت تسمى" المتنازع عليها " بما فيها كركوك.
oأما علاقات الإقليم السياسية مع دول الجوار فليست بأفضل من علاقة الإقليم مع الحكومة الإتحادية . فبالرغم من مد الجسور النفعية بين أربيل وأنقرة ، إلاّ أن متغيرات غاية في التعقيد بين " الحزب الديمقراطي الكردستاني" وبين " حزب العمال الكردستاني" فإستئناف الإقتتال بين " الكرد ـ الأتراك" وبين حكومة أنقرة تطور أضاف تعقيدا ربما سينهي " الغزل" بين أربيل وأنقرة على إعتبار أن قواعد " حزب العمال الكردستاني" توجد في الإقليم ، وتعلم أنقرة جيدا أن تموين مقاتلي هذا الحزب وتمويلهم وأسلحتهم مصدرها الإقليم .يضاف إلى ذلك أن السيد مسعود البرزاني كان دائم " اللوم" أو " النقد" ل " حزب العمال الكردستاني" والذي لم تفلح جهوده للتقريب بين أنقرة وكرد تركيا. كما أن واشنطن تصنف " حزب العمال الكردستاني" على انه حركة إرهابية . وإن أنقرة تؤكد دائما رفضها لقيام كيان كردي مستقل في شمال العراق إنسجاما مع رفضها لمنح الكرد حقوقهم القومية في تركيا.
oوأما علاقة الإقليم مع الجارة الشرقية "إيران" فكانت ولا تزال وستبقى متوترة ، فالمدافع الإيرانية لم تتوقف عن قصف قرى الإقليم الحدودية كلما حاول كرد إيران التحرك عبر الحدود . كما أن موقف طهران لا يقل عداء ورفضا لقيام كيان كردي مستقل بشمال العرق. غير متناسين أن نظام الحكم الإسلامي في إيران لا يعترف بالتمييز العرقي ، في دولة لا يكوّن الفرس فيها أكثر من 50% من جملة سكانه.
oعلاقة الإقليم بواشنطن تلخصها نتائج آخر زيارة قام بها السيد مسعود البرزاني إلى الولايات المتحدة في 2 أيار 2015 التي سبقتها تصريحات "بأن من بين أهداف الزيارة تسليح الإقليم في حربه ضد "داعش " و تسويغ " إستقلال الإقليم بعد إستفتاء". وعاد السيد البرزاني "بخفي حنين" ذلك أن أسبوعا أمضاه في واشنطن لمس فتوراً في تقبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تلبية مطالبه .وكان من بين الذين حضروا اللقاءات " بول بريمر " حاكم العراق الأمريكي بعد الغزو، الذي قال بشأن استقلال الإقليم “في الظرف الحالي، أعتقد أن استقلال كردستان لا يخدم مصلحة الولايات المتحدة أو العراق ولا حتى مصلحة الأكراد. أعتقد أن المنطقة مضطربة بما يكفي. وهذا الأمر يمكن أن ينتظر بعض الوقت " . ولم يُستقبل السيد البرزاني كما أستقبل رئيس الوزراء حيدر ألعبادي .
•عوامل ذاتية : كانت الخلافات بين القادة الكرد قبل وبعد 2003 قائمة وتتفاقم . وبعد أن قرأت العشرات من مما كتب الكرد أنفسهم عن واقع وتطورات ومستقبل الإقليم وطموحات الكرد المشروعة أجد أن " الحلم الكردي " أبعد منالا عن التحقيق . فبالرغم من التحديات الخارجية ومصدرها بلدان الجوار التي تعمل على " تبديد " الحلم ، فإن تناقضات الأحزاب الكردية التي تنازعت واقتتلت لأوقات طويلة مضت والواقع الاقتصادي غير المستقر وغير المضمون وما يقال من ممارسات الفساد على مستويات مختلفة عوامل ذاتية تنخر بالطموحات المشروعة للكرد .
oملاحظات أخيرة: كي لا يغضب مني الأخوة الكُرد لعدم كتابة مسماهم ب ( الكورد) أود أن أوضح أن الكتابة بالحروف العربية تستند إلى الأبجدية العربية في الكتابة التي يُستكمل فيها دقة اللفظ والمعنى بعلامات الإعراب (الرفع والنصب والجر والجزم والتنوين) . وبما أن اللغة الكردية لغة مشتقة أصلها فارسي وإنها تُكتب بالحروف العربية كما تكتب الفارسية والأوردوية ولغات أخرى ، فالعربي الذي يكتب ، يكتب بأحكام لغته وأبجديتها جزالة في اللفظ والمعنى.





#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار اليوناني إذْ يتولى إدارة الأزمة المالية
- الحرب ضد -داعش - من وجهة النظر الأمريكية
- ما حدث .... وما سيأتي
- فاقد الشيء لا يعطيه
- من يتحمل المسؤولية؟
- - داعش- .. الممولون والمنفذون والغرب
- لماذا كان الأوروبيون روّاد الحضارة الصناعية التكنولوجية الح ...
- أحداث و وقائع مهدت لغزو الموصل
- التجسس الغربي .... أداة مؤسسية منظمة لفرض الهيمنة والعقوبات
- تماثل حالتين
- خلافات مؤجلة بين (اوبك) والعراق
- ملخصات في واقع العراق ومستقبله
- جائزة نوبل والهندسة
- العربي المسلم والمنطق المادي
- درس من أوكرانيا
- - التكنوقراط- العراقيون
- إلى المُسيئين للتأريخ العربي الإسلامي
- فقط ... من أجل حكومة عراقية مقتدرة مُهابة
- الصين تسأل الغرب: حقا... ما الذي تريدوه منّا ؟
- في الأول من أيار 2014 ... (202 )مليون مُعَطل عن العمل حول ال ...


المزيد.....




- لليوم التاسع على التوالي القوات الإسرائيلية تواصل اجتياحها ل ...
- زيلينسكي يهاجم حلفاءه الغربيين ويتهمهم بالتأخر الدائم في تقد ...
- شاهد: -بيبي خطر على وجود البلاد!-.. مظاهرات ضد الحكومة الإسر ...
- شاهد: عاصفة رملية مُرعبة تجتاح سماء ولاية كنساس الأمريكية
- هولندا تعتزم تزويد أوكرانيا بمدرعات مجهزة بأسلحة يمكن التحكم ...
- حرق جثتها وألقاها بالمقبرة.. الأمن المصري يلقي القبض على الم ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد لعملية استهداف موقعي المالكية وحدب الب ...
- واشنطن: يمكن للجنائية الدولية أن تلاحق روسيا وليس إسرائيل
- تحقيق للجزيرة يكشف عن مقابر جماعية بغزة بعد إعدامات ميدانية ...
- أوكرانيا تستعين بالنساء في مصانع الحديد والصلب لتعويض نقص ال ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - الكُرد وحلم الدولة