أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - التجسس الغربي .... أداة مؤسسية منظمة لفرض الهيمنة والعقوبات















المزيد.....

التجسس الغربي .... أداة مؤسسية منظمة لفرض الهيمنة والعقوبات


محمد رياض حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 4683 - 2015 / 1 / 6 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يَغفل البعض الواقع الخطير المتمثل بتفرد الولايات المتحدة الأمريكية في فرض " العقوبات" على أي دولة أو منظمة أو حزب أو مجموعة أو .... أو أي شخص في العالم .. ولعل أحدث و أوضح مثلين على العقوبات التي فرضتها واشنطن وتابعتها أوروبا تلك التي فرضت وتتفاعل تبعاتها على كل من روسيا وإيران . فتضرر الاقتصاد الروسي وتكبد ويتكبد خسائرا تقدر بعشرات المليارات من العملة الصعبة منذ تفجر الأزمة الأوكرانية ، فالروبل خسر 25% من سعر صرفه مقابل الدولار وتضاءلت تجارة روسيا بسبب العقوبات المفروضة على البنوك الروسية . وحجمت حرة المسؤولين الروس حيث طالتهم تلك العقوبات. ولم ينج النفط الروسي من العقوبات إثر الإنهيار المفتعل لأسعار النفط.
أما إيران فإن إقتصادها ، رغم تماسكه ، إلا أنه فقد مصدر تمويله الأهم ، النفط ، الذي شملته العقوبات على خلفية برنامجها النووي. كما إمتدت العقوبات لبنوك وشركات.
والسؤال : كيف تسنى للولايات المتحدة الأمريكية فرض سيطرتها على العالم سياسيا وعسكرية وإقتصاديا ؟ إنه عمل المخابرات والتجسس.
كان مستغربا أن يتفاجأ رؤساء دول ومسؤولون في أوروبا وآسيا من حجم عمليات التجسس التي تواصل تنفيذها دوائر حكومية أمريكية ، فالتجسس كان ولا يزال وسيبقى عمل مؤسسي في الولايات المتحدة الأمريكية ، إذ صارت المعلومات التي تجمع عن الدول ورؤسائها ومسؤوليها وعن وزاراتها وعن الأفراد النافذين ، أساس لصنع القرار السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة ، وقد سهل ذلك ثورة تكنولوجيا الإتصالات و أجهزتها الذكية من الكومبيوتر إلى الهاتف الخلوي ( النقال) إلى شبكات التواصل الاجتماعي والبحث .... وغيرها ... غير ناسين أن معظمها إختراع وصناعة أمريكية ،وإنها جميعا مررت من أمام الدوائر الحكومية الأمريكية للحصول على ترخيص عملها ومن ثم إخضاعها للضرائب.
وأعتبر عامي 1013 و 2014 عام إفتضاح عمليات التجسس التي طالت مئات الملايين في العالم ، ابتداء من الملوك والرؤساء و رؤساء وزراء و شخصيات سياسية ومؤسسات ومنظمات وأحزاب وأفراد ، دون إستثناء حليف أو صديق أو غريم . فبرنامج التجسس الأميركي كشف عن المليارات من عمليات التجسس التي نفذتها وكالة الأمن القومي على ملايين المواطنين في أوروبا والشرق الأوسط وعشرات الزعماء في العالم .
بدأت الحكاية عندما قام "إدوارد جوزيف سنودن" الأمريكي الموظف السابق لدى وكالة المخابرات المركزية ( سي آيْ أي ) والمتعاقد مع وكالة الأمن القومي بتسريب تفاصيل برنامج التجسس إلى الصحافة في يونيو 2013 برامج تجسس مصنفة على أنها سرية للغاية من وكالة الأمن القومي، منها برنامج يعرف ب "بريسم" إلى صحيفة "الجارديان " و صحيفة "الواشنطن بوست" يوم 21 يونيو 2013 . فوجه القضاء الأمريكي رسميا لسنودن تهمة التجسس وسرقة ممتلكات حكومية ونقل معلومات تتعلق بالدفاع الوطني دون إذن والنقل المتعمد لمعلومات مخابرات سرية لشخص غير مسموح له بالاطلاع عليها.
ثم نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية في 25 من أكتوبر 2013، معلومات سربها سنودن تشير إلى أن وكالة الأمن القومي الأميركية تجسست على المحادثات الهاتفية لخمسة وثلاثين من زعماء العالم. ونفذت على حلفاء مقربين من البيت الأبيض، كما هو الحال مع "أنجيلا ميركل" المستشارة الألمانية، أو رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون"و ملايين المواطنين في أوروبا، وهو ما أثار استياء الرأي العام العالمي.
وكشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية علي بيانات مئات الملايين من مستخدمي محركي البحث "جوجل" و "ياهو" في حلقة جديدة من مسلسل عمليات التجسس الأمريكي.
ومن بين تداعيات فضائح التجسس أن الولايات المتحدة الأمريكية دخلت في مواجهة مع شركات الإنترنت العالمية بعد أن ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن عمليات التجسس على بيانات مئات الملايين من مستخدمي محركَيْ البحث "جوجل" و "ياهو" كانت تنفذ من خلال الألياف الضوئية التي يستخدمها عملاقا الإنترنت.
وكتبت مئات المقالات في أنحاء العالم معتبرة أن عمليات التجسس فضائح أخلاقية وإنها ستنال من العلاقات الأمريكية مع أقرب حلفائها الأوروبيين ، وربما كانت تلك الفضائح قد نالت من الثقة المتبادلة بين واشنطن والحلفاء والأصدقاء ، إلا أن الجميع موقنون أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ولن تتوقف عن التجسس ، بل أن دوائر التجسس الأمريكية ستعزز عملياتها وتوسعها بأساليب أكثر حرفية سرية وسيطرة كي لا تتكرر تسريبات " سنودن" .
لم يقتصر التجسس على الولايات المتحدة الأمريكية ، بل أن التجسس كان ولا يزال وسيبقى رديفا للسياسة في العلاقات الدولية وحتى في الشؤون المحلية في معظم دول العالم ، إلا أن التجسس في الولايات المتحدة يعتبر ضرورة لا يمكن الاستغناء عنه وترصد له موازنة مالية ضخمة ويعمل في دوائره الآلاف من عملاء المخابرات المنتشرين دوليا ومحليا والخبراء في الرصد والتحري و البرمجة على احدث أجهزة الكومبيوتر والشبكات ومحركات التواصل والبحث وخبراء اللغات وخبراء الاقتصاد . وتصاعد إهتمام الولايات المتحدة بالعمل ألتجسسي منذ أن أصبحت القطب المسيطر الأوحد على الساحة الدولية ففوضت نفسها وأباحت تدخلها في خصوصيات دول العالم كافة. وتصاعد إهتمامها بالتجسس أكثر بعد هجمات 11 سبتمبر2001 الإرهابية ، وبقي الإهتمام بالتجسس يتصاعد في الوقت الذي أدركت واشنطن تنامي خطر العملاق الصيني في منافستها اقتصاديا على صعيد العالم. كما أن إخفاقات العمل ألتجسسي الأمريكي دفع الساسة الأمريكان في موقع صنع القرار وضع معايير الجودة للعمل ألتجسسي أكثر دقة وتوقيتا وشمولا.
فما هي العوامل التي مكنت الغرب ( أمريكا وأوروبا ) من جني " ثمار" التجسس الذي ييسر فرض العقوبات:
• لم تتوقف "الحرب الباردة" بعد عام 1991 بإنهيار الاتحاد السوفيتي فالدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ، كلها، دول نووية ولم تتوقف عن تحديث ترسانتها من مختلف الأسلحة ، رغم كل ما يقال عن اتفاقيات خفض التسليح ، كما إن الثقة في أدنى مستوياتها بين قطبي الصناعات الحربية المتقدمة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ، فترسانة الدرع الصاروخي التي تابعت واشنطن العمل على نشر وحداتها في أوروبا وفي آسيا الوسطى حول الحدود الروسية بذريعة التصدي للهجمات الصاروخية من إيران ، جعلت من روسيا متأهبة لمزيد من العمل المضاد للتوجهات الأمريكية فهي ماضية في مساعدة برنامج إيران النووي السلمي ، ومساندة للنظام ضد " المعارضة المنشقة " وتنظيمات القاعدة في الحرب في سوريا ، وأخيرا وليس آخرا تفاقم الأزمة الأوكرانية . فعمليات التجسس تدار على أشدها بين من قبل حكومات الدول الغربية ... ما توقفت ولن تتوقف .
• كان لابد من عمل إستخباري محكم وتعاون بين الحكومات لشمول شخصيات وشركات وبنوك بالعقوبات الاقتصادية ضد خصوم الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي في عدد من المنازعات الدولية التي تطال اليوم أكثر من عشرين دولة. فالعمل ألتجسسي يُسهِّل على صناع قرار فرض تلك العقوبات بمعرفة التعاملات التجارية والمالية التي تخص الأشخاص والشركات والبنوك وغيرها .
• ولم تكن الصين بمنأى من عمليات الرصد والتجسس الغربي ، فبالرغم من أن الغرب حريص على بقاء الاقتصاد الصيني مستديم النمو ، ففي الصين تستثمر الآلاف من الشركات الأمريكية والأوروبية المليارات من الأموال ، إلا أن التوجهات السياسية للصين كانت ولا تزال موضع ريبة من الغرب ، كموقفها السلبي من العقوبات الغربية المفروضة على إيران و موقفها من الحرب في سورية .. والتوسع الدائم في الإستثمارات الصينية في أفريقيا وأمريكا الجنوبية.
• تفاجأ القادة الأوروبيون من عمليات التجسس الأمريكية عليهم بشخوصهم وأجهزتهم ، ومع أن التجسس كان متبادلا ، إلا أن الذي حدث هو إفتضاح أن يعلن جهارا أن الرؤساء ورؤساء الوزراء والمستشارة الألمانية "إنجيلا ميركل" كانوا مستهدفين بالتجسس من خلال هواتفهم وأجهزة الكومبيوتر ومكاتبهم . فكتب الصحافي الأميركي "روجر كوهن" في رسالة بعث بها من العاصمة «برلين»، وأشار فيها إلى أن هذا السمّ الزعاف إنما جاء على شكل فضيحة التجسس الذي مارسته الأجهزة الأميركية بحق كبار الساسة الألمان، وطبعاً كان على رأسهم المستشارة الألمانية «ميركل»، التي راعها بالطبع أن هاتفها المحمول، وطبعاً مكالماتها الشخصية وأسرار حياتها الدقيقة وسلوكياتها - الحميمة إن شئت كانت في مجموعها نهباً أو ضحية للكشف أو الانكشاف في مجموعها أمام أجهزة التصنت في «الولايات المتحدة».
• نعم تضاءلت الثقة بين الحلفاء الرأسماليين على جانبي الأطلسي ، التي سببتها فضائح التجسس ، ولكن فضائح التجسس تصغر بل تتوارى أمام أحداث أخطر، فسرعان ما وحدت جهتي الأطلسي الأزمة الأوكرانية التي كانت لهم يد في تفجرها بالتحريض على خلع الرئيس الأوكراني المنتخب " فكتور يانكوفيتش" لرفضه الإنضمام للإتحاد الأوروبي ، وعاد حلفاء " الناتو" موحدين ضد روسيا في الأزمة الأوكرانية ، فتلاشت فضائح التجسس ، وسجلت خيبة جديدة لمؤسسات التجسس الأمريكية والأوروبية التي لم تدرك تبعات التحريض على خلع " يانكوفيتش " من قبل القوميين الأوكرانيين المولين للغرب ، فخسرت أوكرانيا القرم ، وأوكرانيا اليوم تمزقها الحرب الأهلية".
• ان قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على فرض العقوبات الاقتصادية مهدت لها وعملت بجد ونجاح عليها كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير .. ومن ثم إلإنهيار السياسي للمنظومة الدول الاشتراكية بعد 1991.



#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تماثل حالتين
- خلافات مؤجلة بين (اوبك) والعراق
- ملخصات في واقع العراق ومستقبله
- جائزة نوبل والهندسة
- العربي المسلم والمنطق المادي
- درس من أوكرانيا
- - التكنوقراط- العراقيون
- إلى المُسيئين للتأريخ العربي الإسلامي
- فقط ... من أجل حكومة عراقية مقتدرة مُهابة
- الصين تسأل الغرب: حقا... ما الذي تريدوه منّا ؟
- في الأول من أيار 2014 ... (202 )مليون مُعَطل عن العمل حول ال ...
- من - هوليوود- إلى معظم البيوت في العالم
- المبالغة تسيء للحقائق
- تحولات نظم الاقتصاد الرأسمالي
- مفردة -الثقافة - بين رفعة المعنى والإسفاف اللغوي
- قبل الانتخابات البرلمانية ... وبعدها
- رؤية في تطلعات الكرد العراقيين
- مأساة اليسار العراقي
- هل تحول الإسلام إلى دين للقتل ؟


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - التجسس الغربي .... أداة مؤسسية منظمة لفرض الهيمنة والعقوبات