أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - درس من أوكرانيا














المزيد.....

درس من أوكرانيا


محمد رياض حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 4582 - 2014 / 9 / 22 - 13:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



رغم كل ما أحرزته شعوب أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ( الغرب) من رفاه بفضل قيادات من التكنوقراط في إدارة النظم الديمقراطية ، وبالرغم التراث الإنساني المجيد لهذه الشعوب في العدل والحريات وحقوق الإنسان ، فإن قرونا من التطور العلمي و التهذيب والثقافة ، لم تنه في جينات النفس البشرية جنوحها للعدوان والغلبة ، فإن من المؤكد أن الحرب الباردة ما انتهت بزوال الاتحاد السوفييتي ومنظومة الدول الاشتراكية في شرق أوروبا منذ تسعينات القرن العشرين . فما زال الغرب ينظر إلى روسيا بعين الريبة رغم تخليها عن التطبيق الاشتراكي ، ومنذ تسعينات القرن الماضي الغرب يحاول حثيثا ، ممثلا بمنظمة حلف شمال الأطلسي ( الناتو) بالتحرك نحو دول شرق أوروبا التي كانت تعرف بمنظومة الدول الاشتراكية ليضع قواعده وترسانة أسلحته قريب حدود روسيا عند تلك الدول المجاورة ، كما إستمال ونجح بإستمالة بعض دول آسيا الوسطى التي كانت جزء من الإتحاد السوفييتي عسكريا واقتصاديا ، مسوغا لدول غرب أوروبا أفضليات نفط وغاز بعض دول آسيا الوسطى في مصادر الطاقة دون الإعتماد على روسيا. والمفارقة إن ذلك السجال المحموم كان يسير متزامنا مع قبول روسيا عضوا في "مجموعة الثمان ـــ G8 " ، بل وسميت الشركة الأوروبية الروسية. ولم يكن ذلك التقارب الروسي الأوروبي مرضٍ للولايات المتحدة الأمريكية ، إذ لم تتوقف المحاولات الأمريكية عن نشر منظومة الردع الصاروخي بالقرب من الحدود الروسية .
وكانت أوكرانيا هدف الغرب الثاني بعد أن ضمنت واشنطن قبول بولندا نشر الصواريخ الأمريكية على أراضيها ، ولم تتوقف الإتصالات بين الغرب والقوى الأوكرانية المناهضة لروسيا حتى وصل التصعيد ذروته بفوز " فيكتور يانوكوفيتش " الذي حصل على العدد الأكبر من الأصوات في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الأوكرانية، 2010، وواجه "يوليا تيموشينكو" في الجولة الثانية من الانتخابات وتفوق عليها. وبأي نسبة كان فوزه في الإنتخابات الرئاسية الأوكرانية ، فإن أكثر من نصف الشعب الأوكراني ميّال لعلاقة حسن جوار بين روسيا وأوكرانيا .
خلال رئاسة " فيكتور يانوكوفيتش " حصلت أوكرانيا أفضليات في أسعار الغاز الروسي . غير أن الغرب لم يتوقف عن ممارسة الضغوط على" فيكتور يانوكوفيتش " لقبوله عضوية أوكرانيا في الإتحاد الأوروبي كخطوة أولي ، لتليها دخول "كييف" عضوا في حلف الناتو لنشر منظومة الدرع الصاروخي على الأراضي الأوكرانية لتكون على مرمى حجر من الحدود الروسية الغربية. وعندما رفض " فيكتور يانوكوفيتش " تحركت القوى الأوكرانية المناهضة لروسيا والمؤيدة للغرب بسلسلة من أعمال العنف الاضطرابات المدنية في "كييف " كجزء من حركة الاحتجاج ضد الحكومة فتصاعد الصراع تواليا وتسبب بسقوط العشرات بين المحتجين والشرطة ، و في غضون أيام قليلة تم إسقاط حكومة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وخلعه ، وإقامة حكومة بزعامة رؤساء القوى المناهضة لروسيا ، وكان ذلك في 22 شباط 2014.
واليوم وأوكرانيا تمزقها حرب أهلية ، بعد أن فقدت شبه جزيرة القرم ، ويطالب سكان المناطق الشرقية بالإنفصال ، والمؤكد أن الحكومة الأوكرانية برئاسة " بترو يوروشنكو " ورئيس الوزراء " آرسيني ياتسينيوك" ومعهما البرلمان لن يرضوا بتفتيت بلادهم . وهنا وجب وضع عدد من الأسئلة للحكومة الأوكرانية ، ولكل حفنة من الساسة الطامحين بالمناصب . (1) ألم يفز الرئيس الأوكراني " فيكتور يانوكوفيتش " في جولتين إنتخابيتين عام 2010 ، بمعنى أن هناك نسب 50% من الأوكرانيين تؤيد توجهاته السياسية ؟. (2) ألم يكن بالإمكان الإنتظار للدورة الإنتخابية التالية وبحشد التأييد الجماهيري للأوكرانيين وتعبئتهم ضد " فيكتور يانوكوفيتش " وتغييره ديمقراطيا ؟. أليس من حق المواطن الأوكراني أن يسأل ما الذي يعوضه عن فقدان أمنه وعن القتلى من مواطنيه من شرق أوكرانيا ووسطها وغربها بسبب الإقتتال المتواصل ؟ وكم من الوقت حتى تستقر أوكرانيا ويتعافى اقتصادها؟ ... وعشرات من الأسئلة التي يجب على الساسة الأوكرانيين الجدد الإجابة عليها .



#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - التكنوقراط- العراقيون
- إلى المُسيئين للتأريخ العربي الإسلامي
- فقط ... من أجل حكومة عراقية مقتدرة مُهابة
- الصين تسأل الغرب: حقا... ما الذي تريدوه منّا ؟
- في الأول من أيار 2014 ... (202 )مليون مُعَطل عن العمل حول ال ...
- من - هوليوود- إلى معظم البيوت في العالم
- المبالغة تسيء للحقائق
- تحولات نظم الاقتصاد الرأسمالي
- مفردة -الثقافة - بين رفعة المعنى والإسفاف اللغوي
- قبل الانتخابات البرلمانية ... وبعدها
- رؤية في تطلعات الكرد العراقيين
- مأساة اليسار العراقي
- هل تحول الإسلام إلى دين للقتل ؟


المزيد.....




- مصرع فتى فلسطيني بعمر 14 عامًا إثر سقوط مساعدات جوية على غزة ...
- تفاعل على -وصية أنس الشريف- بعد مقتله في غزة.. هكذا جاءت الت ...
- مقتل صحفيين بينهم اثنان من -الجزيرة- بقصف خيمة في غزة وإسرائ ...
- دولة جديدة ستنضم إلى القائمة.. أستراليا تعلن نيتها الاعتراف ...
- مدينة ألمانية تنشئ -مكتب ترحيب- لجذب العمالة الماهرة من الخا ...
- توقَّع موجة حر شديدة في جنوب غرب فرنسا و12 مقاطعة تحت الإنذا ...
- وسط تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل... أستراليا تعلن عزمها ...
- باحثان: هذه 6 استراتيجيات تستخدمها واشنطن للتبرؤ من فظائع حل ...
- مجلس الأمن يدين العنف بالسويداء ويدعو لاحترام سيادة سوريا
- الاحتلال يقتحم نابلس والخليل ويغلق تجمعا بدويا قرب رام الله ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - درس من أوكرانيا