أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - مأساة اليسار العراقي















المزيد.....

مأساة اليسار العراقي


محمد رياض حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 4367 - 2014 / 2 / 16 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لو أجريت إنتخابات حرة نزيهة في خمسينات وستينات إلى منتصف سبعينات القرن العشرين في العراق لأكتسح الحزب الشيوعي العراقي أي قوى سياسية أخرى وتصدر الحكم بإقتدار وبإسناد شعبي . واليوم وبعد ثمانين عاما على تأسيس الحزب الشيوعي العراقي ( آذار 1934) ، فإن اليسار العراقي فشل في الإنتخابات البرلمانية التي جرت منذ أربع سنوات حتى يحصل على مقعد واحد ومن يمثله في العملية السياسية.
ويمكن القول أن اليسار العراقي ممثلاً بعدد غير قليل من العراقيين ، أعمق فكرا وأرسخ إيمانا بالنظام الإشتراكي من كوادر الحزب الشيوعي العراقي الذين كانوا أقرب إلى آلات تنظيمية منهم إلى مفكرين وقادة . وبالرغم خطورة بيئة عمل الحزب الشيوعي في نظم حكم متسلطة وحشية مجرمة ـــ ملكية أو بعثية ـــ فإن الحزب نال تلك السعة الجماهيرية التي كانت قد سميت وقتها ب " المد الشيوعي" خلال العقود التي تلت ثورة أكتوبر 1917 في روسيا وتشكيل الإتحاد السوفييتي ، وما أعقب ذلك من تشكيل منظومة الدول الإشتراكية بعد الحرب العالمية الثانية ( 1939ــ 1945) ، واليوم وبعد ثمانين سنة على تأسيسه فإن الحزب الشيوعي العراقي أقرب إلى أن يكون إحدى مؤسسات المجتمع المدني منه إلى قوة سياسية مؤثرة في الفوضى التي يحكم بها العراق .
لم يدرك قادة الحزب الشيوعي العراقي التركيبة الاجتماعية ــ القومية والدينية للعراق ، وما أحرزه الحزب من الإنتشار والتوسع الجماهيري على مدى نصف قرن قبل تراجعه إلى ما هو عليه الآن ، كان بسبب الواقع الاقتصادي المتردي للعراقيين سواء في العهد الملكي الذي كرس الإقطاع والفقر أو في العهد ألقاسمي المضطرب ، أو في بواكير حكم ألبعث ــ ألعارفي ــ أو حكم ألبعث الدموي . حتى إذا جاء عام 1973 بدأ العد التنازلي لليسار بفقدان الحزب الشيوعي العراقي مكانته كقوة سياسية تحت وطأة الضربات المتلاحقة المتمثلة بمختلف أساليب الترهيب والترغيب ، التي شملت عمليات التصفية الجسدية للآلاف للمنتمين للحزب أو اليساريين إلى قبول قادة الحزب الشيوعي العراقي موقع الذيل في ما عرف ب " الجبهة الوطنية والقومية التقدمية " . ليتبع ذلك إنشقاق السيئ الذكر" عزيز الحاج" وتشكيله ما عرف بالقيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، سرعان ما تمت تصفية المئات من المنشقين من قبل آلة القتل البعثية ليتأكد هزال القادة وسذاجتهم ، سواء في اللجنة المركزية أو القيادة المركزية في التبعية السياسية العمياء للسوفييت أوفي التَطيُر الإنشقاقي الأرعن ، فتسببت الحالتان بتقديم الآلاف من الضحايا الأبرياء الحالمين من الشباب قرابينا لمساع لم تتحقق.و شهدت سنوات النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي إقتتال الشيوعيين بينهم
فبقبول مناصب وزارية شكلية في نظام حكم البعث لرموز في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وبمنصب لعزيز الحاج في اليونسكو بباريس ، ليسجل التأريخ أن معظم الكادر المتقدم للحزب الشيوعي العراقي كانوا أدعياءً وليسوا قادة.
مأساة الحزب الشيوعي العراقي ، منذ النشأة ، وصمت بالتبعية العمياء للسوفييت الذين لم تكن لديهم المعرفة بطبيعة المجتمع العراقي ، فأبقوا الحزب مدجناً بشعارات النضال السلمي ، وبالرغم من كل ما لقيه كوادر الحزب من التنكيل والسجون والإعدامات على يد آلة القتل البعثية فإن السوفييت كانوا قد مدوا يد "الصداقة" لحكم البعث متذرعين بأن البعث حزب إشتراكي معاد للغرب.
إن الذي مكّن البعث من السيطرة ، ليس البطش والقتل فقط ، وإنما توجههم لإقامة نظام اشتراكي فنالوا إسندا دوليا من المنظومة الدولية الإشتراكية خلال سبعينات القرن العشرين ، ونالوا أيضا إسنادا إقليميا بتبنيهم الفكر القومي العربي ، الذي إحتوى ودجّن الإنتماء الديني ــ المذهبي لدى العراقيين إلى حين ، فأُسقط بفكر الحزب الشيوعي المعلن الذي وصم بالمقولة الماركسية " الدين أفيون الشعوب" التي لم تكن قد أثرت كثيرا بجماهير الحزب الشيوعي الواسعة بدلالة أن "فواتحا" أقيمت في الحسينيات والجوامع تأبينا لمقتل "كامل قزانجي" المسيحي في أحداث الموصل ـــ الشواف الدامية عام 1959. كما أن موقف الحزب الشيوعي من "عروبة" العراق أضعفت انتماءه الإقليمي حين تمكن جمال عبد الناصر خلال عقدي ـــ الخمسينات والستينات ـــ من القرن الماضي بتبنيه التوحيد العربي وتحرير فلسطين أن يصبح القائد العربي ــــ الإشتراكي بقبول جماهيري عربي واسع وبتأييد سوفيتي ، وأيضا بحضور دولي أوسع عندما كان أحد ثلاثة قادة في تأسيس " حركة عدم الإنحياز" سنة 1955 إلى جانب كل من "جواهر لال نهرو" و " جوزيف بروس تيتو". وبسبب الخصومة بين عبد الكريم قاسم وجمال عبد الناصر ووقوف الحزب الشيوعي العرقي مناهضا لناصر تحجمت نصرة الحزب الشيوعي العراقي وشعبيته بين عدد غير قليل من العراقيين.
رفع الحزب الشيوعي شعاره الطموح " وطن حر وشعب سعيد" وراح يثقف كوادره وأعضاءه ومرشحيه وأنصاره والجماهير بالمقولة الماركسية النبيلة " من كل حسب عمله لكل حسب حاجته" ، التي لا يمكن تطبيقها إلاّ بإقامة نظام إقتصادي محكوم بالملكية العامة لوسائل الإنتاج ، سواء في غلة الأرض أو في نتاج المصنع أو التجارة . ذلك النظام لم يكن ممكن التحقيق ولا حتى من اليسر فهمه من عامة الناس في ظروف العراق و لا الإقليم ولا العالم ، ولم يكن ذلك متحققا لا في الإتحاد السوفييتي ولا في الصين ولا في أي دولة يحكمها الماركسيون ، مما جعل تلك المقولة أبعد ما تكون عن الواقعية في وقت كانت النظم الرأسمالية تحقق الإنجازات تلو الإنجازات على الصُعُدِ كافة وتتقدم على منظومة الدول الإشتراكية برفاهية الفرد ورحابة الحريات. ذلك أضاف الشكوك في المضامين والشعارات المعلنة للحزب الشيوعي العراقي و الأحزاب الشيوعية في العالم أجمع أن يصمد الإيمان بأفضلية الشعارات الماركسية في نفوس الناس في العالم . وكان الإنهيار الأكبر للحركة الشيوعية العالمية ولليسار ككل بإنهيار الإتحاد السوفييتي عام 1991 ، وما تبعه إنهيار منظومة الدول الإشتراكية في شرق أوروبا. ومع ذلك فإن إنهيار النظم الإشتراكية كان إنهياراً سياسيا إذ أن معظم النظم التي تخلت عن سيطرة القطاع العام عن أهم وسائل الإنتاج والتوزيع أدركت هشاشة النظام البديل الرأسمالي الذي أحدثت أزماته المتلاحقة تغييرا جوهريا في مسلماته الإيديولوجية .... فظهرت في الغرب العشرات من الكتابات تمجد الفكر الماركسي وتلمح بمستقبل بديل عن النظام الرأسمالي بصيغة "آدم سميث" و "ديفيد ريكاردو" و " جون كينز".




#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تحول الإسلام إلى دين للقتل ؟


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - مأساة اليسار العراقي