أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - من يتحمل المسؤولية؟














المزيد.....

من يتحمل المسؤولية؟


محمد رياض حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 4723 - 2015 / 2 / 17 - 13:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يتحمل المسؤولية؟
محمد رياض حمزة
من وقت لآخر نسمع أن وزيرا أو مسؤولا كبيرا في عدد من دول العالم المتقدمة إستقال من منصبه إثر خلل في إدارته أو فساد أو فضيحة ، قد لا تمسه شخصيا وإنما بسبب صلاحيات فوضها لمرؤوسيه فأساءوا إستخدامها . و إخلاصا لقيم المسؤولية الأخلاقية يستقيل و يتنحى منهيا حياته السياسية ويعتذر. أما أولئك المتطرفين بصون أخلاقيات الوظيفة والمسؤولية والواجب من كبار المسؤولين في تلك الدول فإن منهم من ينهي حياته منتحرا ، تاركا وراءه ورقة كَتَبَ فيها " لا أستحق الحياة فقد خنت الأمانة" طالبا الصفح ممن أوذي بعده.
في تأريخ العراق المعاصر كانت هناك حادثة يتيمة واحدة تلك هي إنتحار رئيس وزراء العراق الثاني عبد المحسن السعدون ( 1879 ــــ 1929 ) ويَذكُر معظم مؤرخي العراق المحدثين " أن خلوص الرجل لوطنيته وتفانيه في الواجب ولخلافه المرير مع المحتل البريطاني آثر ينهي حياته وطنيا نزيها ".
مُغْرَضٌ آثمٌ من يَنكر إن ما هو عليه العراق اليوم هو نتائج لحكم " صدام ــ البعث" ، الذي سوّغ لإدارة الرئيس الأمريكي "جورج بوش الابن" أن تعبر قواته محيط وثلاث قارات لتدمير العراق.
وأبْلَهٌ ساذجٌ أو مُفْسدٌ وطائفي من يَنكر أن العملية السياسية وفق النظام البرلماني ــ الفدرالي المؤسس على المحاصصة الطائفية والعشائرية كانت سببا في المزيد من تصدع أركان الدولة وضِعَتِها وهوانها . وأن معظم رموز العملية السياسية طائفيون لا خبرة لهم في السياسة و لا في الاقتصاد ولا في الإدارة ، فتحول العديد منهم إلى لصوص فنهب منهم من المال العام من نهب وهرب ، ومنهم من نهب وتوارى بعلم وحماية المتنفذين . وأما من بقي من السياسيين في موقع المسؤولية وصنع القرار في الحكومة والبرلمان ، جميعهم دون إستثناء ، فإنهم مزهوون بمناصبهم وكل منهم ينأى بنفسه عما حدث ويحدث من تصدع الدولة وهوانها وفواجع العراقيين بفقدان الأمن والفقر ، وأخيرا وليس أخرا ، كما يبدو، وجود قطعان وبهائم داعش في غرب وشمال العراق.
يهون كل ما أوردته من جرائم الفساد و التناحر الطائفي أو لُعبة المحاصصة ونتائجها المدمرة على المجتمع ، ذلك كله يهون إلى جانب جرائم القتل اليومي للعراقيين الأبرياء من قبل عصابات فلول البعث و الطائفيين الذين تجحفلوا مؤخرا مع " داعش" . ففي تقرير للجامعة الأمريكية " معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا " بعوان ( Iraq: The Human Cost ) ( العراق: التكلفة البشرية) جاء في مقدمته "أن المسؤولين الأمريكيين عندما يتطرقون إلى غزو العراق يتحدثون فقط عن الخسائر البشرية بين القوات الأمريكية ويتناسون ما خلفته تلك الحرب من خسائر بشرية بين العراقيين بعد إنهيار أركان الدولة العراقية وتصاعد أعمال العنف التي راح ضحيتها أكثر من 400,000 ( أربعمائة ألف مواطن عراقي) معظمهم من المدنيين. و إستند التقرير إلى مصادر الأمم المتحدة و التقارير الرسمية العراقية.
من يتحمل المسؤولية في ما لحق من الفواجع التي تكبدتها الأسر العراقية التي تراجعت إلى الفقر والهوان بعد إن تيتم الأبناء أو ترملت النساء بفقدان معيلها ؟. من يتحمل المسؤولية ؟ وهل أن حفنة من الدولارات تعوّض اليتيم أو الأرملة أو الأم الثكلى ؟ . وهل من عذر لمن أخفق ولم يتدبر وسيلة لإستتباب الأمن بعد أكثر من عقد من الزمن ؟ . وكم من المسؤولين السياسيين من فقد إبنا أو أبا أو أخا أو أختا ؟ . من يتحمل مسؤولية القتل اليومي المتواصل للعراقيين العزل الأبرياء من الساسة المسؤولين أكانوا شيعة أو سنّة ؟ . من يتحمل المسؤولية وقطعان بهائم داعش ما زالوا يقتلون ويغتصبون ويحرقون ويدمرون تحت راية الإسلام الأولى؟ .................. من يتحمل المسؤولية.
أختم المقال بأبيات منسوبة ل " الأفوه الأودي " الشاعر الجاهلي الذي مات قبل الإسلام بعقدين ..هذا العربي أوجز فلسفة الحكم والسياسة بأربعة أبيات .. قال:
وَالبَيتُ لا يُبتَنـــى إِلّا لــــَهُ عَمـــــَدٌ وَلا عِمـــادَ إِذا لـَم تُـــرسَ أَوتـــــــادُ
فَإِن تَجَمَّــــعَ أَوتــــــادٌ وَأَعمِـــــــدَةٌ وَساكِـنٌ بَلَغـــوا الأَمـــرَ الَّذي كادوا
لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم وَلا سَـــراةَ إِذا جُهّــالُهُـــم ســـادوا
تُلفى الأُمورُ بِأَهلِ الرُشدِ ما صَلَحَت فَإِن تَـوَلَّــوا فَبِالأَشــــــرارِ تَنقــــادُ







#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - داعش- .. الممولون والمنفذون والغرب
- لماذا كان الأوروبيون روّاد الحضارة الصناعية التكنولوجية الح ...
- أحداث و وقائع مهدت لغزو الموصل
- التجسس الغربي .... أداة مؤسسية منظمة لفرض الهيمنة والعقوبات
- تماثل حالتين
- خلافات مؤجلة بين (اوبك) والعراق
- ملخصات في واقع العراق ومستقبله
- جائزة نوبل والهندسة
- العربي المسلم والمنطق المادي
- درس من أوكرانيا
- - التكنوقراط- العراقيون
- إلى المُسيئين للتأريخ العربي الإسلامي
- فقط ... من أجل حكومة عراقية مقتدرة مُهابة
- الصين تسأل الغرب: حقا... ما الذي تريدوه منّا ؟
- في الأول من أيار 2014 ... (202 )مليون مُعَطل عن العمل حول ال ...
- من - هوليوود- إلى معظم البيوت في العالم
- المبالغة تسيء للحقائق
- تحولات نظم الاقتصاد الرأسمالي
- مفردة -الثقافة - بين رفعة المعنى والإسفاف اللغوي
- قبل الانتخابات البرلمانية ... وبعدها


المزيد.....




- مصرع فتى فلسطيني بعمر 14 عامًا إثر سقوط مساعدات جوية على غزة ...
- تفاعل على -وصية أنس الشريف- بعد مقتله في غزة.. هكذا جاءت الت ...
- مقتل صحفيين بينهم اثنان من -الجزيرة- بقصف خيمة في غزة وإسرائ ...
- دولة جديدة ستنضم إلى القائمة.. أستراليا تعلن نيتها الاعتراف ...
- مدينة ألمانية تنشئ -مكتب ترحيب- لجذب العمالة الماهرة من الخا ...
- توقَّع موجة حر شديدة في جنوب غرب فرنسا و12 مقاطعة تحت الإنذا ...
- وسط تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل... أستراليا تعلن عزمها ...
- باحثان: هذه 6 استراتيجيات تستخدمها واشنطن للتبرؤ من فظائع حل ...
- مجلس الأمن يدين العنف بالسويداء ويدعو لاحترام سيادة سوريا
- الاحتلال يقتحم نابلس والخليل ويغلق تجمعا بدويا قرب رام الله ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - من يتحمل المسؤولية؟