|
اطالة اللحية – الذقن شعار بدوي
داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 4832 - 2015 / 6 / 9 - 11:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اطالة اللحية – الذقن شعار رجل الدين ، ومظهر من مظهره الخارجي ، ولا نتصور رجل دين من دون ذقن ، وكأن ذلك علامة فارقة تميزه عن سواه من الناس ، ورجل الدين يطيل ذقنه حتى يقال عنه انه رجل دين ، ويعتقد ان رجل الدين يجب ان يطيل ذقنه ، ولا ادري لماذا ، وهل ثمة حديث صحيح عن النبي يؤمر بذلك ، غير ( اطلقوا لحاكم واكرموا شواربكم) او بهذا المعنى . الا ان الصحيح هو تقليد بدوي جاهلي ، بدأ ينقرض في عصرنا هذا الا عند رجال الدين ، فهم متمسكون به . ولا الوم عرب الجاهلية حينما كانوا يطيلون لحاهم ، لأسباب كثيرة ، لأن طريقة الحلاقة قبل الف ونيف من السنين هي ليست اليوم ، فاليوم هناك مئات الانواع من الموسى ومكائن الحلاقة ، وكذلك مئات الانواع من الصابون ومعاجين الحلاقة . يقول الدكتور جواد علي صاحب (المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام) وهو يتحدث عن اللحية ، وانها كانت مقدسة عند عرب الجاهلية ، وجاء رجال الدين فورثوا ذلك التقديس : (( فاللحية عند العرب رمز الرجولة وزينتها وسيماء تكريم الرجل وتقديره . وإهانة اللحية عند العرب وعند الساميين هي من أعظم الإهانات التي لا تغتفر، وتقبيلها عندهم من علامات التقدير والاحترام والإجلال . ويعد نتف اللحية أو حزها أو حلقها إهانة كبيرة تنزل بصاحبها . يفعلها من يريد الازدراء بشأن الملتحي ، ويعد عدم الاكتراث بتسوية اللحية من سيماء الحزن أو الغيظ أو المرض أو الارتباك وتضعضع الحال . ونجد في التوراة أن في جملة الإهانات التي تلحق بالناس حلق أنصاف لحاهم . ويقسم باللحية ، ويعد القسم بها من الأيمان المغلظة بمسك بها الحالف بيده اليمنى فيحلف بحلقها أنه لا يكذب أو أنه سيفعل ، أو ما شابه ذلك ، ولكن العادة أن الحلف بها يكون بإمساكها باليد ، وإذا مد غريب يده على لحية رجل أكبر منه في المنزلة والدرجة وأقسم بها أو استجار بها ، وجب على صاحبها الأخذ بقسمه والاهتمام بأمره ومساعدته . وقد يمسك غريب محتاج أو مطارد بلحية سيد قبيلة أو شريف قوم ، ويبين له أنه في حماه ومنعته ، وعلى الرجل بذل الحماية والمنعة له. والعربي يكرم لحيته ، ولا يحلقها ، وتكون لحيته مدببة في الغالب على نمط اللحى الفرنسية . ويصرف بعض الوقت لإصلاحها حتى لا تكون متناثرة بشعة ، وقد يعير الإنسان بلحيته ، فيقال: له لحية تيس . وتنسب عادة إكرام اللحى إلى سنن إبراهيم . وقد تكون اللحية كثة كبيرة منتظمة. ويقال للرجل ذي اللحية الطويلة: "اللحياني" و "رجل لحيان". ويحلف العربي بشاربه ، فإذا أراد إعطاء عهد أو جوار أو أي عهد آخر وأقسم بشاربه ، وجب عليه الوفاء بعهده. ومن عادة العرب تخفيف الشارب ، وقد تحف وتنسب هذه العادة إلى سنن إبراهيم ، ومن السنن الأخرى تقليم الأظافر وحلق العانة . وذكر أن الرسول كان يقص شاربه وأنه قال: "قصوا الشوارب وأرخوا اللحى وخالفوا المجوس". وورد أنه قال: "خالفوا المشركين ووفروا اللحى وأحفوا الشوارب" )) . يعني انها ليس وراء اطلاقها من فائدة تذكر ، فقط ان يخالف المسلم المشرك او المجوسي ، هل هذا يُعقل ، فاليوم ملايين المسلمين يحلقون ذقونهم ، ومع ذلك يختلفون عن المجوس والمشركين . واليوم نرى الدواعش كلهم ملتحون ، ولا نجد داعشي من دون لحية .
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في إبطال الفلسفة وفساد منتحلها
-
العراق في ظل حكم الشيعة
-
ختان النساء عادة جاهلية
-
الذبح في الدين والشريعة
-
ناظم الثرثار وناظم الغزالي
-
المجون في الاسلام(1)
-
الحدود في الاسلام (1)
-
إبن خلدون ... واقراره بالسحر
-
لماذا الغزالي يكفّر الفلاسفة ؟!
-
هل كان ابن كثير تكفيري؟
-
السحر في فكر الرازي المفسر
-
لبيد يسحر النبي !
-
تعدد الزوجات نظام جاهلي
-
الشذوذ الجنسي في الجاهلية والاسلام
-
ما حقيقة وأد البنت التي اشار لها القرآن ؟
-
ماذا يقولون عنه لو كان اينشتاين اسلامي ؟!
-
كيف نثبت (عذاب القبر) عقلا ؟
-
حول زواج المتعة
-
التصفيات الجسدية في الاسلام (7)
-
البغاء في الجاهلية والاسلام (1)
المزيد.....
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن قصفها هدفا حيويا في إيلات
...
-
-المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف هدف حيوي إسرائيل
...
-
استقالة -مدوّية- لموظفة يهودية بإدراة بايدن لدعمه إسرائيل
-
المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان: منع الرموز الدينية بالمدارس
...
-
-إف بي آي- يستجوب -مؤرخا يهوديا-!
-
الفيلسوف الإيطالي أندريا زوك: الحرب على غزة وصمة عار والإسلا
...
-
الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تعلق على اتهام وزير الداخلية الإ
...
-
دولة إسلامية أكبر مستثمر في جمهورية تتارستان الروسية
-
بناء أول كنيسة للمسيحيين الأرثوذكس الإثيوبيين في الإمارات
-
أول موظفة يهودية أميركية تستقيل من إدارة بايدن بسبب الحرب عل
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|