|
ما حقيقة وأد البنت التي اشار لها القرآن ؟
داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 4812 - 2015 / 5 / 20 - 22:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يشير القرآن بقوله : { وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ } . التكوير/ 8- 9 . يقول الزمخشري : (( كان الرجل إذا ولدت له بنت فأراد أن يستحييها : ألبسها جبة من صوف أو شعر ترعى له الإبل والغنم في البادية ، وإن أراد قتلها تركها حتى إذا كانت سداسية فيقول لأمها : طيبيها وزينيها ، حتى أذهب بها إلى أحمائها ، وقد حفر لها بئرا في الصحراء ، فيبلغ بها البئر فيقول لها : انظري فيها ، ثم يدفعها من خلفها ويهيل عليها ، حتى تستوي البئر بالأرض. وقيل : كانت الحامل إذا أقربت حفرت حفرة فتمخضت على رأس الحفرة ، فإذا ولدت بنتا رمت بها في الحفرة ، وإن ولدت ابنا حبسته. فإن قلت : ما حملهم على وأد البنات؟ قلت : الخوف من لحوق العار بهم من أجلهنّ. أو الخوف من الإملاق )) .{ الكشاف ج4 ص 550 بتحقيق يوسف الحمادي ، الناشر مكتبة مصر } . والقرطبي يشير في تفسيره الى ان بعض القبائل كانت تأد البنات ، حيث يقول: ((كان مضر وخزاعة يدفنون البنات أحياء وأشدهم في هذا تميم زعموا خوف القهر عليهم وطمع غير الأكفاء فيهن )) { الجامع لأحكام القرآن ، ج10 ص117}. *الوأد لغويا : قال الزبيدي : ((وَأَدَ بِنْتَه هكذا في الصحاح وفي التهذيب والمحكم : وَأَدَ المْوءُودَة يَئِدُها وَأْدًا : دَفَنَها في القَبْرِ وزاد في الأَساس : وأَثْقَلَها بالتُّرابِ وهي حَيَّة وهو وَائِد وهي وَئِيدٌ وَوَئِيدَةٌ ومَوْءُودَة أَنشد ابن الأَعْرَابيِّ : وَمَا لَقِيَ المْوءُودُ مِنْ ظُلْمِ أُمِّه ... كما لَقِيَ ذُهْلٌ جَميعاً وعامِرُ { تاج العروس ، ج2 ص 520} . ويضيف الزبيدي: ((وكانت كِنْدَةُ تَئدُ البَناتِ . قال الله تعالى : " وَإِذَا المْوْءُودَةُ سُئلَتْ " قال المفسّرُون : كان الرجُلُ في الجَاهِلِيَّة إِذَا وُلِدَت له بِنْتٌ دَفَنَها حين تَضَعُها والِدَتُها حَيَّةً مخافَةَ العَارِ والحَاجَةِ فأَنْزل الله تعالى : وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَق نَحْن نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ " وفي الحديث الوَئِيدُ فِي الجَنَّة أَي المَوْءُود فَعِيل بمعنى مَفْعُول ومنهم من كان يَئد البَنِينَ في المَجَاعَةِ . وقال الفَرزدقُ يَعْنِي جَدَّه صَعْصعَةَ بنَ نَاجِيَةَ : وَعَمِّي الذي مَنَعَ الوَائِدَاتِ ... وَأَحْيَا الوَئِيدَ فَلَمْ يُوأَدِ وفي الحديث أنه نهى عن وأد البَنَاتِ أَي قَتْلِهِنّ )) {المصدر نفسه}. والواضح من هذا الكلام ان القبائل العربية برمتها كانت تأد بناتها ، أي تقتلهن ! . وهذا الكلام ليس بصحيح . *ما حقيقة الوأد ؟ واذا نفينا ذلك ، ما حقيقة الوأد اذن ؟ نقول ليس كل القبائل العربية كانت تأد بناها خوف الاملاق ، أي العوز والفقر ، او الغزو وما شاكل ذلك . فهنالك قبائل غنية ومحترمة وقوية وشديدة البأس ، لا تخاف الغزو بل ان القبائل العربية الاخرى هي التي تهابها وتخاف سطوتها وبأسها كالأوس والخزرج . ولكن فقط كانت قبيلة واحدة من القبائل هي التي تفعل ذلك ، كما اشار الزبيدي وغيره الى ذلك وهي قبيلة كندة ، اذ اوضح بقوله وكانت كِنْدَةُ تَئدُ النَبَاتِ . ولو كانت كل القبائل تأد بناتها لانقطع النسل بعد مائة عام على الاقل ولم يبق انسانا من العرب . ولكن جاء ذلك من ضمن التحايل على العرب وتسفيه عقلهم وذمهم ، كونهم يقتلون بناتهم افلاذ اكبادهم خوفا من الفقر ، او خوفا من غزو القبائل الاخرى الا تغير عليها وتسبي بناتها . وهناك رواية مبالغ بها وهي غير صحيحة والتي تقول : ((ان الفرزدق ، يفتخر بجده صعصعة : وكان قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأسلم وقال : يا رسول اللّه ، عملت أعمالا في الجاهلية فهل لي فيها من أجر؟ فقال : وما عملت؟ قال : قد أحييت ثلاثا وستين من الموؤدة أشترى الواحدة منهن بناقتين عشراويتين وجمل ، فقال صلى اللّه عليه وسلم : هذا من باب البر ولك أجره إذ من اللّه عليك بالإسلام)) . وقول الفَرزدقُ في جَدَّه صَعْصعَةَ بنَ نَاجِيَةَ : وَعَمِّي الذي مَنَعَ الوَائِدَاتِ ... وَأَحْيَا الوَئِيدَ فَلَمْ يُوأَدِ
قالوا : فجاء الاسلام فنهى عن وأد البنات وقتل الاولاد . هذا تأكيد لكن قلنا ليسوا جميع العرب كانت تفعل ذلك ، ثم اننا لم نتأكد تماما بان عرب الجاهلية كانوا يقتلون اولادهم ، اذ نلاحظ حتى الحيوان لم يفعل ذلك ، وهو لا يعقل ، فما بال الانسان الذي زوده الله بالعقل ، وهو اثمن جوهرة يقتل اولاده . انا لا اعتقد ذلك ولم يحصل لدي يقين.
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا يقولون عنه لو كان اينشتاين اسلامي ؟!
-
كيف نثبت (عذاب القبر) عقلا ؟
-
حول زواج المتعة
-
التصفيات الجسدية في الاسلام (7)
-
البغاء في الجاهلية والاسلام (1)
-
الحلاج يُقتل بفتوى الدواعش
-
التصفيات الجسدية في الاسلام (5)
-
التصفيات الجسدية في الاسلام (6)
-
التصفيات الجسدية في الاسلام (4)
-
اواعدك بالوعد واسكيك يا كمون
-
التصفيات الجسدية في الاسلام (3)
-
التصفيات الجسدية في الاسلام (1)
-
التصفيات الجسدية في الاسلام (2)
-
الاقتصاعشي *
-
تفيضين بالدفء
-
مُذ رشفنا ثُمالة الوداع
-
خصومة البحر
-
تعاسة
-
موسى النبي .. قاتلا !
-
قيم الركاع من ديرة عفج
المزيد.....
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في
...
-
لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان
...
-
عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي
...
-
إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو
...
-
الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
-
شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية
...
-
أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
-
آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ
...
-
-الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|