التصفيات الجسدية في الاسلام (1)

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 14:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الفصل الاول : التصفيات في عهد النبي
تصفية أبي البختري بن هشام
كان ابو البختري احد معارضي النبي ولم يؤمن به ، لكنه يبدو ليس بشديد التعصب لدينه ودين قومه ، وفي الحصار الاقتصادي الذي فرضته قريش على النبي واصحابه كان ابو البختري يعد ذلك ظلما وليس في شيء من الانسانية ، الامر الذي جعل من النبي أن ينهي اصحابه عن قتل هذا الرجل اينما ظفروا به ، لكنه اخيرا تعرض للتصفية الجسدية حتى صفوه .
وَاسْمُهُ الْعَاصِ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدِ ابْن عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ.
رووا ان النبي قد نهى عن قتل أبي البختري ، لأنه كان أكف القوم عن رسول الله وهو بمكة. وممن اهتم في نقض الصحيفة في الشعب . (1) وذكر الطبري ان النبي قال لأصحابه يوم بدر: (ومن لقي أبا البختري بن هشام بن الحارث بن أسد فلا يقتله ) . وكان لا يؤذيه ولا يبلغه عنه شيء يكرهه ، وكان ممن قام في نقض الصحيفة فلقيه المجذر بن ذياد البلوي حليف الانصار فقال له: إن رسول الله نهانا عن قتلك ومع أبي البختري زميل له خرج معه من مكة وهو جنادة بن مليحة وهو من بني ليث.
قال وزميلي ؟ فقال له المجذر لا والله ما نحن بتاركي زميلك ، ما أمرنا رسول الله إلا بك وحدك، قال لا والله إذا لأموتن أنا وهو جميعا لا يتحدث عني نساء قريش بمكة أني تركت زميلي حرصا على الحياة.
وقال أبو البختري وهو ينازل المجذر:
لن يترك ابن حرة زميله * حتى يموت أو يرى سبيله
قال: فاقتتلا فقتله المجذر بن ذياد وقال في ذلك:
إما جهلت أو نسيت نسبي * فأثبت النسبة إني من بلى
الطاعنين برماح اليزني * والطاعنين الكبش حتى ينحني
بشر بيتم من: أبوه البختري * أو بشرن بمثلها مني بني
أنا الذي يقال أصلي من بلى * أطعن بالصعدة حتى تنثني
وأعبط القرن بعصب مشرفي * أرزم للموت كإرزام المري
فلا يرى مجذرا يفري فرى
ثم أتى المجذر رسول الله فقال: والذي بعثك بالحق لقد جهدت عليه أن يستأسر فأؤتيك به فأبى إلا أن يقاتلني، فقاتلته فقتلته. (2) وهنا النبي سكت عن ذلك وقبل بالأمر .

الهوامش
1-ابن الاثير ، الكامل 2/120
2-البداية والنهاية 3/265 ، ابن هشام ، السيرة 3/178، الطبري ، لتاريخ 3/34.

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات