أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - - أياكَ أن تقطعَ سِلك الحكومة -














المزيد.....

- أياكَ أن تقطعَ سِلك الحكومة -


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4595 - 2014 / 10 / 6 - 00:35
المحور: كتابات ساخرة
    


" .. العَم ( حمه خليل ) كان إنساناً في منتهى البساطة والبراءة .. يملك دُكاناً صغيراً لبيع المواد الغذائية . قُبِضَ عليهِ مِنْ قِبَل عناصر الأمن ، منتصف الثمانينيات ، بتُهمة بَيعه السُكَر والشاي ( للمُخربِين أو العُصاة ) . حُقِقَ معهُ ، وإكتشف المُحققون بأنهُ على نِياتهِ وطيب القلب .. لكنهم لم يُفرجوا عنه ، وبقى محجوزاً لأكثر من شهر ، في ضيافة دائرة الأمن ، يأكل ويشرب وينام ! . فكانَ يحدث ان يُؤتى بشخصٍ الى القاعة ، وهو مُصابٌ بكدمات على وجههِ من جراء ( التحقيق ) .. فيسألهُ العم حمه خليل : ما هي تُهمتك يا بُنَي ؟ فيُجيب بأنهُ كان سكراناً ولعنَ حزب البعث . وفي يومٍ آخر .. اُدخلَ شخصٌ وهو يَئنُ من الألم وساقه مكسورةٌ كما يبدو .. فطَيبَ خاطره وسأله عن تهمته ، فأجابَ : أنه رفض الإلتحاق بقاطع الجيش الشعبي . وهكذا . وفي أحد الأيام وقبل إخلاء سبيل العم حمه خليل بيَومَين ، جيئ بِشابٍ مُثّخَنٍ بالجراح .. لاتخلو بُقعةٌ من جسده من إصابةٍ دامية .. في حالةٍ يُرثى لها .. بين الحياة والموت . فتأثرَ العم حمه كثيراً وأشفقَ عليهِ .. وسهر الليل في رعايتهِ والإهتمام بهِ وخدمتهِ .. في صباح اليوم التالي .. سألهُ : ماذا فعلتَ ياولدي ، حتى فعلوا بك هذا ؟ قال : .. أيها العَم الطيب .. أنا سائقُ حّفارة ، أثناء عملي قطعتُ سلك التلفون أو الكهرباء الخاص بإحدى الجهات الأمنية ، من دون قصد .. واللهِ لا أعرف أصلاً ماهو ولِمَنْ يعود .. المُهم هو سلك الحكومة ! .. وها أنا كما تراني .. ولا أعتقد أنني سأنجو من هذه الجروح .
اُفرِج عن العَم حَمه خليل .. فأصبحَ يُرّدِد قولهُ الشهير لِكُل مَنْ يراهُ : [ إفعَل أي شئ .. لكن أياك أياك أن تقطع سلك الحكومة ! ] " .
..............................
العَم حمه خليل ، ما زالَ حياً يُرزَق ، ورغمَ أنهُ في أرذل العُمر .. إلا أنه ما زالَ مُحتفظاً بطيبته وبراءته وفطنتهِ الطبيعية .. ولأنه لم يَعُد يرى جيداً .. فأن بعض أصدقاءه ، يقرأون له مقالاتي على الدوام .
صباح اليوم مررتُ من أمامَ دُكانهِ المتواضع الصغير وسلمتُ عليهِ كالعادة . فأمَرَني بالجلوس وأمتثلت . فقالَ لي بالحرف : .. ما زلتُ أتذكر ما فعلوا بذلك الشاب ، قبل ثلاثين سنة .. لأنهُ قطع " سلك الحكومة " .. فأرجوك يا عزيزي .. كُنْ حذراً ولا تقطع سلك الحكومة ! .
.............................
العَم حمه خليل .. رُبما لايدرك بسبب خرفه .. بأن الزمان تَغّيَر .. وأن قُوى الأمن الآن ، هي ليستْ نفسها في زمان البعث الفاشي .. وأن القادة غير القادة .
أمْ يا ترى أنا مُتّوَهِم ؟



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللهُ أكبر .. اللهُ أكبر
- - اُمَة مُحّمَد كُلّها تُسّلِم عليك -
- قَلَم السُلطة .. يكتبُ جميع الألوان
- تَعّلموا مِنْ أورسولا فون دير
- بينَ وادِيَين
- المرأة في كوبانى . والمرأةُ تحت حُكم داعش
- - كوبانى - تحتَ النار
- العَرَب السُنّة الموصلليين
- ( شِلَيْلى كورَيْلى ، قَبولَيْلى ) !
- الهاتف النّقال
- أكسير الصراحة
- عُقداء وعُمداء
- كِتابة أسماءنا بصورةٍ صحيحة
- معزة الخالة شفيقة .. ورواتب الأقليم
- هُنالكَ أكثر من - ديمتري - في جَبَلي بعشيقة وسنجار
- مِنْ أجلِ عنقود عِنَب !
- حذاري من الإنزلاق !
- تُوّزَع مجاناً .. ليستْ للبيع
- قَد تابَ وأنابَ
- لماذا ولِمَنْ أكتُب ؟


المزيد.....




- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...
- كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
- المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر ...
- دور النشر العربية بالمهجر.. حضور ثقافي وحضاري في العالم
- شاومينج بيغشش .. تسريب امتحان اللغة العربية الصف الثالث الاع ...
- مترو موسكو يقيم حفل باليه بمناسبة الذكرى الـ89 لتأسيسه (فيدي ...
- وفاة المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد عن 70 عاما
- بسررعة.. شاومينج ينشر إجابة امتحان اللغة العربية الشهادة الا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - - أياكَ أن تقطعَ سِلك الحكومة -