|
ما الحل لو لم يكن هناك البديل المناسب ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4575 - 2014 / 9 / 15 - 13:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعقدت الامور في المناطق التي اجتاحها داعش من الجانب الاجتماعي السياسي، فمن جانب تحرك و توجه الشعب في تلك المناطق، هناك من انتهز الفرصة و اصبح الساعد الايمن لداعش و ساعده و اصبح معلٌقَا فيه و ان لم يؤمن بافعاله و توجهاته، و تصرف كرد فعل طبيعي لما تعرض له من قبل الحكومة السابقة من التهميش و الاقصاء كرد فعل للنعرة الطائفية التي حدثت و استندت عليه السيد المالكي سواء كرد فعل ما حدث على الارض او متجاوبا مع الاوامر الخارجية و خضوعه لهم، و هناك من تضرر من داعش بشكل او اخر او نتيجة عدم رضاه من سلوكه و ما يفعله على الارض و لكنه مضطر للبقاء تحت سلطته و ينتظر المنقذ، ناهيك من النخبة التي تجرعت السم من داعش و ما قبله و ضاق الذرع به من الحياة و الحال التي يعيشها، و هناك من الشباب الذي اختلط بداعش نتيجة تهوره و سرعة الشباب المعروفة في القرار و كرد فعل اني و هو حائر الان بعدما هدات الحال و راى الواقع، و هناك من الاحزاب و الكتل السياسية الممنوعة من الصرف و هي محتارة و معارضة من زمن حكم المالكي و ايام وجود امريكا على الارض و تورطوا في عمليات ارهابية لا يريدوا عودة الحكومة المركزية و لكنهم تذوقوا العلقم من يد داعش ايضا و هم لا يكمكنهم ان يختاروا اهون الشرين لهم لحد الان، و هناك من التنظيمات السياسية المذهبية و من تضرروا، وهم من افراد الجيش السابق و البعثيين و ياملون خروج داعش و يحلون مكانهم بنفسهم دون تدخل الحكومة المركزية في شؤونهم . كل هذه المجموعات و القوى موجودة الان على ارض العراق المحتل من قبل داعش و لكل منهم ظروفه و وتوجهاته و ينتظر الحل المناسب له وربما غير مناسب لمن يجاريه . اذن كيف يمكن ايجاد الحل السياسي لما بعد داعش و ما هي التخطيطات الواجبة دراستها و الوسائل و المتطلبات المفروضة تجهيزها بموادها الاولية و عوامل نجاحها لتطبيقها في الوقت المناسب دون حدوث فوضى عارمة كما هي المنتظر في كل لحظة وحال، اما في سوريا المشكلة اعقد و تداخلت الامور، و ما تتدخل فيه القوى العالمية و الاقليمية و مصالحها من جهة و وجود قوى معارضة اخرى مختلفة و مدعومة كل منها من طرف خارجي، فيحتاج التعامل معها لتخطيط و تنفيذ دقيق لتجنب التخبط و الهيجان في وقت حساس الذي يمكن ان يمر به العراق في حينه . الاهم هنا يمكننا ان نسال، هل الحل النهائي لاستئصال داعش هو انهاءه في الدولتين العراق و سوريا معا و ايجاد البديل له في البلدين معا ام لكل منهما ظروفه و يجب التعامل معه بخصوصية تامة ؟ ام الحل مربوط مع بعضه و لا يمكن احلال السلام في العراق دون الحل النهائي للقضية السورية كثورة مشتعلة منذ سنين و كداعش و هو مشكلة العصر فيها ؟ و هذا يحتاج لقرار و عمل بخطة متفق عليها داخليا للبلدين و اقليميا لتجهيز ما يلزم لانجازها و تطبيقها و هذا ما يحتم عمل هذا التحالف الذي انكبت امريكا على انبثاقه من اجل اهداف عديدة و منها استئصال داعش بشروط كثيرة ليكون في النهاية لمصلحتها و ما يجب ان يكون فيه الشرق الاوسط و خارطته الجديدة . وفق ما موجود على الارض العراقي و تاريخه و المكونات و التركيبة الموزائيكية لشعبه، لا يمكن ان يسيطر المركز بقوة مفرطة على كافة اجزاءه كما اثبته هذه السنين و ما حلٌ به، و ان حاول على تلط الطريقة الفاشلة ستدوم المشاكل و تستعصى اكثر، فيجب ان يؤخذ هذا بعين الاعتبار في دراسة كل حل مناسب لما وقع فيه العراق و المناطق التي احتله داعش بالذات، لما كان العراق بشكل عام و المنطقة المحتلة من قبل داعش بشكل خاص يعيش في حالة احتقان و اضطراب و احتجاج مستمر نتيجة فشل حكومة المالكي المطلق في ادارتها و الخطوات التي اتخذته تجاهها . و عليه، اضافة الى تحالف جدة و مؤتمر باريس، فيحتاج الوضع الداخلي العراقي الى البحث العلمي الجدي في ايجاد الحل المناسب للخروج باقل خسارة و هذا يمكن ان يفرض عليه انعقاد مؤتمر عام يشمل كافة القوى الموجودة و المؤثرة في المناطق المحتلة من قبل داعش و من كوردستان و الوسط و الجنوب العراقي ايضا و بمشاركة الحكومة المركزية و امريكا و الدول الاقليمية المشاركة في تحالف جدة و ما سينتجه مؤتمر باريس، لبحث و التوافق على جدول عمل و الخروج بخطة يتفق عليها كافة المعنيين و الموجودين على الارض و الملمين بشؤون العراق و من المهتمين بخروجه من المحنة، اما سوريا فانها تحتاج لمؤتمر خاص بذاتها لبحث ما يمكن العمل عليه، و من ثم البت في العمل على الارض اما بدءا من العراق او الاثنين معا . اما كيفية الحفاظ على الامن و الاستقرار الشامل المستمر في المنطقة المحتلة من العراق بعد تحريرها و بشكل نهائي، هذا بحث اخر يحتاج الى الدراسة المستفيضة من كافة الجوانب، و يتعلق الامر بالنظام العراقيو الشكل و النوع المناسب له لضمان مستقبله، و قلنا عنه كثيرا من قبل، و هو يحتاج لفدرالية حقيقية بكل معنى الكلمة من اللامركزية في الحكم و الحرية المتاحة لتلك المناطق الاقليمية في الجانب الاداري و الاقتصادي و بقوة ذاتية محافظة على شان المنطقة التي تُدار باهل المنطقة و تبقى الامور السيادية بيد المركز الذي يجب ان تكون من النخبة النزيهة العادلة للتعامل مع الاقاليم بعقلية عصرية متساوية الاهميةو متكافئة للجميع، ومن ثم البت في اعادة البناء الاقتصادي الاجتماعي و تنظيم العلاقات بين الاقاليم و المركز ومع بعضهم و العيش بسلام في كنتيجة نهائية .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يمكن ان يكون العبادي منقذا لما فيه العراق ؟
-
لماذا الاخطاء المتكررة للسلطة الكوردستانية ?
-
احلال البديل المناسب اصعب من انهاء داعش
-
اين المفر من هذه المنظومات الفاسدة ؟
-
مؤتمر جدة يؤسس لمابعد داعش
-
مؤتمر جدة يؤسس لابعد من داعش
-
ايٌ الاسلام هوالحقيقي مقابل عادات و تقاليد و ثقافة ؟
-
مَن نلوم غير المال و الراسمال و الملالي
-
من هو الشخص المناسب في المكان المناسب في العراق
-
خرجت امريكا من العراق من الشباك و عادت من الباب
-
التحالف الدولي ضد داعش و تعامله مع المحور الاخر
-
التخوف من السعودية ام ايران في المدى البعيد
-
من تكون القوة المهيمنة في ظل الفوضى العارمة في المنطقة
-
امام العبادي مهمة اصعب من سلفه
-
الارهاب يوثٌق المحاور و يفصلهم اكثر
-
هل من الممكن ان يعيش الشعب العراقي واقعيا
-
ما يميٌز الحكومة الجديدة
-
اللااستراتيجية اوباما هي الاستراتيجية الامريكية بعينها في ال
...
-
هل نتفائل لحال كوردستان و مستقبلها
-
كان من الاجدر ان تكون نسبة من الوزراء من الوجوه الجديدة
المزيد.....
-
مصر.. الدولار يتراجع لأدنى مستوى منذ تعويم الجنيه.. وخبراء ي
...
-
تركيا.. السجن 42 عاماً للسياسي الكردي صلاح الدين دميرتاش
-
البنتاغون: لم نغير موقفنا بشأن استخدام أوكرانيا للأسلحة الأم
...
-
-تعادل طوفان نوح-.. خبير مياه مصري يكشف عن كارثة تهدد السودا
...
-
الجزائر.. تطورات جديدة في قضية الرجل المفقود منذ حوالي 30 سن
...
-
انطلاق محادثات سلام بين حكومة جنوب السودان والمتمردين برعاية
...
-
زعيم -العمال البريطاني- يطلق حملته للانتخابات التشريعية
-
خبير عسكري: المقاومة تعرف كيف يفكر الاحتلال واستدراجها له اس
...
-
كتيبة طوباس تبث مشاهد تفجير عبوات ناسفة بآليات الاحتلال
-
-العدل الدولية- تنظر بطلب اتخاذ تدابير احترازية طارئة لوقف ح
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|