|
ال---- هو هي ، الحل ..؟!!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4394 - 2014 / 3 / 15 - 11:10
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
ال---- هو - هي ، الحل ..؟!! انسجاما مع امتحانات فهم المقروء في المدارس وامتحانات القبول للجامعات ، في اسرائيل على الاقل ، فقد أخترت أن أفتتح مقالتي بالسؤال التالي : أمامك مخزن كلمات ، اختر الأكثر ملائمة من بينها للجملة الواردة أعلاه . (مخزن الكلمات : العلمانية (بكسر وفتح العين ) ، الليبرالية ، الاسلام ، الديموقراطية ، الالحاد ، المسيحية ، اليهودية ، الاشتراكية ، الرأسمالية ، اللا - دينية ، الربوبية ، العرفانية ، الجهادية ، الدكتاتورية العادلة .) وفقط لرغبتي بعدم ازعاجكم ، لوضعت في المخزن كلمات أُخرى قد يرى البعض فيها الحل الأمثل لمُعضلات وصعوبات العالم العربي والاسلامي . وبداية أود القول بأن الحلول المُقترحة ، تحمل رؤيا نظرية وكتالوج لتطبيقها ، وبما أن الانسان هو المنفذ ، على ارض الواقع ، لهذه النظرية أو غيرها فسيكون تطبيقه لها نابعا من فهمه "الضيق " لها ، وقد ..واقول قد يُجّيرها لتصُب في صالحه الشخصي أو صالح مجموعته وطبقته . علما بأنني مُتيقظ الى حقيقة أن بعض المؤمنين بمصداقية هذا الحل أو غيره ، يعتقدون اعتقادا راسخا بحتمية انتصار "حلهم " أو نظريتهم . ولا يختلف في ذلك ، الاسلاميون عن متشددي الماركسيين ، ولا معتنقي نظرية المسيح المُنتظر من اليهود والمسيحيين عن شيعة الامام الغائب . كلهم يؤمنون بأن ما يعتقدونه ، فيه الخلاص للبشرية والانسانية من الظلم ، الاستبداد والطبقية ، والتي حوّلت قلة من الناس الى سادة يحكمون ويملكون وغالبية البشر الى "لا شيء" فعلا ، لا تملك ولا تحكم !! لماذا برأيكم هذا التخبط بين هذا النظام أو ذاك من منظومة الحلول ، أو بين أشكال الحُكم المُحبذة ؟؟ في رأيي ، بداية يجب تحديد معنى ومضامين المُصطلح " هو - هي الحل " ، الحل لماذا ؟ للأوضاع الاقتصادية المتردية ، الفقر ، المرض والجهل ؟ الحل لأزمة النظام السياسي ؟؟ والذي ما سقطت أنظمة شمولية بائسة حتى استبدلتها الجماهير برغبة وعن طيب خاطر بأنظمة أكثر شمولية ..!! يُحاول الزملاء ، ومن على صفحات هذا المنبر ، ايراد الحلول كل من مُنطلقاته ومُعتقداته ، للأزمة العالمية والمحلية ، وبنظرة سريعة على صدر الصفحة الاولى يُمكننا مُلاحظة الكم الكبير من المقالات والتي تطرح الحلول وتنتقد الواقع العربي الاسلامي . فمن بين المقالات المنشورة نجد بأن ثلثيها على الاقل تطرح "بدائل " أو تنتقد فكرا دينيا . ومع أنني من أنصار نقد الفكر الديني ، وكتبت كثيرا من المقالات في هذا المحور ، وكذلك في نقد الماركسية ، إلا أنني وكغيري من القراء ، لم نرَ تغيرا حاصلا ، لا في الفكر ولا المُمارسة السياسية في العالم العربي ، بل على العكس فالنقد أتى بردود فعل عكسية ، على غير ما "نشتهي " ..!! ولو حاولت البحث عن اجابة تُفسر هذه الظاهرة ، ظاهرة "الهروب " الى الحُلم " ، لقُلت بأن "الحُلم " يزود الحالم بطاقة على الاستمرار ، فالحلم بدولة طوباوية مثالية ، (على شاكلة الدولة الاسلامية ) ، يُعطي أملا لجماهير المسحوقين والمهمشين بأن "يوم خلاصهم " قريب !! صحيح بأنه وَهم ، لكنه وَهم لذيذ ..!! وكذا هو الحال مع العلمانية فهي حلم لذيذ ، لكن هل سيتحقق هذا الحلم قريبا ؟؟ المُشكلة ليست في المُعتقدات بل في المُمارسات ، فالنصوص المؤسسة للديانات فيها الكثير الجيد ، فعلى سبيل المثال ، لا اكراه في الدين ، هو نص واضح ، لكن من "يُطبقون "فهمهم للنصوص ويُصادرونها لصالح ايديولوجياتهم ، "يُلغونه " من ممارساتهم ..!! وكذا هو الحال مع دعاة "الحرية " ونشر "الديموقراطية " فأنهم وحين تتعارض مصالحهم معها ، يقومون بالغزو ونهب الثروات ، تحت مُسمى نشر الحرية ..!! ما زالت هذه الافكار والطروحات في طور الشعارات ، شعارات يستعملها المُخلصون والمنتفعون ، ولكي تتحول هذه الشعارات الى حقيقة ، يجب البدء بوضع خطة عمل واضحة ، لها برامج مرحلية للتطبيق واهدافا واضحة . في رأيي ليس المهم تحديد ما "هو الحل" ، ولكن المهم هو السبيل لتحقيقه ..!! والسبيل واضح ، هو الالتحام بالجماهير ، التواصل والتفاعل معها ومع همومها ، والدفاع عن حقوقها اليوم يومية ،وتثقيفها .. وتسليحها بالثقة في نفسها ، واعطائها الامل الحقيقي بأن المستقبل الذي ستصنعه بأيديها هو الحل ، وليس الماضي "مهما كان زاهيا " !! الحل بالعودة الى الحضن الدافئ للجماهير ، تثويرها وقيادتها نحو غد افضل ..!! وقد يقول قائل ، ومعه حق ، بأن هذا مجرد شعار أخر يُمكن ضمه الى مخزن الكلمات في اول المقال !! ولا اعتراض لدي بتاتا ...
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وأخيرا غرقت سفينة - نوح- ..!!
-
وظُلم ذوي القُربى ..شكرا للزميل غسان صابور.
-
الخُوار المُتَخلف ..!!
-
مُعاداة الشيوعية وهزيمة الاشتراكية ..
-
الذبح الحلال..
-
ظلال الجبال ..والاصطفاف ضد الاخوان .
-
ايغور ، بافل والمُستهلك العربي ..
-
- جرائم شرف -..أم جرائم قتل ؟؟!!
-
ألثُمُ أطرافَ رِدائك ..
-
مأساة ماركس ..!!
-
بيان سياسي ..!!
-
بروفايل للقتلة ..
-
راسل ، مالتوس وفناء الثُلث ..
-
الحوار المُتمدن وإعادة التدوير ..!!
-
حجابي كتابي
-
أوسَعتُهم سبا وأودوا بالابل ..!!
-
أنا وساعي البريد ..!!
-
ما هو مسرح البلاي –باك ؟
-
الروبوتيكا ، الماركسية وعلاقات الانتاج ..!!
-
قصص نساء عربيات ويهوديات على مسرح -البلاي باك-.
المزيد.....
-
الرسالة المفتوحة رقم 02 من المكتب السياسي لحزب التقدم والاشت
...
-
تجديد 15 يوم لمعتقلي “بانر التضامن مع غزة” بالإسكندرية
-
وقفة احتجاجية نادرة أمام البرلمان ضد فصل الموظفين بزعم تعاطي
...
-
الجامعة الوطنية للتعليم FNE التوجه الديمقراطي تساند وتدعم ال
...
-
وكالة حماية البيئة الأمريكية تحذر من زيادة الهجمات الإلكترون
...
-
عمدة نيويورك يبرر رد الشرطة العنيف على متظاهرين مؤيدين لفلسط
...
-
في الذكرى السابعة والثلاثين لمهدي عامل، المفكر والقيادي الثو
...
-
“مياه المنيا” تنهي تعاقد 5 موظفين بعد المطالبة بالتثبيت
-
أمن الدولة تجدد حبس عمال المحلة 15 يوم
-
للمطالبة بالتثبيت.. اعتصام موظفي تحصيل “مياه الشرب” بأسوان
المزيد.....
-
كيف درس لينين هيغل
/ حميد علي زاده
-
كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رؤية يسارية للأقتصاد المخطط .
/ حازم كويي
-
تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا
...
/ جيلاني الهمامي
-
كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع
...
/ شادي الشماوي
-
حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين
/ مالك ابوعليا
المزيد.....
|