أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - سأكتب إليك ...














المزيد.....

سأكتب إليك ...


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 15:44
المحور: الادب والفن
    


سأكتب إليك ...
آن الآوان كي أكتب إليك , كي أفرج عن بعض الحروف المعتقلة في قلبي , وأرسلها إليك , في رحلة غيابك .
أنا لم أستعجل رحيلك , أنتَ من وضع النقاط على الحروف , أنتَ من أختار من القصيدة بيت وانزوى فيه , أنا لم أطردك من قلبي , أنتَ خرجت بملء إرادتك .
لا تعذبني أكثر , لا أحتمل نظرات العتاب في عينيك.
أنا لمستُ جرحك , وغُصتُ في أعماقه .. بقربي لن تشفى , لا بد أن ترحل .
كان قراري .. نعم , لكنها دوافعك , وأسبابك .
أنا لم أعتد فتح جراحك واللهو فيها , أنا لم أنقب عن سعادتي داخل جراحك , أنا لم أنبش جرحاً غائراً يبكي منذ سنوات .
أنتَ من فعل !
وأنا رأفتُ بحالك , أشفقت على جرحك الملتهب , فهو لا ذنب له في صراعاتنا .
أنا , وأنتَ , خطان متوازيان , لا يلتقيان !
أنتَ انحنيتَ لقلبي بملء إرادتك , أقدر لك ذلك , ولكنِّي لا أرضاه , ولا أستطيع أن أنحني لقلبك , ولن أرضى صبرك عليَّ , وانتظارك كي تمطر السماء بعضاً من أناشيد الحب , فأتقمص واحدة منها ,
أرتديها في حضورك , وأخلعها لحظة الغياب.
ومع كل هذا الغياب , أنا ما زلت أنتظرك حافية القدمين على حافة العمر , لم أفارق البحر لحظة , أنتظر رسالة من عينين بلون البحر , وصفاء البحر , وزهو البحر , أنا ما زلت هنا , رهن حضورك , لم أتغيب , لم أنزوِ , ربما شُبِّه إليك ذلك !
لكنني بذات الوقت لن أطرق أبواباً موصدة في وجه الريح , لن أصارع الريح يا هذا , أتفهمني ؟
وإن عُدتَ بالذاكرة جيداً , ستجد أنني صارعت الريح لأجلك مراراً , لكنني الآن , لم أعد أستطيع ترتيل صلوات الحب على مسامعك , وأنت لم تفهم , لم تفهم , ولن تفهم ذلك .
أنا لن أعيد دولاب الحياة كي أعرض إليك ما خلفَّته رياحك المجنونة التي هبت ذات شتاء عاصف , أهوج, فاقتلعت كل أزهار المساء .
شمعة واحدة لا تكفي لإنارة كل هذا الظلام , شمعة واحدة لا تكفي , وأنت ترتدي قبعة المجهول , وتتسكع في طرقات قلبي , وتنظم إليَّ الأشعار .
وعليَّ أنا أن أفتح نوافذي للشمس الحارقة , للرياح الهوجاء , بينما أنت تستظل بمظلة قلبي , تحت أقبية ضلوعي , وداخل مسامات جلدي .
هذا ليس عدلاً ..
لذا , أنا قررت .. إما أن نقف سوياً في وجه الريح , أو نختبىء سوياً من سيول الشتاء العارمة .. طالما ليس في الخلف متاريس لنا , سوى أبواب السراب !
والآن اهنأ بغيابك , وأنا سأهنأ بانتظاري لك , ولكني لن أسِّلم وجهي للريح كي تعبث في ملامحه , وتعيد ترتيبها كما أنتَ تشاء .
استودعك الله أنتَ , والقبعة , والمجهول , وتراتيل الحب, وصلوات العشق على بيادق الريح , وأبواب السراب .



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علب الأيام
- إلى أشعار آخر
- حينما تغفو الفراشات
- العشاء الأخير
- أوراق أيلولية .. الورقة الثامنة عشر .
- الجغرافيا الجديدة
- لمن يرد أن يستمع !
- فقط .. لمن يرد أن يستمع !
- سلسلة أوراق أيلولية .. الورقة السابعة عشرة .
- للشمس سلام
- سلسلة أوراق أيلولية .. الورقة السادسة عشرة .
- أوراق للنعي
- ليَّ كل الغيم
- أجبني عن .. أسئلتي المشروعة ...
- أوراق أيلولية .. الورقة الخامسة عشر .
- في غرفة الإنعاش
- رقصة المطر
- أوراق أيلولية .. الورقة الرابعة عشر
- أوراق أيلولية .. الورقة الثالثة عشر .
- أوراق أيلولية .. الورقة الحادية عشر .. والورقة الثانية عشر


المزيد.....




- عرض جزائري لمسرحية -الدبلوماسي زودها-
- مترجمة باللغة العربية… مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161.. مواعيد ...
- علماء الفيزياء يثبتون أن نسيج العنكبوت عبارة عن -ميكروفون- ط ...
- بعد نزول مسلسل عثمان الحلقة 160 مترجمة عربي رسميا موعد الحلق ...
- الإعلان الأول.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25 على فيديو ...
- إلغاء حفل استقبال -شباب البومب- في الكويت جراء الازدحام وسط ...
- قيامة عثمان الحلقة 160 مترجمة باللغة العربية وتردد قناة الصع ...
- قمصان بلمسة مغربية تنزيلا لاتفاق بين شركة المانية ووزارة الث ...
- “ألحقوا اجهزوا” جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 للشعبتين ...
- الأبعاد التاريخية والتحولات الجيوستراتيجية.. كتاب -القضية ال ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - سأكتب إليك ...