أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - التحديثي الليبرالي والدين














المزيد.....

التحديثي الليبرالي والدين


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4331 - 2014 / 1 / 10 - 09:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تقيم المجتمعاتُ الكتابيةُ تناقضات حادةً بين التطور الحديث والأديان، هناك غرقٌ حارق أوهناك سلبيةٌ مدمرة. فإما عودة للتخلف والهلاك وإما هدمٌ للأديان.
المجتمعاتُ الكتابية التي جعلت كتبَها الدينية نماذجَ لتطورها وعقيدتها وتميزها عن الأمم الأخرى، تعكس مستويات تطور للأمم عبر العصور، نحتتَها من تجارب مريرة وصراعات كبيرة، كرستْ مصالحَها وعلاقاتها الاجتماعية بأشكال معينة، وكلٌ يرى إن طريقه الصحيح والحفاظ عليه هو وجودها الباقي وإيمانها الخالد.
تعكس هذه العقائد مستوياتٌ قديمة وفيها خيوط التطور الدقيقة المرهفة وجوانب من الحياة الأخلاقية العميقة.
وتوجهت النزعاتُ الحديثة الشكلانية لرفض الأديان وسحقها، فهي رثاث العصور ولابد من التخلي عنها، ويمكن أن تنشأ ثورات لهذا السحق، يبتر الماضي كله كما تقول وكما تلاقت تناقضات العصور وتناقضات البلدان الغربية والشرقية.
ولهذا فإن الكاتب الحداثي يغلقُ إذاعةَ القرآن حتى لا يسمعهُ أولادهُ الذين يجب أن يبتعدوا عن هذا العالم القديم.
يقول عن كتابٍ تراثي يدرسُ الإسلامَ كان يجب أن لا تُؤلفُ مثل هذا الأعمال.
هناك وهمٌ بأن الدين يزول، وهناك وهم مضاد أن الدين يجب يَسحقُ التطورَ الحديث المتغرب الكافر!
لكن الجانبين يصطرعان ويُحدثان فوضى، واضطراباتٍ في تطور البلدان الشرقية التي لم تحصل على تطور ديمقراطي وعمق ثقافي كاف، فقامت التوجهاتُ الشمولية في كلا الجانبين بالصراع مع الآخر.
الليبرالي الشكلاني يساير الدولَ الشمولية والمصالح الخاصة ويعتبر الدين تخلفاً خاصة الموجه ضد التوجهات الدينية الرسمية ويساند النزعات الحديثة بدون عمق وبمظاهر سطحية وبمصالح خاصة وقتية.
لا يجذر نزعته الليبرالية عبر التطورات العميقة للبشرية، أن تكون حفراً متسامحاً وعناية بالزهور الدقيقة الرائعة عبر العصور
الليبرالية المصلحية تقوم على وعي سطحي لا يقوم بدرس التاريخ الديني وتوجهاته وصراعاته، ولماذا ضعفت التوجهات التحديثية القديمة، وكيفية مواصلة التيارات عبر التاريخ ونقد الاشكال التغريبية المعاصرة التي لا تجمع بين الماضي والحاضر.
في الصراع بين لينين وتولستوي يظهر طابعُ التحديثي الإلغائي الذي يرى مسيحيةَ تولستوي زائلة ومضرة للتطور، مثلما يرى تولستوي طفوليةَ (الشيوعية) دون عداء قتالي.
لم تأخذ أفكارُ لينين الديانةَ المسيحية بقراءة مركبة، وظهرت له فقط كتقاليد إقطاعية مسيطرة رثة يجب أن تزول كلها. وإذا كان هذا هو الشكل الرسمي الذي سيطر على التطور التاريخي السياسي من قبل القوى العليا فإن حياة المسيحيين كلها ليست مدموغة بهذا الطابع الوحيد.
وفيما صارعت (الشيوعية) التخلفَ الاقتصادي والاجتماعي وعبرتْ لمستويات متقدمة، لم تستطع أن تزيل المسيحية، بل تدهور هذا الشكل السياسي الصارم نفسه.
وروايات تولستوي لم تزل مقروءة ومحبوبة ومُثُل التعاون والحب بين البشر ورفع الظلم عن الفلاح كانت قضاياه الرئيسية مصوراً فيها نضالات الفلاحين المعاصرين في ظروفهم الرهيبة. لم يستطع تولستوي أن يظهر (الموجيك) لأول مرة فقط بل كفاح البشر العاملين.
ولهذا لم يستطع ماوتسي تونغ أن يحتضن الدلاي لاما، وغدا الصراع العنيف بين القومية الصينية وأهل التبت يظهر كصراع بين الحداثة والتخلف.
وهذا ما رفضه غاندي عبر احترام كافة التيارات الدينية والقديمة وتعايشها، مما لم يسبب كوارث وحروبا رهيبة عبر العقود بين تلك التوجهات المتضادة الحادة.
رغم أنه لم ينتم للطبقات الشعبية بل صعّد طبقةً عامة ظلت تهيمن على الهند من موقع متمايز لكنها بقيت في هذه الهيمنة متيحة للقوى الأخرى المشاركة.
هذا نوع من التحديثي الليبرالي الوطني ذي البعد الواسع تغلب على ممثلي القوى الشعبية على المسرح السياسي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخادعون
- ضعفُ العقلِ النقدي
- توسعُ الانهيارِ العربي
- غيابُ التحالفِ بين المدينةِ والقرية
- معارضةٌ على الجانبين
- رواية (المعطف) بنيةٌ مفككةٌ ومجتمعٌ مفككٌ
- دستوريون ضد الديمقراطية
- الدساتيرُ والشعوبُ
- من يدفع الفاتورة؟
- رأسماليةٌ واقتصادٌ حكومي، كيف؟
- نقادٌ مذعورون
- حالةُ انفصامٍ مذهبية سياسية
- رموزٌ معتمةٌ لفئةٍ وسطى
- المسألةُ ليستْ المذهبية!
- تحللٌ وإنتهازيةٌ
- إعادةُ نظرٍ نقديةٍ شجاعةٍ لتاريخ
- الروحانيةُ خلاقةٌ
- ثقافةٌ غير بناءة
- إشكاليةُ التوحيدِ
- الهروبُ من العلمانية!


المزيد.....




- انتخابات 2024 ودعم إسرائيل.. لمن سيصوت اليهود الأميركيون؟
- أمين عام حزب الله اللبناني يبرق إلى المرشد الأعلى الإيراني م ...
- أمين عام حزب الله اللبناني يبرق إلى المرشد الأعلى الإيراني م ...
- فرحة الأولاد كلها مع قناة طيور الجنة! استقبل التردد الجديد ع ...
- القوى الوطنية والإسلامية تدعو إلى تضافر الجهود لوقف جرائم ال ...
- -فرنسا، تحبها ولكنك ترحل عنها-... لماذا يختار مسلمون ذوو كفا ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة لإيران بعد تغريده بالفارسية
- “ثبت وناسة وطيور الجنة”.. أهم ترددات قنوات الأطفال الجديدة 2 ...
- صالحي: الشهيد الرئيس رئيسي خسارة عظيمة للأمة الإسلامية +فيدي ...
- قائد الثورة الاسلامية يعزي باستشهاد رئيس الجمهورية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - التحديثي الليبرالي والدين