أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود روفائيل خشبة - رسالة مفتوحة إلى يسرى فودة














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى يسرى فودة


داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 4187 - 2013 / 8 / 17 - 20:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خطاب مفتوح إلى يسرى فودة
داود روفائيل خشبة

عزيزى الأستاذ يسرى فودة
ما أظننى بحاجة لأن أبدأ بالمقدمة التقليدية فى مثل هذا الخطاب فأؤكد كم أحترمك وأعزك، فإن هذا سيظهر فى ثنايا خطابى. لكنى، لكى لا يساء فهم ما أقول، بحاجة لأن أؤكد عمق إيمانى بالمبادئ التى تقوم على أساسها "تغريدتك" التى تتحدث فيها عن "حل سياسى مجتمعى فى إطار دولة القانون" والتى تقرر فيها أن "من لا ينتصر لحرمة الدم يكتوى بنارها لاحقا".
ثمة ملاحظة تمهيدية أخرى لا بد منها. إننى أعترف بجهلى الفادح بالأمور السياسية، حتى أنى فى المعتاد قليل الاهتمام بمتابعة الأحداث والتطورات فى الصعيد السياسى، وأنا لا أدعى معرفة ولا علما بخلفيات أو بخبايا هذا الذى يجرى فى بلادنا الآن، فالأمر كله فى عقلى ملتبس، غائم، مشوّش.
أعود إلى المبادئ التى انطوت عليها كلمتك، فأؤكد من جديد عمق إيمانى بهذه المبادئ، لكنى بعد صراع مع النفس أليم مرير على مدى عمر طويل انتهيت إلى قناعة بأنه رغم أن المبادئ مطلقة فى حيّز العقل إلا أنه فى عالم الواقع الذى يعتوره النقص فى صميمه وتشيع فى أصل كينونته التناقضات، لا مفر من أن تمتد النسبية للمبادئ متى لامست عالم الواقع. لهذا نجد مبادئ هى مطلقة فى ذاتها تتصادم فى عالم الواقع، ولن أسترسل هنا لذكر الأمثلة لذلك.
نعود إلى موضوعنا. نتحدث عن "حل سياسى مجتمعى فى إطار دولة القانون". ألا يقوم ذلك على فرضية خضوع طرفى أو أطراف النزاع أو الصراع لدولة القانون؟ كيف يمكن الوصول إلى حل سياسى مع جماعة رافضة فى الأساس ومن حيث المبدأ لدولة القانون؟ ولا أظننى فى حاجة للإفاضة فى شرح هذا. أظن أنه من الواضح لكل مراقب موضوعى أن الإخوان المسلمين يقاتلون بميليشيات مسلحة لا تراعى لا المجتمع ولا الوطن ولا الدولة ولا القانون.
إن وضع جماعة الإخوان المسلمين يضاهى تماما وضع قوة خارجية تصرّ على بسط سيطرتها على دولة مجاورة. لنتصوّر أن إسرائيل وصلت إلى حد من القوّة أو وصلنا نحن إلى حد من الضعف جعل قادتها يرون أن الفرصة ملائمة لجعل مصر دولة تابعة للسلطة الإسرائلية فأخذوا يتحرشون ويعتدون فى سبيل تحقيق غايتهم — حتى فى هذه الحالة لا بأس بأن نفسح المجال للتباحث والتفاوض فى محاولة للوصول إلى حل سلمى، فإذا لم تغيّر هذه المحاولات من توجّه الدولة الإسرائيلية، فماذا يكون بعد ذلك؟
لقد جاءت وفود من الغرب وبُذلت محاولات من أطراف فى الداخل لإيجاد "حل سياسى مجتمعى فى إطار دولة القانون"، لكن كان من الواضح أن الإخوان يصرون على مطلب واحد: أن يعودوا إلى السلطة. فلو أنهم عادوا أما كانوا يمضون فى طريقهم الذى بدأوه ليؤسسوا دولتهم الثيوقراطية التى تدوم إلى يوم يبعثون؟
ربما كان توقيت فض اعتصام رابعة والنهضة خطأ. ربما كانت خطة الأمن والجيش لفض الاعتصام ولما يلى فض الاعتصام معيبة. ربما يكون الأمن قد تهوّر واستخدم القوّة بصورة مفرطة. ربما كان أعداد القتلى أضعاف الأرقام المعلنة. إننى أعلنت أنى لا أدعى معرفة ولا علما. كل هذا ممكن وليس هذا ما أناقشه. ما أناقشه هو: هل يمكن من حيث المبدأ الوصول إلى حل سلمى مع طرف لا يعترف حتى بحق الوجود للطرف الآخر ويعتقد أنه يملك من القوّة ما يمكنه من فرض سيطرته ويصر على الوصول لغايته مهما كان الثمن؟
أحييك تحية خالصة.
داود روفائيل خشبة
مدينة 6 أكتوبر، 17 أغسطس 2013



#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعا عن البرادعى
- التيار الإسلامى فى لجنة الدستور
- نقط فوق الحروف
- إلى باسم يوسف: كلمة هادئة
- زمن الفعل
- حدود التنظير
- كل منا له دور يؤديه
- حول الإعلان الدستورى
- الثبات على المبدأ وتجمّد الرأى
- لنحذر الباطل المتدثر بالحق
- فى أعقاب 30 يونية
- فى انتظار 30 يونية
- نوعان من الترجمة
- توافق ما لا يتوافق
- لقطة
- من هم العلماء؟
- اعتراف واعتذار
- فى لغة القرآن (2) قصار السور
- فى لغة القرآن (1) مقدمة
- أين الثورة؟


المزيد.....




- البيت الأبيض: بايدن سيستخدم الفيتو ضد مشروع قانون يلزمه بإرس ...
- بوتين: نقيم إيجابيا الرؤية الصينية للتسوية في أوكرانيا
- بعد نشر فيديو لعملية ألحقت خسائر بالجيش الإسرائيلي..-حزب الل ...
- -حزب الله- اللبناني ينعى عنصرا في صفوفه بعد غارة إسرائيلية ا ...
- مسؤول أمريكي: بايدن في موقف محرج لأنه يدعم إسرائيل في حرب لا ...
- 43 شهيدا في قصف مدرسة تابعة لأونروا بمخيم النصيرات وسط غزة
- واشنطن.. حزمة أسلحة جديدة لإسرائيل و-فيتو- مرتقب بشأن الحزمة ...
- إلى أين ينزح الغزيون من رفح؟
- بلينكن من كييف: بوتين سيدفع ثمن ما دمره في أوكرانيا
- تقدم روسي بخاركوف.. وبلينكن يطمئن زيلينسكي بمواصلة الدعم


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود روفائيل خشبة - رسالة مفتوحة إلى يسرى فودة